Quantcast
Channel: Sudanese Online:سودانيز اون لاين :
Viewing all 1667 articles
Browse latest View live

صوت لوم وعتاب لتحالف المحامين/علي ادم دفع الله

$
0
0

 
اعلم جيدا لم يكن غائبا علي حضرات المحامين والمستشارين المحترمين  من هم المؤتمرجية اهل النظام  سواء كانوا محامين او معلمين او اطباء او حتى اميين، لماذا تعطوهم شرف التنافس وهي قيمة لا يستحقونها لماذا تشرعنوا فوزهم الخداع سقوطكم المتوقع ليس لقلة عددكم ولا لبؤس افكاركم وطرحكم وبرنامجكم بل لأن هذا النظام لن يفرط حتى في وظيفة فراش في مدرسة نائية في فيافي الوطن فما بالكم تتهافتون للسقوط في منظومة اسست لتسرق حتى عرق الغلابة والمزارعين فما بالكم بسرقة الاصوات التي تعتبر من رابع المستحيلات تحقيقها لهؤلاء  في أي جو صحي لأي انتخابات  حرة ونزيهة ،، احرجتمونا  وشمتوا فينا هؤلاء اللصوص المرابين و في الحلق غصة والقلب ألم من هذه الانتخابات التي حشدتم فيها اعضاؤكم وارهقتم  فيها انفسكم لا لشيء ولا لأمل مرجؤ  وتعلمون ماءالاتها ونهاياتها الهزلية فلماذا الانجرار في مبارزة محسوم نتيجتها بالاسباب التي ذكرناها انفا ،ما بذلتموه  من جهد كان في الاتجاه الخطاء وكان الاجدى به التنويه والتبشير للخروج للشارع ، ويجب الاعتذار لنا كمعارضة لأن هذا الجهد المبذول والزمن الضائع واعطاء جزء من شرعية لنقابة ونظام اصله غير شرعي هي جريمة في حقنا ،كان يجب عليكم يا تحالف المحامين ان تعدلوا دفة النضال من الانتخابات الى التفكير الجدي في الاتجاه الصحيح للتغيير ليس بالانتخابات بل بالتفكير العلمي والعملي  في تأطير طريق الثورة مع بقية قطاعات الشعب ،لا بالانتحار في انتخابات سـخيفة يمارسها  هؤلاء الاغراب ربع قرن لم تجلب لنا غير تفريخ للفاسدين الجدد في أي منشط  ووصل جشعهم حتى في كورة القدم ،اتركوهم ينافسوا انفسهم ويفوزوا بالاجماع السكوتي او التزكية اقتلوا فرحتهم بالفوز بالابتعاد عن منافستهم ، و ياليتنا ناخذها كعبرة لبقية النقابات والانتخابات المتوقعة ولنجعل طريقنا للتغيير في مطلع العام الجديد ثورة على كافة مكونات النظام ، هب انكم فزتوا وهذا المستحيل بعينه ماذا كنتم تتوقعون هل سيتركوكم تنفذوا برنامجكم وتعطى لكم الدور وتفتح لكم قنواتهم البائسة لكي تبشروا الوطن والمواطنون ببشريات دعاش التغيير ؟؟؟ لن يحدث هذا الامر  الأ بعد كنس هؤلاء عن دفة الوطن بكل اشكالهم ومسمياتهم من اعلى هرمهم الى اصغر منتميء ، نتمنى ان تتعالى المطالب ليس بكسب نقابة حتى ولو فازت ستكون في غابة معزولة وسط وحوش لن تتمكن من انجاز أي شيء ومصيرها الى الانزواء والهروب من هذا المستنقع النـتن ، دعونا نقراء الوضع بصورة اكثر عمقا بدل البحث عن ابرة في كوم قش ،نريد ان تكون اهدافنا اسمى واعلى واغلى من البحث عن فوز وحتى ولو نجحنا في ذلك سيكون مصيرنا المواكبة والتطبيع المرحلي مع نظام فقد كل اسباب تواجده بيننا ،، هي سقطة تأريخية لنقابة حملت مشعل التغيير في الوطن نتمنى ان تكون نقطة وسطر جديد في سفر النضال ، لا زال العشم فيكم ايها المناضلون كل في موقعه للتداعي الى الثورة ولنجعل هذه المهزلة بداية لتعديل دفة التفكير اللحظي لنصر زائف ،،
قوموا الى ثورتكم ودعكم من هذه المنعرجات التي تباعد بيننا وبين نقطة الوصول التي هي الثورة التي انتظرناها ربع قرنا بتراخينا وانتظارنا للقدر والسماء لن تمطر علينا ثورة ، الان الكرة في ملعب كل من يؤمن بمبدا التغيير و الثورة ومكانها الطبيعي هو الشارع وليس صناديق الانتخابات في نظام يتنفس كذبا وفسادا وغشا وخداعا ،،
ودمتم
علي ادم دفع الله
alipsl@hotmail


