Quantcast
Channel: Sudanese Online:سودانيز اون لاين :
Viewing all 1667 articles
Browse latest View live

وقفة مع الذات - بقلم الإمام الصادق المهدي

$
0
0

بسم الله الرحمن الرحيم
وقفة مع الذات لعام مضى وعام آت
الإمام الصادق المهدي
24 ديسمبر 2013م
 
أشكر مكتبي وفي هذا العام أسرتي لوالدي أن أحيوا ذكرى ميلادي:
كلُّ امرىءٍ يولي الجَميلَ مُحَبَّبٌ        وَكُلُّ مَكانٍ يُنْبِتُ العِزَّ طَيّبُ
قال شاعر متشائم:
ضَحِكنا، وكان الضّحكُ منّا سفاهةً      وحُقّ لسُكّانِ البَسيطةِ أن يَبكُوا
يحَطّمُنا رَيْبُ الزّمانِ كأنّنا زُجاجٌ       ولكن لا يُعـــــــــــــــادُ له سَبْكُ             
ولكن الإنسان يخلد روحياً وتخلده أعماله وتتجدد حياته النفسية والحسية في ذريته.
إذا كانت ذكرى الميلاد للتباهي الشخصي وتقديم الهدايا وجعل صاحبها أو صاحبتها محط الأنظار فهي نوع من الترف الاجتماعي الضار. ولكن إذا كانت الذكرى مناسبة لوقفة مع الذات من باب (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)[1]، ومن باب تقديم كشف حساب والمساءلة فهي حميدة، فالنقد الذاتي أكبر وسيلة للبناء عرفها الإنسان.
1.    من الناحية الفكرية أسائل عما حققت في إطار مهمتي المزدوجة وهي:
(‌أ)           المرافعة عن المهدية وصحة الدعوة لا عن طريق تصحيح الـ 23 حديث التي وردت في صحاح أبي داود، وابن ماجة، والترمذي ولكن عن طريق اعتبار المهدية هي وظيفة إحياء الدين.
أقوى مدرسة شيعية هي الإثنى عشرية التي تعتبر الحفيد التاسع للإمام حسين الذي اختفى قبل 14 قرناً سيعود هو نفسه مهدياً، هذه عقيدة ولأصحابها حرية الاعتقاد، ولكن لا يسمح بها قوله تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ* كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)[2].
وأقوى مدرسة لدى أهل السنة في المهدية أن المهدي يظهر في آخر الزمان، ولكن لا يسمح بذلك قوله تعالى: (فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ)[3]. نقبت في دفاتر المهدية فاتضح لي جلياً أن دعوته هي إحياء الدين ووضع ضابطاً لتعاليهما بالالتزام بالكتاب والسنة ونبذ ما يتناقض معهما، وخطاب الدعوة لكل أهل القبلة امتثالاً لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ)[4]، ومع أن صاحبها قد انطلق من خطاب غيبي فإنه خطاب قرآءني: (وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ)[5]. هذه المعاني تمحو عن الدعوة صفة الطائفية وتجعلها خطاب إحياء للدين لكافة أهل الإيمان بضوابط الكتاب والسنة.
(‌ب)      المهمة الفكرية الثانية هي الانتصار للإسلام باعتباره دين الإنسانية الذي يحتضن أرقى ما اهتدت إليه الإنسانية الصاعدة، الإسلام يحيط بضرورات الإنسانية العشر ويستجيب لها بصورة تتكامل مع إنجازات الإنسانية وتعطيها أساساً أخلاقياً وروحياً.
اجتهاداتي هذا العام واصلت هذه المرافعة، وأعد مكتبي كتاباً ضخماً جامعاً لحصيلة هذا العام بعنوان (حصاد العام 2013).
2.    الحصيلة السياسية: عندما قام انقلاب 30 يونيو 1989م صب الانقلابيون جام غضبهم على شخصي مع أنني كنت أقود حكومة ائتلافية، واستمر النظام يلاحقنا بكل الوسائل، ما أدى الاستقطاب الحاد لمعارضتنا للنظام حتى مقابلة العنف بالعنف.
ولدى افتراق كلمة الانقلابيين في عام 1999م مدوا يدهم لنا ما فتح باب حوار أثمر نداء الوطن. هذا النداء أتاح لنا فرصة العمل من الداخل، ولكنه لم يحقق التحول المطلوب، بل أتاح للنظام فرصة التآمر ضدنا، تآمر بدد نتائجه صمودنا وتفرق أصحابه أيدي سبأ.
وبعد إبرام اتفاقية السلام في 2005م أجرى النظام تنازلات استقطبت بموجبها الحركة الشعبية لتحرير السودان، وانخرطت في صفه أحزاب التجمع الوطني الديمقراطي، وانبهر كثيرون باتفاقية السلام، ولكننا انفردنا بنقد موضوعي لاتفاقية السلام، وقلنا بحجة قوية إن الاتفاقية لن تحقق الأهداف الثلاثة المعلنة: السلام، والوحدة، والتحول الديمقراطي. وبالفعل، في يوليو 2011م انفصل الجنوب وكوّن دولة مستقلة.  وأخفقت إدارة بروتوكولات أبيي، وجنوب كردفان، وجنوب النيل الأزرق ما أدى لاشتعال الحرب في تلك الجبهات. كما استغل المؤتمر الوطني أغلبيته التشريعية والتنفيذية ليحول دون إجراءات التحول الديمقراطي كافة.
العجز في إدارة مشروع سلام دارفور حقق اتفاقيات جزئية لا سيما اتفاق الدوحة، ولكن الذين لم يوقعوا على اتفاق الدوحة من جماعات دارفور والحركة الشعبية جناح الشمال كونوا في عام 2012م الجبهة الثورية التي صعدت موقفها بإعلانها إسقاط النظام بالقوة.
موقفنا السياسي الذي بلورته تطورات العام الجاري هو:
(‌أ)      النظام الذي أسسه انقلاب يونيو 1989م هو المسؤول الأكبر عن انفصال الجنوب، وعن حريق دارفور، وعن الحروب الأخرى، وكذلك هو مسؤول عن تردي الحالة الاقتصادية في البلاد وعن عزلة البلاد دولياً وإنه المسؤول عن ما آلت إليه حالة الخدمة المدنية وحالة القوى النظامية ولا يجدى معه التلفيق بل المطلب الشعبي العادل هو قيام نظام جديد من القاعدة للقمة. طرحنا مشروع ميثاق النظام الجديد للناس كافة ونسعى لجمع الصف الوطني حوله فإذا تحقق ذلك الاتفاق نعمل جميعاً لضغوط شعبية حركية تستخدم الاعتصامات والمواكب والمذكرات أي كل الوسائل ما عدا العنف والاستنصار بالخارج.  وتقديرنا أن هذا الموقف والضغط الحركي سوف يجر النظام إلى خريطة طريق نحو السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل على نحو ما حدث في جنوب أفريقيا عام 1992م أو سوف يحقق انتفاضة شعبية سلمية.
(‌ب) وعندما التهب الشارع السياسي في سبتمبر الماضي كان موقفنا هو:
o       رفض زيادات الضرائب واعتبارها وسيلة لتحميل المواطن أخطاء سياسات النظام.
o      أن التحرك الشعبي للتعبير عن رفض تلك السياسات مشروع.
o      أن استخدام العنف ضد المتظاهرين عدوان على حقوق الإنسان.
o      انخرط كثير من شبابنا في المظاهرات وانفردنا بتأبين شعبي كبير للشهداء. ولكننا على مستوى القيادة لم نخرج للشارع ولم نحرض الآخرين علناً على التظاهر.
بعض الناس يقارنون بأحداث الربيع العربي، لدى نضج الظروف فإن مليونيات الربيع العربي لم تكن محتاجة لمحرضين.
شباب الربيع العربي الآن من أكثر الناس إحباطاً لأن ثوراتهم بغير قيادة محددة، وبغير برامج محددة، أتت بنتائج محبطة.
أخطاء النظام مستمرة والعجز عن حل مشكلات البلاد كذلك، وسوف تستمر كذلك التحركات الرافضة والمعارضة إلى أن تبلغ كتلة حرجة حاسمة.
سنواصل جمع الصف حول النظام الجديد وسوف نتحرك وفق خطة مشروع ميثاق النظام الجديد ولا نحجر حق غيرنا في أية مبادرات تحقق مطالب الشعب، ولكن كما قال الحكيم الصيني: من لا يدرك الهدف لن يجد الطريق.
3.    كنا أول من اتصل علناً بالجبهة الثورية في زيارة وفدنا لكمبالا في يوليو 2012م، وفي لقائنا معهم في لندن في نوفمبر 2012م.وموقفنا معهم هو ضرورة التخلي عن إطاحة النظام بالقوة لأن هذا الهدف إن أمكن تحقيقه فسوف يكون ملتزماً ببرامج انتقائي وتسنده فصائل تكوينها انتقائي وكما قال حكيم الهند: من أقام حكماً بالقوة سوف يحافظ عليه بالقوة.
4.    من نتائج موقفنا المبدئي الصامد أن كثيراً من القوى السياسية والمدنية كانت تدعم النظام بما في ذلك فصائل من الحزب الحاكم صاروا يعملون من أجل مطالب مطابقة للأجندة الوطنية التي حددناها. الفصائل التي رفعت يدها من أجندات الحزب الحاكم بلغت حتى الآن ثمانية، والنزيف مستمر. ومن النتائج الإيجابية أيضا إصدار الاتحاد الأوربي في يوليو 2012م دعوة صريحة لحل للمسألة السودانية يطابق الأجندة الوطنية التي أعلناها. وأصدر ممثلان لمجلس السلم الأمريكي مذكرة فحواها:
·        يحتاج السودان عاجلاً الانخراط في حوار قومي وعملية إصلاح يقودها السودانيون ويدعهما المجتمع الدولي.
·        يجب أن تكون العملية شاملة بدرجة كبيرة لتضم عناصر من النظام الحالي والإسلاميين وكل مجموعات المعارضة المسلحة وغير المسلحة.
هكذا شدت أجندتنا الوطنية إليها الرأي العام الداخلي والخارجي. هذا الموقف الناجح هو الذي قررته مؤسسات حزب الأمة وتعمل من أجله قياداته. المخالفون سواء بالانخراط في النظام أو في الجبهة الثورية لا يمثلون حزب الأمة مهما كانت أسماؤهم.
إنك لا تعرف الحق بالرجال، أعرف الحق تعرف أهله.
5.    في آخر اجتماع للهيئة المركزية لحزب الأمة تبنت المنصة أن يكون تنصيب الأمين العام للحزب وفاقياً، وقد كان، ولكن الخطأ أن المنصة لم تفصل استحقاقات الأمانة العامة الوفاقية ما أدى لعثرات اجتهدنا لإزالتها بوسائل ديمقراطية لا بالأمر والنهي. وعبر محطات معينة صرنا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق هذا الهدف. هذا التعثر انعكس كذلك على تفسير لوائح المكتب السياسي، واتفق على تكوين لجنة تحكيم والتزم الجميع باحترام قرارها، فرغت اللجنة من تحكيمها ويرجى أن تحل هذه المشكلة قبل اجتماع المكتب الساسي القادم. هذه العثرات جزء من العملية الديمقراطية التي نحرص على حمايتها مهما كلفتنا من مشقة. ناس "أم رَخَم الله"راهنوا على استثمار تلك العثرات في أجندات غير مشروعة، ولكن الاختلافات في مسائل جزئية لم تمس شرعية المؤسسات ولا التزام الكافة بالاستراتيجية.
6.    في نص البيعة وفي تنظيم الأنصار تمت ثورة هادئة جعلت القرار مؤسسياً وحافظت على التربية الجهادية كالتزام دفاعي وعلى سلامة العبادات وعلى حفظ القرآن، ولكن تطوير الهيئة في المجال الخدمي والصحي والتعليمي ما زال قاصراً. ورغم شح الإمكانات قامت الهيئة بدور مهم للإغاثة أثناء نكبة السيول والأمطار، ومارست نشاطاً فكرياً مؤثراً في التصدي للنشاط التكفيري، وفي مجال تبني قضية تحرير المرأة. وأمام الهيئة تحديان مهمان هما إقامة البقعة الجديدة والمقبرة النموذجية ومشروع الجزيرة أبا الجديدة. كأنشطة في مجال التنمية الحضرية والتنمية الريفية.
7.     الرحلات الخارجية: عدد رحلاتي الخارجية في عام 2013م أقل منها في عام 2012م ولم تتجاوز الستة:
أولاً: كنا في نادي مدريد قد نظمنا بعثات لدراسة الأوضاع في ست دول عربية في الفترة (2006-2008م) واختتمت الدراسة بملتقى في البحر الميت ضم ممثلين لأحزاب حكومات ومعارضة ومنظمات مجتمع مدني، هذا اللقاء أصدر إعلان البحر الميت الذي جاء فيه أن البلدان العربية تواجه احتقاناً حاداً بين الحكام والشعوب ودعوناهم لحوار جاد يضع خريطة طريق لإصلاح سياسي وإلا مع ظروف الاحتقان سوف يقع الانفجار، كان هذا الإعلان في يناير 2008م، بعد عامين تفجرت الأوضاع في الثورة التونسية ثم المصرية وما تلاهما.
حول هذه الأحداث أصدرنا كتيباً صغيراً بعنوان: (بلاغ الثورة الناعمة)، وكتاباً بعنوان: (معالم الفجر الجديد).
قلنا إن هذه الثورات تعبير عن تطلعات الشعوب للحرية ولكنها بلا قيادة وبلا برامج، وقلنا ينبغي أن تكمل القوى السياسية النقائص وأن تتفق على ميثاق وطني كخريطة طريق لبناء الوطن، ثم يوضع الدستور، ثم تجرى الانتخابات.
القوى السياسية في تونس كانت الأقرب لهذا السناريو والمصرية كانت الأبعد.
في مصر كان قرار الأخوان المسلمين السير بحذر ولكن يبدو أنهم استمعوا لدعاة التجربة السودانية أن يقدموا على رسالتهم وأن يحموها بالتمكين كما فعلوا في السودان. نعم حققوا انتصاراً انتخابياً ولكنهم لم يدركوا بالقدر الكافي الاصطفاف المضاد لهم، كان أهم دلائل السقوط في هاوية التمكين الإعلان الدستوري الصادر من رئيس الجمهورية في 21 نوفمبر 2012م. في معارضة هذا الإعلان بدأت حملة تمرد. حاولنا نصحهم واقترحنا إلغاء الإعلان الدستوري، ومراجعة بعض بنود الدستور الجديد، وتكوين حكومة انتقالية جامعة.
كان الرئيس السابق محمد مرسي مستعداً لدراسة المقترح ولكن قيادة الأخوان لم توافق.
في بلداننا اليوم اشتباكات ذات ثلاث شعب: اشتباك إسلامي/ علماني، وآخر سني/ شيعي، وثالث أخواني/ سلفي.
كثيرون الآن شخصوا هذه الاشتباكات، ونرى ضرورة إجراء كافة الأطراف مراجعات لتمكين الجميع من التعايش إذ لا يمكن لأي طرف في هذه المعادلات أن يلغي الآخر وإذا حاول سوف يكون ذلك على حساب الممارسة الديمقراطية ويفتح أبواب التدخل الأجنبي.
ثانياً: في عام 2006م شرفني معهد الدراسات الموضوعية في الهند باختياري ضمن 26 شخصاً باعتبارنا قادة عظام للعالم الإسلامي في القرن العشرين تحت عنوان (قادة وحكام)، القائمة فيها مائة شخص اختيروا لتخصصات مختلفة في كتاب (مائة قائد إسلامي عظيم في القرن العشرين)، وكان ترتيبي بين الـ 26 الخامس.
المحررون لهذا الاختيار هم العلماء:  د. محمد منظور عالم، وبروف زد إم خان، وبروف إيه آر مؤمن، بروف منظور أحمد، ود. شوكت علا خان، وبروف زد إيه نظامي.
وفي حيثيات الاختيار استعرضوا أدائي الفكري والعملي بصورة محيطة وما واجهت من مشقة في حياتي، ثم قالوا: على الرغم من كل ذلك امتلك الصادق القدرة على التماسك ليصمد ويقاوم الضغوط المتنوعة مبرهناً عن همة استثنائية "كقائد عظيم في القرن العشرين".
بعد ذلك توالت تكريمات ومشاركات في المجال الأفريقي، والعربي، والإسلامي، والأوربي، وأخيرا كانت جائزة قوسي.
إن احتفاء أهلي في السودان من كل المشارب والاتجاهات كان أعظم من قوسي نفسها لعل أهلنا في السودان من فرط "مرمطة"اسم السودان الحالية وجدوا في هذه الجائزة ضياء في ظلام دامس. على أية حال لهم جميعاً مني شكر بلا حدود.
أهم ما في الجوائز التي نلتها أن حيثياتها تشيد بدوري في إحياء حضارتنا لا على حسابها، لأن بعض الجوائز منحت لأشخاص تقديراً لدور منتقص من حضارتهم، مثلاً: نجيب محفوظ وهو روائي صور الواقع الاجتماعي المصري بصورة حية ويستحق التكريم ولكن في حيثيات تكريمه أشادوا برواية (أولاد حارتنا) وهي رواية سخيفة تتتبع قصص الأنبياء بصورة سطحية وتوظفها باعتبار الدين مرحلة تخلف إنساني يحل محله العلم في تقليد لآراء الفيلسوف الفرنسي أوغست كومت. وتكريم سلمان رشدي على رواية أكثر سطحية وسخفاً من أولاد حارتنا أي رواية: (آيات شيطانية). أو السيدة الصومالية أيان هيرسي على التي نشرت مذكراتها بعنوان: كافرة. وقال عنها رتشارد دوكنز: هذه السيدة من عظماء أبطال هذا الزمان.
8.    نداءات: ولأهمية الظروف التي نمر بها فإنني أختم هذا الخطاب بنداءات:
نداء للمؤتمر الوطني: آن الأوان للتخلي عن العناد والانفراد والاستجابة لمطلب الشعب المشروع لإقامة نظام جديد يحقق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل، هذا الهدف وحده الذي يمكنكم من إنقاذ دوركم وخلاص الوطن.
نداء للجبهة الثورية: آن الأوان لتقبلوا إعلان المبادئ المقترح فإن فعلتم فنحن مستعدون للتحالف معكم لتحقيق مطالب الشعب.
نداء للقوى السياسية المعارضة لنظام العناد والانفراد، والتي نفضت يدها منه، لموقف إايجابي من مشروع ميثاق النظام الجديد.
نداء لأهلنا في الجنوب: أنتم تعلمون أن ضحايا الاقتتال الجنوبي الجنوبي كانوا إحصائياً أكبر من ضحايا الاقتتال الشمالي الجنوبي، وتعلمون كم ساهم الانقسام بين القوى السياسية الجنوبية في فشل اتفاقية سلام أديس أبابا لعام 1972م، وتدركون المواجهة داخل الحركة الشعبية التي وصلت ذروتها في عام 1991م ثم في عام 2004م في رمبيك، وتدركون كذلك الخلافات بين القوى السياسية الجنوبية أثناء الفترة الانتقالية 2005-2011م والتي اتصلت حتى المواجهة الأخيرة. هذه الخلافات تقف وراءها انتماءات قبلية وقوى مسلحة وتحالفات ما يجعل انهاءها بالقوة مستحيلاً، لذلك نناشدكم بأقوى صورة وقف إطلاق النار، وقبول لجنة أفريقية محايدة للتحقيق في الأحداث، ومساءلة الجناة، والتفاوض بين الفريقين لإيجاد حل وفاقي انتقالي يعقبه أجراء انتخابات حرة ليحسم الشعب خياراته. ويرجى أن يحرص الطرفان على المحافظة على تنفيذ الاتفاقيات بين الدولتين على ألا يقوم أي طرف بعرقلة إنتاج وترحيل البترول ولا بعرقلة التجارة والمراعي بين البلدين.
وسوف نعمل على امتناع السودان عن التدخل إلا فيما يتعلق بالصلح وحسن النوايا بين الطرفين.
نداء لأهلنا في مصر: الصراع الدائر الآن لا يمكن حسمه بالوسائل الإدارية والأمنية لأن فيه اختلافاً فكرياً وثقافياً وسياسياً وتصطف على جانبيه قوى اجتماعية متجذرة.  ينبغي أن يجري الطرف المدني مراجعات يدرك بموجبها أن الدين ليس مجرد شأن خاص، وأن لأصحاب الأجندات الدينية الحق في التعبير عن تطلعاتهم إذا التزموا بحقوق المواطنة المتساوية وبالآلية الديمقراطية. كما يجرى الطرف الإسلامي مراجعات يتخلى بموجبها من تكفير المجتمع وعن إقصائية التمكين وعن الثيوقراطية. هذه المراجعات كما اقترحناها بصورة أكثر تفصيلاً في ميثاق التعايش ضرورية للسلام الاجتماعي ولا مفر منها للمحافظة على الديمقراطية.
وفيما يتعلق بالمواجهات الحالية في مصر يرجى إجراء تحقيق عادل عما حدث في البلاد منذ 30 يونيو 2013م ووقف كافة مظاهر العنف وقبول الأخوان خريطة الطريق والانخراط في العملية السياسية وتطبيع أحوالهم. 
وفي الختام،
 لقد سرني أن فكرت أسرتي لوالدي أن تجمع بين الاحتفاء بمولدي وبتكريمي من قبل مؤسسة قوسي، وبين تكريم ابنة الأسرة الدكتورة لمياء أحمد محمد الحسن، تهنئة لها على اختيارها عميدة لكلية الطب بجامعة الأحفاد لتكون أول عميدة لكلية طب في السودان والعالم العربي. أتوجه لها ولوالدها البروفسور أحمد محمد الحسن ووالدتها وأخواتها ولزوجها صديق ولكلية الطب التي اختارتها بالتهنئة الحارة، راجياً لها كل تقدم وازدهار، فهي أهل للموقع الذي تقلدته راجياً أن تتواصل فتوحات المرأة السودانية ويتواصل كسبها لمطالبها المستحقة.
إن ما يدور في بلادنا من اقتتال قبلي ينبغي أن ينتهي بالصلح والوئام بين القبائل.
وكم يسرني أن يقبل شبابنا لنداء (أيها الجيل) فهم ذخيرة مستقبلنا.
كما أشكر أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة على تعاونهم معنا، فقد كانوا في الغالب عن حسن الظن بهم.
والسلام عليكم،
 

