Quantcast
Channel: Sudanese Online:سودانيز اون لاين :
Viewing all 1667 articles
Browse latest View live

لهذا نحتفل معه/ نور الدين مدني

$
0
0



كلام الناس
نور الدين مدني
لهذا نحتفل معه
 
* درجنا على الاحتفاء مع أسرته وأسرة مكتبه وأحبابه الكثر بعيد ميلاده دون أن نسأل عن العمر الذي أمضاه في العطاء بلا مَنٍّ ولا أذى لوطنه وللمواطنين قبل أسرته وأهله الأقربين.
* أمس هاتفني سكرتير مكتبه الإعلامي النشط محمد زكي ليذكرني، ولم أكن في حاجة لكي يذكرني، رغم الدعوات والمناسبات الكثيرة والمشغوليات المهنية الأكثر، لأننا نعدّ أنفسنا في منتدى الصحافة والسياسة جزءاً من هذا الاحتفال.
*  نحن لا نحتفي بعيد ميلاده بالمعنى التقليدي الذي تقام به احتفالات أعياد الميلاد وإنما نحول هذا الاحتفال- كما درج المحتفى به نفسه- إلى فرصة لمراجعة حسابات عام مضى والاستعداد لعام جديد، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك له ولنا في أعمالنا وأوقاتنا.
* صحيح هناك حرص أسري من أسرته الممتدة بحمد الله، بمشاركة الأحفاد الذين يزينون الاحتفال، على التعبير عن مشاعر الحب والعرفان لـ "الأب الكبير"الذي يرون فيه كل معاني العيد، إضافة إلى كلمات الأسرة وأسرة المكتب ومنتدى الصحافة والسياسة وبعض الأحباب، إلا أن الاحتفال يتحول إلى تظاهرة إنسانية احتفاء بهذا الرمز الذي لا يمكن حصره في دائرة حزبه أو كيانه الكبير.
* لسنا هنا بصدد الحديث عن هذا الرمز الذي ما زال ملء السمع والبصر، ليس فقط داخل السودان وإنما في العالم الذي احتفى به أكثر من مرة نتيجة لجهوده في نادي مدريد والمؤتمر القومي الإسلامي والمؤسسة العربية للديمقراطية وفي منظمة الوسطية العالمية، إضافة إلى دوره الداخلي الذي يحرص فيه على تحقيق الحل السلمي القومي الديمقراطي بعيداً عن العنف والاحتراب.
* إنه الإمام الصادق المهدي الذي لا ننظر إليه باعتباره رئيساً لحزب الأمة أو إماماً لكيان الأنصار مع كامل تقديرنا لكل ذلك، وإنما باعتباره قامة سودانية شامخة في سماء بلادنا أسهمت بعطاء وافر في كل الساحات والمناسبات الدينية والسياسية والفكرية والاجتماعية والثقافية والرياضية والفنية.
* يكفي أنه انتقل بكيان الأنصار من مرحلة التحرك بـ "الإشارة"والحشد العاطفي، إلى مرحلة الحراك الديني الإيجابي وفق نهج الصحوة الإسلامية القائم على المواءمة بين الأصالة والمعاصرة، وخرج به بقيادة هيئة شؤون الأنصار وأمينها العام المفكر المجدد الشيخ عبد المحمود أبو من المحلية إلى العالمية.
* لهذا نحتفل معه بعيد ميلاده سائلين الله عز وجل أن يحفظه وأسرته وأحبابه وكل أهل السودان من كل الشرور والفتن.
 
 


سرديات وقائع مؤتمرصحفى حافل (6) ... الأخيره/لأُبيض ..... ياسر قطيه

$
0
0

سرديات وقائع مؤتمرصحفى حافل (6) ... الأخيره
كن هذا ومن ثم أقدم على الجلوس فى حضرة مولانا هارون
الأُبيض ..... ياسر قطيه
عندما وضع مولانا هارون ، النقطه الأخيره على السطر الأخير منهياً بذلك إستعراضه المذهل لخطابه المرتجل والذى إستمر زهاء الساعتين ونصف الساعه وذلك إبان مؤتمره الصحفى الأول له والأخير الى الأن والذى إنعقد فى يوم الثلاثاء قبل الفائته الموافق العاشر من شهر ديسمبر الجارى لسنة 2013م والذى أعلن من خلاله رؤيته الشامله لخارطة طريق مشروع نفير النهضه وسمى فيه كذلك أعضاء حكومته وفريقه التنفيذى العامل على وضع كل تلك التصورات العلميه على الواقع العملى وإنجازها على الأرض ساد وقتها الهدوء العميق أرجاء القاعه ، قاعة مجلس وزراء الولايه الفخمه الكائنه فى الطابق الثانى من مبنى أمانة حكومة الولايه .
أطبق الصمت وجحظت العيون وإكتف القاعه جو صاقع من البرود الذى غمر أوصال الجميع .... و ( قائمة شندلر ) الماليه التى أعدها ( جوبلز إعلام الولايه ) الذى كان يعتقد إنه كان يترأس الجلسه وقائمة شندلر هذه أي جماعة دخلنا النهر عشرةً وخرجنا تسعةً ، بعضها كان يجلس هكذا ... والبعض الأخر هكذا .... وكانوا جميعهم يسودهم الوجوم ويلفهم ( صمت النعاج ) .... وقلنا من قبل .... معتوه من ينبث ببنت شفه بعد اي حديث لمولانا هارون ، ومعتوه من يطرح اسئله ومغفل من يحاول أن يجازف بالتعقيب .... ولان حماعة دخلنا النهر عشرةً وخرجنا تسعةً الذين يقودهم جوبلز إعلام الولايه الذى كان ما يزال يعتقد إنه يترأس الجلسه قد درجوا وأدمنوا على الظهور لمجرد الظهور وأجادوا طريقة اللعب التى لم يكن ليكترث إليها أحد وهى أنا اسأل إذاً أنا موجود وهى طريقه شوفونيه نتائجها جاءت وخيمه فقد إنهالت شلاليت الإسئله نحو المنصه وكسر كبيرهم الذى علمهم السحر على الظهور الأول وتسديد الضربه الأولى ليهدىء قليلاً من روع الجوقه فقذف بسواله الأول على طريقة ستونا المجروس عند صعودها الصاخب على السمرح لأداء وصلتها الغنائيه ولما تمالك روعه قليلاً أردفه بأخر اشد مضاضة من وقع الحسام المهند .... هارون الذى تفرس فى وجوه القابعين أمامه هؤلاء والذين يلفهم صمت النعاج بدأ لوهله وكأنه لم يصدق إذنيه إن هذا الرجل الأنيق المهندم المعروف المتسائل هو ذاته ذلك الشخص الذى يُصف بالقامه ! لذلك إلتمس منه إعادة السؤال ؟ ! تكرم الرجل بإعاده أشد وأنكى ، هنا عرف مولانا هارون إن يجلس قبالة جوقه حُشرت له حشراً فغلب على طابعها الكم على الكيف كأي فعالية مقاولات كتلك التى درج ترزية الوطنى على حشدها وتفصيلها بالمقاس للراغبين من متعهدى الفعاليات الجماهيريه ، دون مولانا السؤالين وحواشى شروحهم ومنح القطيع فرصه أخرى هنا نطح أحد تيوس الحشد الجماهيرى المنصه بسؤال كان الأفضل من أن يقذها بحجر ولما وجد نفسه متورطاً وهو فى قلب عرين الأسد أردفه بثان ونصف سؤالٍ ثالث لم يكتمل فقد بدأت أوصاله ترتعش وصوته يغور ويستيحل لصدى لم يفهم منه أحد شيئاً على الأطلاق ، مره أخرى ومره اخرى كذلك ومره أخيره ثلاثه مرات وعندما طلب مولانا إفهامه ما يقصد بالأسئله وقف خروف الشيخ فى العقبه للدرجه التى  أذهبت بمولانا للقول إنه سوف يجتهد لتأتى إجاباته على ضوء ما تيسر له من فهم ، ثم نهض ثالث فاته إن مولانا قد ألغى وزارة الشؤون الإجتماعيه برمتها ناهيك الحج نفسه ( وشرط ) كعبته المزوره التى كان يسترزق منها بعض بلطجية هى لله وهى كعبه للإيجار والإحماء ليسأله عن الحج ؟ ثم يدردش فى نواحى فقهيه متعلقه بتلك المشاعر المقدسه ولمجرد كونه يمتلك وكالة للحج والعمره فقد خال نفسه مرجعيه فى هذا المجال وبعد لأي ولت وعجن وطحن إختصر مولانا الأمر بقوله إن الحج شأن فردى لا شأن للدوله به إلا من خلال الأوراق الرسميه وتأشيرات الدخول أما تُنشأ الدوله هنا كعبه قدر ظروفك وتحفر بير زمزم وبعد شويه يقولوا ليك ود أب صفيه ده البقيع فهذا شغل بتاع أونطه . لذلك لا حج لا عمره لا جمعية ولا وزاره ذاتو !! ثم تدخل وكالة الأنباء السودانيه ( سونا ) على الخط  ويحتار المرء أين كانت الـ FM 104  من ذلك المؤتمر الصاخب وهى التى درجت فى الأونه الأخيره على نقل ( الحلاقه !! ) على الهواء مباشرةً ووالله صحى ( قلة الشغله بتعلم ستها المشاط ) ... فى جنازه ... FM 104  ... فى حلاقه ... FM 104  .... فى صواطه ... FM 104  ... فى لماضه .... FM 104  .... فى نيـ ........... FM 104  حتى خلت إن هذه الإف بى أي ستورثنى . ثم كندوه !! كندوه الرجل الذى تزامن ظهوره وعلى نحو مكثف بطريقه أربكت المراسم منذ تولى مولانا هارون مقاليد السلطه فى هذه الولايه بدأ إنه بصدد تسويق نفسه بطريقه مبتكره لدى مكتب سعادة الأخ والى الولايه ... لدينا فى السابق صحفيين يجمعون مابين الصحافه والسمسره فى الأراضى وهم طريقهم الأن لأبوزعبل بالموزيكا وبتاعين كضب وسبح وطواقى تحولوا بقدرة صدفه لصحفيين لكنها المره الأولى التى يمتهن فيها مندوب مكتب طباعه وتصوير هذه المهنه ؟! .... نتايج شنوا يا كندوه الداير تعملها هدايا بإسم حكومة الولايه ؟ ومن مال أبو منو يا حبه ؟ بالله يا جماعه يا أشتغلوا معانا صحافه عدييييييل وبالطريقه الصاح التى تكفل لهذه المهنه الساميه الرساليه قدسيتها ي كمان أرجعوا لمهنكم الأصليه ..... أما الشغل على طريقة صحافه لله يا محسنين دى فبأمانه ده مش محلها .... داير محسنين أمشى لعمك جموعه وأختا ناس إتحاد أصحاب الجمل الذى ذهب بما حمل ديل أنشف من عود كداد والزول الوحيد البيعرف يطلع ليك منهم ملايين أخونا إبليس الأخضر كلل الله سعيه فى قاهرة المعز بالنجاح وبالرفاه والبنين وإنا الى ربنا لمنقلبون . هذا السمك لبن تمر هندى أحبتى الأفاضل كان هو وبإختصار مخل أحد مخرجات المؤتمر الصحفى الكارثه . ولأن جوبلز إعلام الولايه الذى كان يعتقد إنه كان يتراس الجلسه قد حاول التماهى مع ساكن بيت كردفان الجديد والتعامل معه على ذات النهج الذى درج عليه مع أولئك السابقين الذين أوأدهم الثرى فقد خسر خسراناً مبينا ..... مُنى جوبلز إعلام الولايه بهزيمه نكراء سارت بذكرها العربان .... وهذا الرجل القاضى الذى يحكم الولايه على طريقة أحد أخطر دهاة العرب سيدنا معاويه بن أبى سفيان يمتلك من ناصية العلم والحكمه الكثير لذلك ياعزيزى .... مالم تكن قد تتلمذت على يدى سيبويه ، أو أقمت ردحاً من الزمان فى الكوفه وعاصرت إبى بن كعب وصليت من خلف الإمام أبا حنيفه ، أنصحك صادقاً أن تحرج نفسك وتدخل فى موضوع أسئله وأجوبه مع هذا الرجل . وإن لم تكن سمعت بجان بول سارتر أو حتى بجون سينا أو جان كلود فاندام ... أمسك خشمك عليك !
وإذ لم تسعفك الظروف بقراءة كتاب لسيد قطب  أو شيئاً لإميلى نصر الله الذى أقلع بعكس إتجاه الزمن ، تركى الحمد أو عبدالرحمن منيف ، إبراهيم الكونى أو المستشرق الفرنسى من أصل عربى سورى يوسف شُلحد فى بُنى المقدس عند العرب قبل الإسلام وبعده وأيات سلمان رشدى الشيطانيه وهطرقات تسليمه نسرين والطريق الى سمرقند أو صخرة طانيوس لأمين معلوف ... ( إتخارج أول بأول كن الزول ده إنتهى من كلاموا ) . ولو لم تكن لك علاقه عائليه وصلة قرابه من الدرجه الأولى الموحده بجهينه الذى عنده الخبر اليقين ولا بجهيزه التى قطعت قول كل خطيب ... ولم تكن قد شاهدت جنيفر لوبيز على المسرح لايف أو إستمعت لكريك دافيد وحسناء من بورتوريكو ذات ضفائر طويله مجدوله تدفن وجهها الفارط فى الجمال وتطلق لقوامها الساخن العنان وهى بالبكينى ( ملابس البحر ) ليستريح على ضفاف رمل الكاريبى وهى تتوسد حجرك بهدوء وسكينه وما لم تكن قد غمزت يعينيك لدومونيك حورانى فى مطار دُبى الدولى حتى بانت نواجذها وهى ترد عليك بغمزه تكاد تطيح بصواب الأعين الراصده لقوامها الممشوق أو على الأقل يا صديقى صافحت نعومى كامبل وباريس هيلتون أو توسدت كتفيك لِيل كيم وهى تترنح من الإفراط فى إحتساء الفودكا فى أحدى حانات مانهتن .... لا تجازف بالونسه مع مولانا هارون . أما أذا أردت أن تلقى عليه التحيه وحسب ومن ثم تستأذنه بتهذيب جم فى المغادره أو هى بالأحرى المخارجه فأنصحك إن لم تكن قد إستمعت لموعظه دينيه من مسيح الألفيه الثالثه الراحل ومؤسس كنيسة التوحيد بين الأديان الثلاثه والذى قاد لاحقاً مع الراحل العظيم صمويل هنتنغتون حوار الحضارات مفتى اليمين المسيحى المتطرف ( صن ميونغ مون ) الكورى الشمالى المنشق والهارب منذ خمسينيات القرن الماضى الى الولايات المتحده الإمريكيه والمقرب بشده من أل بوش والمالك للعديد من الصحف ووسائل الإعلام الضخمه حول العالم وهو الرجل الذى ظل مطلوباً بشده لحكومة ( كيم إيل سونغ ) ومن خليفته وولى عهده المشوطن ( كيم جُنغ وون ) حتى وفاته فى الخامس من سبتمبر 2012م .... وأخيراً ..... إذ لم تطير مع ماجدولين سليلة الأليزيه وقصر فرساى وسفيرة جمال البلاط الملكى المغربى لأكثر من عشر من عواصم الجمال فى العالم وما لم تكن قد طفت بها وهى حافية القدمين فى شوارع كولالامبور الرائعه والنظيفه التى غسلها المطر وأنت ممسك بحقيبة يدها الرائعه المشغوله يدوياً عند دانتيلا فرساتشى وعطر أليزا بيث أردن الفففث أفنيو يهب عليك ويملأ خياشيمك وشعرها الحر الطويل يهوم ويهيم على وجهك وباليسرى تضم خصرها الرائع النحيل وياليمنى تميك حقيبتها وحذاءها المصنع خصيصاً لدى البيير كاردان وهى تهيم فى ليل كولا الرائع كسندريلا وأنت ملاكها الحارس الأمين بينما عازف كمان كتجول يقف ليشجى مسامعك بناءً على طلبها ليعزف على أوتار كمانه الحزين ويترنم لإلتون جون الذى غنى للأميره ديانا شمعه فى مهب الريح فتنكفئ ماجدولينا على صدرك العريض تبحث عن الفء والحنان فى ليل الدموع والشجن وهى تذرف الدمع السخين .... ما لم تكن هذا أوذاك أو هكذا فأنت يا مولاي وأما هذا الرجل الكاسحه اللغويه والقاذفه الخطابيه والموسوعة العلميه التى تمشى على قدمين .... أنصحك يا صديقى أن لا تنقاد وراء إدعاءات جوبلز إعلام الولايه . وجوبلز إعلام الولاية الذى أعد قائمة شندلر الماليه والذى كان كان يجلس هكذا والذى كان يعتقد إنه كان يترأس الجلسه ..... إن حوبلز هذا سيلقى حتفه على نحو سيء يوماً ما .
yasserdayeen@yahoo.com

بروفسير حريز: أكاديميون بلا حدود عبد الله علي إبراهيم

$
0
0



بروفسير حريز: أكاديميون بلا حدود
عبد الله علي إبراهيم
1-ساهرون
انعقد بالخرطوم يومي الأمس وأمس الأول تكريم للبروفسير سيد حامد حريز أستاذ علم الفلكلور ومدير معهد الدراسات الأفريقية والاسيوية بجامعة الخرطوم سابقاً. ورتب لهذا التكريم المستحق طلابه برعاية من شركة زين للهاتف السيار.
سبقني سيد بعام إلى جامعة الخرطوم. ولم أتعرف عليه مع ذلك لغلبة السياسة عليّ وغلبة الأكاديمية عليه. ثم التقينا في رحاب شعبة أبحاث السودان بكلية الآداب التي كلفتها الجامعة بالبحث في الماثورات الوطنية والشعبية وجعلت عليها البروفسير يوسف فضل. ولولا يقظة يوسف وعينه اللاقطة لمن توسم فيهم عونه في هذه المهمة المبتكرة لما التقيت بسيد. فقد كان تعين بشعبة اللغة الإنجليزية بكلية الآداب وسافر لإنجلترا وعاد برسالة عن احتفالنا بالميلاد والختان والزواج مما يسمى ب "طقوس العبور". وكنت أنا استدرك فوت الأكاديمية لي فجلست لامتحان شرف معادل في التاريخ. وعقد يوسف بينا في حلال المعرفة والزمالة. فألح على سيد أن يتحول من شعبة الإنجليزية إلى وحدة ابحاث السودان بقرينة رسالته المميزة في علم الفلكلور. ثم استدرجني يوسف للشعبة بعد ان سمعني أتحدث عن فلوكلور الهبانية في إذاعة أم درمان. وأقنع الجامعة بتعييني رغم أنني لم أحصل على درجة الشرف الثانية.
لا أعرف مؤسستين أدين لهما بجامعاتي (في لغة مكسيم جوركي) مثل الحزب الشيوعي وشعبة أبحاث السودان التي صارت معهد الدراسات الأفريقية. فقد وطنني المعهد في الأكاديمية فرشحت على ممارستي السياسية. وكان كسبي من المعهد زمالة عمر مع سيد. كان أنيقاً مظهراً ومخبراً. لا أنسى أن أهداني كتاب جان فانسينا الشهير "التقاليد الشفوية"حال صدوره في 1966 فاسترشدت به خلال شغلي في كتابة تاريخ الكبابيش من رواياتهم الشفوية. أذكر أمسياتنا بالشعبة التي كانت في مكان مسجد الجامعة الآن. نطالع ونبحث ونكتب، أو نحضر سمنار الأربعاء، أو نسجل لراو حل بالخرطوم في صحبة الطيب محمد الطيب، أو نقف مع آدم والضي نصف أوراق مطبوع للشعبة بالرونيو صفا. ولا أنسى سفرتنا إلى أبو فروع لنلقي مولانا القرشي ليحدثنا عن خدمته للاسلام بجبال النوبة. ودون ذلك عزيزنا احمد عبد الرحيم في كتاب له عن جبال النوبة.
وأدين لسيد أنه جعل بري المحس "حلتي"بعيداً من داخلة عطبرة. فكنت لزيم دارهم لا يفوتني غداء. ثم صرت من "أجرية"بري بفضله. بل قل من زملائنا بالجامعة من لم يغره سيد بسكنى بري المحس. وطاب لي معشر أهلها: جخنون عامر، مصطبة سراج، ودكان عبد الملك، وآل حريز، وآل إسحاق، وآل بشري، والرفيقة سكينة عالم،"وسيدة الجمالها فريد"، وآل هاشم، والسيسي ودكان ناس حمدين، وأبو زرقة، والباشمفتش خوجلي، ومولانا مجذوب كمال الدين. يا لأنسهم وظرفهم وخوتهم! 
لا بد أن ذكر مكرمو سيد يده الطولى في قيادته لعملية جمع مأثور السودان وتبويبه ونشره. فلما تحولت الشعبة إلى معهد الدراسات الأفريقية الحالي تولى سيد، إلى جانب النيابة عن المدير، رئاسة شعبة  الفلكلور. وأدار التنوع الثقافي بما وددت لو وقف عنده المهرجون بالهوية الأفريقية. فمن بين 38 مطبوعا من سلسلة "دراسات في التراث الشعبي"كان حظ  السودانيين، من عُرفوا مؤخراً ب"الأفارقة"، 20%. ناهيك عن ما تجمع في إرشيف الفلكلور من مواد عن الموسيقي الشعبية الذي ركز على جبال النوبة والأنقسنا بصورة خاصة. ولا أدري إن كانت الجامعة نفسها تعرف قيمة استثمارها في هذا المعهد العريق. فما تزال إدارة الجامعة تروعنا بخطة عشوائية تريد بها دمجه في معاهد أخرى ما عليك بها. فهذا المعهد لم يضف إلى الأكاديمية السودانية مادة عير مطروقة في الكليات بل هو إضافة معمارية مشهودة من قاعة الشارقة، المتنفس الثقافي الترفيهي لسائر الخرطوم، إلى قاعة ودعة. وهي شهادات تميز المعهد عما سواه وتم أكثرها باستقلال عن الجامعة بل ربما رغماً عنها. فآمل، ونحن نكرم الرعيل في شخص عزيزنا سيد، أن تكف الجامعة عن هرجها الإداري بحق المعهد. 
آمل أن يكون تكريم سيد مناسبة لتقف الجامعة على خطر فكرة وقعت لها قبل نحو قرن ووسهر عليها رجال ونساء في نبل سيد حتى استوت على سوقها.
     