[1] سورة الضحى الآية (11)
[2] سورة الأنبياء الآية (34)
[3] سورة غافر الآية (85)
[4] سورة الصف الآية (14)
[5] سورة لقمان الآية (14)


المسيحيون:يحتفلون بأعياد الميلاد ويدعون للسلام والمحبة

$
0
0

المسيحيون:يحتفلون بأعياد الميلاد ويدعون للسلام والمحبة.

الخرطوم:حسين سعد

أحتفلت الطوائف المسيحية المختلفة صباح اليوم باعياد الميلاد وسط اهازيج الترانيم والصلوات والدعوات لوقف الحرب ونزيف الدم  وبسط السلام بين الجميع وئاماً ومحبة،وطاف المسيحيون فيما بينهم مهنئين بأعياد الميلاد وتغني المحتفلون بترانيم جاء منها(ليلة الميلاد هدية)و(عيد ميلادك يا يسوع - جايين وفى ايدينا شموع - تمسح من عنينا الدموع) وترنمية اخري(صوت الجرس يرن وسط البشر- ومن مكان بعيد ظهر الملاك- حتي الملائكة في السماء قد هتفوا بالترانيم علي الارض السلام وبين الناس المسرة) وشهدت صحيفة سيتيزن احتفالات اعياد الميلاد من داخل كنيسة المسيح السودانية بسوبا الاراضي أمس حيث قدم القس الياس عبد الرحيم التهاني والتبريكات لكافة المؤمنين ووصف يوم عيد الميلاد بانه يوماً عظيماً للمسيحيين.وفي الخرطوم قال رئيس الكنيسة الأسقفية الكاردينال قبريال الزبير أن رسالة الكنيسة هي العمل من أجل تحقيق السلام بين الناس لان الانقسامات لايقرها أي دين سماوي ولهذا نعمل بكل جهد من أجل وحدة المجتمع للعيش في سلام.وفي بحري قال وزير الثقافة الاتحادي الطيب حسن بدوي لدي مشاركته إحتفالات الكنيسة الإنجيلية بمحلية بحري بأعياد الكريسماس قال أن وزارته مهتمة بثقافة السلام والحب والتآخي بين الناس و أن الوطن كبير بأبنائه علي مختلف أطيافه.واعتبر بدوي إحتفالات الكريسماس بإنها مناسبة لتجديد الولاء للوطن.وكان رئيس دائرة الشؤون الاجتماعية بمجمع الفقه الإسلامي دكتور إسماعيل عثمان قدحذر من إقامة المناسبات الموسمية، «أعياد الكريسماس ورأس السنة». مشيراً إلى أنها تقود لتفشي الدعارة وتزايد أعداد الأطفال اللقطاء،لكن ناشطون في الحرية الدينية انتقدوا حديث اسماعيل وقالوا انه انتهاك لحقوق غير المسلمين وفتنة دينية ودعوة صريحة للكراهية.وأكدوا وجود استهداف ومضايقات  عديدة يتعرض لها المسيحيين بالسودان. مشيرين للاعتقالات السابقة التي طالت رجال الدين المسيحي وإغلاق بعض المراكز الثقافية والتعليمية التابعة لكنيسة بالاضافة الي منع الاحتفالات الدينية وعرقلتها وحرق مجمع كنيسة الجريف.وفي كتابه (تاريخ كنيسة المسيح السودانية 1913-1997) أكد القس اسماعيل بدر كوكو معاناة  بعض المبشرين من أبناء جبال النوبة المرارة والاضطهاد عندما عبرت الحرب الي منطقة  الجبال وفي منطقة (تبانيا) بمناطق الكرونقو حيث تم تعذيب المبشر جبرائيل توتو وذلك بربط  يديه وحرقهما لدرجة الشواء .وفي عام 1989 تم تعذيب المبشرجيمس حسين في دلامي ولم تنتصب يداه الا بعد شهورمن العلاج المتواصل.بالاضافة لتعذيب المبشرموسي جميزفي الدلنج 1996 لانه سافرمن الدلنج الي دلامي ليزور رعيته ويصلي معهم .ويضيف الكاتب أما الشاب سعيد  قديل فقد تعذب ايضا في دلامي عام 1994 لانه أحضركتب الاناجيل من الأبيض ليوزعها للمؤمنين في كدبر.وكان قبل ذلك في عام 1994 قد خرج الشيخ متي بوش من ابناء تبانيا خرج من سجن  كادقلي بعد ما قضي به وقتاً طويلا لانه كان يواصل خدمة التبشيروسط أهله.

 

لاجئون جنوبيون في طريقهم للسودان

$
0
0


 كشف والي النيل الأبيض يوسف الشنبلي، عن تحرك أعداد كبيرة من مواطني جنوب السودان الفارين من الحرب في طريقهم للسودان، وأكد أن أجهزة ولايته المختصة ستتعامل معهم حسب القانون الدولي الإنساني وستوفر لهم الخدمات الأساسية.
 ووجه الشنبلي السلطات الإدارية بمحليتي الجبلين والسلام الحدوديتين مع دولة الجنوب، بتحديد نقاط الاستقبال للاجئين الجنوبيين على خلفية الصراع الدائر بالدولة الوليدة.
 
 وأمر الوالي الأجهزة الأمنية بتسهيل حركة اللاجئين العابرين من جنوب السودان، عبر معبر جودة الحدودي. وأضاف أن مفوضية العون الإنساني تقوم بتوفير الخدمات الأساسية لهم.
 
 واتسعت دائرة القتال بجنوب السودان بعد اندلاعها في العاصمة جوبا لتشمل ولاية جونقلي، بجانب ولايتي الوحدة وأعالي النيل المتاخمتين للسودان.
 
 وحسب والي ولاية النيل الأبيض لوكالة السودان للأنباء، عقب تفقده المناطق الحدودية على طول الشريط الحدودي، فإن الولاية أعدت العدة للاطلاع بدورها الأمني والإنساني على الحدود.
 شبكة الشروق + وكالات
 

بيان المجتمع المدني السوداني والجنوب سوداني حول النزاع في جنوب السودان

$
0
0

 


 

جنيف، كمبالا، نيويورك، الثلاثاء 24 ديسمبر 2013

نعرب نحن الموقعون أدناه، ممثلو منظمات المجتمع المدني في السودان وجمهورية جنوب السودان، عن شعورنا العميق بالقلق إزاء المواجهات العسكرية التي اندلعت في جمهورية جنوب السودان يومي 15 و16 ديسمبر 2013.

كما نعرب عن انزعاجنا الشديد من العنف، الذي بدأ في جوبا، عاصمة جنوب السودان، وانتشر إلى أنحاء أخرى في البلاد. إن هذا التطور غير المتوقع للأحداث يهدد أسس الدولة الناشئة ويعرض أمن واستقرار مواطنيها لخطر شديد.

ونود أن نؤكد على إيماننا الراسخ بأن العنف وتدمير حياة الناس وأرزاقهم لا يخدم أي غرض، بل يعمق المشاكل الإنسانية ويعقد تحديات حقوق الإنسان التي تواجهها الحكومة والشعب، على حد سواء، في جنوب السودان.

كما نؤكد أيضاً على اقتناعنا التام بأن الحوار الحر والمنفتح، الرامي إلى التوصل إلى اتفاق تقبله كل الأطراف المعنية، والمبني على آراء مستنيرة، هو السبيل الوحيد لحل الخلافات السياسية الحالية في جنوب السوادان.

ولهذا فإننا ندعو القيادة السياسية في جمهورية جنوب السودان إلى أن تتخذ من مصالح وطموحات الشعب في العيش في سلام، وتقدم، وتنمية، وسعادة، رسالة وهدفاً أسمى لها. وهو ما يتطلب تضحيات سياسية أكبر من كل الأطراف المتنازعة في جنوب السودان؛ ونحن على ثقة من أن كل الأطراف المعنية في هذا الجزء من بلدنا، تتمتع بالجرأة اللازمة والحكمة للسعي من أجل تحقيق تلك الأهداف.

وندعو رئيس جمهورية جنوب السودان إلى إصدار قرار نافذ في الحال، بالإفراج عن كل المعتقلين بسبب التعبير عن آراء سياسية تنتقد أداء الحكومة، وأن يبدأ في عملية مصالحة وطنية، غير مشروطة، وحوار سياسي مع هؤلاء الأشخاص، ومع الآخرين الذين يحملون السلاح حالياً ضد الحكومة.

وندعو رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، خاصةً أعضاء مجموعة الإيقاد، إلى الاستمرار في التعامل مع الوضع في جنوب السودان بوصفه أولوية قصوى على أجنداتهم، وإلى بذل مساعيهم الحميدة وتدخلاتهم الشخصية لدى أطراف النزاع، بغية التوصل إلى تسوية سلمية قائمة على التفاوض للنزاع الحالي.

وندعو كل دول جوار جمهورية جنوب السودان إلى الإحجام عن التدخل في شؤونه الداخلية، أو تقديم الدعم العسكري أو ما شابه من دعم لأي طرف في النزاع، أو استغلال الوضع الحالي لتحقيق أي أغراض، بل ندعوهم إلى لعب دور إيجابي في دفع الحوار والمصالحة بين الأطراف، ومن أجل تحقيق السلام في جنوب السودان.

كذلك ندعو المجتمع الإنساني إلى مضاعفة ما يبذل من جهود لتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة، وتوفير المواد الأساسية التي تحتاجها أعداد متزايدة من المدنيين في أنحاء مختلفة من البلاد.

ويعرب الموقعون عن نعي بالغ الحزن والأسى للضحايا الذين سقطوا جراء النزاع الحالي، ومن بينهم عاملون في الأمم المتحدة، وأفراد في فريق حفظ السلام، فقدوا حياتهم أثناء تأدية الواجب.

الموقعون:
1. عبد الباقي جبريل: مركز دارفور للإغاثة والتوثيق
2. د. عبد الجبار آدم: منظمة دارفور الأمريكية لحقوق الإنسان
3. عبد المجيد هارون: HAND
4. بيل بطرس بيل: جمعية حقوق الإنسان للمناصرة – جنوب السودان
5. بشرى قمر حسين رحمة: منظمة حقوق الإنسان والتنمية – جنوب كردفان
6. فيصل الباقر: صحفيون لحقوق الإنسان – جهر، السودان
7. د. فاروق محمد إبراهيم: الهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات
8. حافظ محمد إسماعيل: أفريقيا العدالة - السودان
9. هالة الكارب: المدير الإقليمي، المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الأفريقي
10. د. حامد التيجاني علي: أستاذ مساعد، الجامعة الأمريكية بالقاهرة
11. جيمي مولا: أصوات من أجل السودان
12. د. لوقا بيونج دنج: مؤسسة كوش
13. محجوب محمد صالح: رئيس تحرير صحيفة الأيام
14. محمد عبد الله الدومة: Darfur Bar Association
15. د. محمد جلال هاشم: الجمعية السودانية للدفاع عن حرية الرأي والضمير
16. نبيل أديب عبدالله: المرصد السوداني لحقوق الإنسان
17. د. ندى مصطفى علي: أستاذ زائر، جامعة كلارك
18. نصر الدين عبد الباري: جامعة كولومبيا
19. نعمات أحمداي: Darfur Women Action Group
20. عثمان حميدة: المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام
21. رشيد سعيد يعقوب: صحفي، فرنسا
22. شمس الدين دوالبيت: مشروع الفكر الديمقراطي والإصلاح الإسلامي
23. بروفيسير صديقة واشي: جمعية بابكر بدري العلمية للدراسات النسوية
24. صبري الشريف: مركز الديمقراطية والسلام، نيوجيرسي
25. د. سليمان بالدو: المجموعة السودانية للديمقراطية أولاً
26. سليمان حميد: مركز النيل الأزرق للعدالة وحقوق الإنسان
 
للتواصل الإعلامي:
جنيف: عبد الباقي جبريل: +41 79 737 97 49  /  +41 76 360 95 26
كمبالا: بيل بطرس بيل: +256 778 89 67 45
نيويورك: سليمان بالدو: +1 646 467 37 24
 
 
 

حكومة الجزيرة:الموسم الزراعي فاشل وقانون المشروع الجزيرة تجاوزه الزمن

$
0
0



الجزيرة:حسين سعد

أكدت حكومة ولاية الجزيرة فشل الموسم الزراعي بمشروع الجزيرة لثلاثة أعوام متتالية واعلنت خروج نحو 45%من المساحة المزروعة بالمشروع من دائرة الانتاج بسبب العطش في العام 2011، بجانب فشل ثلاثة أرباع المساحة المزروعة بتقاوي القطن المحور وراثياً في العام 2012م، ويضاف إلى ذلك قضية تقاوي القمح الفاسدة في العام 2013م.وقال والي ولاية الجزيرة الزبير بشير طه في حديثه بقصر الثقافة بود مدني أمس الاول ضمن أعمال الجلسة رقم "163"لمنبر هيئة التطوير والتجميل المخصص للحوار والتفاكر حول قضايا مشروع الجزيرة قال إن قانون مشروع الجزيرة لسنة 2005م قد تجاوزه الزمن وذلك من واقع أيلولة الري لوزارة الزراعة. وأضاف:الوالي بحسب موقع (الحصاحيصا دوت كوم) هذا القانون يجب أن يعدل على أقل تقدير مطالباً بضرورة استكمال التشريعات والنظام المؤسسي الذي يشمل التشريعات المسيرة للمشروع، ومجلس الإدارة ونظام تكوينه واختياره، والعمالة في الري والتفتيش الزراعي، والعمل الإداري والمحاسبي، ونظام التمويل.وجه بتمليك نسخة من مخرجات المنبر لرئاسة الجمهورية، ومجلس إدارة مشروع الجزيرة.وحمل والي ولاية الجزيرة النظام المؤسسي مسئولية هذا الفشل، بالإضافة لما وصفه بالمماطلة في اتخاذ السياسات وأطر التنسيق السليمة. وتساءل:قائلاً (متى تستقيم الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع وعودها أعوج- ومتى يستقيم الاقتصاد وأساسه غير متين)وشددالوالي على أن اختيار تمثيل المزارعين في مجلس إدارة مشروع الجزيرة يجب ألا يكون بصورة فوقية صفوية، وإنما بإرادة المزارعين وقاعدتهم العريضة. وقال إن أي اختيار يتم بغير ذلك يعتبر مرفوضاً.وأشار لامتلاك الولاية لخيارات محصولية تتحول في النهاية إلى صناعة ومن بينها الأرز الهوائي، وسكر البنجر، والإيثانول، والمركبات العلفية للحوم والألبان.

منصب وزير الداخلية ... الثمرة المحرمة على أهل الشرطة عقيد شرطة (م) عباس فوراوي

$
0
0


  "من هنا تبدأ الشرطة "عبارة صريحة ، ومقولة شهيرة، قالها المرحوم المشير الزبير محمد صالح عليه الرحمة عندما خاطب احتفال كلية الشرطة أوائل تسعينات القرن المنصرف ، بمناسبة تخريج أول دفعةٍ لضباط شرطة جامعيين بعد مجئ الانقاذ، ووقتها كان وزيراً للداخلية. أهل الحواس الفاعلة الذين لفحهم غبار العبارة الداكن ، صنَّفوها بأنها قنبلة التمكين الاستئصالية القادمة ، التي لن تبقي ولن تذر، حيث فهم الحاذقون من أهل الشرطة بأن وجودهم بجهاز الشرطة، قد بات مسألة وقت فقط ، يتقاصر زمنه أو يتطاول ،حسب أمزجة أجهزة التحكم القابضة على "تِتِك"مدفع التمكين المنصوب ، والمصوب نحو أهدافه بعمىً فائقٍ . نعم ، أُجْبِرت رؤوسٌ وكفاءات شرطية كبيرة وكثيرة ومعلومة، إلى السباحة عرياً في فضاءات التقاعد القسري، دون أن ينسب لهم مثقال ذرةٍ من فساد أو افساد أو عدم كفاءة مهنية ،كما لم يكن لهم مثقال حظٌّ من هوس السياسة. كانت كل الأحزاب السياسية عندهم على مسافة واحدة ، يقربها أو يبعدها التزام ، أوتجاوز كياناتها وأفرادها ، حدود قوانين وأعراف وعادات وأخلاق أهل البلد . المهم فقد "سعَّطت "حكومة الانقاذ معظم الكفاءات الوطنية الشرطية بما يعرف ب (سُمِّ المهنة ) أو "الفصل التعسفي "وهو عقار سرطاني الأبعاد يتجرعه المغضوب عليهم عبر أنوفهم ليغادروا المهنة ، وفي قلوبهم حسرات وفي عيونهم زغللات وفي حلوقهم عبرات . غادر المفصولون قسراً حتف أنوفهم ، وسجل التاريخ فصولاً من مآسيهم الانسانية التي كابدوها ولا زالوا يكابدون ، برفقة أسرهم المنكوبة كفقراء تائهين ومغبونين . لم تلف صاخة الرحيل الجميع ، فقد احتفظت حكومة الانقاذ ببعض كبارهم وصغارهم لينفِّذوا سياستها التمكينية ، لحين حلول أجلهم المرتبط بقوة تركيز الجرعة . انتقلوا لآخرتهم الوظيفية تدريجياً ، تطاردهم لعنة "من هنا تبدأ الشرطة "وهذا بائنٌ من كونهم لم يكافأوا بوزارات أو سفارات أو ادارة مؤسسات انقاذية ، كرصفائهم من متقاعدي القوات النظامية الأخرى . هذا يجعلنا نتساءل ، لماذا لا تستعين الحكومة بضباط الشرطة لفترة ما بعد المعاش ؟ ولماذا ينطفئ بريقهم الشرطي بمجرد مغادرتهم لوزارة الداخلية ؟ وهل يحفظ التاريخ سطراً واحداً، يقول بانتماء رجال الشرطة للأحزاب السياسية السودانية على امتداد تاريخهما ؟ وهل كان المساندون للانقاذ، دعماً زائفاً أوسكوتاً مخجلاً على نزائف قوائم الاحالة للمعاش، صادقين في موالاة الحكومة ، أم أجبرتهم المعائش فقط للركون الى الصمت المتغابي ؟ أيُّ نوع من الوعود كانوا ينتظرون يا تُرى ؟ الشئ المؤسف أنهم غادروا سوح الشرطة ليفترشوا فرْوات المعاش داخل منازلهم ،يحدِّثون حديث الأيام التي مضت، في انتظار أقدارٍ محتومٍة قد تأتي أو تتأخر ،بسبب أنَّ جبال عشمهم المُنْتَظرة قد استحالت إلى عهنٍ منفوشٍ .
 منصب وزير الداخلية منصب جاذبٌ ، ولذا خطب ودَّه كثيرون من غير أهل الشرطة، خلال العشرين عاماً ونيف الأخيرة ، حتى ليحسب المراقب أنه ليس سوى ثمرة الجنة المحرمة على "آدم "الشرطة وحوَّائها ، فقد جافى المنضب أولياؤه الشرعيون فغدت الوزارة مرتعاً للترضيات والموازنات الجهوية أو الحزبية وأخيراً معملاً لتجريب المراحل السنية السياسية . الجانب الآخر من المسألة يقول، بأن أهل الانقاذ النافذين من ضباط الجيش هم الأكثر هرولةًا ،نحو وزارة الداخلية استوزاراً، فأفلحوا في خلع أسنانها ثم سلموها للمدنيين ، فكان البروفيسور الزبير بشير طه، الذي تفنن في جلد منسوبيها بكثرة الاجتماعات والمحاضرات والندوات اشباعاً لمهنته الأساسية . أخيراً وعلى أنغام "الشرق أتى والغرب أتى "آلت الوزارة للمهندس ابراهيم محمود حامد، ثم وأخيراً وليس آخراً المهندس "الشاب "عبدالواحد يوسف ابراهيم ، الذي تساءل الناس كثيراً عن من هو السيد عبدالواحد يوسف ؟ . السيرة قالت بأنه شابٌّ كان على أعتاب مرحلة الدراسة الجامعية ، إبَّان قال المرحوم الزبير عبارته الشهيرة "من هنا تبدأ الشرطة "ووقتها أيضاً كان قادة الشرطة الحاليون - بما فيهم المدير العام الفريق أول هاشم عثمان ونائبه الفريق الدكتور العادل عاجب- يخدمون في بلاط الشرطة عندما كان اسمها البوليس وهم في رتبة العقيد القيادية . وقالت السيرة أيضاً بأنه تخرج من كلية الهندسة في تسعينات القرن الماضي ، ثم عمل ضابطاً بجهاز الأمن والمخابرات الوطني ، ثم انتقل للعمل معتمداً لمحلية غبيش بكردفان، ثم معتمداً لمحلية سودري، ثم نائباً لوالي شمال كردفان ووزيراً للتخطيط العمراني، ثم وزير دولة بوزارة المعادن، ثم وزير دولة بوزارة الصناعة، وأميناً لأمانة دارفور الكبرى بحزب المؤتمر الوطني ، وعندما استفسرنا عن عدم ذيوع صيته بين الركبان ، كسياسي صالح لكل زمان ومكان ، قيل أنه قد عُرف عنه أنه قليل الحديث، كثير العطاء .
 الآن مضى ربع قرن من الزمان على حكومة الانقاذ ، التي هرم رجالها التاريخيون ، فقرروا التواري كُرهاً أو طوعاً عن صريح السلطة ، بدلاً عن التصابي بلا قدرات ، فسلموا ظاهرها لأبناء جلدتهم من شباب المؤتمر الوطني، بدعوى التغيير ، ولكننا نسأل أيضاً ، ما الهدف أصلاً من تعيين "شاب "على رأس وزارة الداخلية في هذه المرحلة الحرجة المائجة المضطربة من تاريخ السودان ؟ ولماذا يحرم أهل الشرطة أنفسهم من تولي شأن وزارة الداخلية ، ورصفاؤهم في جهاز الأمن والمخابرات والقوات المسلحة يتسنمون الوزارتين بأنفسهم ؟ . بالطبع لا ولن تقلل تساؤلاتنا هذي من شأن الوزير القادم الجديد أبداً ،بالرغم من أن جُلَّ أهل الشرطة لا يعلمون عن سيادته شيئاً ، بل يدعمهم جهلٌ غير فاضح يقول بأن اسم عبدالواحد نفسه أندر من لبن الطير وسط منسوبي الوزارة المبْكِيِّ عليها .
 نحن نبارك لسيادته المنصب الرفيع ومن حقنا أن نشفق ونتسأءل لأنَّ أعباء وزارة الداخلية ثقيلة ومتشعبة وخطيرة، وفوق ذلك فقد باتت - من خلال شرطتها - الأمل المرتجى لكل السودانيين لحفظ أمنهم الاجتماعي والمجتمعي والسياسي والاقتصادي بحيادية دستورية ، تؤيدها السمات القومية التي تزين تركيبة قوتها البشرية . السيد الوزير أمامه مساحة كبيرة ليبدع ويتجلَّى – دون أن يجتهد بعمق -، داخل وزارة راسخة وواضحة الواجبات والأهداف والالتزامات ، وتعمل تحت الأضواء الكاشفة ، وتحت بصر وبصيرة القضاء والنيابة العامة والناس ، علاوة على أنها ترقد على كنوز معرفية ثرة لقادتها، وخبرات تراكمية مزدحمة بالعطايا، وقبل ذلك وبعده مسنودة بتاريخ مهني وأخلاقي حافل ومشرق يفوق المائة عام ، ولا ينقصها شئ سوى أن يسابق سيادته الريح على الدوام ساعياً بين "صفا "وزارة الداخلية و"مروة "وزارة المالية ، لجلب مستحقات الأمن الشرطي الباهظ التكاليف ، وأن يضع يده مع أيدي قادة الشرطة الكرام الذين ينجزون الآن مشاريع شرطية مهنية تأهيلية واجتماعية ضخمة وغير مسبوقة ، تصب كلها في مصلحة الوطن والمواطن ... المطلوب أن يقنعنا سعادة الوزير بأن الشباب القادمين للاستوزار قد أتَوْا بحقهم ، لأننا بصراحة قد سئمنا مسألة تداول مصطلح "الشباب "هذا منذ أن انقطع بنا ( هدَّام ) "من هنا تبدأ الشرطة "وأسكننا فسيح جزره المعزولة .

هتلر .. نبيُّ الأوغاد/محمد رفعت الدومي

$
0
0



من الحقائق القليلة التي تلتفُّ الإنسانية حول سلامتها أن "هتلر"، هو مبدع أكبر النزوات الشريرة في تاريخ الإنسانية ، وأن لا إنسانَ تسبب وحده في التحاق الأفكار السوداء بنوم كلِّ البشر في العالم الذي عاش فيه سواه ، كما أن لا إنسان استطاع أن يطاول ذلك المولود في أطراف النمسا  في إبداع الشر الذي أزهق حين نضج ، حياة 2% وأكثر من سكان العالم في عصره ، حتي الطبيعة لم يثبت أنها أساءت لكلِّ هذا العدد من الناس في سلةٍ من السنوات الواجفة كما فعل هو ، أيُّ امرئٍ كان ؟!

لكن ، في رأيي ، أن الضربة الموجعة الأخيرة التي جلد بها قلب العالم الذي كان يتحرق شوقاً  للتنصت علي أجراس العار تدقُّ في عينيه بعد هزيمته الفادحة ، هي أكبر ملاحمه علي الإطلاق ، لقد اختار الداهية أن ينفق اختيارياً مع عشيقته "إيفا براون"علي إيقاعات العشق والهزيمة ، وهي نهاية متزنة تناسب شخصية كشخصيته غير المتزنة !!

نفق "هتلر"وترك تراثاً اعتبره الغرب شئياً كروث البهائم حين اعتبره الأوغاد في الشرق السياسيُّ كتاباً أنزلته الآلهة علي النبيِّ "هتلر"، ولعله جاء مصر كما كان يجئ الطاعون قديماً ، مع الفئران التي هبت علي الشرق عقب نهاية الحرب الثانية ، لم يتوقف الأوغاد عند اعتباره كتاباً مقدساً فقط ، بل رأوا أن عليهم حفظه ، وتعهد ثباته حتي لا يطردوا من جنة السلطة ولو علي حساب أي شئ وكل شئ ..

إنَّ قطرة من هذا التراث السئ الرائحة ، منوطة بالإفصاح عن كل جذور تخلفنا ، يقول "هتلر" :

"إذا أردت السيطرة على الناس أخبرهم أنهم معرضون للخطر ، وحذرهم من أن أمنهم تحت التهديد ، ثم شكك في وطنية معارضيك"

كان يجب أن أتوقف عند هذا الحد ، فعند هذا الحد ما يفي بالحاجة ويفيض ، للتدليل علي اعتماد السياسيين في الوطن من الماء إلي الماء تعاليم "هتلر"كوسيلة أمينة للبقاء في السلطة ، كما أن هذه التعاليم كان يجب أن تضيف إلي اللغة العربية مفردات مضللة ، كالأمن القوي ، والمعركة ، والدولة التي علي الدوام آيلة للسقوط ، وكان يجب أيضاً أن تتسرب إلي العربية الدارجة ، تكريما لهذه التعاليم مفردات مزمنة ، فقدت للإسراف في استعمالها للتشكيك في وطنية المعارضين كلَّ مضمون لها ، مفردات مثل ، خائن ، عميل ، ماس كهربائي ، عقب سجارة ، مختل عقلي ، فار السبتية !!

أقول ، كان يجب أن أتوقف عند هذا الحد لولا أننا الآن في القرن الواحد والعشرين ، ولولا أن أفريقيا المظلمة أصبحت الآن دوننا ، تهرول في الممر نحو الديمقراطية ، ولولا أن الأمور مؤخراً قد اتخذت منحي ينذر بالخطر ، ولولا ، وهذا هو الأهم ، أن الذين دمروا "هتلر"وأرسلوه ركلاً في مؤخرته الي مزبلة التاريخ ، عازمون كما يبدو أن ينشروا في الأرض تعاليم الصالحين ودينهم ، الذي يتخذ من الإنسان فقط محوراً ، ولو علي أنقاض دين ذلك النبي المزيف ، وأن يمطروا في أوجاع كل المؤمنين بنبوَّتهِ ، أولئك الأغبياء المعتكفين بحصانة اللحظة ، بعد أن ظنوا أنهم نسقوا مكيدتهم ورحيق الحنظل ..