2-بروفسير حريز: هو معهدي

قلت أمس وددت لو انتهزنا سانحة تكريم بروفسير سيد حامد حريز لنقف على خطر المؤسسة التي كان واحداً من بناتها البدريين: معهد الدرسات الأفريقية والآسيوية.  وأضيف اليوم أن وددت لو انتهزنا السانحة أيضاً لمعرفة أفضل بمأثرة حريز العلمية.
معلوم أن المعهد تولد عن شعبة أبحاث السودان التي انتدبتها جامعة الخرطوم في 1963 لجمع وأرشفة وتحليل المأثور السوداني. وتطورت الشعبة لتصبح هذا المعهد. فشمل شغلها مسح اللغات السودانية وتدريسها وتدريب الطلاب في سياسات أفريقيا ومجتمعاتها خلال دراساتهم فوق الجامعية. ويدين جيل دبلوماسي بأسره للمعهد بإحسان تربيته. ولعل المعهد كان من مؤسساتنا الثقافية القليلة التي أحسنت إدارة التنوع في حقول شغلها المتخلفة وفي تعيين كوادرها حتى سميت مديره يوسف فضل مرة ب"متنوع ديمة". وانشغل المعهد بصورة خاصة بجبهة لا تزال من مجهولاتنا العلمية وهي تعريف السودان في محيطه الأفريقي. فتداعى لمؤتمراته عن منزلة السودان في أفريقيا  في 1968 وما تلاها علماء ذو باع تجد مساهتمهم منشورة في كتاب "السودان في أفريقيا"الذي حرره يوسف فضل. بل كان المعهد ظاهرة إدارية غير عادية. فهو لم يرهن نفسه بميزانية الجامعة له كثرت أم قلت. فقد سهرت إدارته على الحصول على تمويل من الوقفيات الثقافية العالمية مثل فورد والمؤسسة الثقافية اليابانية وروكفلر والإسميسونين. وتطلب ذلك عرض مشروعاتها وموالاة شرحها بصور مقنعة لا ترد. وأضرب مثلاً لمهارة المعهد في تحصيل المال من غير الجامعة بأنه لا يزال يستخدم سيارات هي منح من مؤسسة فورد واليابان. بل أغرى المعهد أمير الشارقة ببناء قاعة الشارقة التي هي واحدة من مؤسسات الجامعة الإنتاجية القليلة الناجحة. وعليه تكشف الخطة الحالية بالجامعة لتذويبه في كيانات معهدية اخرى بالجامعة عن نقص في المعرفة بمنزلة المعهد وإرثه العلمي والإداري. فليست كل المعاهد معاهد حتى لا يكون كلو عند العرب صابون.
أما المعرفة بحريز نفسه فقد شغلتني خلال وجودي الأخير بالسودان. فقد جاءتني إحد طالبتنا بشعبة الفلكلور تعرض علي فصلاً من كتاب درست وحللت فيه  كتاب حريز "الفلكلور التطبيقي". وقرأته فوجدتها أوفت الموضوع. فقلت لها لماذا لا تحول مشروع الكتاب إلى موضوع لرسالة للدكتوراة. ولعلمي بأنها ربما لم تستطع مقابلة نفقات التسجيل للدكتوراة اتصلت بمدير المعهد ليوفر لها التمويل من المال المخصص من قاعة الشارقة لمساعدة أمثال الطالبة من النابهين في مدارج الدراسات العليا. وعلمت أن مثل ذلك القرار يصدر عن لجنة قاعة الشارقة التي مدير الجامعة رئيسها. وعلمت كذلك أن اللجنة لم تجتمع لزمن وربما لم تجتمع في وقت قريب من عهدنا. ووجهوني للاتصال في المدير لأنه الوحيد المأذون بالتصديق من مال الشارقة في غياب اللجنة. واتصلت بالمدير لتحديد موعد. ورجعت لي سكرتيرته لتقول لي ما غرض الزيارة. وشرحت الغرض. ولم أسمع منه لنحو شهر. فذهبت لألقاه كفاحاً في مكتبه. ولم اجده فتركت له مذكرة وافية عن غرضي عن تكريم حريز بتعريف الهئية العلمية وسائر الناس بما أسداه للمعرفة بثقافة السودان. ولم اسمع منه خلال 3 أشهر رجعت بعدها للولايات المتحدة ولم نسعد بلقاء الباب العالي.
ولم استسلم. فعرض عليّ  منذ شهور رفيقنا وطالبنا محمد المهدي بشري عن زعمهم تكريم حريز برعاية زين. واقترحت عليه أن يكون تبني مشروع الطالبة وتمويله فقرة في التكريم. بل ربما كانت الفقرة التي ستبقى منه. ولما كتب لي مهدي عن تحديدهم ليوم التكريم سألته إن كان قد أخذ بفكرتي. ولم يرد إلى تاريخه.
ويقول الأمريكيون في مثل هذه الحالة التي يضرب فيها مخلوق عن التعامل معك:
Your loss
والله في!

حنتوب الجميلة الطيب على السلاوي الحلقة الخاتمة (10-10)

$
0
0



حنتوب الجميلة
الطيب على السلاوي
الحلقة الخاتمة (10-10)
كان الأربعاء الثاني من فبراير  1949 هو يومي الأول بحنتوب الثانوية. لم أحضر للمدرسة ليلة ذلك اليوم كما ينبغي لطرف طاريء. فجيئتها صباح اليوم نفسه. وبعد الإجراءت اندفعت إلى فصل أولى كولمبس وفي ثوان قليلة كنت بداخله. حدقت في وجوه رفاق الدرب في شئ من الارتباك بادئ الأمر وفي التو والحين لاحقتنى عبارات الترحاب من هنا وهناك من بعض جوانب الفصل. تفحصت تلك الوجوه المستبشرة فوقع نظري على بعض الوجوه الصديقة لنفر كريم من رفاق دربى في المدرسة الأهلية  الوسطى وآخرين ممن التقيتهم أبان أيام أدائنا الامتحان قبل أسابيع قليلة من أبناء ودمدني ممن كانوا في مدرستها الأميرية . كانوا عائدين لتوهم من ميدان الرياضة حيث قضوا الحصة الأولى. وقبل ان نتمكن من إكمال تبادل التحايا مع من كانت لى معهم زمالة أو معرفة سابقة، بدأت رنة جرس المدرسة في تمام الثامنة، وانفتح باب الفصل ودلف إلى داخله المعلم الذى سبق أن التقيناه  داخل ذات  القاعة مراقبا للممتحنين اثناء العديد من فترات الامتحانات في شهر ديسمبر المنصرم: هاشم أفندي ضيف الله. دخل الصف متأبطا حزمة من الكتب الإنجليزية ووضعها على  تربيزة المعلم  واستدار نحو الطلاب الذين سارع كل منهم  للجلوس في الموقع الذي كان قد اختاره لنفسه. ووجدت نفسي قريباً من موقع خال في الصف الأول على مقربة من تربيزة المعلم جلست عليه أحدق في وجه الأستاذ. استرجعت في ذهني نبرات صوته وهو يعلن تصويب بعض الأخطاء المطبعية في أوراق أسئلة امتحانيّ الحساب والجغرافيا قبل شهرين من الزمان. ظل هو لثوان يتفرس وجوه الطلاب قبل سماعنا ذات النبرات الصوتية في لغة انجليزية رصينة. وكان في هذه المرة مرحباً ومتمنياً لنا عاماً دراسياً ناجحاً، ومعرفاً بنفسه، وبأنه سيقوم بتدريسنا الجانب اللغوي من منهج مادة اللغة الإنجليرية بالمشاركة مع معلم بريطاني يدعى المستر "غوردون".  وسيتولى غردون تدريسنا الجانب الأدبي من المنهج. ثم طلب من كل طالب التقدم حسب موقع جلوسه لتناول واحد من تلك الكتب وفق الترتيب الذي كانت عليه فوق التربيزة . فقد كانت الكتب خليطا من الجديد والمستعمل من قبل. وبدأ الرفاق يتناولون الكتب واحداً تلو الآخر إلى أن جاء دور طالب ذي حظ عاثر سولت له نفسه أن يبدل كتاباً قديماً بآخر جديد. وربما لم يكن يظن أن الأستاذ يراقبه بعين فاحصة.  فكان درساً قاسيا تلقاه ذلك الطالب المسكين في بداية يومه الأولوفي سخرية لاذعه ممزوجة بالمنطق والموضوعيه. وقد ثبت لنا على مر الأيام أنها كانت سمة من سمات وطرائق تعامل هاشم أفندي ضيف الله مع الطلاب عندما تبدر منهم تصرفات تجافي منطق المعقول والمقبول مما هو متوقع ممن هم في تلك السن.
  في واقع الأمر كانت تلك الحصة منعطفاً هاماً في مسار تعاملنا مع أستاذ الأجيال إلى أن غادرنا في نهاية النصف الأول من ذلك العام الدراسي إلى بريطانيا في بعثة دراسية امتدت لثلاثة أعوام. وعاد بعدها إلى حنتوب ونحن على أعتاب نهايات عامنا الأخير في ذلك الصرح الشامخ.  حاز كل منا على نسخة من ذلك الكتاب السابع من سلسلة "مايكل ويست"التي - عبر أجزائها الستة الأولى - نجح إلى حد كبير معلمونا في المرحلة الوسطى في سعيهم لإكسابنا  قدرا عظيماً من المهارات الأساسية من اللغة الإنجليرية مما مكننا من مواصلة الدراسة في المرحلتين الثانوية والجامعيه في سهولة ويسر؛ فلهم التحية والإجلال.  احتوى الكتاب على قصة واحدة  باسم "ديد مانز روك". وذلك على عكس ما كانت تحتويه الأجزاء الستة الأولى من السلسلة من مواضيع  وقصص متعددة ومختلفة زماناً ومكاناً.  وما أن فرغنا من قراءة تلك القصة فرادى وجماعات جاءنا الأستاذ بكتاب آخر من ذات السلسلة يحتوى على قصة باسم "ذي فيكر اوف ويكفيلد". فرغنا من الاستمتاع بقراءتها قبيل انتهاء الفصل الدراسي الأول في نهاية شهر مايو من ذلك العام. وإلى جانب قراءة الكتابين تولى هاشم أفندي ضيف الله تدريبنا على التعبير شفاهة وتحريراً. أما المستر غوردون فقد تولانا بقراءة وتلخيص وتحليل أحداث قصص وروايات قصيره مثل"ذي انفيزيبل مان"ورواية "مخلب القرد"وأخريات ضاعت أسماؤها عني في غياهب السنين الستين الماضية. 
وفي النصف الثاني من العام في أغسطس حل المستر  ت. م. كوين  القادم لتوه إلى السودان مكان هاشم أفندي ضيف الله . ومما تجدر الإشارة إليه أن المستر كوين رافق مجموعتنا أثناء ما تبقى من ذلك العام الدراسي وظل يتابع تدريس مجموعتنا خلال السنوات الثلاث التي  تلت في  سعى دؤوب لترسيخ ما اكتسبناه من مهارات اللغة الإنجليرية عبر السنين، إلى جانب إعدادنا لخوض امتحان ورقتي اللغة الإنجليرية وآدابها للحصول على شهادة كيمبريدج في نهاية المرحلة الثانوية . بذل الرجل جهداً مقدرا خاصة في عامنا الأخير للوصول إلى بر النجاح بأكبر عدد من الحائزين على درجة النجاح في اللغة الإنجليرية التى  كانت جواز المرور للحصول على تلك  الشهادة . الحديث عن المستر كوين يطول و سياتى تفصيلا عند التعرض للشعب المختلفة ومن كان فيها من كوكبة المعلمين الأفذاذ .
وهنا أقف لألتقط أنفاس الذكريات في فصول قادمة بإذن الله.




فشل التغيير في السودان علي لسان صانعيه زين العابدين صالح عبد الرحمن

$
0
0


أقرت قيادة الإنقاذ العسكرية و المدنية بفشل عملية التغيير, أو بمعني أصح البعد السياسي في عملية التغيير, و الفشل نتيجة حتمية عندما يعتمد التغيير علي ذات العقليات التي صنعت الفشل, و التي مرقت البلاد في وحل الحروب و النزاعات و الفساد, هي عقليات لا تستطيع أن تجيب علي أسئلة المستقبل, لأنها لا تملك فكرا يساعدها علي تخطي معضلاتها, و لا تملك حتى منهجا يساعدها علي قراءة الواقع قراءة سليمة, و التعامل مع التحديات بأفق أوسع من الدائرة الضيقة التي رمت نفسها فيه, و أية تغيير  بنقد الواقع و معرفة سلبياته, و أسباب إخفاقاته, هو الذي يخلق الوعي المطلوب لعملية التغيير, و هذا الوعي لم يظهر في كل الخطابات التي جاءت بعد عملية الإبعاد للرموز الإنقاذية, و ربما يكون مصدر المعلومات التي تحصلنا عليها اعتقدت إبعاد رموز الحركة الإسلامية هو التغيير المطلوب, رغم ما زال صناع القرار يتحدثون عن تغييرات سوف تطال المؤسسات و رموز أخري, و لكن الخلاف هو مفهوم التغيير, و التغيير الذي نتطلع إليه هو تغيير في السياسات, و هي مسألة عصية علي العقليات الإنقاذية, و هذا ما أكده الخطاب السياسي بعد عملية الإبعاد للرموز.
قال رئيس الجمهورية في الاحتفال الذي اقامته رئاسة الجمهورية بوداع المغادرين من القيادات و القادمين الجدد للسلطة, قال ( لقد دفعنا بكوكبة جديدة من الشباب, لتأهيلها و صقلها, لكي يجد الرئيس القادم مجموعة جاهزة لمواصلة المسيرة, لتحقيق ما يصبو إليه أهل السودان) و عند جهينة الخبر اليقين, الرئيس البشير في هذه الفقرة, يؤكد علي قضيتين مهمتين ينسف فيهما البعد السياسي للتغيير, و يشير لقضية مهمة أيضا تشغل الرأي العام, القضية الأولي إن الهدف من التغيير هو تقديم عناصر جديدة و القيام بتدريبها و صقلها, لكي تساعد الرئيس الجديد في مهمته. و القضية الثانية إن النظام يريد أن يعيد إنتاج نفسه بقول الرئيس "مواصلة المسيرة"من خلال وجوه جديدة, بعد ما استنفذت العناصر القديمة ما عندها, و فقدت قدرتها علي العطاء, و غاصت في وحل الفساد, و الهدف من كل ذلك, محاولة لوقف الجرف و الإنهيار الحادث في الحزب الحاكم, بعد ما بدأت تخرج مجموعات من الحزب, و إعادة الإنتاج لا اعتقد أنها سوف تغيير من الواقع, أو تعالج الأزمة السياسية, أو تتغلب علي التحديات التي تواجه السلطة, و الإشارة بقول "معاونة الرئيس القادم"و كلمة القادم لا تعني رئيسا أخر, ربما يكون البشير نفسه, لأنه إذا أراد التأكيد القطعي بأنه سوف لن يترشح كان قال "الرئيس الجديد القادم"و لكن كلمة القادم ربما هو نفسه, لكنه أكد في ذات الفقرة إن الرئيس القادم هو من المؤتمر الوطني, لآن العناصر التي سوف يتم صقلها, من أجل تعاون الرئيس القادم  الذي يواصل المسيرة, أي أنه من المؤتمر الوطني,و هذا القول يؤكد لا رجاء من السياسات التي يريد أن يطرحها المؤتمر الوطني, لأنها لا تقدم جديدا في الخطاب السياسي, و أيضا العقليات التي مناط بأن تضعها هي نفس العقليات التي قادت مسيرة الإنقاذ 24 عاما, و تحمل أزمتها, فأي مخرجات لها هي مخرجات مأزومة.  
و إذا إنتقلنا إلي خطاب إنقاذي أخر, يؤكد إن التغيير ما هو إلا إبعاد لعناصر شاخت و هرمت , بعناصر جديدة, و لكنها تسير في ذات الاتجاه, و بذات السياسات, يقول الدكتور إبراهيم غندور نائب رئيس الحزب الحاكم في مخاطبته لطلاب حزبه ( إن المعارضة تريد استبدال دولة ( الوطني ) بدولة الوطن عبر حل كل أجهزة الدولة, بما فيها القوات المسلحة و الشرطة و النقابات باعتبارها تتبع للمؤتمر الوطني ) و قال أيضا ( إن الحوار انتهي مع المعارضة, بسبب تمسكها تشكيل حكومة إنتقالية, تقوم علي رحيل الحكومة الحالية بأكملها) كنت أعتقد إن الرئيس جاء بالدكتور إبراهيم غندور لأنه يمثل اتجاها جديدا في التفكير, و يبحث عن مخرجات للأزمة السياسية القائمة, و البحث عن طريق يؤدي للوفاق الوطني عبر فتح قنوات عديدة للحوار, و جاءت الإشارات الإيجابية من حديث الدكتور غندور في برنامج "مؤتمر إذاعي"الذي يقدمه الصديق الإذاعي الزبير عثمان أحمد, و لكن الرجل سرعان ما غير الخطاب في موقعين آخرين "الأول برنامج "حتى تكتمل الصورة"الذي يقدمه الأستاذ الطاهر حسن التوم في قناة النيل الأزرق, ثم في لقاءه مع طلاب حزبه.
و ربما يكون الرجل قد تمت محاسبته, علي الإشارات التي جاءت في حديثه لبرنامج "مؤتمر إذاعي"لذلك رجع للخطاب الإنقاذي المأزوم, الذي لا توجد فيه مساحة للأخر, و بالتالي حاول أن يتعلل بما تطرحه المعارضة في خطابها السياسي, و معروف قبل أية حوار بين الفرقاء المختلفين حول السلطة و بناء الدولة, كل يرفع سقف مطالبه, لكي يخرج بنتائج ترضي طموحاته, و هذه لا تعد سببا منطقيا للقول إن الحوار أنتهي, و لكن الدكتور غندور لا يملك القدرة علي الخروج من الخطاب السائد, الذي يعتمد علي التوجيهات, و ليس إعمال الفكر بهدف تغيير الواقع, و أية محاولة للإشتغال بالفكر داخل حظيرة الديكتاتورية, ترمي بصاحبها بعيدا, كما حدث للدكتور غازي صلاح الدين و صحبه, و الدكتور غندور ليس بعزيز عند صاحب القرار من الدكتور غازي صلاح الدين.
أما قضية تفكيك دولة الحزب لمصلحة دولة التعددية, هذه من موجبات التحول إلي النظام الديمقراطي, أن تكون الدولة و مؤسساتها لمنفعة كل أهل السودان, و ليس لمنفعة عضاء الحزب الحاكم, و لا اعتقد هناك أية حل للمشكلة السياسية, إذا لم يحدث تحول ديمقراطي حقيقي, يؤدي إلي تفكيك دولة الحزب, و لا اعتقد أن هناك حزبا سياسيا معارضا تحدث عن حل تلك المؤسسات التي تحدث عنها الدكتور غندور, بهذا الخطاب يحاول الدكتور إبراهيم أن يخوف به المواطنين المنتسبين لتلك المؤسسات, لكي يضمن ولاءهم فقط, أي استباق في عملية الاستقطاب السياسي, و التي أدت لفشل الإنقاذ و حكمها الذي أستمر 24 عاما عجاف, فالدكتور غندور رجع لذات الخطاب العاجز, الذي لا يستطيع أن يقدم أية نوع من التغيير, لأنه خطاب أحادي, لا يملك مقومات الحوار, و بالتالي يكون التغيير المنتظر قد فشل لغياب الفكر و المنهج, و أهم شيء الإرادة في التغيير, و ستظل الأزمة السياسية باقية ما بقيت الإنقاذ في السلطة. و نسأل الله العناية بأهل السودان.  

لجنة تسيير منبر أبناء الجزيرة ، معاول هدم الجزيرة/فتح الرحمن عبد الباقي

$
0
0


لجنة تسيير منبر أبناء الجزيرة ، معاول هدم الجزيرة ...
لك الله ايتها الجزيرة الوادعة الوارفة في ظلالها ، والتي امتد خيرها وعم كل البوادي والحضر ، عملت جل المهن السودانية بالمشروع وبارض الجزيرة الخضراء ، فكان موظفو الري من مهندسين واداريين وعمال عاديون ، وكان موظفو الغيط من مفتشين زراعيين ، واداريين وعمال عاديين ، وأن هنالك عمال ارتبطوا بالخدمات الأخرى ، وخاصة بعد ان استقر مزارعي الجزيرة وتحولوا من رعاة متجولون الى مزارعين مستقرين ، فتحولت القرى من القش الى الطوب الأحمر فكان البناؤون وكل من مارس اعمال المعمار المختلفة سواء الجالوص او البناء بالطوب الأحمر او الأخضر . جاء كل هؤلاء من مختلف بقاع السودان ، وان تخصصت بعض المناطق ببعض الحرف ، وضمت الجزيرة كل انسجة المجتمع السوداني بمختلف مشاربه وثقافاته ، فاستقر معظم من جاء من ولايات السودان المختلفة وعاش بالجزيرة وانصهر فيها . وكونوا مجتمع الجزيرة .

رغم هذه التركيبة العجيبة والمؤثرة ، فان معظم من امتلك ذمام القرار بالدولة ، فقد مر هو او جذور اسرته بالجزيرة وقراها وحضرها ، فان لم تكن له هو ذكريات بهذه المنطقة ، فلجذوره والقريبة جدا الاب او الجد على اكثر تقدير ذكريات بهذه المنطقة الوارفة المخضرة ، ولكن رغما عن ذلك ، فقد عانت الجزيرة من قبل ثورة الإنقاذ الوطني ما لم يعانيه إقليم آخر ، او منطقة أخرى ، فقد عانت الإهمال والتقصير المتعمد ، وعانت ما عانت من التعنت ونكران الذات ، وهي التي حملت السودان كل السودان على كتفيها ، ولم تئن ولم تشتكي .
رغم هذه التركيبة ، التي ورثتها لجنة تسيير منبر أبناء الجزيرة ، والذي من اهم أهدافه التبشير بهذا المنبر ، وحشد اكبر عضوية لهذا المنبر ، وكنت أتوقع ان يكون الحشد فوق التصور ، وكنت أتوقع الا تسع ارض الساحة الخضراء لأعضاء هذا المنبر ، وان تكون حشود المنبر على الانترنت بالآلاف وفي اول يوم ، وذلك لتشرد معظم أبناء الجزيرة الذين ما زالوا يعيشون بأرض الجزيرة ، ناهيك عن من له فقط ذكريات وأشواق بالجزيرة وبارضها المعطاءة .
ومن أسباب ما يعانيه هذا المنبر ، ومن الأسباب التي أدت الى عدم الالتفاف حوله وبالشكل المطلوب ، وعدم استغلال الأوضاع القائمة ، والأرضية الخصبة لهذا المنبر ، ديكتاتورية القائمين على امر هذا المنبر ،  وعدم تقبلهم للرأي الآخر ، وحتى لا اطلق الكلام على عواهنه اذكر بعض الدلائل والشواهد من خلال الأيام الفائتة ، فلقد تم حذف احد الأعضاء وهو من الأعضاء الذين من المفترض ان يكونوا مؤثرين ومؤثرين جدا ، فهو صحفى وله عمود راتب وبصحيفة لها تاريخها وقرائها ، فلقد تم حذف هذا العضو لأنه يطالب ببعض المطالب فضاقت ، صدور أصحاب المنبر به وكان الحذف والابعاد ، ولقد قمت بالاتصال بأحد الاخوة القائمين على امر المنبر ، واقنعته بان المنبر يحتاج الى كل أبناء الجزيرة ،وعلى الجميع خلع كل الثياب السياسية ولبس عباءة الجزيرة فقط ،  واتفق معي على الفكرة ، ولكنه بعد ان اتصل بالأمين العام ، اعتذر لى وبشدة ، وانه سوف لن يتم اعادته الا بعد ان يقدم اعتذارا مكتوبا ، ولا ادري لماذا يعتذر ، بعدها قام السيد الأمين العام للمنبر ، بإلغاء الصداقة التي بيني وبينه على الفيسبوك ، وعدم رؤيتي لجميع مشاركاته .
وجود جهة ما تملي توجهاتها على هذا المنبر ، وأيضا حتى لا اطلق الامر على عواهنه ، فالدليل على ذلك ، عدم التفات لجنة تسيير  المنبر الى ما يكتبه أعضاء المنبر ، وعندما تناقش احدهم في أي تفاصيل تجده مقتنعا كل القناعة بما تقول ، ولكنه لا يستطيع عمل أي شيء من هذه القناعات التي هو مقتنع بها ، وتجده يمارس المماطلة والتسويف والتجاهل للرد على الرسائل سواء العامة او الخاصة . وبالرجوع الى لجنة التسيير ، تجدها أسماء معروفة ، ولها توجهاتها السياسية المعروفة مما شكل ذلك أرضية خصبة للتشكيك في نزاهة هذه اللجنة ، وعدم حيادها .
عدم اهتمام لجنة التسيير ، او أعضاء المنبر بالرموز المعروفة في العمل النقابي او الاجتماعي ، والتي لديها مساهمات معروفة لدى الشارع السوداني ، والتي لديها مساهمات معروفة لكل من يعرف الجزيرة ، ومشاكل الجزيرة ، وهي جهات او رموز قامت بالتحدث عن مشاكل المشروع ، في وقت يصعب فيه الحديث عن أي مطلب شعبي او جهوي ، ورغما عن ذلك تجاهلت هذه اللجنة هذه الرموز ، او قل بعبارة أخرى خلت هذه اللجنة من هذه الرموز ، وبالتالي الصق على اللجنة ، بعض التعريفات بانهم شلة او مجموعة ، بدأت بونسة صغيرة ثم ارتفع صوتها ، وما كان لصوتها ان يرتفع لولا البيئة الصالحة والتي تطرقت لذكرها سابقا ، ومن الرموز التي يفترض ان تضمها هذه اللجنة ، الصحفيين من أبناء الجزيرة ، والذين يعملون سواء بصحف الحكومة ، او من لديهم مواقف مشرفة ، فكم من قادة صحف الحكومة ، ورموزها من أبناء الجزيرة ؟ ولم تضم هذه اللجنة واحدا من المزارعين المعروفين ، ولم تستقطب هذه اللجنة اتحاد المزارعين الذي لديه اسهامات معروفة للجميع ، ومعروف مناهضته لقانون 2005م ، ولم تهتم اللجنة بناشطي الانترنت ، والذين اوصلوا صوت الجزيرة لكل العالم . واسسوا للأرضية الصلبة للتعريف بما تعانيه الجزيرة ،  كما انها لم تحاول استقطاب من هم بالحكومة من أبناء الجزيرة سواء في حكومة الولاية او المركز ، فكانت زيارتها الأولى الى ود مدني خصما على المنبر وعلى اللجنة ، فهي لم تزر ممثلي الحكومة، ولم تزر ممثلي المعارضة ، مما جعلها في موقع شك ، وخصوصا ان معظم أعضاء لجنة التسيير ، محسوبون على تيار حزبي معين ، حيث لا ينتمي هذا التيار لا للحكومة ، ولا لاتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل المعارض للحكومة .
هنالك منحى وتحليل أخير ، وفي ظل سياسة الإنقاذ بتولي كل الأدوار من حكومة ومعارضة والالتفاف حول كل الاجسام التي تحاول ان ترفع صوتها ضد الحكومة وتطالب بحقوقها ، فهنالك من يرى بان استخبارات حكومة الإنقاذ قد رات بان حراكا متوقعا من أبناء الجزيرة ، نتيجة ما تعانيه المنطقة من ظلم وفقر وتراجع في الخدمات ، فاتت بهذه المجموعة وبأجندتها الخاصة ، ورسمت لها هذا الطريق لتشق ، صفوف الجزيرة ، وتدعهم يتناحرون بدلا عن الأفعال والاعمال والاقوال .
ان لجنة التسيير والتي اهم أهدافها التنوير بهذا المنبر قد ، تعثرت في الشهر الأول ، وبدلا من ان تحشد الحشود حولها ، زرعت الشكوك وزادت من عدد المشككين في هذا المنبر ، وعليها تدارك ذلك ، وان أفعال هذه اللجنة ، واسماءها قد أدت الى تشكيك الكثيرين من أبناء الجزيرة في هذا الجسم الذي انتظره أبناء الجزيرة طويلا ، وان ديكتاتورية هذا الجسم تحمل بيدها معول الهدم الذي طال انتظاره ، وفي كلا الحالات فان فكرة قيام المنبر هي حلم أبناء الجزيرة ، والحادبين على مصلحة الجزيرة ومن لهم ذكريات وامنيات بهذه المنطقة ، وان المواطن البسيط الذي انهكه التعب واضعفه المرض ، وقتله الفقر والجوع ، لا يستطيع ان يصبر لأيام تالية ، فعلى كل من يحلم بان تظل الجزيرة هي الجزيرة الوارفة المخضرة ، الالتفاف حول هذا الهدف ، ونزع كل الثياب التي يلبسونها ، ولبس ثوب الجزيرة الخضراء ، وعلى هذه اللجنة اخذ كل ما يقال بعين الاعتبار ، وان التبس علينا نحن الكتاب شيئا فعليهم تنويرنا واقناعنا بما يحدث ، لان للكلمة تأثيرها وقوتها ، وعلى اللجنة حمل كل المعاول ، لبناء الجزيرة .
فتح الرحمن عبد الباقي
مكة المكرمة
24/12/2013م
Fathiii555@gmail.com

حقوق الإنسان حصان طروادة الكفار الرأسماليين المستعمرين كتبته: أم أواب/ غادة عبد الجبار

$
0
0


  موجة احتفالات باليوم العالمي لحقوق الإنسان تجتاح العالم هذه الأيام للترويج لمبادئ حقوق الإنسان، وتسليط الضوء عليها باعتبارها المثل العليا والضامن الحقيقي لاستقرار وأمن ورفاهية المجتمعات، احتفال السودان يأتي هذا العام وما زال تصنيفه ضمن دائرة الدول التي تنتهك حقوق الإنسان، وذلك منذ التسعينات، بسبب رفع بعض شعارات الإسلام كالجهاد في جنوب السودان وضبط بعض مظاهر الحياة العامة، وعلى الرغم من تخلي النظام الحاكم عن هذه الشعارات، وعن جنوب السودان، لكن ما زال شبح العقوبات يلاحقه خاصة في ظل حروب يخوضها النظام ضد مجموعات مسلحة في أكثر من مكان.
 وقد خاطب الاحتفال في اليوم العالمي لحقوق الإنسان - محمد بشارة دوسة وزير العدل قائلاً: "إن السودان دولة تحترم حقوق الإنسان الذي كرمه الله من خلال القرآن الكريم بالإضافة إلى احترامه للمواثيق الدولية باعتبارها حقوقًا لكل إنسان". وقال: "إن السودان تقدم كثيراً في هذا المجال على الرغم من نظرة البعض لهذا الإنجاز بصورة سلبية في المحيط الإقليمي والدولي"، وأكد دوسة أن "السودان من خلال الخطة العشرية وتوصيات الشراكة كلها قضايا نضع لها خططاً من أجل تنفيذها والسعي إلى تعزيز حقوق الإنسان من خلالها". وقال دوسة "إن زيارة الخبير الخاص بحقوق الإنسان للسودان حالياً تأتي للوقوف على أوضاع حقوق الإنسان، ونحن نفتح له كل الأبواب لينظر لقضايا حقوق الإنسان بصورة موضوعية لأن أكبر ضامن لحقوق الإنسان هو المواطن السوداني."
ولكي نقف على حقيقة حقوق الإنسان فلا بد من معرفة المبدأ الذي تقوم عليه، والأفكار والمفاهيم التي تعالَج بها القضايا حتى يجوز لنا أن نقبلها ونحتفل بها ونفتح لها أبوابنا أو نرفضها ونوصد الأبواب دونها. إن من الشعارات البراقة التي ترفعها أميركا والغرب بشكل عام، ويعملون على حمل المسلمين على أخذها وتبنّيها «حقوق الإنسان». وهذا الشعار له بريق أخّاذ في عيون الكثير من أبناء المسلمين، بسبب ما يلاقونه على أيدي حكامهم من ظلم وبطش واضطهاد تعدى استعباد فرعون لبني إسرائيل، ما جعلهم يتشوقون إلى كل ما من شأنه أن يعتقهم دون تفكير في حقيقته ومآلاته. وأصل هذه الحقوق نظرة المبدأ الرأسمالي لطبيعة الإنسان، وللعلاقة بين الفرد والجماعة، ولواقع الـمجتمع، ووظيفة الدولة. ففي نظرته لطبيعة الإنسان، يَرى هذا المبدأ أن الإنسان بطبيعته خيّر وليس شريراً، وأنّ الشر الذي يصدر عنه سببه تقييد إرادته. ولذلك ينادي الرأسماليون بإطلاق إرادة الإنسان حتى يعبّر عن طبيعته الخيّرة. ومن هنا نشأت فكرة الحريات التي أصبحت أبرز أفكار المبدأ الرأسمالي ولكن هذه النظرة الموغلة في الضلال قادته إلى أوضاع كارثية ما زال يعاني منها بسبب هذه الحريات التي أصبح بموجبها يفعل الإنسان ما يخالف كل دين وخلق ونزل إلى درك البهيمية.
والنظرة الصحيحة لطبيعة الإنسان هي أنه لديه غرائز وحاجات عضوية تتطلب الإشباع. وبفضل ما وهبه الله من عقل، صارت لديه الإرادة ليختار الطريقة التي يُشبع بها غرائزه وحاجاته. فإنْ أشبعها بطريقة صحيحة يَفعل الخير، وإن أشبعها بطريقة خاطئة أو شاذة يَفعل الشر. فالإنسان بذلك مهيَّأ بطبيعته للخير والشر معاً، وهو الذي يختار الخير أو الشر بإرادته. وهذه هي النظرة التي يقول بها الإسلام، والتي بيّنها سبحانه وتعالى بقوله: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاها فَألْهَمَها فُجورَها وتَقْواها﴾؛ وقوله: ﴿وَهَدَيْناه النَّجْدَيْن﴾. فالمسالة إذنْ ليست في إطلاق حريات ولكن في معالجة الغرائز والحاجات العضوية بنظام عادل يأتي من جهة غير الإنسان وغير الواقع بل ممن يحيط بهم وهو الخالق سبحانه وتعالى.
أما بالنسبة للعلاقة بين الفرد والجماعة، فالرأسماليون يقولون إنها علاقة تناقُض، ولذلك لا بد من حـماية الفرد من الجماعة، وتأمين حرّياته وحـمايتها، وجعلوا وظيفة الدولة الأساسية تأمين هذه المصلحة وصيانتها. أي إن الدولة وسيلة وليست غاية. وفي نظرتهم للمجتمع قالوا إنه مجموع الأفراد الذين يعيشون فيه، فإذا ما تمّ تأمين مصالح الفرد، تأمَّنت مصالح الـمجتمع بشكل طبيعي. وهذه نظرة خاطئة لأن العلاقة الصحيحة هي كما صَوَّرَها الإسلام من أنها علاقة عضوية وعلاقة تكامل، وليست علاقة تناقُض. فالفرد جزء من الجماعة مثلما أن اليد جزء من جسم الإنسان. وكما أن الجسم لا يستغني عن اليد، فإن اليد لا قيمة لها إذا انفصلت عن الجسم. والإسلام جَعل للفرد حقوقاً وللجماعة حقوقاً، وهذه الحقوق ليست متضاربة ولا متناقضة بل متكاملة تقود إلى تعاون مثمر. كما رتَّب على كل منهما واجبات تجاه الآخر، وأناط بالدولة تأمين التوازن بين الطرفين بحيث لا يطغى أي منهما على الآخر. فكل منهما يجب أن ينال حقوقه ويؤدي واجباته. وليس هناك ما هو أروع في وصف العلاقة بين الفرد والجماعة مما قاله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «مَثَلُ القائِمِ على حُدودِ الله والواقِعِ فيها كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا على سفينةٍ فأصابَ بعضُهُم أعْلاها وبعضُهُم أسفلَها، فكان الذين في أسفلها إذا اسْتَقوْا من الماء مَرّوا على مَن فوقَهم، فقالوا: لو أنّا خَرَقْنا في نصيبِنا خَرْقاً ولم نُؤْذِ مَن فَوْقَنا، فإنْ يتركوهم وما أرادوا هَلَكوا جميعاً، وإنْ أخَذوا على أيديهم نَجَوْا ونَجَوْا جـميعاً».
إن قول الرأسماليين بأن الـمجتمع ما هو إلا مجموع الأفراد الذين يعيشون فيه فهو مجانِب للصواب. فالمجتمع ليس مجموع الأفراد الذين يعيشون فيه، وإنما هو هؤلاء الأفراد والأفكار والمشاعر السائدة بينهم والنظام المطبَّق عليهم. أي هو أفراد بينهم علاقات دائمية. فرُكّاب سفينة أو قطار ليسوا مجتمعاً حتى وإن بلغوا الآلاف، في حين يشكّل سكان قرية صغيرة مجتمَعاً حتى لو لم يتجاوز عددهم المئات. وبهذا يتبين خطأ المبدأ الرأسمالي في فهم واقع الـمجتمع، وخطؤه في فهم طبيعة الإنسان، والعلاقة بين الفرد والجماعة.
أما خطؤه في فهم وظيفة الدولة فهو أكثر وضوحاً. فالدولة ليست وسيلة لتأمين مصالح الفرد وحـمايتها فقط، بل هي الكيان الذي يَرعى شؤون الفرد والجماعة والـمجتمع ككل داخلياً وخارجياً وفق نظام معيَّن يحدِّد حقوق الجميع وواجباتهم، إضافة إلى حمل رسالتها للعالم، إذا كانت لها رسالة إنسانية، أي تصلُح للإنسان بوصفه إنسَاناً بغض النظر عن أي اعتبار آخر. وحقوق الإنسان مبنية على المبدأ، وهي أُس البلاء في الـمجتمعات الرأسمالية، التي تحوّلت بسببها إلى غابات وحوش يَأكل القوي فيها الضعيف وينحدر فيها الإنسان إلى درك الحيوان، نتيجة لإطلاق العنان لغرائزه وحاجاته العضوية. فالناس في الـمجتمعات الرأسمالية أشبه بالبهائم، همّهم التمتع بأكبر قسط من المتع الجسدية، الأمر الذي يعتبره المبدأ الرأسمالي قمة السعادة، رغم أن الحقيقة هي أن هذه الـمجتمعات لا تعرِف للسعادة طعماً، بل يَعُمّها الشقاء والاضطراب والقلق الدائم.
والحريات التي يدعو لها الغربيون هي:
1/ حرية العقيدة: وهي أن للإنسان الحق في أن يؤمن بأي مبدأ وأي دين، وأن يكفر بأي دين وأي فكرة، وله أن يبدّل دينه، وله أن لا يؤمن بدين على الإطلاق، ما أوجد عبدة الشيطان والملحدين وكل أصناف الضلال.
2/ حرية الرأي: وهي تعني عند الرأسماليين أن للإنسان الحق في أن يقول ويُعلِن أي رأي في أي شيء وأي أمر دون قيود. وهذه الحرية لها جاذبيتها عند بعض المسلمين، نتيجة لعيشهم في دول قمعية (بوليسية) تَمنع أي شخص من أن يقول برأيه إذا كان يخالف رأي الحاكم، حتى لو كان رأيه هذا مستمَداً من الإسلام، بل حتى لو كان ما يقوله آية قرآنية أو حديثاً شريفاً، ما دام مضمون الآية أو الحديث يناقِض رأياً يقول به الحاكم، أو سياسة يتبعها، لدرجة أن أحد حكام المسلمين أمر أجهزته القمعية بنزع آيات وأحاديث عن جدران المساجد والأماكن العامة وتمزيقها لـمجرّد أنها تبيّن حقيقة اليهود كقوله تعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ الناس عَداوةً للذين آمَنوا اليَهودَ والذين أشْركوا﴾. إن حرية الرأي تعني السماح للعملاء والمنافقين والفجّار وأعداء الإسلام بالدعوة ضد الإسلام، وهدم كيان الأمة وتمزيقها إلى قوميات ودويلات وطوائف وفئات، وما إلى ذلك من دَعَوات تقوم على عصبيات جاء الإسلام ونبذها، وحرّم على المسلمين المناداة بها، ووصفها الرسول عليه الصلاة والسلام بأنها منتِنة. كما تعني السماح لهم بالدعوة لأفكار الكفر التي تروِّج لانحلال النساء، والرذيلة، والفساد، وتقويض قيم الشرف والعرض. ويكفي أن يتذكر المرء ما سمحت به هذه الحرية للمرتد سلمان رشدي من أن يقوله بحق النبي صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين ليدرك حقيقة هذه الحرية. صحيح أن الإسلام أباح للمسلم أن يقول برأيه في كل شيء وفي كل أمر، ولكنه قيّده بأن يكون رأيه هذا منبثقاً عن العقيدة الإسلامية أو مبنياً عليها، وضِمْنَ ما أباح الإسلام الخوض فيه. فله أن يقول بأي رأي ولو خالف رأي الخليفة وما يتبنّاه، ولو خالف رأي معظم المسلمين، شريطة أن يكون رأيه هذا مستنداً إلى دليل من الشرع، أو ضمن حدود الشرع. بل إن الإسلام أوجب على المسلم أن يقول برأيه، ويحاسِب الحاكم إذا ظلم أو قال أو أمر بما يُغضِب الله، بل وجعل عمله هذا في مرتبة سَيِّد الشهداء.
3/ ِأما حرية التملك، فيَقصد بها الرأسماليون أن للإنسان الحق في أن يتملك ما يشاء كما يشاء، وأن يتصرف بما يملك كما يشاء، شريطة أن لا يتعدى في ذلك على حقوق الآخرين، أي التي يعتبرها النظام الرأسمالي حقاً لهم. وهذا يعني أن للإنسان أن يتملك كل شيء، ما أحَلّ الله تملكه، وما حَرّم، وله أن يتصرّف بما يَملك كما يشاء، سواء تقيَّد في ذلك بأوامر الله ونواهيه أو لم يتقيّد. فحسب حرية التملك للإنسان أن يملك المال بالربا والقمار وبيع الخمور والتغول على الملكية العامة التي هي حق لكل الناس، فله أن يملك آبار نفط أو مناجم ذهب، ونتيجة لحرية التملك هذه نشأت الجريمة المنظمة )المافيا) والتي تقف الدول الغربية عاجزة عن إيجاد أي علاج لها.
4/ الحرية الشخصية: وهي الحرية الرابعة التي يدعو لها النظام الرأسمالي ويعمل لتحقيقها وصيانتها. وهي تعني حسب هذا النظام أن لكل إنسان الحق في أن يعيش حياته الخاصة كما يشاء، شريطة عدم التعدي على الحياة الخاصة للآخرين. فله أن يتزوّج، وله أن يعاشِر أي امرأة دون زواج ما دام ذلك برضاها. وله أن يمارِس الشذوذَ الجنسي ما دامت هذه الممارسة ليس فيها طرف قاصر. وللإنسان حسب الحرية الشخصية أن يأكل ويشرب ويلبس ما يشاء ضمن حدود النظام العام، ولا وجود عند الرأسماليين المنادين بهذه الحرية لحرام أو حلال في السلوك الشخصي للإنسان، ما دام هذا الإنسان مؤهلاً للتصرف قانونياً، الأمر الذي يتفاوت بين مجتمع وآخر ومن حين لآخر. ولا أثر للدين في هذه الحرية. فالنظام منفصل عن الدين حسب الشرعة الرأسمالية. ونتيجة لتطبيق هذه الحرية في الـمجتمعات الرأسمالية انتشرت الرذيلة، وأصبح الرجال والنساء يعيشون مع بعضهم دون رباط شرعي، بل ويعيش الرجال مع الرجال والنساء مع النساء، ويقيمون علاقات شاذة فيما بينهم وتحت حـماية القانون ومباركة الكنيسة. وقد تفشّى الشذوذ الشخصي وليس الجنسي فقط في الـمجتمعات الرأسمالية نتيجة للحرية الشخصية، وظهرت صرعات لا تخطر على البال. وما الأفلام والـمجلات الإباحية، وخدمات الهاتف الجنسية، ونوادي العراة، والهيبيون وأمثالهم، إلا شاهد على الانحراف والشذوذ اللذين تردَّت فيهما الـمجتمعات الرأسمالية بفضل الحرية الشخصية.
إن هذه كلها عندهم مطيةٌ للتدخل في شؤون الدول المستضعفة التي لا تملك أن تقول لهم لا، وإلا لماذا تغيب حقوق الإنسان عندما ترتدي مسلمة في بلد الحريات زيها الشرعي؟ وهي جميعها مناقِضة للإسلام، ولا يجوز قبولها أو الدعوة لها.
وهذه الحريات هي الأصل الذي انبثقت عنه ما تُسمَّى «حقوق الإنسان»، التي تدعو لها أميركا، كما يدعو لها ويتباهى بها بعض حكام المسلمين ومَن حولهم من الـمحسوبين على الإسلام، إلى جانب المضبوعين بثقافة الغرب، والمضلَّلين من السُّذَّج. ومَن يدعو لها من المنتمين للإسلام فهو إما جاهل، وإما فاجر، وإما كافر. فمَن لا يُدرِك تناقض «حقوق الإنسان» مع الإسلام، ولكنه يدعو لها عصياناً وفسقاً فإنه فاجر، وأما مَن يؤمن بها كما هي على حقيقتها، أي باعتبارها منبثقة عن عقيدة فصل الدين عن الحياة التي هي عقيدة كفر، ويدعو لها على هذا الأساس، فإنه كافر دون أدنى ريب، لأنه والحالة هذه لا يعتنق عقيدة الإسلام. وهذا ليس تكفيرا لأحد بل وصف واقع من يعتقد بهذه الحريات. و«حقوق الإنسان» بهذا المسمى نادت بها الثورة الفرنسية (1789م) وألحقتها كوثيقة في دستورها الذي صدر عام 1791م. ومِن قَبْلها نادت بهذه الحقوق الثورة الأميركية (1776م). وإجمالاً فإن سائر الدول الأوروبية تبنّتها في القرن التاسع عشر. غير أنها ظلت شأناً داخلياً لكل دولة. ولم تتحوّل «حقوق الإنسان» إلى شِرعة دولية إلا عقب الحرب العالمية الثانية، وبعد إنشاء الأمم المتحدة، وذلك عام 1948م حين صدر «الإعلان العالمي لحقوق الإنسان». وفي عام 1961م أُلحِق به ما سُمِّي «العهد الدولي بشأن حقوق الإنسان المدنية (القانونية) والسياسية». كما صدر في عام 1966م ما سُمِّي «العهد الدولي بشأن حقوق الإنسان الاقتصادية والثقافية والاجتماعية». غير أنها ظلّت شِرعة دولية فقط، ولم يبدأ العمل لجعلها شرعة عالمية، أي شرعة تتبناها الشعوب وليس الدول فقط إلا عام 1993م، أي بعد عاميْن من سقوط الاشتراكية وتفرُّد المبدأ الرأسمالي دولياً. فقد انعقد في (فينّا) مؤتمر في ذلك العام، صدر عنه ما سُمِّي «إعلان (فينّا) للمنظمات غير الحكومية لحقوق الإنسان»، الذي أوصت مجموعة العمل فيه بالتأكيد على «عالمية حقوق الإنسان»، وتطبيقها بالتساوي على مختلف الأنماط الثقافية والقانونية، ورفْض الادّعاء بأن هذه الحقوق تتباين بين مجتمع وآخر. وهذا يعني رفْض أخذ الإسلام بعين الاعتبار عند تطبيق «حقوق الإنسان» في بلاد المسلمين.
وللتأكيد على «حقوق الإنسان» كشرعة دولية، اتخذتها الولايات المتحدة ركيزة من ركائز سياستها الخارجية، وذلك في أواخر السبعينيات (في عهد الرئيس كارتر). وصارت وزارة الخارجية الأميركية منذ ذلك الحين تُصدِر تقريراً سنوياً حول تقيّد دول العالم بتطبيق هذه الحقوق، ومدى السماح لرعاياها بممارستها. ودأبت منذ ذلك الحين على اتخاذ مواقف من الدول التي تَرى واشنطن أنها لا تتقيد بمقتضيات هذه الحقوق. ومِن ذلك ربطها بين مبيعات القمح الأميركي للاتحاد السوفييتي وبين سماحه بهجرة اليهود السوفييت إلى كيان يهود في فلسطين. كما اتخذت أميركا «حقوق الإنسان» ذريعة للتدخل العسكري في هاييتي عام 1994م. وكما هو حال السياسة الخارجية الأميركية بوجه عام، فإن سياسة واشنطن المرتكِزة على «حقوق الإنسان» تجاه دول العالم انتقائية. فهي تغض الطرْف عن خرق هذه الحقوق في الدول التي ترى أن من مصلحتها عدم إثارتها معها، وتكتفي إزاء بعض الدول بالتنديد الكلامي كما في سوريا التي يباد شعبها على يد سفاح الشام بشار وأمريكا تعطيه المهلة تلو المهلة ما دامت لم تجد له بديلاً يحقق مصالحها، بينما تتخذ إزاء دول أخرى إجراءات عسكرية كما فعلت تجاه هاييتي. والآن في غرب أفريقيا التي أعطت الأمم المتحدة لفرنسا في اقتسام للمصالح أعطتها اليد العليا عليها فشنّت حروبًا شرسة في مالي تشرد وقُتل على أثرها الكثير من الناس، وها هي في أفريقيا الوسطى والحبل على الجرار.
غير أن الأصل في رفض «حقوق الإنسان» مِن قِبل المسلمين هو كونها من المبدأ الرأسمالي بعقيدته الفاسدة، وكونها تعبيراً عن نظرة هذا المبدأ للفرد والـمجتمع، وأنها تفصيل للحريات الأربع التي نادى بها، فعقيدة هذا المبدأ وكل الأفكار النابعة منها أو المبنية عليها تتناقض مع الإسلام جـملة وتفصيلاً، ويجب على المسلمين نبذها ودحضها والتصدي لمروِّجيها.
* الاقتباس في المقال من كتاب الحملة الأمريكية للقضاء على الإسلام الذي أصدره حزب التحرير.
 