لكن ، هل تكفي تعاليم "هتلر"وحدها كضمانة لحكم ديكتاتوري مستقر ، هذا بالطبع بالنسبة لتداعيات الوقت حولنا من سخف القول ، لعلها كانت كافية في وطن قديم ، في وطن كان مأهولاً بكائنات تنتظر من الشهر إلي الشهر خميس "أم كلثوم"كانتظار العيد ، وكان بإمكان النظام أن يغني علي لسانها "وقف الخلق ينظرون جميعاً / كيف أبني قواعد المجد وحدي"، ويصفق القطيع ويصدقون ، لكننا ، لحسن الحظ ، تجاوزنا مرحلة الطفولة الفكرية ، أو شباب الوطن علي الأقل ...

والآن ، هذه أركان دين "هتلر "التي لا تكفي وحدها الآن للسيطرة علي القطيع ، فكان لابدَّ من ابتكار سنن لهذا الدين ، وهي الاستراتيجيات العشر التي فضحها للعالم ، عالم اللغويات  والمفكر الأمريكيُّ "أفرام نعوم  تشومسكي "في دراسة بعنوان "استراتيجيات التحكم في البشر والسيطرة علي الجمهور"، ويقال أنه استند في دراسته علي وثيقة سرية تعود إلي العام (1979) ، عثر عليها عن طريق الصدفة في نسخة لشركة IBM تم شراؤها في تنزيلات عام (1986) ، وهي عبارة عن دليل للتحكم في القطيع وتدجينه ، وهو يشعل كفضيحة ، مؤامرة هائلة يمكن الإمساك بتطبيقاتها العينيّة بوضوح في السياسة الدولية , والمحليّة علي وجه الخصوص , وفي الخيارات الاقتصادية والتعليميّة أيضا ، وهو أيضاً يندرج تحت عنوان مبهر ، " Silent Weapons for Quiet Wars "، أو "أسلحة صامتة لحروب هادئة "، وهذه هي الاستراتيجيات العشر بحذافيرها ، ولابد هنا أن أستعير أصابع المفكر الكبير بحذافيرها في التعليق علي الوثيقة المثيرة :

1- استراتيجية الإلهاء :

عنصر أساسي لتحقيق الرقابة على المجتمع ، عبر تحويل انتباه الرأي العام عن القضايا الهامة والتغيرات التي تقررها النخب السياسية والاقتصادية ، مع إغراق الناس بوابل متواصل من وسائل الترفيه , في مقابل شحّ المعلومات وندرتها ، وهي استراتيجية ضرورية أيضا لمنع العامة من الوصول إلى المعرفة الأساسية في مجالات العلوم والاقتصاد وعلم النفس وعلم الأعصاب ، وعلم التحكم الآلي ،  "حافظوا على اهتمام الرأي العام بعيداً عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية ، اجعلوه مفتونا بمسائل لا أهمية حقيقية لها ، أبقوا الجمهور مشغولا ، مشغولا ، مشغولا ، لا وقت لديه للتفكير ، و عليه العودة إلى المزرعة مع غيره من الحيوانات ..

ولا شك أن كل أحد يستطيع أن يلمس أن كرة القدم كانت هي اختيار النظام الأول للإلهاء في مصر  ، بل لبدانتها في عقول القطيع تحولت من وسيلة للإلهاء إلي أحد أهم أوراق اللعبة السياسية من خلال لعبة النخبة الفاشلة ، ولا أظن أن مصرياً نسي بعدُ أنها كانت الباب الملكيِّ لتقديم "جمال مبارك"كبطل شعبي في مسرحية مباراة السودان المعروفة شعبياً بمباراة "فردوس عبدالحميد"، كما الصخب المبيت يومها عن ذلك البطل الذي رفض العودة من هناك قبل أن يعود كل المصريين ، والمذيع الذي بكي من الانفعال لاتصال "علاء مبارك"به ، وهو يقول : "مصر كبيرة أوي يا كابتن علاء"، أقسم بكل القيم الإنسانية أنني أشعر بالخجل لمجرد كتابة هذا السطر ، أيضاً إحدي مراسلي الظل لإحدي القنوات وهي تقول عن البطلين "كنا حاسينهم بعاد أوي ، أتاريهم زينا " !!

يندرج تحت هذه القافية السخيفة أيضاً ، إلهاء رجال الدين المتحالفين مع السلطة ، وغيرهم ،  للقطيع عن بؤس الواقع بجنة مؤجلة حين يعيشونها هم علي الأرض ، وبالحور العين وبعضهم لا يخجل أن يعترف بزواجه من (22) عذراء دون العشرين ، ليتعهد القطيع زهرة الصبر في انتظار حياة لا دليل عليها ، وما يتركه العابرون من إرث وراء كواليس الذكريات يتعهد المؤجلون ثباته ، وهباء عابر يمتد في هباء قادم وتنحسر الأعمار فقط عن مائدة من رماد الأحلام المحترقة !!

أتذكر حواراً شهيراً مع الشيخ "أبو اسحق الحويني"من حديقة المستشفي الألمانيِّ الذي يعالج به ، بعد أن فشل - علي غير العادة - بول البعير في علاجه ، يقول في رسالة موجهة للمسلمين : "اقول للمسلمين انتم فى عافية لا تشعرون بها ، والذي أنتم فيه تاج على رؤوسكم لا يراه إلا المرضي الذين يعيشون فى بلاد غير المسلمين !! ، ويقول عن ألمانيا : "هم في حالة يرثي لها "، ويوجه الكاهن الجليل  رسالة لمن يريد الفرار إلى الغرب فيقول : "أنتم قادمون الى مهلكة لا تعرفون حقيقتها " !!

كم "انشراح"نحتاج للرد علي هذا الروث البشري ، وكم "حسين " !!

2- إستراتيجية افتعال الأزمات والمشاكل وتقديم الحلول

كما يسمّى هذا الأسلوب "المشكلة/ التّفاعل / الحلّ"، يبدأ بخلق مشكلة ، وافتعال وضع ما ، الغاية منها انتزاع بعض ردود الفعل من الجمهور ، بحيث يندفع الجمهور طالبا لحلّ يرضيه ، على سبيل المثال : السماح بانتشار العنف في المناطق الحضرية ، أو تنظيم هجمات دموية ، حتى تصبح قوانين الأمن العام مطلوبة حتّى على حساب الحرية . أو خلق أزمة اقتصادية يصبح الخروج منها مشروطا بقبول الحدّ من الحقوق الاجتماعية وتفكيك الخدمات العامة ، ويتم تقديم تلك الحلول المبرمجة مسبقاً ، ومن ثمّة ، قبولها على أنّها شر لا بدّ منه ..

وأيُّ ذريعةٍ كانت ذريعة النظام لاستمرار قانون الطوارئ سوي فزاعة التيارات التي هي في الأساس من خلقه ، كما أنها أعظم أعماله استحقاقاً لفخره ؟

أيضاً ، هناك ، في قلب الظلام والرمل الآثم والخيمة ، يتخذ الحكام من فزاعة الشيعة "الكفار"سوراً كبيراً حول عروشهم القبلية ..

3 - استراتيجية التدرج :

لضمان قبول ما لا يمكن قبوله يكفي أن يتمّ تطبيقه تدريجيّا على مدى 10 سنوات ، بهذه الطريقة فرضت ظروف اقتصاديّة واجتماعيّة مثّلت تحوّلاً جذريّاً كالنيوليبراليّة وما صاحبها من معدلات البطالة الهائلة والهشاشة والمرونة ، العديد من التغييرات التي كانت ستتسبّب في ثورة إذا ما طبقت بشكل وحشيّ ، يتمّ تمريرها تدريجيّا وعلى مراحل ..

لا تعليق ..

 4- استراتيجية المؤجل

هناك طريقة أخرى لتمرير قرار لا يحظى بشعبية هو تقديمه باعتباره "قرارا مؤلما ولكنّه ضروريّ "، والسعي إلى الحصول على موافقة الجمهور لتطبيق هذا القرار في المستقبل ، ذلك أنّه من الأسهل دائما قبول القيام بالتضحية في المستقبل عوض التضحية في الحاضر ، ولأنّ الجهد المطلوب لتخطّي الأمر لن يكون على الفور ، ثم لأنّ الجمهور لا يزال يميل إلى الاعتقاد بسذاجة أنّ "كلّ شيء سيكون أفضل غدا"، وهو ما قد يمكّن من تجنّب التضحية المطلوبة ، وأخيراً ، فإنّ الوقت سيسمح ليعتاد الجمهور فكرة التغيير ويقبل الأمر طائعا عندما يحين الوقت ..

وما أكثر الأمثلة ..

5 - مخاطبة الجمهور على أنّهم  قصّر أو أطفال في سنّ ما قبل البلوغ

معظم الإعلانات الموجّهة للجمهور العريض تتوسّل خطاباً وحججاً وشخصيات ، أسلوبا خاصّا يوحي في كثير من الأحيان أنّ المشاهد طفل في سنّ الرضاعة أو أنّه يعاني إعاقة عقلية ، كلّما كان الهدف تضليل المشاهد ، إلاّ وتمّ اعتماد لغة صبيانية ، لماذا؟ "إذا خاطبت شخصا كما لو كان في سنّ 12 عند ذلك ستوحي إليه أنّه كذلك وهناك احتمال أن تكون إجابته أو ردّ فعله العفوي كشخص في سنّ 12 " ..

ولعل أحداً لا ينسي أفلام "ناصر حسين"في التسعينات ، وبالطبع أفلام السبكي الآن ، وإعلان "سلام عشانو سافو ، حافظ كيانه سافو "، فهل يُخاطبُ رشيد بمثل هذا الكلام ؟ 

6- مخاطبة العاطفة بدل العقل :

التوجّه إلى العواطف هو الأسلوب الكلاسيكي لتجاوز التحليل العقلاني ، وبالتالي قتل ملكة النقد ، وبالإضافة إلى أنّ استخدام السجل العاطفي يفتح الباب أمام اللاوعي ويعطّل ملكة التفكير ، ويثير الرّغبات أو المخاوف والانفعالات ..

سأحيلك فقط علي خطابات مبارك أيام يناير ، وهو يلتفت كالنادم ونظرته المسورة بشقائق النعمان ،ومغازلة عواطف البسطاء عن الرجل الذي يحب هذا الوطن وحارب من أجل ترابه ، وسيموت فيه !!


7 - إغراق الجمهور في الجهل والغباء

لابدّ من إبقاء الجمهور غير قادر على فهم التقنيات والأساليب المستعملة من أجل السيطرة عليه واستعباده ، "يجب أن تكون نوعية التعليم الذي يتوفّر للمستويات التعليميّة الدنيا سطحيّا بحيث تحافظ على الفجوة التي تفصل بين النخبة والعامّة وأن تبقى أسباب الفجوة مجهولة لدى المستويات الدنيا" ..

لا تعليق ..

8- تشجيع الجمهور على استحسان الرداءة

تشجيع العامّة على أن تنظر بعين الرضا الى كونها غبيّة ومبتذلة وغير متعلّمة ..

ولقد صادفت ، وأقسم بالعطر علي هذا ، أشخاصاً كثر عند التحدث مع أحدهم حول قضايا جوهرية تمس العقيدة أو السياسة ، ينسحب من حلبة النقاش قائلاً : "الحمد لله علي نعمة الجهل" !!

9- تحويل مشاعر التمرّد إلى إحساس بالذّنب

دفع كلّ فرد في المجتمع إلى  الاعتقاد بأنّه  هو المسؤول الوحيد عن تعاسته ، وذلك بسبب عدم محدوديّة ذكائه وضعف قدرته أو جهوده ، وهكذا ، بدلا من أن يثور على النظام الاقتصادي يحطّ الفرد من ذاته ويغرق نفسه في الشّعور بالذنب ، ممّا يخلق لديه حالة اكتئاب تؤثر سلبا على النشاط ، ودون نشاط أو فاعليّة لا تتحققّ الثورة ..

وأتذكر أن داعية شهيراً قال بالنص "غير المحترم هو الذي لا يملك المال " !! ، ولقد نجحوا بالفعل ، وأشهد ، أن يجعلوا الكثيرين ، الكثيرين جداً من المصريين ، خصوصاً في السنوات الأخيرة ، يديرون ظهورهم للحياة تماماً فضلاً عن الانسحاب منها أحياناً ..

10 - معرفة الأفراد أكثر من معرفتهم لذواتهم :

على مدى السنوات الـ 50 الماضية ، نتج عن التقدم السريع في العلوم اتساع للفجوة بين معارف العامة وتلك التي تملكها وتستخدمها النخب الحاكمة ، فمع علم الأعصاب وعلم الأحياء وعلم النفس التطبيقي وصل النظام العالمي إلى معرفة متقدّمة للإنسان ، سواء عضويّا أو نفسيا ، لقد تمكّن النظام من معرفة الأفراد أكثر من معرفتهم لذواتهم ، وهذا يعني أنه في معظم الحالات ، يسيطر النظام على الأشخاص ويتحكّم فيهم أكثر من سيطرتهم على أنفسهم ..

يجب أن نلاحظ هنا أن "تشومسكي"يتحدث عن النخبة في البلاد التي قطيعها كالنخبة في العالم الثالث ، ولأن نخبة العالم الثالث كالقطيع هناك كان لابدَّ أن يعتمدوا "المباحث"، ذلك الأسلوب البدائي ، لمعرفة الأفراد أكثر من معرفتهم لذواتهم بديلاً عن العلوم الغامضة بالنسبة لهم التي يتحدث عنها الرجل الذي لا يعرف حدود نخبتنا !!

ولأنهم كذلك ، فلقد وضعوا في التجربة بإرادتهم الحرة ، ويطبق الغرب عليهم الآن بعض الاستراتيجيات العشر  ، الإلهاء ، فافتعال الأزمات والمشاكل وتقديم الحلول ، فالتدرج ، فاستراتيجية المؤجل ، فمخاطبتهم على أنّهم  قصّر أو أطفال في سنّ ما قبل البلوغ ، فالنطاق النظيف ، أما بقية الاستراتيجيات العشر فلقد تحقق وجودها منذ غابة من السنوات ، وادخروها لمثل هذه اللحظة الراهنة ..

أعتقد أن إعلان بيبسي يفضح كوننا نتصدر قائمة الرحي المؤجلة ، ولعل تصريح "نجيب ساويرس"الأخير ، وفي هذا التوقيت تحديداً ، يصب في نفس المركز ، فما معني أن نسكب الزيت علي نارٍ مشتعلة أصلاً ، ويدوسها الجميع ، ما معني الرغبة في أن نجعل المصريين طرقات تتشاجر ؟

مع ذلك ، نحن نستطيع أن نبني من ركامنا المهمل وآلامنا وطناً أنبل ، إن خلصت النوايا ..

يقول "نعوم تشومسكي"أيضاً :

"للأسف لا يمكن التخلص من الأوغاد عن طريق الانتخابات ، لأننا لم ننتخبهم أصلاً" ..


محمد رفعت الدومي

"العيال كبرت"يا فخامة الريس ادريس دبى ! موسى يعقوب جارالنبى

$
0
0


"العيال كبرت"يا فخامة الريس ادريس دبى  !
 