 

جائزة بيتر ماكلر تنقذ الاستاذ فيصل محمدصالح من (كمين) جهاز الامن والمخابرات/المثني ابراهيم بحر

$
0
0


               تداولت معظم الصحف الصادرة  في اول الامس والمواقع
الاسفيرية نبأ برأءة الاستاذ فيصل محمد صالح التي اثلج الصدور من التهمة
التي رفعها ضده جهاز الامن الوطني, واجه فيها الاستاذ فيصل عدة تهم من
بينها نشر اكاذيب واهانة الدولة عقب نشره  مقالا عن الناشطة صفية اسحق
التي كانت قد اتهمت جهاز الامن الوطني بأغتصابها اثناء اعتقالها في العام
2011 عقب موجة تظاهرات وطالب الاستاذ فيصل حينها بفتح تحقيق وفقا لهذه
الادعاءات ,وكان من المفترض ان تتولي النيابة العامة التحقيق في هذا
الموضوع من اجل الوصول للحقيقة  بدلا من اتهامه في سايقة خطيرة من نوعها
تشير بدقة الي فساد الاجهزة العدالية, وكانت مشكلة الاستاذ فيصل في رأيي
الخاص انه وقف وحيدا في وجه المدفع  ولم يجد الدعم والمساندة القوية من
زملاء المهنة والاحزاب ومنظماتى المجتمع المدني مما سهل من مهمة جهاز
الامن والمخابرات في ان يخطط في نصب كمين حتي يتقي شر الاستاذ فيصل في
المستقبل بتحريك اجراءات جنائية الغرض منها ردع الاستاذ فيصل لأعتباره
يشكل لهم خميرة عكننة والتغطية علي موضوع الاستاذة صفية اسحق وارهاب كل
من تسول له نفسه بالكتابة عن هذا الموضوع......
            ان البلاغ المرفوع ضد الاستاذ فيصل كان كيديا بقصد التأديب
وكنت شخصيا اتوقع علي اقل تقدير وعلي اضعف الايمان ان تفرض عليه غرامة
مالية, ولكن حصول الاستاذ فيصل علي جائزة بيترماكلر( الصحفي الشجاع) وضعت
اجهزة العدالة في ورطة كبيرة فتوقيع اي عقوبة مهما كانت علي صحفي حاصل
علي جائزة  دوليه لتوه , وتم تكريمه قبل ايام  في اليوم العالمي لحقوق
الانسان من قبل الاتحاد الاوربي ضمن 5شخصيات سودانية من المدافعين عن
حقوق الانسان ستهز صورة السودان امام المجتمع الدولي وبالتالي كان لا بد
من الخروج من هذه الورطة بأقل الاضرار وارسال رسالة لكل العالم مفادها ان
حقوق الانسان في السودان بخير ووقعت جهات عديدة في هذا الشرك المنصوب
بدقة, وهكذا تلا القاضي في جلسة النطق بالحكم  القرار الهزيل(بأن المتهم
لم ينشر اكاذيب ولم يهين الدولة بل كتب عن امر نشرته عدد من اجهزة
الاعلام)  في قضية لا تستحق من الاساس ان تكون جريمة كان من المفترض ان
تشطب من قبل النيابة, وفي رايي ان النطق بالحكم قد جا معيبا فكان علي
القاضي الذي قضي ببراءة المتهم ان يوجه بالاستمرارفي القضية  وفقا
لادعاءات الناشطة صفية
اسحق.................................................
            نفس هذا القضاء الهزيل الذي يدعي انه يلبس ثوب النزاهة كشفت
هبة سبتمبر ورقة التوت من عورته , و نأخذ  علي سبيل المثال قضيتي
الدكتورة سمر والروائية رانيا مامون عندما ادانتهم المحكمة بالتهم
الموجهة اليهم ووقعت عليهم العقوبات  في قضايا كيدية تماثل قضية الاستاذ
فيصل, ونأخذ علي سبيل المثال تصريح الاستاذ نبيل اديب المحامي عن د سمر
الذي كان قد صرح لحريات الالكترونية بأن التهمة الكيدية وتأديبية القصد
منها تخويف موكلتي ولكي يرهبوها وجدوا في موبايلها صور بنات فقالوا صور
خليعة ورفعوا ضدها بلاغ بموجب م 155 حيازة مواد مخلة بالاداب ونفس الامر
ينطبق علي قضية الاستاذ فيصل بهدف اسكات صوته و(لكن يمكرون والله خير
الماكرين)....
            لقد كشفت احداث هبة سبتمبر فساد الاجهزة العدلية بجلاء امام
العالم اجمع وفضحت قول كل مكابر عن المحن التي يعيشها الشعب السوداني
امام اجهزة العدالة التي كان من الفترض عليها ان تحفظ حقوقه, من امن
وشرطة ونيابة وقضاء ودقت اخر مسمار في نعش القضاء الهزيل وقضيتي  سمر
ورانيا مامون تغنيان عن المجادلات, فالقائمون علي امر اجهزة العدالة
منافقون وجلادون تسلقوا علي اكتاف الضحايا لان هدفهم ارضاء سادتهم
واولياء نعمتهم طمعا في الترقيات والمخصصات او حبا في السلطة والتسلط ولا
بخشي ممثل الاتهام في الانظمة الديمقراطية من المتهم ومحاميه بقدر ما
يخاف من موقفه امام القاضي ويعمل له الف حساب, لان القاضي هو الحارس علي
الحقوق والحريات وليس( جهاز الامن والمخابرات) كما يحدث في السودان ويحكم
القاضي يما يمليه عليه ضميره وحسه المهني ومسؤليته الاخلاقية فهو لا يحكم
بالظنون والشبهات فأما بينة صادقة واما لا , واي قدر من الشك يفسر لصالح
المتهم فتلك هي القواعد التي اصبحت قاعدة تشريعية لدي العديد من الدول
التي توصف بالنصرانية
والالحاد.....,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
                     فمهما تحاول اجهزة العدالة تجميل وجهها القبيح كما
فعل القاضي في قضية الاستاذ فيصل وحكم عليه  بالبراءة ولكنه من الاصل لا
يستحق ان يقف امام القضاء من اجل قضية اريد بها باطل فالكثيرون من
الصحفيين الشرفاء يعانون من ظلم وفساد الاجهزة العدلية وهناك الكثيرون
الذين تم ارهابهم من قبل اجهزة العدالة وكثيرون في هبة سبتمبر تمت
محاكمتهم  في قضايا كيدية بعد ان اصبح الشعب السوداني ممنوعا من التظاهر
ضد من يتاجرون بوطنه في سوق السياسة, فلا جائزة تحميهم  ولكن لهم رب
يحميهم ويهمل ولا يهمل فسيظل رأيي  واضح لن يتغير عن مدعي الاسلام الذين
يحاولون التعتيم علي تجربتهم المأساوية في السودان بفضل هيمنتهم علي
اجهزة الاعلام المضللة تماديا في الباطل لانها للسلطة والمال والجاه
والنفوذ وليست لله كما يزعمون.................


ماذا قال الشهيد المشير الدكتور خليل ابراهيم قبيـل استشهاده بقلم بدرالدٌين عُشَر

$
0
0

ماذا قـــــــــال الشهيد المشير الدكتور خليل ابراهيم قبيـــــــــــــــــل استشهاده
حقاً انه كان شيْ في نفس خليــــــــــــــــل      
الشهيد كان نبراساً في التعامل وحكيماً في التعاطي مع كل  القضايا التى تطرح امامه
كان يستمع للصغير والكبير ويحترم الرأي والرأي الاخر  بكل جدٍ وتجرد  ...   
           الذي يعلمه يوحي بانه لا يعلم عنه شىْ ....شخص بسيط في حياته  كأنما لاول مره يتلقي تلك المعلومه على الرغم من معرفته اياها .
اخر كلمه قالها لي  صبيحة استشهادة  فماذا ....كان ردي عليه؟  !
بقلم :بدرالدٌين عُشَر
badrosher79@gmail.com
 
اولاً نترحم على ارواح شهداء الهامش الذين دفعوا ارواحهم الذكية  مهراً لهذه القضيه العادلة  وعلى راسهم الشهيد المشير الدكتور  خليل ابراهيم محمد .
حلٌ علينا العاام الثاني  لعيد شهداء ثورة  الهامش  23/ديسمبر /2011م انه اليوم المشؤوم الذي اُستًشهد فيه  شهيد الهامش المشير الدكتورخليل ابراهيم محمد  بمؤامرة  دنيىْه وغدرٍ وجبن ، تحت جنح الليل  مما يضاف الى سجل ملفات العارالتى اتخذتها حكومة نظام المؤتمر الوطني  منهاجاً لدستورها الفاشي متوهمة بان اغتيالها للشهيد  الخليل ستكون بداية النهايه  لميزان العدل والمساواة مابين  الشعب السوداني وكذلك ظنوا بأن يظل الميزان مختلاً ، الي ان يرث الله الارض ومن عليها،   ......وكان رد الشرفاء لهذه المجموعةالمتسلطه :  نعم فارقنا الخليلً  ولكن الاخلاءً كثر ممن عاهدوا الله وناصروه على الحق    لم يخيبوا ظن الخليل ابداً  في حياته ثم بعد ان دفع روحه الطاهره رخيصة لأجل أستعادة حقوق المهمشين من النازحيين واللاجىْين والمهجرين  والارامل والايتام  الذين ظلوا يفترشون الارض ويلتحفون السماء تحت قرصات البرد القاتل  وضربات طيران الأنتنوف  المستمرة وبلا رحمه  على المدنيين العًزًل  .
ليس هنالك من يستطيع  حصر خصاىْل وفضاىْل الشهيد المشير /الدكتور خليل ابراهيم  اذاً هذا لم يكن على سبيل الحصر
في معاملاته  وحكمته الفذه وصبره الذي تجاوز حدود الصبر وانه كان تقياً في عباداته و نقيٌ  في صفاء الضمير حيث لا يعرف للحقد سبيلاً في نفسه  بل كان مسامحاً حتى ألدٌ اعداىْه  الذين يقاتلونه فيصفح عنهم ويسامحهم  حينما يلتقي بهم ويقول لهم قولاً معروفاً   ، حيث زكر يوماً ان لحركة العدل والمساواة السودانية رب يحميها حيث لم يكن فكرة انشاىْها  بالشيْ السهل  فالحركة  ظلت قويه بالدموعِ والدعاء لله سبحانه وتعالى ، فلا حاجب لاجابة  دعاء المظلوم .
فمن حِكمه انه طوييل الباع في الصبر والاستماع لراى كل الناس على السواء صغيرهم على كبيرهم شيخهم على عجوزهم فيستمع للجميع  دون ملل او حتى تغير الجلوس الذي  جلس به في بداية الجلسه والا لاداء الفريضه او لسلام شخص قادم اليه حيث لم يشاهده احد صغيراً كان ام كبير سلم عليه وهو جالس ابداً ، بل  يتعجل في الوقوف عندما يراك على بعد امتار من موقعه فاذا اتى اليه اي شخص من منسوبي قوات  الحركه  سيقف على الفور  لكل جندي وكذلك يجلس معه ويؤانسه ويتحرى عن احواله ثم يستمع الى رايه وكذلك يسأله عن ما يفعل  فيما طرح له من رأي .
 وهكذا ، خصاىْص تميز بها شهيد الكرامة  ولن تجدها في هذا الزمان.
كما ان الشهيد عليه الرحمة لم يكن انانياً بل كان كرمه فياضاً ويحير به  الجميع ، وعندما ياتي اليه ضيف سواء كان من افراد جيشه او غيرهم  واوحى له بان ما يملكه هو افضل ممن على رجلي زاىْره  او على جسد ه على الفور يهديه الذي يملكه   حتى ولو قوبل ذلك بالرفض حيث كان يٌلح عليه حتى يقبل بهديته  وتواضعه اخجل الجميع حيث ان من الملاحظ  ولو كان يعلم ماتقوله تمام العلم به وكذلك الالمام عنه سيوحي بانه  سيتفيد عما تقوله ويعود ثم يسأل المتحدث حول محتويات الموضوع ،  وكان عليه الرحمة عالماً  في علم الانساب في السودان وافريقيا وحتى الجزيرة العربيه .
 
قبيل التحرٌك  مع المتحرك الذي اُستُشهِد فيه المشير الخليل  جلسنا معه برفقة الشهيد الجنرال انورعمر التوم  ناىْب قاىْد العمليات بقوات حركة العدل والمساواة السودانية  والجنرال طه حسين ادريس  حيث كان الشهيد د.خليل يتحدث معنا بانشراح  حول  الوضع العام للحركه  ومدى تماسك قواته وبسالتهم  وشاكراً الله  على اتساع داىْرة الحركه خارجيا بفتح عشرات المكاتب الخارجيه  ، بينما صمت برهة ً  ثم تحدث قاىْلاً : لو تحركنا المره دي بتلقوا حاجات مثيره للعجب  ، ثم  أردف القول  : لكن أصبروا أن الله مع الصابرين .
ففي حقيقة الأمر أثار أنتباهي هذه النقطه بالذات  ولكنه لم يقف  عندها  كثيراً واحسست بانه قصد اخراجي من هذه المحطة التى ظننت بأنها غير عادية بنسبة لي ، مع انشغال القاىْدان بامورٍ اداريه اخرى في تلك اللحظه  ،وهما في  ذات المجلس ، الي ان انطلقنا  من تلك  المنطقه .
ففي صبحية الخميس الموافق 22/12/2011م اصبح صاىْماً وكان كثير التسبيح في ذلك اليوم وعلى عجاله غير معتاده  طيلة فترة مرافقتنا له في الميدان وفي مناطق اخرى حيث طلب مني  الأتصال بناىْب القاىْد العام الجنرال /العمده الطاهر حماد  وقاىْد العلميات  الجنرال مهدي ادم اسماعيل  ففعلت ذلك  ووصل القاىْدان الي مقره حيث وجه ناىْب القاىْد العام ببعدالترتيبات حيث طلبني  مره اخري فقال لي : انت يا بدرالدين ستتحرك الان برقة قاىْد العمليات نحو مهمة  عسكريه عاجله  وانت تتقدمه  فوقفت على الفور وقلت الله اكبر وتوجهت على عجاله مهرولاً على المركبة العسكريه وتحركنا مع قاىْد العمليات الي حيث تنفيذ المهمة العسكريه  وعدنا في وقتِ متاخر من اليل وبعد فترة وجيزة من استرخاىْنا فتساقطت علينا وابل ٌ من الدانات عن طريق القصف الجوي  الذى انكرها ناكرهم الرسمي الصوارمي خالد والذي قال فيه عن ان اغتيال الشهيد عن طريق مواجهات عسكريه في كردفان ، هذا يذكرني  عندما ظهرت على مانشيت صحف الخرطوم  في العام 2008م مفاده ان الدكتور خليل في زيارة سريه الي اسراىْيل حيث كنا داخل الاراضي السودانية وتحديداً  شمال منطقة كارنوي وتحت شجرة  (هجليج)وكان ثمار اللالوب الناضج يتساقط علي البساط الذي كنا نجلس فيه فقال : الشهيد الان صرحت الحكومة السودانية على صحف الخرطوم الصادرة صبيحة اليوم بأنني في زيارة سريه الي اسراىْيل فباالله عليهم  يا شجرة اللالوب هل انتى اسراىْيليه ام انتى سودانية ،هكذادرجة وصلت اليها سذاجة ناطقيهم  الذين يتفوهوا بما لٌقِنوا لهم من اكاذيب ونفاق باحتراف وقلة في الادب وانعدم احترام مستوي استيعاب وتفكير المتلقي .
فالتحية مجدداً لارواح ابطالنا الافذاذ وعاجل الشفاء لجرحانا  وتحيه اخري لابطال حركة العدل والمساواة السودانية الذين لقنوا العدو دروسا مما تعلموها من قاىْد الركب وشهيد الهامش الدكتور خليل ابراهيم بالحاق الهزاىْم المتتاليه لنظام المؤتمر الوطني وتاكيدهم  بان الشهيد اورثهم مؤسسة سياسية وعسكريه مكتمله ، وسيتواصل المد الثوري الى ان يسقط الطغاة وليس ذلك ببعيد باذنه تعالي.