موسى يعقوب جارالنبى
ام درمان
اُبتلى اهل السودان - ونحن منهم -   بنظام اسمه الانقاذ ورئيس اسمه البشير طوال ربع قرن من الزمان ، كان يُعرف لدى زملائه منذ ان كان طالبا  بالكلية الحربية وحتى انقلاب الجبهة الاسلامية فى عام 1989 ب (البشير الكداب ) ، وقد ابتدر حكمه بكذبة كبرى سجن بها شيخه وعراب نظامه واودعه السجن ولكنه ظل يتلقى منه توجيهات الحكم اليومية ويصدر القرارات الجمهورية بناء على توجيهاته من السجن  ، وقد كشف هذه  الكذبة بنفسه عندما اختلف مع شيخه واودعه السجن ، ولكن بشكل جدى هذه المرة ، انها حكمة ربانية ان يولى علينا شخصا بهذه الصفات ، ولكن ولان الحكمة غائبة عنا ، نسأله المولى عز وجل ان يلطف بنا و يعجل برحيله عاجلا لا آجلا. هذا فى الشأن السودانى العام ، ولكن نحن اهل دار فور فمصيبتنا كانت  مزدوجة ، فنحن نعانى من بلوة السودان (البشير ) وبلوة اخرى هى  رئيس دولة جارة هو الرئيس  التشادى ادريس دبى اتنو . هذا الشخص ظل يتدخل فى الشأن السودانى وخاصة الشأن الدارفورى منذ بدايات ثورة دار فور وحتى الان  ، مستغلا انتمائه القبلى لقبيلة مشتركة بين السودان وتشاد وهى قبيلة الزغاوة . هذا الرئيس يوهم نفسه بانه المسئول الاول والاخير لاى شخص زغاوى حتى ولو كان يسكن فى ولاية السكا الامريكية ويحمل جنسيتها ، وبالتالى فهو يعتقد جازما  انه المسئول عن كل  افراد قبيلة الزغاوة ، لا فرق عنده ان كانوا سودانيين او تشاديين ، وبهذه الصفة فقد قام بدعوة مجموعة كبيرة من اعيان قبيلة الزغاوة السودانيين الى مؤتمر فى مدينة ام جرس التشادية بنهايات شهر اكتوبر الماضى ، كان كاتب هذا المقال من ضمن المدعوين ، وربما يتذكر القراء انى كنت مستاءً من هكذا التصرف من رئيس دولة اجنبية يقوم بدعوة رعايا دولة اجنبية واقامة مؤتمر لمناقشة قضية تهم تلك الدولة الاجنبية ورعاياها ، وقد كتبت سلسلة من المقالات امتدت الى خمسة (5-5 ) اسميتها (جريمة المنتسبون للمؤتمر الوطنى من ابناء الزغاوة ومأساة اهلهم بين سندان البشير ومطرقة الرئيس التشادى ادريس دبى) ، نُشرت كلها - مع بالغ شكرنا -  فى المواقع الالكترونية السودانية ، ولكن وضح للاسف ان الامر برمته كان من تخطيط حكومة المؤتمر الوطنى فى الخرطوم  ، اُوكل فقط للحكومة التشادية لزوم الاخراج مستغلين بذلك الابوية الزائفة للرئيس التشادى للزغاوة السودانيين .
(تشرفنا) نحن فى السودان بزيارة (كريمة ) من فخامة الرئيس ادريس دبى خلال اليومين الماضيين وقضى على ظهرانينا يومين كاملين فى الخرطوم ، ولم ينس الاخوة فى (الآلية العليا لمتلقى ام جرس ) بقيادة مولانا محمد بشارة دوسة من دعوته واخيه الرئيس البشير فى قاعة الصداقة ليمارس الرئيس دبى هوايته فى التدخل فى الشأن السودانى وفى شأن دار فور على وجه التحديد ، فخاطب اهل دار فور فى هذا الاجتماع بلهجة آمرة ولئيمة محملا اياهم وزر استمرار التمرد فى دار فور ، معفيا بذلك البشير من المسئولية ، وقال كلاما مستفزا لاهل دارفور ولقيادات الحركات المسلحة الدار فورية (جبريل / مناوى / عبدالواحد) واسماهم ب(العيال )  والمخربين ولا يدرى ان العيال قد شبوا باكرا عن الطوق وقد اوصلوا قضية دار فور وبل السودان الى كل المحافل الدولية ، ويبدو ان الرئيس دبى لا يدرى ان هولاء (العيال) هم كانوا وراء اتهام صديقه البشير من قبل المحكمة الجنائية حيث صار الان حبيس جغرافية  بلاده لا يستطيع الخروج الا الى عاصمتين او ثلاث ، انجمينا ، اديس ابا ابا وربما جوبا حسب الظروف السياسية وتقلباتها  . ولكن المفاجأة الصاعقة فى هذا الاجتماع والذى عكر صفو اللقاء ومزاج الرئيسين قد جاءت  من حيث لا يحتسباه ، حيث ظهر فجأة الناشط البطل تاج الدين احمد عرجا وواجه الرجلين بسيل من الانتقادات اللازعة وسماهما بمجرمى الحرب وممارسة الغش واستغفال الرأى العام وحملهما مسئولية تدهور الاحوال واستمرار الحرب فى دار فور ، ولم يتوقف تاج الدين عن الكلام الا بعد تدخل الرئيس البشير والاشارة الى افراد الامن لجره خارج القاعة ، وقد اصاب هذا الحادث  القاعة بالوجوم لفترة  وظهرت علامات الغضب فى الرئيسين والحرج البالغ على منظمى الحفل ، والملفت فى موقف الرئيسين ان الرئيس التشادى كان اكثر غضبا من البشير المضيف (ربما لمعرفته او توقعاته من ان الشاب المشاغب  هو زغاوى بالضرورة )  ولكن بعد الحادث لاحظت ان هنالك شعور بالرضى الشعبى من الحضور وتثمين لدور الشاب تاج الدين ، وقد علت فعلا بعض الاصوات هنا وهناك  مثل "والله بطل يا شاب " . عموما فقد عبر البطل تاج الدين عرجا عن مشاعر الآلاف ممن كانوا فى تلك القاعة ، وقد كان تصرفه عبارة عن صيحة ضد الرئيسين ، وخاصة الرئيس التشادى ، وكأنه يقول : كفى ثم كفى من التدخل فى شئوننا يا الرئيس دبى وارفع يدك عن دار فور واعلم ان (العيال كبرت ) على غرار عنوان المسرحية الكوميدية المصرية المعروفة و التى تحمل نفس الاسم
 
موسى يعقوب جارالنبى
 
 


حتى تعود كردفان الغرة أم خيراً جوه وبره نور الدين مدني

$
0
0


كلام الناس
نور الدين مدني
حتى تعود كردفان الغرة أم خيراً جوه وبره
 
* حرصت على تلبية الدعوة المقدمة لي لحضور المنتدى الذي عقد نهار أمس بمركز الخدمات الصحفية بالخرطوم حول نفير نهضة كردفان الذي خاطبه والي شمال كردفان مولانا أحمد هرون.
* بعيداً عن السياسة وصراعاتها أتيحت لي فرصة زيارة كل مناطق كردفان الكبرى قبل أن تنقسم إلى ولايات وقبل أن تنتهكها النزاعات اللعينة خاصة في جنوب كردفان، تنقلت فيها من أم روابة وسودري وبارا وعبرت إلى بابنوسة والنهود إلى أن وصلت إلى كادقلي والدلنج ورشاد الجميلة.
* أصدقكم القول لولا خطاب رئاسة مصلحة السجون التي كنت أعمل باحثاً اجتماعياً بها كي أعود إلى مقر عملي لما عدت إلى الخرطوم التي أطلقت عليها في ذلك الزمان الرحيب (الطاحونة البشرية) وقتها كان القول المأثور عن كردفان (كردفان الغرة أم خيراً جوه وبره).
* جلسنا نستمع إلى والي شمال كردفان وهو يتحدث عن المبادرة المجتمعية التي شكلت شراكة بين الحكومة والمجتمع من أجل المساهمة في إعمار ونهضة كردفان.
* هناك تحديات كبيرة أمام أهل كردفان الذين تنادوا بقيادة ابن كردفان الدكتور سيد زكي وكوكبة من أبنائها في العاصمة والولايات وفي دول المهجر، اجتمعوا على وثيقة وخارطة طريق لتحسين وتطوير الخدمات الأساسية، وفي مقدمتها خدمات المياه والتعليم والصحة.
* إضافة إلى حسن استثمار الميزات النسبية في كردفان من السلع والمنتجات مثل الضمغ العربي والحبوب الزيتية والثروة الحيوانية والتعدين، ودفع مشروعات تنمية الريف لإعادة الشباب إلى الإنتاج في موطنهم الأصلي.
* إن تضافر الجهود الرسمية والشعبية التي بدأت بالدستوريين الذين جنبوا حوالي 25% من إجمالي مرتباتهم مساهمة في نفير نهضة كردفان وحتى طلاب الأساس الذين استقطعوا جنيهاً ممّا تيسر لهم، ومروراً بالعاملين والموظفين في مختلف مواقع العمل والإنتاج في مبادرة شعبية تذكرنا كما قال هرون أمس بدمغة مكافحة العطش ومال الكرامة، لتعزيز هذه الشراكة الإيجابية، بين الحكومة والمجتمع التي يساهم فيها الجميع من أجل خدمة الجميع.
* إن المناصرة لمثل هذه المبادرات الإيجابية مفتوحة لكل أهل كردفان وكل من ارتبط بها في أية مرحلة من مراحل حياته حتى تعود كردفان من جديد "كردفان الغرة أم خيراً جوه وبره".
 
 

الرجل الغامض ....صلاح ونسى محمد خير هل ينقذ البلاد بقلم :بولاد محمد حسن

$
0
0

بسم الله الرحمن الرحيم
شاءت الظروف أن قابلته فى أحدى زياراته المتعددة لأرض العم سام فابن خالته صديق عزيز لى وتحدثنا ما يقارب ساعة من الزمان وعلمت من خلال استفساراتى وبحثى واسئلتى وجدت انه كادر اخوانى منظم وخطير منذ الثانوية ثم الجامعة وعلى اتصال دائم مع كل قيادات الحكومة والمؤتمر الوطنى والحركة ألأسلاموية فهو كلامه همس ويحبذ البعد عن ألأضواء والعمل فى الخفاء وعلمت أن كثير من أفراد اسرته كما يقولون مجازا (جاهد فى الجنوب وأحد منهم استشهد فى تحرير كرشولا).
وهو شخص طيب ودود متواضع وفراستى أرجو أن لا تكذبنى بانه طاهر اليد عف اللسان صادق غير مجامل حيث وافقنا فى كل ما ابديناه له من انحراف النظام وفساده وما أوصل له حال البلاد وحتمية تغييره وألأفضل أذا جاءت المبادرة من النظام ذكرنا له حتمية أتاحة الحرية للشعب والتداوال السلمى للسلطة بأجراء انتخابات حرة نزيهة وحرية الصحافة فاذا لم يتم هذا فستجرى مزيد من الدماء ومزيد من تفتت البلاد.
أخبرنى ابن خالته أن (صلاح)تم أختياره وزير شئون الرئاسة فى التغيير الوزارى ألأخير .
رايت من واجبى أن أكتب هذا المقال فهو سيقرأه فأرجو أن يؤثر فيه ويغير من نهجه فى الحكم فمعروف أن هذا منصب خطير ويكون شاغله اذا كان ماهر وحاذقا أن يكون أشد نفوذا من نائب الرئيس فمثلا (هالدمان كان أشد نفوذا من نائب نيكسون أجنيو وفى أدارة ريغان كان جيمس بيكر أشد نفوذا من نائبه جورج بوش) فشاغل هذا المنصب يتم أختيار لسببين لا ثالث لهما الثقة والكفاءة فهو يختار موظفى الرئاسة ويراقبهم ويتحكم فيمن يقابل الرئيس ويتحكم فى تدفق المعلومات للرئيس وحماية مصالح الرئيس وتنفيذ وتكملة أجندة وأهداف الرئيس فهو بمثابة عقل الرئيس الذى يفكر به ولسانه الذى ينطق به وأذنه التى يسمع بها ويده التى يبطش بها أو التى يفعل بها خيرا فهو بمثابة العمود الفقرى للرئيس ويجب ان نتذكر ان كارل رووف كان يطلق عليه لقب (عقل بوش) .يجب عليك أن تدع مصلحة التنظيم جانبا ومصلحة الرئيس وبقائه وتعلى مصلحة الوطن وان تلعب دورا ايجابيا تخلد به نفسك فيجب أن تصدع بالحق فى وجه الرئيس ولو كان الثمن فداء بحياتك فالذكرى,  
 للأنسان عمر ثان .قال مستشار لأمير ظالم (كلامى ونصيحتى لا أبتغاء عرض تجازينى به ولاألتماس معروف تكافئنى به ولكنى اتيتك ناصحا مشفقا عليك وعلى البلاد ) قال الخطاب يوما للرسول (صلعم) أحب ثلاثا ماهى يا الخطاب احب الحق وقول الحق والنهى عن المنكر. والمنكر الذى ستنهى الرئيس منه هو المضى فى اراقة الدماء وفى البطش والسحل وقطع ألألسن وتكميم ألأفواه وتكسير ألأقلام فهذا طريق الخراب والدمار  والجوع والفقر والمرض .يا أبن آدم القبر يناديك فى اليوم خمس مرات أحداها يا (أبن آدم تاكل اليوم على ظهرى وغدا سيأكلك الدود فى بطنى ) قيل من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة يعنى قال(أق) ٌولم يكملها (أقتل) جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله .وقال الكواكبى فى كتابه (طبائع ألأستبداد)أن الخليفتين الراشدين أبوبكر وعمر رغم أنهما تربيا على يد النبى ألا أن ألأمة كانت تراقبهم وتحاسبهم ولم تطعهما طاعة عمياءفما بالك (بعمر البشير ) التغيير الوزارى ألأخيرقراءتى له أن الرئيس لم يعد يثق باحد (ألأ بك أنت وبكرى حسن صالح ووزير دفاعه) فاحذو حذو غاندى ومارتن لوثر واخير عظيم القرن العشرين (مانديلا) ويجب أن تجلس مع الرئيس وتصارحه وتنظر فى عينيه واعطه مهلة سته شهور واذا التمست التسويف والمماطلة وتضييع الوقت فقدم أستقالتك وانسحب بهدوء واعتزل الحياة ولا فاهرب بجلدك  فبفعلك هذا قد تنقذ أمة فقد شاءت ألأقدار ان اصبحت فى هذا المنصب الخطير والحساس ففعل الفرد قد يكون عمقه واثره ألأيجابى أشد  من فعل ملايين ألأشخاص فكم كان دور تشرشل عظيما فى الحرب العالمية الثانية ودور جورج واشنطون فى تكوين الولايات المتحدة ألأمريكية لا ابغى غير النصح .والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بيان من إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة و إيرلندا حول إعتقال الناشط تاج الدين عرجة

$
0
0


إلى جماهير شعبنا الأبى
لقد تابعنا بخلق بالغ ملابسات إعتقال الناشط البطل تاج الدين أحمد عرجة , الذى تم إعتقاله بواسطة أجهزة النظام أمس الأول بقاعة الصداقة و بأوامر مباشرة من رأس النظام عمر البشير لا لشىء إلاّ لأنه جهر بالحق فى وجه سلطان جائر و أتى أمام السلطان بما لم تأت به الأوائل 
إلى جماهير شعبنا الشرفاء
إن إتحاد  دارفور بالمملكة المتحدة و إيرلندا إذ يعرب عن قلقه البالغ لسلامة الناشط المناضل تاج الدين عرجة يحمل نظام الخرطوم و أجهزته الأمنية كامل المسئولية عن سلامته و حياته الشخصية و يحذر من المساس به و يطالب بإطلاق صراحه فوراً أو تقديمه لمحاكمة عادلة مع توفير كل حقوق الدفاع و المرافعة , كما يطالب الإتحاد كل المنظمات المحلية و الإقليمية و الدولية على رأسها الأمم المتحدة و هيومن رايتس ووتش و منظمة صحفيين بلا حدود بالتدخل العاجل لتأمين حياته و إطلاق صراحة , كما يؤكد الإتحاد بأنه لن يقف مكتوف الأيدى حال تعرض سلامته أو حياته للخطر و سوف يظل الإتحاد يراقب حالته عن كثب بعين لا تنام
المجد و الخلود لشهداءنا الأبرار
و التحية لكل شجاع يجاهد بكلمة حق فى وجه سلطان جائر و لا نامت أعين الجبناء
محمود الصديق مادبو
أمين الإعلام و الناطق الرسمى   

بيان صحفي محاكمة ثلاثة من المقبوض عليهم حول إحتجاجات سبتمبر 2013 بالسجن ثلاثة سنوات