احذروا المزاح السخيف على شبكة الانترنت! /فيصل الدابي/المحامي

$
0
0


أوردت أخبار جوجل بيبل خبراً بعنوان (تغريدة من تويتر تدمر حياة  شابة أمريكية) وقد جاء الخبر على النحو الآتي:
قلبت تغريدة من 140 حرفاً حياة الأمريكية جاستين ساكو، رأساً على عقب، وفتحت عليها أبواب جهنم، بعد ان تحولت بمناسبة رحلة من لندن إلى جنوب افريقيا تواصلت 13 ساعة إلى العدو الأول على تويتر، لتفقد بعد ذلك حياتها العادية وعملها كمسؤولة هامة في واحدة من كبريات شركات العلاقات العامة الأمريكية. ففي طريقها إلى جنوب افريقيا، وقبل إطفاء هاتفها المحمول، خطرت لها تغريدة عن رحلتها، فكتبت تقول (في رحلة إلى افريقيا، أملي ألا أصاب بفيروس الإيدز، هاها، فأنا بيضاء البشرة!)، وأرسلت جاستين التغريدة إلى متابعيها الـ500.
واجهت جاستين حملة تنديد وفصل من العمل فبعد الرحلة الطويلة وعقب وصولها إلى جنوب إفريقيا، اكتشفت الشابة الأمريكية أنها قد ارتكبت حماقة العمر، بعد أن تحولت إلى عدو عالمي على تويتر، إذ تلقفت المواقع الالكترونية التغريدة ونشرتها ليصل صداها إلى كلّ العالم، بل وظهر وسم باسمها لإدانة العنصرية ومعاداة المصابين بالإيدز.
وتسببت التغريدة المشؤومة في عاصفة غير مسبوقة، بل وصل الخبر إلى شركتها العملاقة، التي لم تستسغ هذه الدعابة القاتلة بالنسبة لشركة تعنى بالعلاقات العامة والاتصال الجماهيري، فقررت فوراً فصل المسؤولة المستهترة عن العمل، ومن ثم اختفت جاستين بعد ذلك عن الأنظار وألغت كلّ حساباتها على شبكات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيس بوك (انتهى الخبر).
تعليق: من المؤكد أن تداعيات هذه التغريدة العنصرية ، والتي وصفتها بعض الصحف الأمريكية بأنها أسوأ تغريدة في عام  2013 ، تقدم درساً مجانياً عالمياً للجميع مفاده أن اللعب بنيران العنصرية والاستهتار بالآخرين هو أمر خطير ولا يدخل في باب المزاح على الاطلاق ، وفي الختام لا نملك إلا أن نقول: احذروا المزاح السخيف على شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي،  فالمزاح السخيف ، حتى لو لم تترتب عليه أي مخاطر قانونية ، قد يؤدي إلى كوارث اجتماعية وعملية كثيرة لا تُحمد عقباها!


فيصل الدابي/المحامي

الانقسام والانشطار الاجتماعى لدارفور ( 2---2 )/ابراهيم صالح ابراهيم ( جيفارا )

$
0
0

الانقسام والانشطار الاجتماعى لدارفور ( 2---2 )

والان جانب الصراع أختلف واتجه الى زاوية افتراق  طرق اكثر بين ابناء الاقليم والتمييز الذى حصل بفعل فاعل وادخالهم للمصطلحات التى تفكك النسيج الاجتماعى (زرقه و عرب ) يجب تفكيك هذه المسميات اولا ومن ثم نؤطر جميعا لواقع وارضيه مشتركه لمحاربة المرض الذى تم تجميع فيروسه داخل دهاليز ومكاتب المركز بغرض صب الزيت على النار حتى يشتعل ويحرق ما تبقى من الاقليم.

عندما علم انسان المركز بأن هنالك ثوره تنطلق من اجل اثبات الذات الوجودى لنيل الحقوق تحرك نظام المؤتمر الوطنى لتأجيج الصراع بين المكون الاجتماعى فى دارفور. مالم يتم فك التباس مفهوم الزرقه والعرب وتركه خلفنا لم نحقق ابسط الحقوق واسكات صوت السلاح القبلى والمؤسف هناك كميه كبيره من ابناء دارفور مندسين بثوب الوعى وتجدهم يتعاطفون مع قبائلهم عندما تحصل اى مشكله بين انتماءه البسيط ومكون اجتماعى اخر. ان اوان التريص والتعقل بفض النزاعات التى تحرك بواسطة الريموت الذى يمتلكه الجلابه تمرحلت هذا حتى وصلت مرحلة التمييز على اساس اللون وحتى المكونات العربيه لم تسلم من سياسات المركز والدليل الاقتتال مع بعضهم البعض الرزيقات والهبانيه ،والسلامات والمسيريه ،والفلاته والهبانيه واخيرا الرزيقات والمسيريه وليس اخرا الرزيقات والمعاليه ناهيك من سلسلة مشاكل الرزيقات مع الفور والزغاوه والمساليت منذ الثمانينيات. والان مجتمع دارفور بأزمنة التخلف والجهل والفقر والدليل الصراع القبلى بين مجتمع دارفور التاريخى وليس التاريخى الجنجويدى اذ كلما تمت صراع قبلى ضمن المركز هيمنته بشكل اكبر لان شرعية الاستمرار مستمده من الصراع القبلى حتى لا يكون هناك انتباه لادارة شؤون الدوله. واستقلال نظام المؤتمر الوطنى بتغبيش  وعى  المجتمع السودانى بمواضيع وهميه حتى لا ينتبهوا لحجم المشكله بمنظار العقل والمنطق وتم تشكيل الوعى المجتمعي  بمساعدة المنهج التربوى الذى يخدم ايديولوجيا النظام كل هذا ادوات واليات المركز اتجاه الهامش السودانى.

والدوله السودانيه محتاجه لمشروع جديد حتى نضمن سير الخطوات التى توصلنا الى مفهوم دوله حقيقيه.والمؤتمر الوطنى بعد تحريك كل امكانياته العسكريه وطاقاته الماليه فى الحرب ضد الشعوب السودانيه لم تستطيع اسكات صوت الحقيقه. لكن بعد استخدام الاليات التى تساعد فى تفكيك المجتمعات التى سيطرالجهل فى اذهانهم وكل هذا يتم بعقلية المدعو نافع على نافع حتى اوصل مجتمع دارفور بسبب الفيروس الفتاك التى تسيب الانسان من الابنيه الذهنيه حتى لايكون هناك حلول للصراع القبلى. وغياب الوعى لدى وسط المثقفين من ابناء دارفور ايضا ساهم فى انتشار الفيروس المسبب للانشطار والانقسام الاجتماعى. والجانب الاخر الذين ينضوون تحت مظلة الزرقه تحديدا الذين يسمون انفسهم بالسياسيين وهم تشبئوا بافكار الطائفيه والتقليديه التى تحجب العقل من الحقيقه وحتى الذين توفرت لهم الحظ وتم استيعابهم بالمؤسسه العسكريه وهم تدرجوا فى رتب كبيره ايضا يتحملون جزء من اخطاء الصراع وهناك طرف اخر ينادى بحقوق الشعوب المهمشه وتحديدا شعب دارفور والان هم جزء من الخارطه السياسيه السودانيه لا يمكن تجاوزهم برغم القصور الثورى لديهم .

والمركز استخدم كل ما يملك بجلب هذا المرض من اجل ان لايكون هنالك استقرار بالاقليم يعلم جيدا بتاريخهم الساطع مع الشعوب المهمشه. والمؤتمر الوطنى يرى الصراع باعتباره وظائف واى رأى اخر مخالف لرايهم يتم وصفهم بالعملاء للغرب لكن هذا الجانب مخفى على عرب دارفور لان فى عقولهم شوائب محتاجه غسيل الدماغ من اوساخ الجهل والتخلف والاميه حتى يساهموا فى عجلة التغيير الاجتماعى للسودان وللاجيال القادمه الذين يحلمون بوطن يسع الكل الانسانى. ولكى يضمن سيناريوهات الفيرس واستمراريته اعتنوا باخصائيين عموميين واطباء وجراحين لهم جرعات تدريبيه فى مجال تفكيك المجتمع السودانى ، والصراع الدائر بالاقليم اليوم يتحملون مسؤليتها ابناء الاقليم الذاتيين والانتهازيين الذين ساهموا فى انتشار الفيروس ولا يعلمون الى اين يتجه الانقسام الاجتماعى ولمصلحة من فى ظل الاخطاء التاريخيه التى لازمت ذهنية الانسان السودانى، والمؤتمر الوطنى هو المسؤل الاول من الصراعات القبليه بالاقليم وتمييذ نظام الانقاذ للمجتمعات السودانيه على اساس الدين والعرق واللون وتجليات الازمه السودانيه يتمحور فى البعد الاول الاجتماعى والثقافى (الهويه) وشرعية استمرار العقليه الاستعلائيه  يستند على الصراع الفوقى من اجل الهيمنه على الثروه والسلطه . وهذا النظام باقصائه للاخرين وعدم الاعتراف بهم حتما ينتج خطاب مخالف ومشروع مغاير لكل المشاريع التى فشلت فى ادارة الدوله. كلما نشب صراع قبلى على مستوى الهامش كلما استمر نظام العنصريه   لمدى زمنى اخر يضاف لسجله الاجرامى ولا يهمه هذا بل التفكير بشكل جاد فى قهر الشعوب السودانيه وابادتهم وهيمنة الاقتصاد الطفيلى او العشائرى ، وابناء دارفور على مستوى هذا النظام اكثر حرصا من انسان المركز لاستمرارية هذه الوضعيه .هناك سؤال لدى ابناء الاقليم ونقصد بهم المستنيريين والامينين اتجاه قضايا اهاليهم هل ابناء دارفور بداخل اروقة نظام الاباده الجماعيه لا يعلمون بجزور الازمه السودانيه ؟ ام تقضى مصالحهم الذاتيه ضد مصالح شعب الاقليم؟ واذا نظرنا لتركيبة الكائن الدارفورى المنضوى تحت هذا النظام نجد عقولهم ووعيهم الجمعى والاجهزه المفاهيميه لديهم معطله تماما. كل الانظمه السياسه التى تعاقبت لحكم الدوله تعاملوا مع انسان دارفور فى خانة الترميز التضليلى وهم اليات وتروس للمركز فى كل المجالات. واذا مسكنا ابناء الاقليم الذين مثلوا دوائرهم الجغرافيه على مستوى السلطه التشريعيه لم ياسهموا

    ولو بنسبة واحد في المئة في حق شعب الاقليم منذ 1956 يكتفون بمخصصاتهم على  حساب انسان دارفور ولاعبين ادوار الكومبارس للمركز ووصفهم  لاخوانهم الذين حملوا السلاح  بانهم لا يمثلون شعب دارفور .اذا كان هؤلاء لا يمثلون شعب الاقليم من الذى فوضكم بان تتحدثوا من داخل البرلمان ؟ اين دوركم من السلطه التشريعيه باعتباره ابو السلطات  وانتم حضور فى تنفيذ كل هذه القرارات؟

والواقع حتم لكل ابناءالاقليم  بالاخص شريحة الشباب المستنيره والطلاب بان نعمل بحق من اجل الاقليم بالنقد الموضوعى والعقلانى للصراع القبلى بعيدا من المفاهيم الضيقه وانطلاقا من محطة الوعى القبلى التى لا تخدم قضية دارفور سوى مذيد من الانشطار والانقسام الاجتماعى . نرجو من كل انسان تجرده من التبعيه العمياء والعقول الناقده والمثقفه يجب ان نجد ارضيه  للحوار والتنازل حتى نضمن اسكات صوت الرصاص القبلى ولو بشكل نسبى ويجب ان نركز كل جهودنا من اجل كيفية سقوط هذا النظام لان وجوده فى السلطه هو وجود مذيد من الدم القبلى  الدارفورى. ويجب ان ناتى الجانب الاجتماعى لان النسيج الاجتماعى الدارفورى تفككت بصور لا مثيل لها. لذا يتطلب الوقوف جيدا وتجهيز كل الميكانيزميات التى تؤطر للسلام الاجتماعى  الى ان نلتقى فى مساحات ارحب فى الوطن الذى يسع الجميع

..

.. ابراهيم صالح ابراهيم ( جيفارا )

الصراع الأثني في السودان - جنوبه و شماله/ اسماعيل عبد الله

$
0
0

 ..
     الازمة التي اندلعت في جنوب السودان الدولة الوليدة ليس بغريب ولا مستبعد من قبل المراقبين و المتابعين للوضع هنالك, الاحتقان كان مختبئاً وراء الانشغال بتأسيس الدولة في الثلاث سنوات الاخيرة , حينها كان وجود كل العناصر المؤسسة للحركة الشعبية ما زال داخل دولاب السلطة , القشة التي قصمت ظهر البعير هي تجرأ سلفاكير بابعاده   لقادة لهم وزنهم مثل الدكتور رياك مشار و باقان و نيال و لوكا و الور , ليس من السهل ان يكون مثل هؤلاء القادة خارج السرب المغرد بالنفوذ و الكرسي و هم قابعون في بلادهم مجردين من الالقاب و الانواط , في أمر ساس يسوس الطموح لاعتلاء الكرسي مشروع  بل و يكون اكثر مشروعية عندما يكون الدكتور المتخصص صاحب الباع الطويل في العمل السياسي رهين بقرار عريف في الجيش تدرج بحسب الامتياز الثوري ليصبح مشير في الرتبة العسكرية و رئيساً للبلاد نتيجة لتآمر القدر عندما ذهب بقائد المشروع الأصل الراحل قرنق , في السودان لا نستطيع فصل التعاطي السياسي عن المكون الاثني و القبلي للمجتمع السوداني شماله و جنوبه , أردنا أم لم نرد فأن القبيلة هي التي ظلت متحكمة في كل التحولات الديمقراطية و العسكرية في البلد الذي انشق الى دولتين و أيضاً انشقاقه هذا كان للقبيلة و العامل الاثني فيه دور فاعل, ومثال لدور القبيلة في التحول الديمقراطي هو المشهد البائن للولاءات السياسية للحزبين الاتحادي و الديمقراطي في شمال السودان , أما دورها الفاعل في الانقلابات العسكرية نجده ماثلاً في الانقلاب الذي قام به البشير في 30 يونيو من العام 1989 اذ ان الذين يملكون الشفرة وكلمة السر جميعهم نيليون ينتمون الى قبائل الجعليين و الشايقية و الدناقلة و المحس ولم يكن وجود الضباط الذين ينتمون أثنياً الى جبال النوبة و دارفور الا لاصباغ الوجه الانقلابي بالصبغة القومية و الوطنية.
     نفس الحال نجده في الحركات المسلحة الدارفورية أذ أن الازمة عندما أندلعت كان قوام هذه التنظيمات العسكرية و السياسية هو قبائل الفور و المساليت و الميدوب و الزغاوة, وكانت قبائل تنتمي الي اثنيات عربية بعيدة عن هذا المكون الثوري نتيجة لخلفية صراعات قبلية بين هذه الاطراف في الماضي القريب و البعيد , فكان نصيب الحركات المسلحة التي وقّعت على اتفاقيتي ابوجا و الدوحة منحصراً في اثنيات محددة وهي الزغاوة في الاتفاقية الاولى و الفور في الاتفاقية الثانية , هذا الواقع خلق شئ من التذمر وسط القبائل العربية في مناقشاتهم و تداولهم لهذه القسمة الضيزا , هذا التذمر أدى الى أن تقوم حكومة المركز بمعالجات و موازنات أعطيت القبيلة فيها الدور الاكبر و يتجلى هذا في التعديل الوزاري قبل الاخير حيث أعطيت قبائل لها ثقل اجتماعي و اقتصادي و أمني كبير في دارفور  مواقع دستورية تعادل تلك التي منحتها الحكومة المركزية للقادة القادمين عبر بوابة الدوحة و ابوجا , ونلحظ ذلك في حقيبة المالية و مجلس الولايات و مستشاريات رئاسة الجمهورية و مجلس الوزراء حيث وجدت قبائل التعايشة و الرزيقات و الهبانية و البني هلبة و المعاليا و الزيادية و المحاميد نفوذاً عبر هذه الحقائب وهذا ما جعلها تشعر بنوع من الرضا والا سوف يؤدي اقصائها الى الغبن و الاحساس بالضيم الذي بدوره يقضي على الامتيازات التي يستفيد منها المركز في تجييش المليشيات و حشد الدعم و التأييد الشعبي ضد الحركات المسلحة و التنظيمات التي تمردت عليه.
     انظمة الحكم في السودان الشمالي  لها تجربة أطول و أعمق في كيفية التعامل مع الفسيفساء الاثنية و القبلية للمجتمع السوداني حيث انها فصّلت الهيكل الاداري للدولة بطريقة كادت ان تصبح تقليداً عبر العهود جميعها كمنح  حقيبة وزارة الصحة للذين يأتون الى الخرطوم عبر اتفاقيات مع متمردين أجبرت عليها الحكومة أجباراً لذا لا تجازف بمنح ما يسمى بالحقائب السيادية الى أناس تعتبرهم ليسوا باصحاب حق اصيل في الحكم الذي هو بمثابة تركة و أرث لمجموعة بعينها منذ خروج المستعمر , هنالك ايضاً حقيبة نائب رئيس الدولة التي خصصت لابناء الجنوب الى ان تم الانفصال في العام 2011 فبعدها ذهبت هذه الحقيبة الى اهل دارفور حيث اعتلاها الدكتور الحاج آدم و من بعده حسبو محمد عبد الرحمن وربما تمنح للدكتور جبريل ابراهيم اذا جاء في اتفاقية ثنائية مع الخرطوم هذا في حال لم يكن مثل الدكتور قرنق الذي لم يرض بموقع النائب الاول فقط في الاتفاق الموقع بينه وبين حكومة الخرطوم في نيفاشا من العام 2005 , في تلك الاتفاقية أخذ الدكتور قرنق الجمل بما حمل في ظل ضغوط دولية و اقليمية مورست على نظام الخرطوم و ايضاً كان لاندلاع الحرب في دارفور الأثر الاكبر في تمتع قرنق بتلك الغنيمة التي اعطته حق حكم الجنوب كاملاً و نصف كعكة الحكم في شمال السودان و ذلك أدى الى ظهور منبر السلام العادل و دعاة الانفصال من شمال السودان  نتاج للغبن الذي أحسوا به  للتفريط في الحكم الذي حمّلوا المسئولية فيه للنائب الأول المقال علي عثمان محمد طه .
     ما حدث في جنوب السودان من تمرد وصف بانه مدعوم من قبل قبيلة النوير ضد  قبيلة الدينكا الممسكة بتلابيب السلطة يعكس مدى قصور الوعي السياسي لدى سلفاكير و نزوعه الى السلوك العسكري الذي لا يستطيع كل من تعسكر ان يتخلص منه تماماً مثل ما حدث قبل ايام قلائل من سيطرة للبشير عسكرياً على نظامه و ابعاده للمدنيين , مثل هذه الاجراءات التعسفية لن تخدم تماسك النسيج الاجتماعي لدى الدولتين و لن يفلح( الفريقان ) في المضي قدماً بدولتيهما ما لم يعالجا أزمة الحكم في بلديهما و هي أزمة واحدة في منشأها و تطورها , فالاقالات الحمقاء و العنتريات غير المبنية على الحكمة و الصبر وطول البال لن تجدي نفعاً , الحاكم العسكري الاسبق جعفر محمد نميري انتهى نظام حكمه نتاج لذات الطريقة التي يتعامل بها (الفريقان) الان من استهتار بالقادة المدنيين وعدم  ايمانهم  بمشاركة الجميع في بناء الدولة لتحقيق رفاهية و استقرار الجميع.

اسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com


معركة تدور حول المشرقية العربية...يجهلها اليسار الماركسي السوداني!!/شوقى عثمان ابراهيم

$
0
0


(في بعض مقالاتي التحليلية عبرت عن تحفظي كأن يعمل الإعلامي أو الصحفي السوداني –أو كائنا من كان- لدى الصحف والإعلام الخليجي. معقول؟ هي هكذا. من يرغب في التغيير لا مناص من الخطوة. ولقد أغتاظ مني بعض الصحفيين لهذه الهجمة، أمثال فايز السليك، وإسماعيل آدم وآخرون.. فصحفيونا يهمهم أيضا أن يعيشوا حياة كريمة، ليس أقل من سيارة، وموبايل نوكيا Galaxy ومرتب ضخم الخ، وكما كتب الاقتصاديون عن مبدأ "تكلفة الفرصة" opportunity cost، لا يعي هؤلاء المتطلعون أن لكل فرصة ثمن وكلفة. فرصة العمل بصحف الخليج ثمنها أن يُقطع لسانك، وأن تتحول إلى جمل مجتر، يجتر ذاته على طريقة أبي الجعافر، أي تلوك ذاتك طلبا للسلامة وأياك أن تكتب عما تشاهده حولك، كأن تنتقد القواعد الأمريكية، محصلتها فقدان وظيفتك للأبد. من يرغب أن يصبح جملا مجترا هذا من حقه، ولكننا لسنا بأغبياء كأن نتوقع من هذا الصحفي أو الكاتب أن يصقل عقولنا بالحقائق – ولا يستطيع إيهامنا إنه من فصيلة المثقفين الحقيقيين أو المناضلين)

في هذا المقالة ستجد معركة بدأ أوارها يستعر حول "المشرقية العربية"، وهو مصطلح يساري جديد أخذ في البروز للوجود كردة فعل للدور السعودي القطري التركي في تمزيق سورية. لقد تبناه اليسار العربي الماركسي الشامي، وستجد هنا أثنين من المتبارزين أحدهم، يساري سابق، ويعمل بصحيفة الحياة السعودية اللندنية حازم صاغية، ويصنف نفسه على أنه يساري ليبرالي، والآخر يساري ماركسي أردني قح عشق وطنه الشام ويرى في مملكة آل سعود، مملكة الرمال، شرا مستطيرا. ففي الوقت الذي أستشعر يساريو الشام بخطر المملكة السعودية والوهابية، ما زال اليسار السوداني تائها، ولا نقصد أن يتبنى العروبة، بل ما زال لا يفهم ماذا تعني الوهابية، بل هنالك العديد من اليساريين السودانيين من يعيش في المملكة السعودية ووطن نفسه فيها احتراما للريال، وبعضهم "تاب"وتحول إلى المذهب الوهابي!! المملكة السعودية افترست السودان في غيبة وعي اليسار الماركسي السوداني. هذه حقيقة!! صمت اليسار السوداني عن جرائم المملكة السعودية ومرتزقتها الجهاديين التكفيريين شيء يثير علامات التعجب. ليتهم أكتفوا بالصمت، ولكن حزبنا الشيوعي السوداني يدين بشار الأسد والنظام السوري صراحة، ليجد نفسه في مركب واحد مع الإسلامية الصهيونية. خفة عقل؟ أم يحتاجون لمحو أميتهم الإسلامية؟ وأترك البعثيين الصداميين جانبا. إنساهم!! ولتدخل على المقالات:


من الذي دمّر «المشرقيّة»؟
حازم صاغيّة – كاتب صحفي يساري (ليبرالي) بصحيفة الحياة السعودية اللندنية

السبت ٩ نوفمبر ٢٠١٣

«المشرقيّة» أو «المشرقيّة العربيّة» دعوة جديدة تنشرها اليوم أطراف وأصوات محابية للنظام السوريّ. حتّى رجل الأمن السابق وسفير دمشق الحاليّ في عمّان، بهجت سليمان، يدلي بدلوه فيها، واضعاً إيّاها في مواجهة«الشرق أوسطيّة الصهيونيّة» (جريدة «الأخبار» اللبنانيّة، 8/11/2013).

والحال أنّه من غير المستغرب في نظام يحترف استعمال المعاني التي يحتقرها، أن يطرح في التداول معنى جديداً للاستعمال، وضمناً للاحتقار. وهذه حاجة ربّما كانت ماسّة اليوم، مع تعاظم الوجه الإقليميّ للصراع في سوريّة وعليها.

فإذا كانت «داعش» «توحّد» الشام والعراق، فالدعوة المشرقيّة أقرب إلى «داعش» مضادّة، يقف وراء «توحيدها» توفير قنوات الدعم للنظام السوريّ، أو تبرير ما هو محقّق منه، أكان تدخّلاً عسكريّاً لـ «حزب الله» اللبنانيّ و «أبي الفضل العبّاس» العراقيّ، أم تحشيداً سياسيّاً ودعويّاً للأقليّات الدينيّة والمذهبيّة، على ما رأينا في مؤتمر بيروتيّ قبل أيّام.

لكنْ، وبعيداً من السجاليّة المبتذلة، كان يمكن لهذه المشرقيّة أن تنطوي على معنى محترم. فهي قادرة أن تشكّل نوعاً من المحيط الثقافيّ الذي يغني الدولة الوطنيّة في منطقة المشرق، خصوصاً متى تمّ ربطها بإطارين ثقافيّين آخرين، أحدهما عربيّ والآخر إسلاميّ مستمدّ من تاريخ الشراكة في العثمانيّة. وغنيّ عن القول إنّ رابطة كهذه تتيح دائماً فرصاً اقتصاديّة واستثماريّة أكبر لدول المشرق وشعوبها. وهذا ما لا تصله صلة بالدعوة القوميّة السوريّة التي تسعى إلى تأسيس أمّة وقوميّة شوفينيّتين من مقدّمات أركيولوجيّة ومن خريطة متخيّلة عن مزيج سلاليّ راقٍ ومتفوّق.

لكنْ من الذي دمّر تلك الرابطة المشرقيّة، بالمعنى الإيجابيّ للكلمة؟

لا يؤتى بجديد حين يقال إنّ العلاقة السليمة بين العراق وسوريّة، البلدين الأكبر في المشرق، شرط شارط لكلّ مشرقيّة ممكنة ونافعة. لكنْ لا يؤتى بجديد أيضاً حين يقال إنّ أحداً لم يدمّر هذه العلاقة كما فعل البعثان الحاكمان في سوريّة والعراق. ذاك أنّ الفرضيّة التي حكم بموجبها كلّ من حافظ الأسد وصدّام حسين اقتضت إدامة النزاع بينهما من أجل أن تبقى سلطتا الاثنين وتدوما. وهي معادلة لم يتزحزح العمل بها، إلاّ لأشهر قليلة في 1979، طوال عقود.

كذلك تفقد المشرقيّة الكثير من معناها من دون لبنان. ذاك أنّ الأخير يبقى، على رغم كلّ شيء، الصورة الأصفى عن تعدديّة هذا المشرق، إن لم يكن عن طاقته الكوزموبوليتيّة أيضاً. ولو اكتفينا باستشهادات ممّا خرج من فم ميشال عون وحده، في الفترة المديدة الفاصلة بين 1990 و2005، تيقنّا من أنّ النظام السوريّ كان المعول الأكثر فتكاً وأذى بين المعاول الكثيرة، الداخليّة والخارجيّة، التي هوت على لبنان، لا سيّما على الأقليّة المسيحيّة فيه.

ثمّ إذا كانت المشرقيّة المرتجاة تنطوي تعريفاً على لحظة ثقافيّة عربيّة، وأخرى ثقافيّة عثمانيّة، وهذا ما ينجّيها من الانحطاط الشوفينيّ، فإنّ بيئة تأييد النظام السوريّ لا تفعل إلاّ وضعها في مواجهة «العربان» و «النيو-عثمانيّة»، ممّا يُفترض أنّه حكر على أنظمة الخليج وعلى رجب طيّب أردوغان. ولا تكتم هذه اللغة عنصريّتها التي تعيد وصلها بأفكار أنطون سعادة، زعيم السوريّين القوميّين ومؤسّسهم.

وقصارى القول إنّ ما يُعرض علينا، باسم رابطة جامعة، لا يعدو كونه طرقاً يسلكها المقاتلون اللبنانيّون والعراقيّون إلى الداخل السوريّ، كي يدعموا نظاماً يهبط عن سويّة الوطن السوريّ إلى سويّة الطائفة والمنطقة، بدل أن يرتفع إلى سويّة المشرق العتيد!

عن صحيفة الحياة السعودية اللندنية

******

المشرقيّة… كما يراها ليبرالي من جبهة النصرة!

في الأخبار 19 نوفمبر,201312:15 صباحًا  38 زيارة
 
ناهض حتر

من بين كل المثقفين الناشطين في المعسكر السعودي، يعجبني حازم صاغية، لذكائه وقدرته على السجال؛ فلو كان أكثر استقلالية وانطلاقاً، لكان أمكن أن يقع معه حوار عميق ومفيد. أحسن صاغية في اكتشاف أهدافنا، نحن القائلين بالمشرقية العربية، من وراء طرحها. نعم. أردنا خلق إطار فكري سياسي يمنح الشرعية لمقاتلين لبنانيين وعراقيين (ويا ليت أردنيين وفلسطينيين) للقتال إلى جانب دمشق، ويسمح، أيضاً، بتحشيد المناضلين والحركات المدنية المشرقية في السياق نفسه. وهذه الشرعية، كما هو واضح في خطابها، علمانية قومية غير طائفية، تقف في مواجهة الشرعية التكفيرية الوهابية التي حشدت مجرمين من 83 بلداً لتدمير سوريا.

نحن لا نخفي ذلك أبداً. وقد وقفنا، بوضوح إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد ضد البربرية الخليجية الوهابية، القطرية والسعودية، كما ضد النيوعثمانية. نحن لا «نحابي» النظام السوري، كما يصفنا صاغية؛ كلا بل نحن، في الحرب القومية، نقاتل في خندقه. وفي رأينا أننا اخترنا الخندق الصحيح. لدينا، بالطبع، تحليلنا النقدي المنهجي لهذا النظام، ولدينا برنامجنا المعلَن للنضال داخل سوريا من أجل بناء دولة وطنية تنموية مقاومة فيها. غير أنّ ذلك صراع سياسي سوري مشرقي داخلي لا يؤثر على وحدة القوى المتصارعة الداخلية في مواجهة العدوان الخارجي، الغربي الصهيوني الوهابي العثماني. المشرقية في خدمة المعركة؟ طبعاً، لكن ما لم يلاحظه صاغية أن المعركة في خدمة المشرقية أيضاً؛ فنحن تدخلنا ونزمع التدخل في الصراع السوري الداخلي باسم المشرق كله؛ فإذا كان ما يحدث في سوريا يؤثر، عضوياً، على مصير الأردن وفلسطين ولبنان والعراق، يغدو من حق الحركات الوطنية في هذه البلدان أن تنخرط في النضال السوري، سواء في مواجهة الغزاة أم في الصراع حول هوية سوريا الاقتصادية - الاجتماعية، وهيكلية نظامها السياسي ودورها الإقليمي وإستراتيجيتها في إدارة المواجهة مع إسرائيل. يدعي صاغية - مستسهلاً الاتهامية - أنّ أطروحة المشرقية صدرت عن النظام السوري نفسه. وهذا غير صحيح البتة؛ فهي تكونت في أوساط ماركسية ويسارية لاحظت عظم التأثير الذي أحدثته الحرب السورية في بلدان المشرق، وتوصلت إلى استنتاج معلن هو أن المشرق مجال جيوسياسي وحضاري وتنموي واحد، مما يطرح ضرورة وحدة حركة التحرر الوطني المشرقية، والتوصل إلى صيغة اتحادية لا تقوم على أساس اعتبار المشرق «أمة تامة»، ولعل التأكيد على صفة «العربي»، هنا، هو للتأكيد على أن المشرقيين الجدد ليسوا «سوريين قوميين» بثوب جديد، إلا أنهم ليسوا قوميين عرباً؛ ففي المشرق مكان للأشقاء الأكراد وسائر القوميات الأخرى، بما في ذلك التركمان. ولهذا السبب، فإنني أفضّل الاكتفاء باصطلاح المشرق. كل ذلك، ناقشناه مع مثقفين سوريين، موالين ومعارضين، وشخصيات من داخل النظام السوري، لكن النظام نفسه، لم يتبنّ الأطروحة حتى الآن. وسواء أتبناها أم لا، فنحن سنواصل.

يوحي صاغية أنه لا يريد «سجالاً مبتذلاً»، وأنه قد يرى في المشرقية، «معنى محترماً» (ولا أعرف كيف يمكن صرف شبه الجملة هذه، فكرياً)، إذا جرى «ربطها بإطارين ثقافيين آخرين، أحدهما عربيّ والآخر إسلاميّ مستمدّ من تاريخ الشراكة في العثمانيّة»، لكنه، هنا، يمارس السجال المبتذل، من دون وازع، حين يتعمد الخلط، مجدداً، بين المشرقيين وتيار سوري قومي قديم يرفض الإطارين العربي والإسلامي. نحن لا نرفض العلاقة مع هذين الإطارين، بالطبع، بل نتوسّلهما؛ لكن ليس فيهما، حتماً، مكان لآل سعود ومشايخ الخليج الوهابيين والرجعيين، ولا لمتآمرين إرهابيين مثل رجب أردوغان وحكومته. نطمح، بوضوح، إلى دور مشرقي في تحرير الجزيرة العربية من بناها الفائتة، مع التأكيد على وحدتها كمجال جيوسياسي واحد. ولا يمكن للمشرق أن يتجاهل الجارين، التركيّ والإيراني (يتجاهل صاغية إيران من الإطار الإسلاميّ!)، ولا بد له أن يسعى إلى علاقات وطيدة معهما في شتى المجالات، وفق قواعد حسن الجوار والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. والشرط الأخير ينطبق، عندنا، على الأتراك والإيرانيين، سواء بسواء. يلوم صاغية الرئيسين الراحلين، حافظ الأسد وصدام حسين، على تخريبهما العلاقة بين سوريا والعراق، مركزَيِ المشرق؛ نحن نألم، حقاً، على تفويت فرصة تاريخية كبيرة عام 1979 لوحدة البلدين، ولا نريد أن ندخل في سجال حول أي منهما المسؤول، لكن المهم هنا أن هناك فرصة جديدة ناشئة للوحدة السورية - العراقية، نريد اغتنامها.

نتفق مع صاغية على أن لبنان هو البلد المشرقي بامتياز، من حيث كونه بالذات نموذجاً للتعددية، لكن ادعاءه أن النظام السوري كان «المعول الأكثر فتكاً» بلبنان، يحتاج إلى نقاش عياني مديد، سوى أن البديل عن الوجود السوري في لبنان، بكل أخطائه، هو التمدد السعودي التكفيري الإرهابي على ما نشهده في مناطق لبنانية يحتلها إرهابيو آل سعود، وتغطيهم فيها، الأدوات السياسية السعودية.

يسأل صاغية: مَن الذي دمّر المشرقية؟ وهو يتهم النظام السوري تحديداً بذلك بسبب كونه فشل في الاتحاد مع العراق، واتبع سياسات خاطئة في لبنان. الفشل السابق يعوّضه نجاح لاحق، وخطأ الأمس يمكن تصحيحه غداً؛ إنما السؤال الغائب هو: مَن دمر المشرق نفسه، دولاً وشعوباً ومجتمعات وبنى تحتية وقدرات؟

والإجابة لدى مَن يريد أن يزوغ عن حقائق التاريخ والواقع معاً، هو كالتالي:

إسرائيل - بتواطؤ مع السعودية والرجعية العربية - في فلسطين ولبنان، وحليفتها الولايات المتحدة - بدعم وتشجيع وتمويل السعودية - في العراق، والسعودية وقطر وتركيا - من خلال تجييش المذهبي والإرهابي، سياسياً وإعلامياً وعسكرياً ومالياً - في سوريا.

الحلف الامبريالي الصهيوني السعودي هو المسؤول عن كل هذا الدمار والموت في المشرق العربي. وقد أظهرت الحرب على سوريا أن مملكة آل سعود، بالذات، هي القاسم المشترك في كل حملات العدوان الهمجية على بلدان المشرق وشعوبه. ولعله آن الأوان، أو يكاد، لكي تصفي شعوب المشرق، الحسابات معها.

يبقى أن «بيئة تأييد النظام السوري»، بكل عيوبها، تظل تختزن من الشرعية القومية والحيوية الاجتماعية والمنظومة القيمية، ما لا يمكن أن تعرفه بيئة تأييد آل سعود، سواء أتلك الوهابية التكفيرية كما يعبر عنها مجرمو «القاعدة» و«جيش الإسلام»، أم تلك الوهابية الليبرالية التي يعبّر عنها الزميل صاغية.

صحيفة الأخبار (اليسارية اللبنانية)

تقديم: شوقي إبراهيم عثمان

المعركة القادمة : فكر وإعلام !!/ حيدر احمد خيرالله

$
0
0

سلام يا .. وطن

حيدر احمد خيرالله

المعركة القادمة : فكر وإعلام !!

المحنة الماثلة فى  مسيرة بلادنا من أزمة الى أخرى ، ومن إنبهام  السبل فى الرؤى السياسية  والإقتصادية  .. فالطريق البالغة عتمة مسالكه جعلتنا كشعب ننظر للمستقبل بلا أفق حل فاين تكمن المصيبة ؟! فالقراءة المتأنية لنتائج هبة سبتمبر لم تكن فى قيمة الاحتجاجات  إنما فى النتيجة الكبيرة التى أفرزتها هذه الهبّة والتى تتمثل فى الرفض الشبابي لكل المنظومة السياسية التى حكمت ، فالهبة قد وضعت جميع القوى السياسية وبلا إستثناء فى مهب الرفض ..فالشعب يدرك ان الطائفية بشقيها الإتحادى والأمة درجت تقدم الدولة الدينية  فى طرحها الفكري بلاوعي ولاهدى ولا كتاب منير ..والحكومة وكل الجزيئات الحزبية التى انشقت عنهم لاتحمل ادمغتهم مهما ابدت من تقدم الا الفشل الذريع لكل مشروع اسلامى يطرحونه ولا يقدم للشعب الا مزيداً من التشويه لديننا  .. ومزيداً من الإرهاب الدينى .. ومزيداً  من وصاية القصر على القصر .. حتى اصبحنا بلداً لاينتمى للعصر ولا يتطلع للمستقبل .. انما هى المتاهة لاغير .. وأثناء الهبة فى سبتمبر والشباب الأعزل يقدم دماؤه ويتصدى للرصاص المعلوم والمجهول مصدره .. والقوى السياسية تتفرج .. والزعيم الطائفي يأخذ ابناؤه الذين يعدهم ليحكموننا بالجينات بالسفر لبريطانيا فالسيد والابناء لايطيقون منظر دماء شبابنا الذكية ولامنظر  اطفال المدارس والرصاص يحصدهم حصداً ..ولانسمع منهم كلمة إدانة للنظام ، دعك  من كلمة مواساة  لأسر الشهداء .. والسيد / الإمام الصادق المهدى كالعهد به  يجيد الدور المتذبذب والذى يصب فى مصلحة النظام لا فى مصلحة المقاومة المدنية .. فهل شبابنا عندما يرفض المنظومة السياسية ويقطع كل رجاء فيها فهو على التحقيق يبحث عن مخرج .. وبالتأكيد هذا المخرج قد ثبت من واقع التجربة العملية ان جماعة الاسلام السياسي لاتملك من آفاق التغيير ولا نكاشة أسنان .. وشبابنا يرى مايجري فى الشقيقة مصر ويغبطون الشعب المصري الذى لم يحتمل ثمانية أشهر من حكم الجماعة ، وليبيا لتى انعزلت فيها الجماعه عن الحكم .. فسهُل اصطيادها .. والسودان الان يحتاج لقوة الفكر التى تؤكد على كمال الشريعة الذى يكمن فى مقدرتها على التطور وان تربي الرجال الذين يعيشون باعلى قيم الإسلام ويبرزون الدولة العلمية فى السودان .. والدولة العلمية مرتكزاتها ديمقراطية فى السياسة وإشتراكية فى الإقتصاد .. وهذا الفهم لايمكن ان يحدث الا فى ظل فتح المنابر الحرة وان يكون الإعلام متاحاً للجميع ليطرح الكل رؤاه ، ويقدم أطروحاته .. والإعلام بكل قنواته هو مطلوب الساعة ، فشعبنا لاينقصه الذكاء ولكن تنقصه المعلومات .. فاذا امتلك المعلومات فهو الاقدر على الإمساك بقضيته والدفاع عنها والانتصار لها .. فالمعركة القادمة هى معركة الفكر الذى يفلق الشعرة .. والإعلام المبرأ من الغرض .. فهل هذا المطلب كثير على شعبنا ؟! وسلاااااام ياوطن ..

سلام يا

حملت والدها الى مركز غسيل الكلى ..وجدت لافتة مكتوب عليها ( تم إغلاق المركز ) قالت للصيانة ؟ ام للنقل  للمستشفيات الخاصة؟ لم تجد إجابة ..سالت عابراً فى المبنى أجابها يابتى ماتتعبي قالوا والله اعلم مراكز الكلى بقت ولائية ؟ سالت ببلاهة: يعنى ارجع بابوي حفير مشو؟ قال لها ارجعي بسرعة ..عندما عادت لوالدها .. وجدته جثة هامدة .. لم تبكى بل لعنت ولعنت وواصلت اللعن ..تراها لعنت من ؟..وسلام يا..

 

لعنة النفط الدور الامريكى فى الصراع الجنوبى الجنوبى

$
0
0



لعنة النفط
الدور الامريكى فى الصراع الجنوبى الجنوبى

تقرير / منى البشير
بدأت الولايات المتحدة الامريكية تظهر على خط الصراع بين الشمال والجنوب منذ وقت باكر ، وتمحور هذا الوجود بشكل لافت فى الحضور القوى للولايات المتحدة الامريكية فى مسرح مفاوضات السلام حتى وصلت الى محطة نيفاشا كمرحلة أولى حيث رعت حق تقرير المصير وهدهدته حتى صار وليدا يمشى على ساقين وفصلت جنوب السودان عن شماله مع سبق الاصرار والترصد .
الولايات المتحدة تدرك تماما حجم الثروات التى ينام عليها هذا البلد الافريقى ، كما تدرك تماما ان انسان الجنوب لا يستطيع الافادة من هذه الثروات لانشغاله بالصراعات القبلية والحروبات .
الولايات المتحدة الامريكية اليوم لم تتفاجأ بما يحدث لأنها تدرك تماما ان التجربة السياسية القصيرة لحكام دولة الجنوب لاتؤهلهم للوصول الى مصاف رجالات الدولة البراغماتيين ، ولذلك اعدت العدة مسبقا للعب على اوتار هذا الصراع الجنوبى الجنوبى والافادة منه باقصى ماتستطيع وهاهى واشنطن تعلن بحسب الCNN  عن   تحريك نحو 150 من عناصر مشاة البحرية "المارينز"، لانتشار في جنوب السودان، حيث اكدت مصادر عسكرية لـCNN ، أن عناصر القوة، التي تنتشر في إسبانيا، بدأت التحرك باتجاه القارة الأفريقية، ومن المرجح أن تصل إلى جيبوتي، ومنها إلى جنوب السودان.