$
0
0


     أصدرت محكمة جنايات الكلاكلة اليوم قرار قاضيها محمد المعتز في البلاغ الجنائي بالنمرة 8699/2013 تحت المواد 182/174/67 من القانون الجنائي لسنة 1991  والمقيد في في مواجهة موكلينا وهم :-
1/-الشيخ محمد أحمد الرضي
2/-كفاية بلة محمد نور
3/-بدوي ابرهيم جابر
4/-احمد آدم علي
5/-نزير عبد الله كير
6/-عيسي زكريا كير شول
7/-يوسف ابراهيم محمد محمود
8/-ديفيد كوال جوشلي
9/-صالح السيد بابو غبوش
10/-دينق الينج دوت
11/-مجاهد اليج لوال
12/-سبت موسي تيانق
13/-ايمانويل صمويل جون
14/-تنق خميس فضل الله
15/-دينق لوال وول
16/-عصام عبد الرحمن نمينق
   موكلينا المذكورين أعلاه تم القبض عليهم في 29/سبتمبر/2013 في البلاغ بالنمرة والمواد المذكورة أعلاه والمقيد بواسطة شاكي يعمل بالشرطة وجه بفتح البلاغ المذكور بعد أربعة أيام من وقوع أحداث ووقائع إحتجاجات   24/سبتمبر/2013  إنفاذا لقرار لجنة كونت لملاحقة المحتجين .
في وقائع القبض والتحري
   خالفت النيابة الجنائية العامة المبادئ المكفولة لموكلينا وفقا لأحكام المادة 4 من قانون الإجراءات الجنائية 1991 وأهدرت حقوق موكلينا في الحق في ان يترافع عنهم محاميهم في مرحلة ما قبل الإحالة للمحكمة كما خالفت قانون الطفل لسنة 2010 والذي نص في المادة 65/8 منه علي الآتي (إذا أشترك في الفعل الواحد طفل وبالغون يتعين فصل محاكمته ولايجوز إحضار الطفل أمام المحكمة الجنائية فإذا تعذر ذلك يعين ممثل له لحضور جلسات المحاكمة)وقدمت النيابة العامة الجنائية أثنين من موكلينا وهما دون سن الرشد الطفل نبيل عبيد الله 17 سنة والطفل صالح بابو 16 سنة للمحاكمة بالمخالفة لقانون الطفل المذكور وفي القبض والتحري تم إهدار الحقوق المكفولة لموكلينا والتي تشكل الفصل الثاني من دستور حكومة جمهورية السودان الإنتقالي الساري المفعول المواد 27 الي 48 منه عن الحق في حرمة الحياة والحرمة من التعذيب والخصوصية فقد تم تعذيب موكلينا وأجبروا علي الإدلاء باقوال ضد أنفسهم أو ضد بعضهم.
في المحاكمة
فشل الإتهام في تقديم أي بينة ضد اي من موكلينا الذين أنكروا الافعال المنسوبة اليهم وجاءت  بينة الدفاع  متماسكة ومتناسقة أكدت  أن المقبوض عليهم تعرضوا للضرب والتعذيب واهدرت كرامتهم الإنسانية ونسبت اليهم تهم مزعومة دوافعها الإستهداف والفرز الإجتماعي العنصري الذي شاع وصار يمارس في الحياة العامة وأن تقديم موكلي الدفاع  (كباش) وغطاء للسياسات الرعناء وما أفرزتها من رفض شعبي عارم وفي المحاكمة ثبت أمام قاضيها ان موكلنا المتهم الثاني كفاية بلة(نوباوي)خريج جامعة الخرطوم يعاني من متاعب صحية وانه حضر الي الخرطوم من منطقة عسلاية لمتابعة عملية جراحية وقبض عليه مع صديقه المتهم الثالث بدوي ابراهيم وقريبه المتهم الرابع احمد آدم بعد ان تسورت قوة نظامية مدججة بالسلاح منزل ذويهم في الساعات الاولي من صباح يوم القبض عليهم وأقتادوهم بملابس النوم وهم لا يعلمون حتي بالاماكن التي وقعت فيها الأحداث كما ثبت أمام المحكمة بان بقية موكلينا من المتهم الاول وحتي المتهم السادس عشر دون ( المتهم السابع يوسف ابراهيم محمد  والمتهم الرابع عشر  تونق خميس والمتهم الخامس عشر  دينق لوال) قبض عليهم في اماكن متفرقة دون أن تكون لديهم صلة أوعلاقة بالوقائع مما أشار لدوافع الفرز الإجتماعي.
   لقد صدر قرار في البلاغ بالنمرة 8699/2013 ببراءة موكلينا من المتهم الأول وحتي السادس عشر وتمت إدانة ومحاكمة موكلينا وهم المتهم السابع يوسف أبراهيم والمتهم الرابع عشر تونق خميس والمتهم الخامس عشر دينق لوال بالسجن لكل منهم ثلاثة سنوات سجن وستباشر هيئة الدفاع إستئناف هذه الاحكام التعسفية والتي جانبت صحيح تطبيق أحكام القانون.
الصادق علي حسن-عازة محمد أحمد-جبريل حامد حسابو
نفيسة النور حجر-رحاب الفاضل
محامون متضامنون
25/12/2013
  


إلى "أبو إيثار"في ذكري رحيله الثانية

$
0
0

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى "أبو إيثار"في ذكري رحيله الثانية
أكتب إليك يا أبا إيثار في يوم رحيلك الذي اتخذته حركتك يوماً لإحياء ذكرى شهداء الوطن و الحرية جميعاً.انقضى عام آخر على رحيلك يا خليلي و ما إزددنا إلا شوقاً للحاق بكم. فقد فقدت الحياة بعدكم طعمها بالكامل، و ما عدنا نجد سبباً للتمسّك بها خلا الانتصار للقضية التي وهبتم أرواحكم الطاهرة فدى لها، و سوى الأخذ بثأرك؛ المهمة المؤجلة – دون أن تغيب عن بالنا لحظة واحدة – إلى حين الانتصار لمشروعك، لأننا على قناعة بأنك ستسعد بانتصار قضيتك أكثر من الانتقام من عدوك، و أنت الذي جاد عليك الرحمان من رحمته و عفوه ما فاض على عدوك قبل صديقك.
مضى عام ثقيل آخر على رحيلك يا أبا إيثار، و قد تأقلمنا على الحياة تحت دوي القنابل و هدير طائرات عصابة القتلة في الخرطوم. انقضى العام و قد علمنا و عايشنا كيف أن ظلم و بربرية العصابة قد عرفها الحيوان قبل الإنسان في جبال النوبة. فقد رأينا بأمّ أعيننا كيف أن الحيوانات و على رأسها الحمار – الذي يصفه الناس خطأً بالغباء – تسابق الإنسان إلى الاحتماء من قنابل طائرات العصابة بالكهوف، و تختار مواقعها في هذه الكهوف بعناية فائقة، و بتوقيت دقيق و كأن لها مصادر عليمة في مطارات وادي سيدنا و الأبيض تخبرها بانطلاق الطائرات نحوها. فسبحان ربي الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى. مضى العام و قد وقفنا على جور الإنسان لأخيه الإنسان متجسداً في جبال النوبة، و كيف أن أنظمة الحكم المتعابقة كرّست هذا الظلم مما دفع بإنسان جبال النوبة للانتفاض و حمل السلاح لرفع الضيم عن نفسه منذ وقت مبكر. لو رأيت يا أبا إيثار الأطفال دون سن الروضة يمشون حفاة عراة عشرات الكيلومترات ذهابا و إياباً من مناطق برام و أنغولو إلى جنوب السودان للحصول على حصصهم الشهرية من عطايا منظمات الإغاثة الشحيحة المهينة، لتفطّر قلبك الحنون دماً مدراراً، و لما توقف فيض عينيك، و لعلمت كم أن العصابة التي تحكم السودان منزوعة الرحمة و البشرية، و كم هي جاهلة و غير مبالية بالمأساة التي يعيشها أبناء الوطن. الحال في دارفور ليس بأحسن وقد إضطر أكثر من 460 ألف شخص إلى النزوح من ديارهم خلال عام 2013 بسبب مليشيات النظام التي تقتل المدنيين العزّل و تقتتل فيما بينها بسلاح النظام و عتاده، و صار ت الإغتيالات في عزّ النهار و في قلب عواصم الولايات أمراً معروفاً لا يرفّ له جفن النظام.
انقضى عام آخر على رحيلك يا خليل، و قد لحق بك من أسودنا الكواسر الجنرال فضيل رحومة و القادة أبوزمام كير و الطاهر كاكوم و الرشيد و النور قجيجة و عاصم أصيل و غيرهم من رتل الشهداء الذين أوفّوا بما عاهدوا الله ثمّ عاهدوك عليه، فلقّنوا العدو دروساً في البسالة و الجسارة، ثم هرعوا خفافاً لرفع التمام إليك، و لم تمثّل الحياة عندهم بعد رحيلك جناح بعوضة. و مع مرارة فراقكم و فراقهم، رغم ضيق ذات اليد، و ظلم ذوي القربى، و كيد الأعداء في الداخل و الخارج، فحركتكم على أحسن ما يرام. فجيشك اليوم أقوى من أي وقت مضى، و همّتهم في السماء، و لا يقبلون بغير النصر على العصابة و الأخذ بثأرك و ثأر شهداء الوطن جميعاً، أو الموت في ساحات الفداء.
و في الجهة المقابلة لحق بكم أيضاً نفر من جلادي جهاز القمع و على رأسهم أبوقرون الذي عاث في أرضنا فساداً، و الدكتور العقيد سامي مسئول ملف الحركة الذي سعى لإغتيالك في ليبيا. كما وافى إلى ربه بعض من الذين تسببوا في استشهاد أعداد غير قليلة من شباب الحركة أو إعاقتهم، و تدمير عتادها بالتخابر مع العدو، وفيهم من  سعى لإغتيالك بشتى الوسائل. ثم غدروا بالحركة بعد رحيلك، و سرقوا عتادها، و سعوا لبيع إسمها بحفنة دولارات خليجية مستغلين كوة العفو التي فُتحت لهم أبشع إستغلال، فمضى منهم من مضى، و بقي جلّ قادتهم في أيدينا يندبون حظهم العاثر. أما صاحبك دبجو، فقد دخل قصور الفرعون رئيساً لحركة متوهّمة و لا تعليق!
أما أهل النظام ، فقد أكلت دابة الأرض منسأتهم، فتفرقوا أيدي سبأ، و صار الطواغيت المتجبّرون بالأمس أذلّاء يتكفّفون الحماية بعد أن رمى بهم الفرعون على قارعة الطريق، و فضحهم قاتل الشهيد داود بولاد بجعيره و ولولته على فقدان الوزارة و زوال النعمة. و حلّ محلهم ثلّة من العسكر و الأمنجية و أمراء المليشيات الذين قتلوا طلاب المدارس بالرصاص الحي في شوارع نيالا و مدني و العاصمة، فأثبتوا بفعلتهم الشنيعة هذه بأن حكامنا هم أجبن و أحطّ من مشى على أرض السودان. وعد رأس النظام، و هو كعهده كاذب، بقتل الثورة قبل نهاية هذا العام، و ما درى أن القضايا العادلة لا تموت بالرصاص. و نقول له بملئ أفواهنا "فأبشر بطول سلامة يا مربع"، و نعد شعبنا الصبور الأبي بأن السحر سينقلب على الساحر و سيذهب النظام إلى مزبلة التاريخ بعد أن ينفضح خواء ادعائه و تنكسر شوكته قبل الميقات الذي ضربه بإذن الله.
بقي أن نطمئنك على أن أسرتك الصغيرة و الكبيرة بخير، يكابدون للحصول على لقمة العيش كحال أغلب أهل السودان، و هم صابرون على البلاء و المسغبة و على تقصيرنا في حقهم، غفر الله لنا و لهم. رُزقت الدكتورة إيلاف خليل بأول حفيد لك أسموه خليلاً تيمناً بك، سائلين المولى أن يحفظه و يجعله على قدر التحدي الذي يحمله الإسم. اقتفى أوّاب خليل أثرك، و صار في مقاعد الطب في جامعة أمدرمان الإسلامية، و يبدو أنهم سيحولون البيت إلى مجمّع طبي يتولى أحمد إدارته و يتخذ من محمد مستشاراً قانونياً له.
أخوك أبداً/ أبوريّان
 

 

مطلوب اعتذار فوري للشعب السوداني/ فيصل الدابي/المحامي

$
0
0

مطلوب اعتذار فوري للشعب السوداني
 
ورد في الأخبار السودانية غير السارة مايلي:
تقدم صباح الإثنين 23/12/2013 ، الاستاذ حيدر احمد خيرالله بأول بلاغ جنائى لدى /نيابة الصحافة والمطبوعات ضد الاستاذة/ فاطمة الصادق على خلفية مقالها يوم السبت بجريدة الاهرام اليوم على زاويتها (خط التماس) والذى جاء فيه ( فى كل بيت سودانى مدمن وصايع وزاني ) وقد فتح البلاغ تحت مواد القذف والسباب واشانة السمعة ، وفى رده على سؤالنا للاستاذ / حيدر لماذا لم يرد على الكاتبة : أجاب على ماذا ارد ؟ وماهو الموضوع الجدير بالرد؟ ان هذا البلاغ هو البداية لحملة مليون عريضة ضد الكاتبة لتكون عبرة لكل قلم وكل منبر لا يرى عظمة الشعب السودانى ونبله وعفافه ، ولنعرف من يقف خلف الكاتبة ويريد تشويه شبابنا.. ولبراءة الاقلام والاعلام ممن لا يرون للكلمة والشعب قداسة ، هذا ومن المتوقع القاء القبض على المتهمة فى غضون اليومين القادمين!
ارسل لي أحد المغتربين السودانيين في الدوحة إيميلاً غاضباً جاء على النحو الآتي:
(الصحفية السودانية فاطمة الصادق، تسب الشعب السوداني في مقال نشر علي جريدة الأهرام السودانية وتقول وبكل وقاحة: في كل بيت سوداني هنالك ( سكران ) او (مسطول ) او ( صايع ) او ( زاني ) !!!!!!!!  رايك شنو فى كلام زي دا – هو أنحنا ناقصين !!!!!
تعليق أول
حسب علمي المتواضع بالقانون الجنائي السوداني فإن الركن المادي لجريمة القذف يستلزم تحديد إسم الشخص المقذوف بشكل محدد ، بعبارة أخرى ، فإن المجنى عليه يجب أن يكون شخصاً محدداً ، ففي إحدى السوابق القضائية السودانية المنشورة والصادرة من المحكمة العليا تقرر بموجب حكم نهائي شطب بلاغ قذف تقدم به الجمهوريون ضد شخص ما صرح علناً بأن الجمهوريين كفار وقد جاء في تسبيب قرار شطب البلاغ أن المقذوف يجب أن يكون شخصاً محدداً وليس كياناً عاماً ، عليه فمن المرجح شطب البلاغ في مواجهة الصحفية المذكورة لهذا السبب القانوني البحت إذا التزمت محكمة الموضوع بتلك السابقة القضائية ولم تخالفها.
تعليق ثاني
بغض النظر عن الوضع القانوني للبلاغ ضد الصحفية المذكورة فإن إطلاق مثل هذا الوصف المشين يسيء إساءة بالغة لكل الشعب السوداني بدون فرز ويشكل سقطة إعلامية مدوية ويتعارض بشدة مع ميثاق الشرف الصحفي وهو أمر مرفوض جملةً وتفصيلاً، فالشعب السوداني هو الذي بذل كل التضحيات وعلمنا وربانا من أجل أن نحقق مصالحه وندافع عنه وأن توجيه الاساءات المعممة  للشعب السوداني يُعتبر من قبيل العقوق والجحود الوطني مهما كانت الأسباب والدوافع.


تعليق ثالث
المطلوب من الجهات الاعلامية المختصة اتخاذ إجراءات إدارية عاجلة في مواجهة الجريدة والكاتبة إياها، وإذا ثبتت المخالفة الادارية ، فيجب توقيع جزاءات إدارية على الجريدة والكاتبة معاً ، والمطلوب أيضاً أن يصدر اعتذار رسمي مكتوب من الجريدة والكاتبة إياها عند ثبوت الخطأ لأن الشعب السوداني العظيم يستحق كل التقدير والاحترام ولا يستحق أي نوع من الاساءات التعميمية من أبنائه وبناته مهما كانت السياقات ومهما كانت المبررات والدوافع.

فيصل الدابي/المحامي


 
 

اورام الصحافة الورقية /فتح الرحمن عبد الباقي

$
0
0


اورام الصحافة الورقية  ...

في العام 1993 تم تكليفي بإصدار صحيفة مطبوعة في جامعة الخرطوم ، ولقد اخترنا لها اسم صحيفة ( الانوار ) ، وبدأت مع اخوة كرام عملاً دؤوبا لإنجاز هذه المهمة ، وكانت أولى الخطوات إيجاد الممول ، او المتبني لهذا العمل من ناحية التصميم ، والطباعة وغيرها من متطلبات الصحف المطبوعة ، وبكل حق بدأت في هذا العمل بعد ان تغيبت عن محاضرات الجامعة لفترة ليست بالقصيرة ، إلى أن تم طباعة الصحيفة وقمنا بتوزيعها ومجانا طبعا داخل اسوار الجامعة وفي مختلف الكليات ،  وأيضا بداخلية الطالبات ، وداخلية الطلاب ، وقمت بوصفي رئيس تحرير هذه الصحيفة ، بتكليف مجموعة من الاخوة ، لمعرفة ردود الافعال ، وكنت أيضا واحدا منهم ، وكنت موجوداً  بالصفرة المين ( يا حليل أيام الصفرة المين ) بداخلية الطلاب . ولقد رأيت جزء من الطلاب غير آبه لما أمامه ، يطالع الصحيفة ، وهو يواصل سرد قصة لزملائه ، وآخر لم يهتم بها مطلقا ، ولكنه استخدمها بعد أن انتهى من أكل وجبته في لف سندوتش ربما لصديقه في الغرفة .

عندما فعل هذا الطالب ما فعل وهو لا يدري الجهد المبذول لإخراج هذا العمل ، ولإيصال هذه الأوراق وصب هذا المداد عليها ، فسألته ، وتحدثت إليه عن الجهد المبذول ، وكيف أن من قام بهذا العمل قد  سهر الليالي ، وتغيب عن المحاضرات ، وكيف تحصل على إذن من  الجهات العاملة في مجال الطباعة والتصميم ، وكيف قضي معهم وبينهم الأيام ، لإنجاز هذا العمل ، رد وبكل برود ، فهي أيضا الآن ليست بعديمة النفع ، وها أنذا أنتفع منها .  رغم كل هذا الجهد إلا أنه انتفع منها فقط بلف ساندوتش داخلها .