المهمة الظاهرة :-
بحسب مصادر الوكالة الاخبارية فان مهمة تلك القوات، تنحصر، في تأمين سفارة الولايات المتحدة في جوبا، وكذلك المساعدة في إجلاء ما يقرب من 100 مواطن أمريكي من الدولة الأفريقية.
لكن مراقبون سياسيون حذروا من هذه الخطوة واعتبروا ان دخول المارينز الى جنوب السودان مقدمة لاحتلال طويل الامد تحت دعوى حفظ الامن وحذر الخبير الأفريقي البروفيسور حسن مكي فى تصريحات صحفية من مغبة تدخل القوات الأجنبية في دولة جنوب السودان، وأشار إلى أن الجنوب سيخضع للوصاية الدولية واصفاً الصراع الجنوبي جنوبي بالمركب والقائم على المصالح القبلية .
مراقبون آخرون لايبرأون ساحة الولايات المتحدة الامريكية من نية التدخل بقوة فى جنوب السودان واستدلوا بحديث اوباما الذى يقول : إن بلاده قد تتخذ إجراءات جديدة، "إن اقتضت الضرورة ذلك"، لدعم أمن المواطنين والموظفين والمصالح الأمريكية، بما في ذلك سفارة الولايات المتحدة .
بعد اشتعال الصراع الجنوبى الجنوبى بساعات كانت الولايات المتحدة الامريكية جاهزة لاى سيناريو ، ولكنها تتبعت السلم الخطابى المعتاد من الاعراب عن القلق بدءاً ، ثم مناشدة اطراف الصراع ضبط النفس ، ثم التوجيه باجلاء رعاياها بواسطة 45 جندى من المارينز ، وكان اجلاء الرعايا وحراسة السفارة بواسطة ال45 جندى كافيا لولا ان رأت امريكا احتمالات اكبر تقتضى التدخل المباشر وارسال 150 جندى آخرين قد يزيد عددهم حسب حدة الصراع واستمراره .
لقد اعطى الصراع الجنوبى الجنوبى امريكا فرصة ذهبية لتحقيق عدة فوائد فى المنطقة أولها وأبرزها ان تنامى هذا الصراع واحتدامه من شأنه وبحسب محللين سسياسيين انسحاب الشركات الصينية من جنوب السودان ليخلو سوق النفط للشركات الامريكية خاصة ، وان الصين اجلت خبراءها فى هذه الشركة بمجرد اشتعال الصراع ، الامر الثانى هو ان امريكا بتدخلها العسكرى فى جنوب السودان تبحث عن مصالح استراتيجية سيوفرها لها تنامى الصراع وذلك بحساب فواتير يومية لحفظ الامن كمافعلت فى الخليج من قبل وسيدفع جنوب السودان هذه الفواتير لعقود قادمة من نفطه وثرواته .
ولم يستبعد خبراء دوليون ان الضغوط التى تمارسها امريكا تهدف الى مصالح استراتيجية ، السفير الفرنسي السابق في السودان ميشال ريمبو «1994-2009» يشك في أن تكون الديمقراطية وحقوق الإنسان هي الموجه لمصالح الولايات المتحدة في جنوب السودان. واعتبر الدبلوماسي المتقاعد وهو اليوم خبير مستقل أن الانفصال الذي لعبت واشنطن دورا هاما جدا لأجله، كان مدفوعاً باعتبارات نفطية وإستراتيجية، لتحطيم السودان أكبر بلد عربي في إفريقيا.
لعنة الثروة فى جنوب السودان :-
الثروة النفطية التى ينام عليها جنوب السودان جعلته مسرحا لاطماع غربية من مصلحتها استمرار الصراعات وكمون هذه الثروة فى باطن الارض حتى ياتى وقتها ففى يومنا الحاضر تتنافس على نفط جنوب السودان امريكا والصين كاكبر متنافسين وقد أقرت دراسة أميركية، بهيمنة الصين على قطاعات النفط بالسودان وجنوب السودان،وكشفت عن وجود احتياطي بترولي، يتركز في حوضين رئيسيين بين البلدين،تقدر بخمسة مليارات برميل من الاحتياطي المؤكد من النفط الخام اعتباراً من أول يناير 2013  .  
ووفقا لإحصائية شركة بي بي البريطانية، يبلغ الاحتياطي المؤكدة حوالي 3.5 مليار برميل في جنوب السودان، و1.5 مليار برميل في السودان.
وأشارت الدراسة التي أعدتها إدارة معلومات الطاقة الأميركية، إلى النفوذ الصيني في قطاع النفط بجنوب السودان، موضحة أن بكين الوجهة الرائدة لتصدير النفط الخام من السودان وجنوب السودان .
وبحسب محللين فإن النفط الآن يمثل أحد أسباب استمرار الصراع فى افريقيا ويشيرون الى الارتباط العميق بين المصالح الاستعمارية سابقاً والمصالح الاستثمارية والأجنبية حالياً وتطور النزاعات في عدد من الدول الافريقية .
وبالنظر الى تسارع امريكا فى اجتراح حلول لمسألة الصراع الجنوبى فى مقابل تباطؤ الصين يتضح جليا النظرة المستقبلية لامريكا فى الهيمنة على مفاصل القارة الافريقية الغنية بالنفط ، وفي هذا الشأن يمكن الإشارة إلى تقرير "بول وولفوفيتز"مساعد وزير الدفاع للشؤون السياسية عام 1992، وتقرير "جيريميا"الذي صاغه فريق من الخبراء العسكريين برئاسة "الأميرال جيريميا"وفيه يتصور السياسة العسكرية الأمريكية وفقاً لسيناريوهات نزاعية محتملة.
وكذلك ورد في تقرير "وولفوفيتز"بأن الهدف الأساسي للسياسة الخارجية الأمريكية هو الإبقاء على الهيمنة وبأنه: "يجب إقناع خصوم محتملين بأن ليس عليهم التطلع إلى لعب دور أكبر"، وللتوصل إلى ذلك: "يجب أن يبقى وضع القوة العظمى الأمريكية الوحيدة مستمراً عبر قوة عسكرية كافية لردع أية أمة أو جماعة أمم في تحد لتفوق الولايات المتحدة".
الحضور الامريكى فى نزاعات مماثلة :-
تدخلت الولايات المتحدة في العديد من النزاعات الإفريقية بصور متعددة على سبيل المثال منها
تدخلها فى الصومال بسبب حرب الأوغادين عام 1977م، والتي اتبعت فيها الولايات المتحدة طريق الحياد تجاه النزاع القائم بين الصومال وإثيوبيا . 
وكان التدخل الأمريكي في الصومال أخذ غطاءه تحت اسم الشرعية الدولية.

التدخل في النزاع في السودان تحت اسم السلام المغلف بالمصالح الاقتصادية الأمريكية لتكون مفتاح السيطرة على جنوب السودان بعد فصله ومن ثم السيطرة على منطقة القرن الأفريقي .
التدخل في موزمبيق وكينيا للسيطرة على شرق أفريقيا.
السيطرة على وسط القارة بالتدخل في أنغولا والكونغو.
التدخل في النزاعات القبلية في رواندا وبورندي للسيطرة على منطقة البحيرات.
التدخل في الأزمة الليبيرية عسكرياً في أغسطس 2003م من أجل أهداف أمريكية لصالح الإستراتيجية الجديدة في التعامل مع دول القارة الأفريقية، مع العلم أن ليبيريا بها محطة إرسال تابعة لجهاز المخابرات الأمريكية CIA لالتقاط كل ما يبث في القارة.
مستقبل الدور الأمريكي في جنوب السودان:-
بحسب دراسات اكاديمية فان الاهتمام الأمريكي بالقارة الإفريقية بدأ بعد أن أصبحت هذه القارة إحدى مناطق الصراع بظهور مشكلة الكونغو 1960م وأنغولا عام 1970م وقضية القرن الأفريقي والبحيرات العظمى، إضافة إلى قضية الصومال، ومشكلة إقليم دارفور بالسودان أخيراً، ولقد مر هذا الاهتمام للسياسة الخارجية الأمريكية بمرحلتين هما:
ـ المرحلة الأولى: مرحلة رسم سياسة خارجية دولية ملامحها الهيمنة والسيطرة والاحتكار.
ـ المرحلة الثانية: مرحلة سياسة الهيمنة الأحادية على قارات العالم، وتقسيمها إلى مناطق نفوذ ومصالح أمريكية، وتحويل دول النفط الإفريقية إلى مناطق إمداد للنفط الخام إلى الولايات المتحدة الأمريكية،كما يحدث في ليبيا ونيجيريا والسودان.


  إن الأمن القومي الأمريكي يتأثر كثيراً بالاستقرار الاقتصادي والسياسي للقارة الإفريقية في وجود أنظمة موالية، أو على الأقل غير معادية للولايات المتحدة الأمريكية. ولتحقيق قواعد الأمن القومي الأمريكي من خلال الفضاء الإفريقي، كان قد انعقد بالعاصمة السنغالية داكار في 6 فبراير 2007م، مؤتمرٌ عسكريٌ لقادة أركان جيوش تسع دول إفريقية (فرانكفونية)، إضافة إلى الولايات المتحدة حيث أعلن عن إنشاء قيادة جديدة خاصة في منطقة إفريقيا والصحراء، يكون مقرها (شتوت غارد) بألمانيا، تهدف إلى توسيع نفوذ وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على أفريقيا، تنفيذاً لمبدأ الولايات المتحدة السياسي بأنه لا أصدقاء دائمين لأمريكا، بل مصالح دائمة لها. وهذا التوسع يقلق فرنسا الدولة المستعمرة تقليدياً لأفريقيا، خاصة بعد أن اخترقت الولايات المتحدة الحاجز الأوروبي في إفريقيا عن طريق الإيحاء بوجود الخلايا النشطة لتنظيم القاعدة في أفريقيا، حتى يكون لها دور تلعبه داخل القارة، وحيث إنها اعتبرت الظروف الدولية تغيرت بملء تصور جديد للعلاقات مع أفريقيا .
وبتطبيق الحديث عاليه على جنوب السودان الدولة الوليدة حديثة الاشتعال فان السيناريو الامريكى مضى جيدا حتى الانفصال ، ولازال يمضى بالاتجاه الذى تريده امريكا لان الصراع لايعتبر انحرافا عن السيناريو الامريكى لان امريكا تعلم كيف يفكر الساسة فى جنوب السودان ولذا لم يكن من الصعب التنبؤ بمآلات الاحداث الماثلة الآن ولذلك تتشكل ملامح المستقبل الامريكى فى جنوب السودان فى ترسيم بنية أساسية لمصالح استراتيجية كبيرة فى جنوب السودان تبدأ بشركات النفط والتعدين الأمريكية وخلق هوية جديدة للمنطقة تكون فيها أمريكا هي السيد المطاع والآمر الناهي ، على حساب الشركاء الآخرين اعنى الصين تحديدا .
وبحسب الكاتب خالد التجانى النور فان هذه الحرب ماكانت لتحدث لو أن امريكا  اهتمت حقاً بتلافي خطورة تبعات وتداعيات تقسيم السودان وهي تعلم عواقبه, ولو تعاطت بما تقتضيه مسؤوليتها في قيادة المجتمع الدولي, ولكنها تعاملت بانتهازية خضوعاً لجماعات الضغط قصيرة النظر التي تتباكى اليوم على ما يحدث, وليكون مبلغ جهدها حماية مواطنيها ومصالحها في الجنوب أما المواطنون المسحوقون فسيظلون وقوداً لأجندة لعبة الأمم وتطلعات النخب الأنانية.
القلق المشروع على المصالح :-
أى دولة لها مصالح فى جنوب السودان اعربت عن قلقها لتطورات الاوضاع فى جنوب السودان ومن اهم الدول التى تربطها مصالح مع الجنوب هى السودان الدولة الام والتى تربطها مصالح النفط مع الجنوب وقد كشف البرلمان السودانى عن اعتماد موازنة الدولة لمبلغ (2.3) مليار جنيه فقط من أموال إيرادات بترول جنوب السودان البالغة (7) مليار جنيه.
دعا فيه إلى ترشيد الانفاق الحكومى لمواجهة أي طارئ يحدث من خلال أزمة الجنوب. وقال رئيس لجنة التنسيق والصياغة لمناقشة الموازنة بالبرلمان عمر علي الأمين إنه لا يوجد اتجاه لتعديل الموازنة الحالية بسبب تداعيات الصراع الدائر بدولة جنوب السودان .
الصين من جانبها تعهدت بالعمل مع جميع الأطراف المعنية لمساعدة جنوب السودان فى استعادة الاستقرار فى أقرب وقت ممكن .
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشون يينغ فى مؤتمر صحفى إن الصين “قلقة للغاية ازاء تطورات الوضع فى جنوب السودان وتعمل على دفع المفاوضات بطريقتها” .. مشيرة إلى أن الصين تحافظ على اتصالات وثيقة مع جنوب السودان والدول المجاورة وكذلك المنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الافريقى .
وأضافت إن الصين ستعمل مع جميع الأطراف المعنية لدعم الأطراف المتصارعة فى حل نزاعاتها من خلال الحوار والمفاوضات وتعزيز الوضع فى جنوب السودان من أجل استعادة الاستقرار فى أقرب وقت ممكن” .
أما مصر والتى تخشى من اى وجود امريكى يفضى لاحقا الى تواجد اسرائيلى الى عينها على مياه النيل فهى تخشاه للغاية ولذلك تفاعلت مع الازمة فى جنوب السودان وقررت إيفاد نائب وزير الخارجية للشئون الإفريقية، السفير حمدى سند لوزا فى مهمة عاجلة إلى جوبا للمساعدة فى نزع فتيل الأزمة الحالية فى جنوب السودان،ودعم جهود الوساطه الإقليمية والدولية القائمة.
وقال نبيل فهمى وزير الخارجية،  إن مصر تابعت على مدار الأيام القليلة الماضة تطورات الأزمة فى جنوب السودان وتداعياتها الأمنية والإنسانية الخطيرة، وأنه انطلاقا من حرصها على دعم الاستقرار فى دولة جنوب السودان الشقيقة، وتأكيدا على العلاقات الإستراتيجية التى تربط مصر بجنوب السودان على المستويين الرسمى والشعبى، قررت مصر إيفاد مبعوث خاص إلى جوبا للمساعدة فى تقريب وجهات النظر بين الاشقاء فى جنوب السودان.
وأضاف نبيل فهمى، بأنه جار التشاور حاليا مع المسئولين فى حكومة جنوب السودان ومع الأمم المتحدة لتحديد حجم ونوعية المساعدات الإنسانية المطلوب توفيرها للأشقاء من أبناء جنوب السودان من النازحين والمتأثرين سلبيا من جراء المواجهات المسلحة تمهيدا لتقديم مساعدات مصرية عاجلة لتخفيف وطأة الأزمة الحالية على شعب جنوب السودان.
وأكد وزير الخارجية على أن استقرار وسلامة دولة جنوب السودان الشقيقة وشعبها، وتحقيق المصالحة الوطنية ورأب الصدع فى العلاقات بين رفقاء الكفاح من أبناء الجنوب، سيظل دائما الهدف الأساسى وراء أية جهود مصرية فى هذا الشأن .



يا شرفاء بلادى : احتفوا بالناشط الشجاع "تاج الدين عرجة "كما احتفيتم بالصحفى الشجاع "بهرام عبدالمنعم"محمد بشير ابونمو

$
0
0

يا شرفاء بلادى :  احتفوا بالناشط الشجاع "تاج الدين عرجة "كما احتفيتم بالصحفى الشجاع "بهرام عبدالمنعم"  
 
محمد بشير ابونمو
abunimmo@yahoo.com 
 
تزينت المواقع الالكترونية السودانية المختلفة ومواقع اليوتيوب لفترة طويلة بصور الصحفى السودانى الشجاع بهرام عبدالمنعم كما كُتبت الكثير من المقالات بشأنه ، علاوة على ان بعض المواقع الالكترونية الهامة قد منحت اوسمتها تقديرا للدور الشجاع الذى لعبه الصحفى ، عندما تحدى سلطة الانقاذ فى المؤتمر الصحفى الجامع لوزيرى الداخلية والاعلام ووالى الخرطوم فى احداث سبتمبر الماضية ووجه سؤالا مباشرا لوزير الاعلام قائلا : (ﺳﯿﺪﯼ ﺍﻟﻮﺯﯾﺮ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺼﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺬﺏ للتشبث بكرسى الحكم فوق ارتال الشهداء الذين سقطوا على ايدى مليشيات وقناصى المؤتمر الوطنى بلباس مدنى ؟ !)
لم تحتمل بالطبع سلطة الانقاذ الدكتاتورية مثل هذا الانتقاد فى الهواء الطلق ، ورغم  الطلب المباشر (الغير جاد)  من وزير الاعلام للاجهزية الامنية بعدم مساءلة الصحفى  فى ذات المؤتمر ، الا ان  الاجهزة الامنية قد قامت بملاحقته واستدعاءه بعد المؤتمر والتحقيق معه  وبل حاولت ابتزازه ، والقصة معروفة لكل المتابعين للشأن السياسى المعارض  فى داخل السودان وخارجه . 
بالامس وفى قاعة الصداقة وبوجود جمهور ضخم  وامام الرئيسين السودانى والتشادى الزائر ادريس دبى ، وفى زحمة الحضور شق شاب سودانى - فى العشرينات من عمره -   الصفوف واخذ مكانه فى الصف الامامى فى مواجهة الرئيسين وعلى بُعد خطوات منهما  ، وقف شامخا ووجه انتقادات لازعة للرئيسين وكانت الصدمة وعلامات الضيق والغضب بادية فى وجه الرئيسين ، وكما ظهر الحرج البالغ على  منظمى الاجتماع وهم من عُرفوا  بال "الآلية العليا لملتقى ام جرس "، وهى هيئة قد تكونت برئاسة مولانا محمد بشارة دوسة (وزير العدل )  بعد مداولات مؤتمر ام جرس لقبيلة الزغاوة والذى تم برعاية الرئيس التشادى فى مسقط رأسه بمدينة ام جرس التشادية ، ولكن ماذا قال الناشط الشاب والذى اُخرج محمولا على اكتاف عتاة افراد اجهزة الامن والذين هبوا لالتقاط المذكور كالنسور الجارحة عندما اشار البشير باصبعه تجاه الشاب ، كاشارة فورية لاسكاته واخراجه من القاعة ، ومع ذلك لم ينسى الشاب البطل بإعمال علامة النصر  باصبعيه وهو محمول على الاكتاف ؟  
قال الشاب تاج الدين عرجة للرئيسين :
(انتما مجرما حرب ومسئولان عن تدهور الاوضاع فى دار فور ، والشخص المتسبب فى المشكلة لا يمكن ان يكون جزءً من الحل ، لكن انتو عايزين تغفلوا وتغشوا الرأى العام )
وتاج الدين عرجة هو من اشرس الناشطين الشباب من ابناء دار فور ، وله حضور يومى فى الفيس بوك علاوة على بعض الكتابات فى المواقع الالكترونية المعروفة من وقت الى آخر  ، وهو من ضمن الذين توصلوا الى قناعة بان الرئيسين السودانى البشير والتشادى ادريس دبى هما شريكان فى اطالة معاناة اهل دار فور ، وان ما يسمى بوثيقة الدوحة هى فى الاساس وثيقة بين الحكومة واطراف غير معنية او ممثلة لاطراف الصراع الحقيقية وبالتالى لا يكمن للحكم ان يصل الى سلام لصراع مسلح مع اطراف لا علاقة لها بالعمل المسلح فى دار فور كأمثال الدكتور التجانى سيسى والقادمون الجدد المنشقين من العدالة والمساواة بقيادة بخيت دبجو  .
وتاج الدين عرجة يعرف تماما تبعات هذه المواجهة الشجاعة وقد جهز نفسه لهذا الموقف تماما  حيث دعا علي صفحته بالفيس بوك قبل هذا الاجتماع  ، ناشطي دارفور بالخرطوم للجهر برايهم ضد "القيادات المصلحية الهدامة"، حسب تعبيره ، وقد اشار بعلامة النصر وهو محمول على اكتاف رجال الامن اثناء اخراجه من القاعة باوامر مباشرة من البشير نفسه . وقد اعتقد المراقبون عندما قرأوا  مدونته بانه ينوى الجهر برأيه ضد من نظموا الاجتماع (الهيئة العليا لملتقى ام جرس ) ، ولكن يبدو انه قد جاء الى الاحتفال للطعن مباشرة فى الفيل لا فى ظله ! 
فهذه دعوة لكل شرفاء بلادى للاحتفاء بالبطل تاج الدين عرجة وللمطالبة ايضا باطلاق سراحه فورا او محاكمته اذا كان مذنبا . فقد سبق واحتفينا بالبطل بهرام لشجاعته فى مواجهة وزراء سلطة الانقاذ الدكتاتورية ، فحرى بنا الان الاحتفاء بمن واجه الدكتاتور نفسه واسمعه بالذى لا يجرؤ احد على اسماعه ، ليس بالكتابة او اى وسيلة اخرى غير مباشرة ولكن بالمواجهة المباشرة ، ووجها لوجه
 محمد بشير ابونمو
لندن
الاربعاء 25 ديسمبر 2013 م

الأستاذ /عبد الباقي محمد عبد الباقي مربي الأجيال الفاضل بقلم د.الريح دفع الله عبد الرحيم

$
0
0

الأستاذ /عبد الباقي محمد عبد الباقي
مربي الأجيال الفاضل
بقلم د.الريح دفع الله عبد الرحيم
alrayahahmed@rocketmail.com

يهل علي الانسانية كل حين أناس من صلبها يعلمونها ويقودونها في مراقي شتي...يحملونها الي مصافها الحقيقية العلية,,لا يفعلون ذلك طلبا لشئ خاص لهم ..لا يفعلون ذلك منا ولا أذي ,,إنما بروح طيبة وخاطر نبيل...يحركهم حبهم اللامحدود لرسالتهم وإنسانيتهم ..قمة سعادتهم أن يروا زرعهم قد أينع وأثمر وآتي أكله كل حين...
أستاذنا الكبير عبد الباقي محمد عبد الباقي هو من هؤلاء العظام الذين قاموا بهذا الدور العظيم حق القيام...قام برسالة العلم والتعليم الهادف للتهذيب والاستنارة والوعي المسترشد بالقيم النبيلة....قد نجد واحدا هنا أو هناك تحمس في بداية المشوار لرسالة التعليم السامية...لكن قليل ماهم أولئك الذين واصلوا مشواره إلي نهايته بنفس الشموخ والكبرياء النادر.....فأستاذنا الكبير ظل وفيا لرسالته ينشرها ويبشر بها بين الناس ...مدافعا عنها وذابا عن حياضها فهو صاحب رؤية واضحة ورسالة عظيمة وقد اعطي من نفسه نموذجا لذلك ...
الاستاذ عبد الباقي أطال الله عمره الميمون المبارك هو عندي مفكر ورائد وقائد ومدرسة متكاملة في الفكر والسلوك والتربية وهو مشروع نهضوي إجتماعي راسخ....التعليم عنده هو مفتاح النهضة ...المدرسة مكان للعلم والتحصيل وقبل ذلك للعمل وفوق ذلك للتربية ومع ذلك للثقافة والنشاط والانصهار الاجتماعي بين كافة ابناء البلد الواحد...المدرسة عنده  مؤسسة تقود المجتمع وتخرج الاجيال الى المجتمع مزودين بالعلم و والوعي اللازمين للنهضة والوحدة والسلام...
أستاذنا الكبير خلال مسيرته الطويلة الغنية  الزاهرة الزاهية ظل يعمل لذلك بجد واجتهاد لا يعرف الكلل ولا الملل خلا ل المحطات المتنوعة التي حل عليها شرقا وغربا وجنوبا وشمالا...وببصيرة المربي والمعلم أدرك أن هذا الوطن الكبير يعاني من مشاكل عدة وأن التنوع  العرقي والثقافي والاتساع  الجغرافي الذي يعيشه إن لم يتم  إستثماره و التعامل معه بحكمة عالية سيتحول من نعمة إلي نقمة ....
أدرك استاذنا الكبير ذلك بقلب وعقل المعلم العارف ولذلك جاءت مبادراته وإسهاماته الرائعة في مجال التربية والتعليم ....في حنتوب ..في خور طقت ..في وادي سيدنا  ثم في محطته الفريدة خور عمر الثانوية القومية النموذجية  التي صب فيها عصارة حكمته وعلمه ومعرفته  وهي المدرسة التي أنشأها في مطلع الثمانينات من القرن الماضي ....ولذلك قصة طويلة يرويها أستاذنا الجليل وتلاميذه ...قصة نجاح وإبداع.
   يري أستاذنا في المدارس القومية المبنية علي أساس سليم ...علي اساس من الاختيار الصحيح ...علي جودة من التعليم عالية....علي أساس من المساواة في كل شئ ...يري في ذلك عملا وطنيا  حقيقيا كفيل بالمضي قدما بالوطن الكبير نحو الازدهار والتقدم والاستقرار...
وله في ذلك كل الحق ...كيف يمكن لبلد متنوع كبير كالسودان أن يتوحد من غير ان يتعرف بعضه علي بعض..من غيرأن تعيش طلائعه مع بعضها وتتوحد مشاعرها ولغتها....لذلك كان الاستاذ الكبير حريصا في مدرسة خور عمر علي ان تكون الفصول والعنابر والساحات الرياضية والمسارح الفنية والجمعيات الثقافية خليطا متوازنا من كل هذا الثراء العجيب...أنا شخصيا لم أكن اعرف عن الجنوب شيئا ولا عن الشرق ولا عن الغرب ولا عن الشمال شيئا كثيرا حتي جئت إلي خور عمر...وقتها أحببت السودان العريض فلدي الان أخ في كل مدينة وقرية وفريق وبادية ....إخوان بحق وحقيقة....لا أحس أن الجهة ولا العنصر شيئان لهما قيمة في الحياة ....وهذه ثمار غرس أستاذنا الكبير الذي ظل  ولا يزال يوقد فينا جذوة الإنتماء للبلد الكبير والخروج من الضيق الي الواسع بروح المودة والاخاء والنماء ..
مشروع الاستاذ عبد الباقي مشروع ضخم كبير ...مشروع شامل للنهضة والتنمية  وقد اثبتت الايام صحة ذلك فخريج المدارس القومية مختلف عن اقرانه اختلافا كبيرا لا شيء سوي انه وجد بيئة حاضنة لشخصيته وطموحه فهذبته وشذبته وطنيا وعلميا وانتجت نماذج رائعة في حب الوطن والانتماء له والتحليق به عاليا...
حالة التشظي الحالية والتفتت والتمترس وراء العنصر والقبيلة والجهة والاحتراب تحتاج الي إعادة إحياء مشروع استاذنا الكبير عبد الباقي التربوي....المدارس القومية النموذجية بشكل أوسع ...فالمشروع ناجح ومجرب .....لا سبيل للخروج من أزماتنا إلا من خلال ذلك البعث الجديد للمشروعات الحقيقية التي طالتها أيدي العابثين...
لك التحية يا أستاذنا الكبير فقد تشرفنا شرفا عظيما بالتتلمذ علي يديك وسنظل أوفياء لك ولرسالتك العظيمة لن نرهن انفسنا إلي مكان دون اخر ولا الي قبيلة دون اخري ولا الي عنصر دون الاخر..لن نحيد عن مبادئك...فالناس في بلدي إخوان سواسية يسعون لهدف واحد ...بلد ناهض متحد مزدهر متقدم تسوده قيم الحق والحرية....
ولك يا أستاذنا في كل ذلك أجر كبير فأنت علي درب الأنبياء والمرسلين والصالحين...