وفرت وسائل الاتصال الحديثة ، وقللت المسافة بين القارئ والصحفي ، وخصوصا عبر وسائل النشر الاليكتروني ، ونسبة لسرعة نشرها ، وسهولة وصولها الى مختلف انحاء العالم ، وجعلت من بأمريكا يقرا نفس المادة التي يقرؤها من بالسودان وفي نفس الوقت ، كما انها يسرت وقللت الزمن والجهد في نشر المواد الصحفية ، فهي لا تحتاج الى كثير عناء للنشر ، ولا الى ميزانية ضخمة لتسيير الأعمال ، ويتم نشر المادة فور جاهزيتها . وان الصحفي الذي نشر مقاله عبر الصحف الإليكترونية يجد يظل متابعا لمقاله المنشور على صفحات الصحف الاليكترونية ، ويعرف عدد المشاهدات لهذه المادة ، وكذلك الردود التي والتعليقات ، وأحيانا يوفق بعض الصحفيون للنزول والرد على بعض التعليقات عبر الموقع .

في العام الماضي ، شهدنا انتصارا قويا للصحافة الاليكترونية ، وبالتالي صفعة أقوى للصحف الورقية ، وهو تحول مجلة النيوز ويك الامريكية من النشر الورقي الى النشر الاليكتروني ، ولقد عزت المجلة  في ذلك الى ارتفاع تكاليف النشر ، وزيادة خسائر المجلة ، والسبب الثاني هو ارتفاع نسبة قراءة هذه المجلة على الانترنت  ، حيث زاد عدد زوار المجلة في العام 2012م عن العام السابق بنسبة 70% ، وتحول الشعب الأمريكي واعتماده بنسبة كبيرة في كل مناحي حياته على الانترنت . وقالت بان ذلك هو السبب الرئيسي في خسائرها ، ولقد قامت هذه المجلة العريقة ، بتقديم حل من الطراز الأمريكي ، فلم تفكر مثلا في إيقاف نشرها عبر الانترنت ، لتجبر قراءها على شرائها ، بل وافقت على رغبة قرائها الكرام ، وتحولت معهم من النشر الورقي الى النشر الاليكتروني ، ولكنها حصرت نشرها فقط باللغة الإنجليزية بعد ان كانت تنشر بعدة لغات منها العربية . نعم لقد خسر القارئ العربي هذه المجلة ، الا ان المجلة لم تغلق أبوابها بالكامل امام كل القراء .

واذا ما اخذنا هذا النموذج وطرحناه على واقعنا السوداني المعاش ، نجد ان الصحافة الورقية تعاني اكثر مما تعانيه مجلة النيوز ويك الامريكية العريقة ، وليت ان مشاكل صحافتنا همها الأوحد ، هو العبء المالي ، وان كان هذا العبء يؤثر عليها بشكل كبير جدا ، فصحافتنا الورقية وفي ظل الظروف الحالية تعاني مشاكل وامراض أخرى كثيرة ، فنجد ان هذه الصحافة ومن الناحية المالية تحاول استقطاب ، الإعلانات وبالأخص الحكومية منها ، لتسيير أمور الصحيفة ، ولتستقطب هذه الصحيفة الإعلانات الحكومية ، فلا بد لها من اتباع سياسة الحكومة قلبا وقالبا ، ولربما أدى ذلك الى غياب المهنية والحيادية ، وادى الى ان تكون هذه الصحيفة مسخا مشوها ، تنشر ما يمليه عليها السلطان ، ولذا أصبح تفكير رؤساء تحرير هذه الصحف في المادة التي ترضي السلطان ، او قل بعبارة أخرى المادة التي تجعل هذه الصحيفة ، صالحة للنشر ، وابتعدوا في غالب الأحيان ، عن شرف المهنة ، وابتعدوا في كثير من الأحيان عن هموم الوطن والمواطن ، فكانت المادة التي يقدمها الصحفي ، يحاول فيها ان تنال رضا رئيس التحرير لكي تجد طريقها للنشر ، ولذا وجدنا في كثير من الصحف الاليكترونية ، في صدر معظم المقالات ( منع من النشر ) .

في ظل هذا الوضع المعقد الذي يعانيه الصحفي ، فتجده مهموما اكثر باختيار المادة التي سينشرها ، ومهموم اكثر بقبول هذه المادة ، وصلاحيتها للنشر ، ولا بد من عمل توازن لقبول هذه المادة من قبل القارئ والمتلقي ، لذا فقد فقدت جل الصحف الورقية نكهة الاثارة ، وقوة الطرح ، وطرق الأبواب التي ينتظرها المواطن البسيط ، فكانت المداعبات فيها خجولة في كثير من الأحيان ، ان لم تكن مفقودة ، وكانت الصحف تتناول المواضيع الخدمية اكثر من أي شيء آخر ، هذا اذا ما امتنعت عن ان تسير في ظل الوزير زيد او عبيد ، وقد هرب بعض الصحفيين ، وفي الازمات التي مرت بالبلاد ، الى الاتجاه بالحديث عن الرياضة ، والتوجه خارج الاسوار بتناول القضايا سواء العالمية او العربية عبر اعمدتهم الثابتة والتي يكتبونها والبلاد تمر بأحداث صعبة .

في ظل هذه الرقابة على الصحف ، وفي ظل سرعة وصول المعلومة عبر الصحف الاليكترونية فقد اتجه معظم الناس ، الى الصحافة الاليكترونية ، والتي تحررت من قيود النشر الصحفي ، وتحررت من رقابة السلطان ، وكانت جل المقالات التي منعت من النشر عبر الصحف الورقية ، تجد طريقها الى النشر عبر الصحف الاليكترونية ، وعليها ديباجة بلون جميل وجاذب للقراءة ، وهي ديباجة ( منع من النشر ) ، وثانيا سهولة وصول المعلومة عبر الصحف الاليكترونية ، فنجد ان الصحف الورقية ، اذا ما كان الحدث مثلا الساعة الثامنة صباحا ، فنجده لا يجد طريقه الى النشر وتناوله وتداوله الا في اليوم التالي ، أي بعد حوالي ( 24 ساعة ) من وقوع الحدث ، وهنا تكون وسائل النشر الاليكتروني قد تناولت هذا الامر بالتحليل والتشريح ، وعندما يتم تناوله عبر الصحف الورقية او وسائل النشر الورقي يكون الامر قد استوفى معظم جوانبه عبر الاعلام المرئي والاليكتروني ، ولا يجد نفس الاهتمام الذي وجده عبر الوسائل الأخرى .

أيضا هنالك عامل اقل تأثيرا وهو ان المادة الصحفية عبر الانترنت ، تكون مجانية وتستطيع الحصول على الصحيفة دون ان تدفع ثمنا مباشرا مقابل هذه الصحيفة ، واشارة الى ما تقدم من حيثيات ، ووقائع للصحافة الورقية ، وما تواجهه من صعوبات ، نجد ان القارئ الذي يقتطع من قوت يومه ليشتري هذه الصحيفة ، وتجده في كثير من الأحيان يقرا عمود الصحفي وهو يشفق عليه ، كيف كانت عباراته خجولة ، وكيف تناول هذا الآخر ولكنه من زاوية لا تعبر عن المواطن والقارئ ، فيشفق على هذا الصحفي ويجد له العذر ، وتكفيه فقط اشاراته الخجولة التي بثها عبر مقاله ، وعندما يذهب الى الصحف الاليكترونية ، ويقرأ نفس المقال لكاتب غير معروف للوسط الإعلامي ، الا انه يجد قوة الطرح ، وصراحة المغزى ، لتجده انه قد تأسف على ما انفقه في شراء هذه الصحيفة ، فيرميها ولكنه ما زال يعذر كاتبها . ولكن في الختام هل يعتبر اندثار الصحافة الورقية ، واندثار طباعة الكتب ، وشيوع الصحافة الاليكترونية وانتشار الكتب على صفحات الانترنت ، دليل صحة وعافية .

في هذا اليوم طالعتنا الصحفية درة قمبو ، بمقال بعنوان ( نعم انا صحفية وانت جنابو تبيدي ) بقضيتها مع الصحافة وبحسرتها ولوعتها على ما آل اليه وضع رؤساء تحرير الصحف الورقية ، والذين اصبح جل همهم صدور الصحيفة والبعد عن المحاكم ، وما كنا سنسمع بهذه القضية لولا وجود الصحافة الاليكترونية ، ورائدتها ( الراكوبة ) شكرا للراكوبة ، والقومة ليك ايتها السمراء .

 

فتح الرحمن عبد الباقي

مكة المكرمة

21/12/2013م

Fathiii555@gmail.com

 

 

 

 


كاركاتير اليوم الموافق 26 ديسمبر 2013 للفنان عمر دفع الله

عندما ينطق الرويبضة...!!!! د.عارف عوض الركابي

$
0
0


اطلعت على مقال كتبه د.زهير السراج وتعجبت أنه تجرأ لنشره في الشبكة بموقع (النيلين) عنوانه : (كاروشة فقهاء الكريسماس)  وهو مقال شحنه كاتبه بالسب والشتم واللعن ، والمقال ينضح جهلاً من أوله إلى آخره وقُبحاً في الاستدلال ، وقد أشار كثيرون إلى عدم استحقاق المقال والكاتب بهذه النفسية والتوتر والإسفاف والجهل عدم استحقاقه لأن يُردّ عليه .. ولما رأيت أن بعض ما ذكره يردده غيره ترجّح عندي التعليق على بعض ما جاء في هذا المقال الذي أحسن الترجمة لكاتبه !! وبيّن نصيبه من العلم والأخلاق ..
 ومما قال : (أصابت حمى الكريسماس مجموعة المتنطعين وفقهاء السلطان ومن لف لفهم من فقهاء النكاح، وهو أقل ما يجب ان يوصفوا به، مبكرا هذا العام فبدأوا فى دق طبول الحرب ضد الاحتفال والاحتفاء بهذه المناسبة الدينية العظيمة التى تخلد ذكرى مولد رسول الله السيد المسيح عليه السلام الذى يأمرنا الله بالايمان به والا انضممنا لزمرة الكفار فإنكار احد رسل الله هو إنكار لوجود الله والكفر به والعياذ بالله).
قلتُ : بفضل الله تعالى قد آتت جهود الناصحين أُكلها وظهر أثر التحذير من الاحتفال بأعياد النصارى ، وهو ما صرّح به هذا الكاتب الذي اغتاظ بهذه التوعية فلجأ إلى كتابة هذا المقال الذي هو عليه وليس له ..
فما العلاقة يا أيها الكاتب المسكين بين ما يفتي علماء الإسلام ومنهم علماء المذاهب الأربعة من تحريم مشاركة النصارى أعيادهم وبين الإيمان بنبي الله عيسى عليه السلام ؟! وهي مناسبة دينية لدى أتباع دين محرف ومنسوخ ، وهي احتفالات دينية لمن غير دين المسيح عليه السلام وهم يعتقدون أن الله ثالث ثلاثة ، وأن المسيح ابن الله .. والطفل في بلاد المسلمين في الثالثة من عمره يبدأ يحفظ (لم يلد ولم يولد) .. أي مناسبة دينية عظيمة أيها الكاتب الرويبضة وقد أمرك دينك بأن لا تتشبه بهم في ما هو من شعائرهم وخصائصهم .. وأي تهنئة تتقرب بها ديناً لمن يعبدون الصلبان ويعتقدون صلب المسيح وقتله لتكفير خطيئة آدم وهي أكله من الشجرة ؟!
وما يبين من الحكم الشرعي في حكم الاحتفال بالكريسماس ورأس السنة هو بيان بأدلة شرعية كان عليك أن تفندها وتوردها بدل أن تصرف الشتائم وسيء الألقاب ، وأما الوصف بفقهاء النكاح فإن النكاح حكم شرعي وشرف لمن يتفقه فيه وقد بين أحكام النكاح الله تعالى في كتابه والنبي عليه الصلاة والسلام في سنته ، فهنيئا لمن يبين حكم الله وحكم رسوله ، والاستهزاء بالأحكام الشرعية من الأمور الخطيرة كما لا يخفى ، والعياذ بالله.
وقال : (ولقد احل لنا القرآن الزواج من اهل الكتاب واكل طعامهم ..إلخ، بل وربط ايماننا بالله واعتناقنا لدين الاسلام بالايمان برسله وكتبه ودياناته ومنها الدين المسيحى، مما يعنى جوازا بل فرضا ان نحترم عاداتهم وثقافتهم والا كان ايماننا ناقصا).
قلتُ : ويحكي الكاتب جهله (المركب) في قوله أعلاه .. فإن أكل طعام أهل الكتاب جائز ونكاح نسائهم جائز والبيع والشراء معهم جائز والعهد والصلح والدّين والإجارة وغير ذلك من أحكام في المعاملات مما تجيزه الشريعة ، وذلك شيء ، وتهنئتهم بشعائرهم ومشاركتهم احتفالاتهم ذلك شيء آخر وهو من المحرمات في شريعة الإسلام ، وقد حكى العلماء اتفاق علماء المسلمين على ذلك .. قال ابن القيم : ( وأمّا التهنئة بشعائر الكفر المختصة بهم فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثما عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه ، وكثير ممّن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك وهو لا يدري قبح ما فعل. فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه، وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنبا لمقت الله وسقوطهم من عينه).
وقال هذا الكاتب الرويبضة : (لتتنطعوا ما شاء لكم التنطع يا فقهاء النكاح والختان الذين تنامون بالليل فى فراش الفساد وتخرجون الصبح لتنصحوا العباد .. لعنة الله عليكم ..!!).
قلتُ : ويقال في الختان مثل ما يقال في النكاح بأنه حكم شرعي وردت فيه نصوص شرعية فختان الرجال معلوم وختان الإناث وهو المعروف بالسنة فقد وردت فيه أحاديث نبوية عن خير البرية عليه الصلاة والسلام .. فبمن تستهزئ وتسخر أيها المسكين ؟! والكاتب كغيره من الكتاب يدخل مسائل سياسية وسط كلامه ، وهذا أمر معهود من كثيرين فليس لهم مناقشة علمية ولا حجج ولا أدلة وإنما يرون أن كلامهم المليء بالجهالات يمكن أن يمر ويتعاطف معه كثيرون إذا ألبسه كاتبه جانب النقد في جوانب سياسية ، وعن نفسي فليس لي صلة ببعض من ذكرهم الكاتب في المقال ولكن يدفعني للرد على كاتبه الجهالات التي نشرها في مقاله في ما يخص القضايا الشرعية التي تجاسر عليها هداه الله. وأما اللعن الذي لجأ إليه الكاتب فهو مما يبين نصيبه من الأخلاق ، للأسف ، والمؤسف أنه ينشر ذلك ويرى أنه يقدم خيراً وينصح !! فهل علمت أيها الكاتب بحديث النبي عليه الصلاة والسلام أن لعن المؤمن كقتله ؟! وحديث اللعانون لا يكونون شفعاء يوم القيامة ؟! وحديث ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ؟! وغيرها مما ورد في بيان حكم اللعن ..؟!
وقال : ( وكما نحتفل ونحتفى بمولد الرسول الكريم خاتم الأنبياء والمرسلين ونقيم الموالد والاحتفالات طيلة شهر من الزمان تهل علينا فيه بركة الرسول الكريم، فمن حق غيرنا من أصحاب الديانات والملل السماوية الأخرى، ونحن معهم، أن نحتفل بمولد سيدنا عيسى عليه السلام ونسعد ونفرح بمولد هذا الرسول الكريم عليه السلام).
قلتُ : القياس في الشريعة الإسلامية يكون في فرع فيقاس على أصل ويثبت للفرع حكم الأصل لوجود علة جامعة بينهما .. فهل ثبت الأصل وهو المقيس عليه حتى تثبت الفرع أيها الكاتب المسكين ؟! فهل احتفل النبي عليه الصلاة والسلام بمولده أو احتفل الصحابة أو التابعون بميلاد النبي عليه الصلاة والسلام حتى تقيس عليه ؟! ومما لم يتنبه له الكاتب أنه قد لا يعلم الكتابات النصرانية عن خطأ نسبة ميلاد المسيح عليه السلام في هذا الوقت وقد ذكر بعض النصارى ذلك وهو منشور في الشبكة وبالفعل فهل كان الرطب يكون في جزع النخل وقت الشتاء ؟!
وقال الكاتب : (غصبا عنكم سنحتفل بالكريمساس ونبتهج ونعبر عن فرحتنا كلٌ بطريقته الخاص) وقال في ختام مقاله : (أقول لكما ولكل المتنطعين أمثالكما نيابة عن نفسي وأسرتي واهل بيتي، إننا سنحتفل بالكريسماس ورأس السنة ونخرج الى المنتزهات والميادين والشوارع لنعبر عن فرحتنا تماما ، ولاخوتنا واشقائنا المسيحيين اقول مبروك عليكم وعلينا الكريسماس .. والمجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة !!).
 قلتُ : لا تعليق على كلامه أعلاه ، وقد تعبت في إصلاح العبارات المنقولة إذ هي خاطئة في بنائها اللغوي فلم تسلم الهمزات فكلها وصلٌ ولم يفرق الكاتب بين الياء والألف المقصورة فأنصحه بمراجعة تعلم قواعد الإملاء حتى يبدأ في الطريق ليتعلم مبادئ العلوم الشرعية ، وإني والله لأرحم أمثاله ممن تجرأوا على القول على الله بغير علم وهم لا يملكون أبسط المقومات لفهم الخطاب الشرعي .. ولا أجد ما أختم به تعليقاتي الموجزة هذه أفضل من هذا الحديث النبوي وقد صدق النبي عليه الصلاة والسلام عندما حذرنا من "الرويبضة"حيث قال في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام :(سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة ..) رواه الإمام أحمد وابن ماجه والحاكم وأبو يعلى والطبراني وصححه الألباني.
 

الموت تحت سياط التعذيب/منى بكري أبوعاقلة

$
0
0


كُثرت عليهم المصائب والابتلاءات، وزادت الحروب من ويلاتهم ويلاً، لم يكن لهم فيها خيار، سوى أنهم مواطنون صالحون، متيمون بحب الوطن وعشقه اللامنتهي، لم يرحلوا من مناطقهم، بل علموا أنفسهم وتعلموا معنى الصبر والتعايش مع الإحن، بعد أن أحالت الحروب منطقتهم الوادعة الخضراء الجميلة إلى معترك لا تفتر همته.
 وكغيره من مواطني كادقلي الصابرين، كان عبدالجليل محي الدين عبدالجليل، يباشر عمله المعتاد، بدكانه الصغير، راضياً بقدره، يطلق الضحكات لزبائنه، رغم قلبه المثقل بالجراح، ويرسل القفشات، رغم الهموم والكدر التي علت وجه المدينة وسرقت البسمات من أفواه الكثيرين.
في يوم 14 ديسمبر 2013م، فجأة، ودون سابق إنذار، داهمت قوة مسلحة من الاستخبارات العسكرية الدكان، وأقتادت عبدالجليل بالقوة، وسط دهشة الزبائن والمارة، أذعن عبدالجليل لأمرهم، وذهب معهم دون أن يدري أحد إلى أين!!!. حارت حائرة أسرته، حين سمعوا النبأ، ولم يملكوا سوى أن يسلموا أمرهم لله!!.
في يوم 17 ديسمبر 2013م، نعى الناعي إلى أهل عبدالجليل بأن يذهبوا لمستشفى كادقلي العسكري ليتسلموا جثته، أصابتهم الصدمة في مقتل، وزلزلتهم الفاجعة، وتساءلوا: ماذا حدث؟؟ وكيف حدث؟؟ ولما حدث؟؟ ومن المسؤول؟؟ لم يجدوا إجابات تشفي غليلهم، وزادت حيرتهم، هل يذهبوا ليستلموا جثمانه ويقيموا سرادق العزاء؟؟ هل يتظلموا لمعرفة السبب وراء قتله؟؟ هل...؟؟ وهل....؟؟.
في نهاية المطاف، استسلم الأهل وتقبلوا العزاء في مقتل ابنهم دون أن يعرفوا الخلفيات التي دعت لقتله، وحاولوا أن يتلمسوا إجابات، عسى أن تخفف من لوعتهم، لمعرفة كيف تم قتله، وقدموا تظلم وشكوى، تم نشرها في الإصدارة الرابعة، لمجلة (Sudan Human Rights and Humanitarian) وفيه أن الاستخبارات العسكرية اعتقلت عبدالجليل، دون أن يكون بمعيتهم أمر قانوني بالقبض أو الاعتقال، ويعزون سبب وفاة عبدالجليل متأثراً بجراحه نتيجة للتعذيب الذي تعرض له، الأمر الذي فاقم حالته الصحية، وعندها اضطرت الاستخبارات العسكرية لنقله للمستشفى العسكري بكادقلي، ومكث بها ساعات قليلة وفارقت روحه الطاهرة إلى ربها.
كما ذكر (مركز دارفور للإغاثة والتوثيق)، أن عبدالجليل تم اتهامه من المخابرات العسكرية بأنه متعاون مع الحركة الشعبية – قطاع الشمال، وأنه توفي على إثر التعذيب الوحشي الذي تعرض له في معتقلاتهم.
حادثة (عبدالجليل) وغيرها من حوادث التعذيب اليومية، تشير وتؤكد على ممارسة التعذيب على نطاق ممنهج ومنظم من المسؤوليين الحكوميين الذين تشملهم الحصانات ولا يتعرضون لأى محاسبة أو مساءلة، فهم يمثلون القانون، أو بالأحرى هم فوق القانون، وليس أسهل عليهم من تنصيب أنفسهم خصماً وحكماً ليقتصون ويقيمون عدلهم كيفما اتفق، ولهم سلطات واسعة تخولهم القبض والاعتقال وحتى القتل.
وكيف لنا أن نتوقع محاسبتهم ومساءلتهم وقد أمرهم أحد المسؤولين وعلى رؤوس الأشهاد (اكنسوا، قشوا، ما تجيبوا حي)، وهو يحثهم على ارتكاب جرائم القتل بدم بارد ويعطيهم كل مشروعية ودافع لقتل الأبرياء. فلماذا لا يُقتل عبدالجليل تحت التعذيب؟؟ ولماذا لا يطلقون الاتهامات بالانتساب للحركة الشعبية – قطاع الشمال أو للجبهة الثورية أو غيرها. وفي قناعتهم أن مجرد شبهة الانتماء السياسي لأياً  كان، لهي سبب كافي للاعتقال والتعذيب والقتل.
وما نعرفه، أن المجتمع السوداني مجتمع متسامح بكل أطيافه التي تتعايش مع حالة الاختلاف الديني والسياسي والعرقي وغيره، والمؤسف أن حكومة الإنقاذ ضربت بكل ذلك عرض الحائط، ولم تجد أفضل من سياسة الانتقام والحرب ضد الأخر، بإحكام السيطرة الأمنية والعسكرية، وتوجيهها إلى المواطن السوداني العادي الذي يكدح من الصبح إلى المساء.
في ظل الوضع الطبيعي للدول المحترمة، فإن مثل هذه الحادثة لكافية لأن يستقيل وزير الدفاع ويحال هو والجاني للمحاكمة، ولكن في ظل التنصل من المسؤوليات القانونية الوطنية والدولية، لا تملك حكومة الإنقاذ إلا وأن تزيد من حوادث القتل تحت التعذيب، ولا رقيب أو حسيب.


التغير بمعايير/ عمر الشريف

$
0
0

 عمر الشريف 


التغير بمعايير


التغير الوزارى الاخير الذى طال بعض الوزارات وتجاهل البعض منها له اسبابه وتقييمه لدى القيادة اما لدى المواطن او القطاع الوزارى لم يكن بالقدر المطلوب أو الذى ينتظره . حيث أن القطاع يحكم على الوزير ببصماته وأنجازاته وخدماته للوزارة وافرعها  وكذلك المواطن الذى يهمه فى المقام الاول انجاز الوزير ووزارته . ذلك الانجاز الذى  يعيشه فى واقعة ويراه أمامه ويتمناه ليخفف من معاناته ويحفظ حقوقه وأمنه ووطنه . المواطن مثلا يريد من وزارة الصحة مجانية العلاج ووفرة الدواء ودقة التشخيص وتوفر المستشفيات والمراكز الطبية وتوفر سيارات الاسعاف وجودة الخدمات الطبية والكفاءة والمعامل والاجهزة الحديثة بينما يريد العاملون فى القطاع الصحى تحسين أوضاعهم المادية والعملية وإنتدابهم فى دورات طبية داخلية وخارجية وترقيات . أما ما يريده المواطن  من وزارة الدفاع هو المحافظة على تراب الوطن والسهر على آمن المواطن والوطن بنفس المقابل يريد العسكرى نفس ما يريده كل موظف من وزارته حسب طبيعة عمله ويتفقون جميعهم فى تحسين اوضاعهم المادية .


هناك وزراء تركوا بصماتهم وانجازاتهم تتحدث عنهم وقد نجحت وزاراتهم وهناك وزراء لم يحققوا شىء يذكر بالنسبة لما يتطلع له المواطن والوطن لكن الوزارات التى تمس المواطن وحياته مباشرة هى التى عليها التركيز والحكم اكبر من غيرها مثل الداخلية والدفاع والصحة والتعليم والزراعة والمالية . يطالب المواطن بوضع المعايير والتقييم للوزراء ووكلاء الوزارات ليتم تثبيت الوزير او الوكيل لفترة أخرى .


ينتظر المواطن إكمال التغير والتجديد فى الولايات لان المواطن صبره نفد من سياسات بعض الولاة و تدميرهم لبعض الولايات التى كانت لها مكانتها ودعمها للوطن وهى كانت مثل نجم الزهرة فى السماء واصبحت اليوم لا تعادل اصغر النجوم . المواطن لا يريد زيادة عدد الولايات لتزيد حكوماتها بما يقارب وزراء الحكومة المركزية .  بعض حكومات الولايات  اثبتت فشلها الكبير ونجحت فى زيادة النفقات والتعينات والاستغلال لخيرات تلك الولايات وتهميش بعض المدن والقرى . لماذا لم يكن لنا خمسة ولايات فقط وهى الشمالية والشرقية والجنوبية والغربية والوسطى ولا نحتاج للكم الهائل من الولاة  والوزارات والمعتمدين والوزراء الولائيين ونرجع لنظام المحافظين السابق الذى أثبت نجاح ادارته وانتاجه واستقراره وأمنه وفى كل حاضرة يكون هناك ضابط ادارى ومفتش زراعى وتعلميى وصحى وضابط أمن ولجنة لا يزيد عدد اعضائها على الخمسة اعضاء  للاشراف والمتابعة والمراقبة وتبسط الاجراءات وتتم محاسبة المقصر فورا من القيادة بعد رفع تقرير اللجنة الاشرافية . وهذه اللجنة تتواصل مع المواطن وتتلمس احتياجاته ومشاكله وتعرف معاناته الحقيقية .


هناك ولايات نجحت فى توفير الأمن والاستقرار لمواطنيها فى بعض مناطقها وهناك ولايات يكافح ولاتها لزيادة ميزانياتهم لتتوافق مع جحم ولايتهم واحتياجاتها وهناك ولايات اصبح ولاتها لا يهمهم الولاية او مواطنها  فقط لكى يرضوا القيادة او الحزب حتى ينعم الوالى بوظيفته ومكانته لدى القيادة او الحزب وبعضهم لم يعمل لما بعد الموت وإنما عمل لنفسه وأهله.  نريد هذه الولايات تتنافس فيما بينها فى الانتاج والاستثمار والمرافق العامة ويكون التواصل بينها ليتم التكامل والتعاون من غيرقبلية او عرقية كلهم تحت شعار واحد  ( انا سودانى أُشرف بلدى واحقق الامانى)  . السودان أرضه ومناخه زراعى ورعوى لهذا يجب الاعتماد على الزراعة وتطويرها وعلى الثروة الحيوانية بشكل اساسى وعليها أن تهتم بمغتربيها لانهم هم جزء كبير من دعمها فى الخدمات العامة لبعض مناطقها و لتوفير السيوله لها فى حاجتها (لتوضيح ذلك) قام هؤلاء المغتربون بدعم المدارس والكهرباء وحفر الأبار لقراهم وبمساعدة أهلهم  وتوفير السيولة للولاية بشراء القطع السكنية بالعملة الخارجية عند حضور مندوبين الولاية لدول المهجر لعرض تلك القطع السكنية وكذلك ما يدفعونه من رسوم وضرائب وتبرعات ، لهذا يجب الاهتمام بهذه الشريحة وتحفيذها بالاستثمارات الزراعية والصناعية فى ولاياتها سوى كانت فردية او جماعية . هذا هو التغير الذى ينتظره المواطن فى كل ولاية  .


 

ما بين مزرعة تمبول التجريبية واكثار البذور بسنار1-2/د. صديق الامام محمد

$
0
0

 

كثير من ابناء الجزيرة اتيحت لهم فرص العمل والتدريب بمشروعي الجزيرة والرهد الزراعيين ، ولي تجربتين اجترهما للذكرى اولاهما كانت بمزرعة تمبول التجريبية والثانية بإدارة اكثار البذور بسنار الأولى عندما كنت طالبا بالثانوية والاخرى بعد الثانوي وقبل الجامعة ، وسوف احاول الحديث عنهما لما فيهما من فائدة لنعرف ماضينا ونتعلم منهما مالم نتعلمه في المدراس والجامعات ، فهذه دعوة للمسئولين لمنح طلابنا والخريجين فرصة التدريب الموقت بالمصالح الحكومية ليأخذوا من ما تبقى لنا من مثل واخلاق وقيم الخدمة المدنية من الشرفاء لا من المنتفعين والمتسلقين وكثير هم.
التجربة الاولى بمزرعة تمبول التجريبة
شاءت الاقدار ان اعمل في فترة الاجازات في هذه المزرعة  النموذجية بالقرب من تمبول شرق رفاعة وقد اقيمت هذه المزرعة في منتصف السبعينات كنواة لمشروع الرهد الزراعي ، اقيمت لتجربية المحاصيل الزراعية وكيفية الطرق الحديثة للزراعه والمكننة الزراعية وتربية المحاصيل وغيرها من العمليات الزراعية الحديثة ، وكان يقوم عليها صفوة من الخبراء الزراعيين والاقتصاديين والمهندسين الزراعيين والموظفين القدوة ، ليس هذا فحسب ما تعلمناه ووقفنا عليه ولكننا وقفنتا على جيل من الموظفين لوعرفه جيلنا الحالى لعلم انه بالعمل يلعب ، مثل اخلاق وقيم وعلم تعلمنا قيمة الوقت والانضباط وحب العمل الكل يعمل بهمة ونشاط أحالوا هذه المزرعة الصغيرة للوحة فنية رائعة ، قل ان يوجد لها مثيل في زمننا الحالي ، كانوا يزرعون ويكتبون ويقيمون العمل والزراعة ، قسم للغيط وقسم للاقتصاد الزراعي وقسم للهندسة الزراعية قسم للغابات وقسم للبساتين وكان على قمة هذا الهرم العالم الزراعي الفذ الدكتور عبد الجليل عبد الجبار (الذي اختير فيما بعد رئيسا للجنه اعادة تاهيل وتعمير مشروع الجزيرة من قبل البنك الدولي بواسطة منظمة الزراعية العالمية الفاو FAO ولا ندري اين ذهبت توصياته ودراساته)، تم اختيار هؤلاء العاملين بعناية فائقة فهم يمثلون كافة اقاليم السودان  كان يقوم على البساتين  السيد / أحمد عبيد الله ابن ناظر الحمر،  ويساعده العم المتميز خبير البساتين سعد نديم من أم درمان ( واعتقد ان له علاقة بأسرة الله جابو  التي لازالت تتربع على قمة هرم البساتين بالسودان منهم موسى الله جابو وزير الزراعة السابق ) وفي قسم الغابات  عبد الحميد مادبو ود ناظر عموم الرزيقات ومن النوبه المهندس الخلوق المرحوم كباشي ومن المهندسين الزراعيين المهندس على يساعد الخال بشري صديق محمد بادي 0 (الزعيم) ومن الاقتصاد الزراعي فضل السيد  يساعده  العم أحمد صديق اللغا ومن مفتشي الغيط العم بحيري  ومن العمال العم المتميز المرحوم عبد الجبار والد الاخ عبد الرحمن بغابات مدني لم يكن لنا ان نتذكرهم جميعا  لولا ما تركوه في نفوسنا من ود واحترام ، .
كان العمل يجمعهم صباحا والنادي في المساء  الجميع يعيشون في حب واحترام  اختلطت ثقافاتهم وثقافات اسرهم في تعاون ووئام ولازالت تربط اسرهم العديد من العلاقات لافرق بين عامل وموظف ، بعد  هذه الفترة القصيرة تم نقل معظمهم تصحبهم اسرهم و خبراتهم والتجارب التي اجروها  بالمزرعة لمشروع الرهد الزراعي الجديد حيث رحل الجميع للفاو  لبدء العمل بمشروع الرهد الجديد وكان ذلك في نهاية السبعينات ، ولكن مرت الايام فأبى الرهد الا وان يسابق اخيه مشروع الجزيرة في التدهور والانهيار الى ان مات وهو شابا في ريعان شبابة ، فهل ياترى هذا منا ام من ولاهم الله امرنا ،  والى القاء  آخر ان مد الله في الآجال في اتكاءه  وتجربة اخرى بإدارة اكثار البذور بسنار كيلو 11 .

Viewing all 1667 articles
Browse latest View live