رسالة عزاء للنفس ولرفق الدرب عبر السنين/الطيب علي السلاوي

$
0
0


يا زميل الصبا ورفيق الدرب منذ سوالف القرون.. يا استاذ ألأجيال.. رحمة الله عليك وعلى من سبقونا من اخوتك الغر الميامين واصدقائنا ألأخيار الى دار الخلود والقرار..شاءت ارادة الله الغالبه ان يدوم لك بينهم المقر والمقام فى رحاب ربك العلى القدير الغفار..لم يدر بخلد اى ممن عرفوك و تعاملوا معك فى سوابق ألأيام او خلال السنوات الأخيره بعدما شاءت لنا الأقداران نقضيها فى شتات فرض علينا مكرهين لا ابطال..ان يكون  اللقاء بيننا مجددا عبررسالة عزاء للنفس ولأسرتك المكلومه وللأحياء من اصدقائنا ورفاق دربناالمحزونين على رحيلك المفاجيء عن هذه الدنيا الفانيه .. هز كيان كل من عرفك -  خبر رحيلك الفاجع ألأليم الذى سرى مسرى النار فى الهشيم محدثا جزعا فى النفوس وحزنا دفيناودمعا هتونا فى كل عين. ..هذه هى محاولتى التالته التى دعوت فيها كلماتى علها تجود ببعض منها .. انها نفرت وتأبت بعد ماجادت علينا وفاضت فى آخر مهاتفة بيننا قبل اربعة وعشرين ساعة بالتمام من رحيلك الى رحاب ربك فى الفردوس ألأعلى ياذنه تعالى وانت تتقبل قضاء الله فى هدوء نفسك المعهود وفى ابتسامة رايناها مرتسمة على وجهك ..ولهى دليل على قبولك الحسن بين الصديقين والشهداء .. رحمة الله عليك ما لاح بدر او نادى مناد بألأذان
اخى العزيزالراحل يا من اطلقت عليك اسرتك اسم "قريب الله"الهاما لهم ساعة مولدك انك ستكون بمشيئته تعالى قريبا منه بفضل ما حباك به من صفات وشمائل قل ان تجتمع فى فرد واحد من بنى البشر..  منذ ان لقيناك   فى صرحنا التعليمى العظيم .. حنتوب.. وجاورناك سكنا فى جامعة الخرطوم كنت من الموطئين اكنافا الذين يألفون ويؤلفون.. احبك اصدقاؤك على مر السنين يتلهفون وينتظرون عودتك بفارغ من الصبرويسعدون بلقائك .. كنت على الدوام الصادق مع نفسك ومع ألآخرين .. كنت من المتقدمين صفوفناوصفوف قادة العمل الطلابى بفضل ما لمسناه جميعا فى شخصك من الوعى المبكر ونضوج الفكروسدادالرأى ووضوح الرؤيه تجاه قضايانا الطلابيه وقضايا الوطن الكبيرالذى ظللت تحمله فى حدقات عيونك طوال فترات بقائك خارجه وكان على الدوام سؤال عنه وعن آخر ما رشح عنه من اخبارفى كل مهاتفاتنا  صباحية كانت اومسائية كل يوم.. رحمة الله عليك فى الفردوس ألأعلى بين الشهداء والصديقين..
بطبيعة الحال فان مشاعرك واحاسيسك ألأنسانيه تجاه الناس اجمعين ممن هم داخل السودان او خارجه لهى نتاج طبيعى لما ظل الى آخر زفرة من انفاسك لما حباك به ربك العلى القديرمن جميل الشمائل التى قل ان تجتمع فى شخص واحد من بنى البشرفضلا عما اكتسبته من خبرات وتجارب اهلك الغر الميامين.واخوانك.المرحومين الجيلى وبرير وحامد (عليهم فيض من رحمته تعالى فى اعلى عليين)الذين(كما وصفهم المرحوم سر الختم الخليفه ,, له الرحمه والمغفره)ان كان ديدنهم ألأيمان الراسخ والحرص البالغ على تحقيق كل نجاح ممكن بالعمل المتواصل وتكريس كل خلجة من خلجات نفوسهم لفعل الخيروتوجيه ألأخرين لفعله وهم على الدوام الخارجين عن انفسهم الواهبينها  للأخرين ..كنت ممن وصفهم امير الشعراء من كادوا ان يكونوا من الرسل.. وواحدا ممن جاء القول عنهم "تخذ الحقيقة فى الحياة مراما شغفا بها وسعى بها مقداما .. واختار دنيا التواضع طوعا وعند قطف الثمار تساما ... ويمشى واثق النفس موفور النهى لا يخشى مع الحق ملاما"
فى جامعة الخرطوم رفعت رايات العلم عالية خفاقه.. علّمت وارشدت ونصحت طلابك الكثيرين المنتشرين فى مشارق ألأرض ومغاربها .. محاضرا ومتبادلا معهم االرأى دون ان يفسد لأختلافهم معك سياسيا او عقائديا ما ساد وظل يسود بينك وبينهم من ود والفة واخاء .. شهد لك الكثيرون ممن تعاملوا معك ديوانيا ابان الفترة القصيره  التى قضيتها خارج مجال العمل الأكاديمى ابان العهد المايوى انك كنت مضرب المثل فى ممارساتك اليوميه - وانت تقود العمل فى وزارة التخطيط التى اكتفيت ان تكون فقط وكيلا لها رغم ان الوزاره كانت فى متناول يدك - اذ كنت على الدوام ألأكثر استماعا للرأى الأخر وسعيا الى وضع ماتراه منه مناسباموضع التنفيذ..كنت تشيع بينهم ألأحساس بالثقة فى النفوس وفى ألآخرين الى ان يثبتوا العكس..وتحثهم على الآ تخبو جذوة الحماسة او يذبل فى نفوسهم العزم او يلين امام مواجهة تحديات الحياة .ز
لم نسمع عبر السنين منك فاحش قول اوحوشى لفظ او حديث لا يقترن بالذوق وألأنسانيه وباعلى الدرجات من السمو فى قدر وفير من روح المرح والدعابه والتفاؤل وان كان البعض ممن لم يدركوا جوهرك ومعدنك ألأصيل يراك من العابسين ويظنك من المتشائمين... كنت من الموطئين اكنافا الذين يالفون و يؤلفون  فلا غرو ان تواصلت علاقاتك مع الناس اجمعين داخل السودان وخارجه حيث كان قدح معلى فى المساهمه مع كبار المسؤولين خارج السودان فى  مسارات التنمية فى بلدانهم,,
 الحديث عنك وتذكار محاسنك لا تكفيه اسطر قلائل  من صحات رسالة عزاء من اخ اوصديق.. لا نملك ألأ ان نرفع ألأكف -  مع زوجتك المكلومه وابنائك وبناتك وكل اهل الدويم واصهارك من اهل العيلفون الحزانى المكلومين - وكل من عرفك وتعامل معك فى سنوات حياتك ألأخيره فى منطقة واشنطن الكبرى -  فى مقدمتهم استاذنا محمد عبد الحليم  والدكتور سلمان وعبدالرحمن حامد ومهدى داؤود الخليفه وغيرهم ممن لا يتسع المجال لذكر اسمائهم - ضارعين الى الله الرحيم الغفار ان يجعل لك فى الفردوس ألأعلى مقرا ومقاما..بين الشهداء والصديقين,, وانّا والله وبالله على رحيلك لمحزونون

الجزاء من جنس العمل جماعة الاخوان منظمة ارهابية بنص القانون/محمد فضل علي..شبكة الصحافة السودانية الكندية

$
0
0

www.sudandailypress.net
محمد فضل علي..شبكة الصحافة السودانية الكندية
لايدري احد الي اين تتجه سفينة الاحداث في مصر الجار الشمالي اللصيق الشديد التاثير علي مجمل اوضاعنا في السودان وعلي كل المنطقة العربية و كل الامور ذات الصلة بقضايا الامن والسلم الدوليين.
لاتزال العملية السياسية التي افرزتها ثورة الثلاثين من يونيو الشعبية التي صححت مسار الثورة الاولي التي اطاحت حكم الرئيس حسني مبارك تواجه جملة من التحديات والمتاعب والاولويات التي لاحدود ولاحصر لها والمتمثلة في عملية الاستقرار السياسي والاقتصادي وانهاء متاعب الملايين من السكان في القطر المحدود المساحة والموارد.
ضربت مصر في اليومين الماضيين عمليات ارهابية استخدمت فيها العربات المفخخة في الهجوم علي مبني مديرية امن الدقهلية وسقط في الهجوم عدد من رجال الامن والمواطنين وتم تدمير اجزاء كبيرة من المبني الحكومي وسرعان ما توالت ردود الفعل الغاضبة في شوارع مدينة المنصورة وتطور الامر الي هجوم وحرق وتدمير لعدد من المباني والمنشآت المملوكة لعدد من قيادات وعضوية جماعة الاخوان المسلمين في المدينة وذلك في تطور نوعي لردود الفعل الشعبية علي عمليات الجماعة الاخوانية وبطريقة تنذر بحدوث ردود فعل شعبية مماثلة بطول وعرض المدن المصرية متي ما وقعت عمليات ارهابية مماثلة.
السلطات المصرية كانت قد اصدرت في وقت سابق قرارا يقضي بحظر نشاط جماعة الاخوان المسلمين وتجميد وملاحقة انشطها الاقتصادية ولكنها اصدرت اليوم وقبل ساعات قليلة قرارا اخر علي طريقة الجزاء من جنس العمل استفادت فيه من مناخ الصدمة والشعور العام الغاضب من العملية الارهابية الاخيرة وحالة الاستنكار والسخط الاقليمي والدولي بسبب العملية التفخيخية وتفجير احد المباني الرسمية واحد المرافق السيادية ومبني مديرية الامن في مدينة المنصورة المصرية وصدور قرار من مجلس الوزراء المصري يقضي باعتبار جماعة الاخوان المسلمين منظمة ارهابية واللافت للنظر ان القرار يصدر ايضا في البلد التي شهدت مولد هذا التنظيم العقائدي المثير للجدل وبلد الرعيل الاول المؤسسين لجماعة الاخوان المسلمين وصاحب الامتياز و المنشاة التاريخية للجماعة الاخوانية.
صدر القرار باعتبار جماعة الاخوان المسلمين منظمة ارهابية في مؤتمر صحفي للحكومة عقد قبل قليل في العاصمة المصرية وسرعان ما انتشر خبر القرار في وسائل الاعلام الدولية والعربية ومن المتوقع ان تترتب عليه تداعيات وردود فعل تتجاوز الحدود المصرية نسبة لطبيعة تكوين وانتشار التنظيم الاخواني وكونه منظمة دولية واسعة الانتشار وله امتدادات ومنظمات تابعة واخري متحالفة معه يحمل بعضها مسميات مختلفة ومتعددة ولكنها تنتمي فكريا وعقائديا لنفس التنظيم وذلك في معظم اقطار العالم العربي والاسلامي ولايعرف اذا ما كان هذا القرار ملزم لدول اخري ظلت تقدم الدعم والمأوي للجماعة الاخوانية في الفترة الاخيرة مثل تركيا ودولة قطر اضافة الي وجود عدد اخر من القيادات الاخوانية في بعض البلاد الغربية التي يحملون جنسياتها بطريقة تجعلهم محصنيين الي حد كبير من الملاحقات الامنية والقانونية بواسطة سلطات موطنهم الاصلي في مصر مالم يثبت تورطهم بصورة مباشرة في عمليات ارهابية عبر الدعم والتمويل والتحريض.. ومن المتوقع ايضا استمرار ردود الفعل الداخلية في مصر وتوقع استمرار العلميات الارهابية ولكنها لن تقود في النهاية الي مواجهات شاملة او تؤدي الي اسقاط جهاز الدولة المصري المنهك بسبب طول مدة الازمة السياسية و الذي يتعرض في نفس الوقت الي عملية استنزاف متواصلة علي الصعيدين السياسي والامني  ولكن بالمقابل تقوم قوات الامن والجيش المصري بتنفيذ خطة دقيقة وعمليات واسعة لتقطيع اوصال الجماعات الجهادية في سيناء وداخل المدن المصرية ستنتهي حتما في يوم ما بنهاية وشل تنظيم الاخوان والجماعات المتحالفة معه مهما بلغت حجم الخسائر الرسمية والحكومية ولن تنزلق مصر الي الفوضي الشاملة كما هو مخطط لها بسبب تركيبة الاغلبية الشعبية المصرية المتجانسة والموحدة في الولاء للدولة القومية اضافة الي رفض النفسية المصرية للعنف في حد ذاته.
 

فشل وزير الداخلية السابق فى حفظ الأمن هل سوف ينجح فى توفير الأمن الغذائي من خلال منصبه الجديد كوزير الزراعة و الري

$
0
0

فشل وزير الداخلية السابق فى حفظ الأمن هل سوف  ينجح فى توفير  الأمن الغذائي من خلال منصبه الجديد كوزير الزراعة و الري
فى تصريحات  للمهندس إبراهيم محمود حامد وزير الزراعة و الري   انه  اقامة مركز للمعلومات الزراعية من خبراء اقتصاديين و زراعيين.
نحن إذا تكلمنا عن هذا المركز للمعلومات الذى أعلن عنه وزير الزراعة و الرى و الذى ابعد من منصبه كوزير للداخلية فى الحكومة الماضية .
لا نعرف ماذا يعنى بالخبراء الاقتصاديين الذي فى هذا المركز حيث إن إنشاء مركز للمعلومات يخص الزراعة فى السودان لا يأتي بإعلان من وزير زراعة فشل من قبل فى حفظ الامن بل متهم بانه قاتل المتظاهرين و معذب المعارضين .
ان مثل هذا المركز الذى يتحدث عنه يجب تكون هناك إمكانيات كبيرة له يبدو ان السيد  الوزير ابراهيم محمود لا يعى حجم هذه التصريحات , هو يخلط بين الاقتصاد والزراعة ان الخبراء الاقتصاديين الذي يتحدث عنهم هم بمثابة فاقد الشئ لا يعطيه , حيث ان سبب الانهيار الاقتصادى فى السودان  هو عدم وجود خبراء اقتصاديين ينتشلوا الاقتصاد السودانى من الانهيار الاقتصادي .
هذه التصريحات تعتبر تصريحات اعتباطية لا معنى لها لكن يبدو ان السيد الوزير متأثر بمنصبه كوزير للداخلية السابق حيث كان ينشي مراكز للمعلومات للتجسس على الشعب السودانى .
فشل السيد الوزير فى منصبه كوزير داخلية سابق فى توقيف عصابات البشير التى قتلت الشعب خلال ثورة سبتمبر الماضية هو استمرار فشله فى تطوير الزراعة فى السودان .
ان تعين المهندس  إبراهيم محمود حامد كوزير زراعة وري  هى انتكاثة للشعب .
وصرح ايضا ان على الحكومة توفير الإمكانيات التى تساعد على الزراعة و فى تصريحات اعتباطية قائلا انه سوف ( يدعم الزراعة بولاية القضارف باعتبار أن القضارف هي رائدة الزراعة بالسودان في القطاع المطري و أن مشروع الأمن الغذائي  من سونا )
نسي هذا الرجل ان السودان يعانى الحظر الاقتصادي على السودان , من ضمنها كل ما يساعد على الزراعة , من ضمنها الآلات الزراعية .
ومن خلال مؤتمر الأمم المتحدة لمحاربة الفقر الأخير الذي عقد بالولايات المتحدة  سمح للسودان استيراد  بعض الآلات الزراعية , نحن نساءل هذا الوزير من قبلك كان وزير اقتصاصي زراعة وفشل فى النهضة الزراعية التى تتحدث عنها .
هل انت لديك القدرة السحرية فى تطوير الزراعة فى السودان .
هذه التصريحات التى اتت على منتدى سونا للإنباء
من خلال لقائه باتحاد مزارعي القضارف . فى زيارته التفقدية للولاية قال إن المرحلة القادمة تتطلب تضافر الجهود من أجل ترقية القطاع الزراعي بشقيه النباتي و الحيواني .....
هذه التصريحات التى تعودنا ان جدها فى صدر كل التصريحات التى يصرح بها وزراء الزراعة السودانيين و لم نلمس اى تطور , سوف تذهب هذه التصريحات الى ادراج مكاتب الوزارة .
هناك عدة مشاكل تواجه اتحاد مزارعي القضارف من هذه المشاكل ان الاتحاد بعيد عن هموم المزارعين ولا يعمل فى مصلحة المزارع , ان الزراعة المطرية التى يتحدث عنها السيد الوزير هى لا يوجد  لها دعم مباشر من الحكومة .
تكلم ايضا السيد الوزير عن الشق الحيوانى , ان اسعار اللحوم فى السودان قد وصلت اسعارها الى درجة جنونية وكأن السودان ليست به انتاج حيوانى من الملاحظ ان المملكة العربية السعودية لها مشاريع بالسودان للإنتاج الحيواني و هذه المشاريع كلها تصدر للمملكة العربية السعودية ان اسعار اللحوم السودانية فى المملكة ارخص من اسعار اللحوم فى السودان .
ماذا سوف يفعل السيد الوزير فى هذه المعضلة .
ومن خلال التصريحات التى صرح بها انه يؤكد دعمه للزراعة بولاية القضارف باعتبار أن القضارف هي رائدة الزراعة بالسودان في القطاع المطري و أن مشروع الأمن الغذائي .
ان فشل مساعى الدكتور مصطفى عثمان وزير الاستثمارات السابق فى جلب الاستثمارات  للسودان فى مجال الزراعة  .
هى صفعة فى وجه تصريحات وزير الزراعة والرى المهندس ابراهيم محمود , الحكومة تعانى من الانهيار الاقتصادى ومن اهم اسباب الانهيار الاقتصادى هو الفشل فى الزراعة .
ان السيد الوزير يتكلم حتى يجد مبرر له الزيارة التى تعتبر فسحة فى الهواء الطلق فى المشاريع الزراعية فى السودان على حساب الدولة . هناك رسالة ارسلها السيد الوزير للمزارعين حيث قال ((داعيا المزارعين و الإتحاد لقيادة المشاريع بأنفسهم و تطوير الزراعة المطرية )) نعم ان المزارعين فى هذه المناطق لا يجدون الدعم من الحكومة و تعتبر هذه التصريحات هى تملوص من الحكومة ووزارة الزراعة من دعم المزارعين .
ان تكلفة هذه الزيارة التى قام بها وزير الزراعة لولاية القضارف سوف تكلف الخزينة ملاين الجنيهات دون ان يستفيد منها الشعب .
الى متى تستمر هذه الحكومة البائسة فى حكم السودان يجب ان يكون هناك حد لهذه الحكومة التى يتعبر استمرارها هو استمرار الحظر على السودان .
 

فى ختام هذه الزيارة التى قام بها وزير الزراعة ان وعد بحل كل القضايا التى تواجه مزارعي هذه المنطقة من خلال المطالب التى تطرق لها رئيس اتحاد المزارعين بالولاية .
لم يفصل الخبر هذه المطالب التى و عد بحلها السيد وزير الزراعة , ان عدم تفصيل هذه المطالب للعلام يعنى استمرار معاناة مزارعي القضارف .
يبدوا ان هذه الاتحاد الذي لم يعلن عن هذه المطالب هو متورط فى هذه الفضيحة التى كانت السبب فى انهيار الزراعة فى السودان , ان تغيب الحكومة عن دورها فى دعم المزارع يستمر فى تكتم اتحادات مزارعي السودان هم موالين لحكومة البشير .
بهذه التكتم عن هذه المطالب يظل اتحاد مزارعي القضارف احد أضلاع معاناة مزارعى القضارف .
محمد القاضى.

Viewing all 1667 articles
Browse latest View live