الدكتورة سعاد ابراهيم احمد كانت نخلة وارفة الظلال حسين الزبير

$
0
0



اشبهها بالنخلة ، ليست لانها نوبية فقط، و لكن لايثارها و عطاءها للآخرين،  الشبيه بعطاء النخلة. النخلة للنوبيين لا تعطي الثمار فقط، بل كل جزء فيها له دور معلوم في حياة المزارع النوبي، فالنخلة تعطي الطاقة لاعداد الطعام، و من المواد الاساسية في بناء البيت، بل ايضا صناعة الاسرة. و بالمقابل كانت الدكتورة سعاد تجند كل طاقاتها و قدراتها من اجل اسعاد الناس جميعا و بصفة خاصة الفقراء و المهمشين.

نخلة بذرتها من الحضارة النوبية، و شتلتها القيم التي تربت عليها في بيت ابويها في حديقة اليسار، و بالبحث الدؤوب عن المعرفة ، وجدت ضالتها في مشكلة الطبقية، و عرفت سر شقاء الانسان، فاصبحت تلك النخلة التي نسميها (الاوسر) ، اي النخلة التي لا يشاركها حفرتها اية نخلة اخري، و اصبحت تلك الشجرة التي يتمدد جريدها و سعفها ليغطي ارض المليون ميل. كانت كشجرة النخيل كلها خير من اجل غمار الناس في السودان: نضالها في الحزب الشيوعي ، ممارستها للعدالة الاجتماعية في كل شؤون حياتها، في السجن و ما تقدمه للسجينات قبل خدمة قضيتها ، في كتاباتها و في كل انشطتها الاجتماعية. ما اعظم هذه السيدة الانسانة الانسانة ... كيف استطاعت ان ترتقي بخصلة الايثار الي هذه الدرجة الرفيعة؟!!

من العادات النوبية ، و التي اراها في طريقها للانقراض اليوم، عادة ان تفتح ابواب البيوت مع اذان الصبح و لا تقفل الا في منتصف الليل عند النوم. أكد لي الصديق مصطفي عبد الجليل، و هو من المقربين اليها، انها تمارس هذه العادة في فيلتها في الخرطوم 2، لا احد يقرع جرسا او ينتظر ان يفتح له الباب، يدخل و يصل للغرفة التي فيها، باصوات من حولها. يقول مصطفي انهم كانوا يقولون لها اهمية ان تكون لها خصوصية في بيتها: غرفة خاصة بها لايدخلها احد ، و وقتا خاصا بها ترتاح  فيه من ازعاج الجمهور المتردد عليها في بيتها كل يوم ، و كانت تقول: هل هنالك  ازعاج اكثر من ان تنعزل عن الناس؟!! فلسفة تعبر عن وجود الآخر عندها في كل لحظة. و هذه درجة رفيعة من الاطمئنان  و حب الناس . (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ).

في ندوة بجامعة امدرمان الاهلية في عام 1996 بعنوان التعليم و الثورة تقول:
(ونحن الشيوعيون نبدأ دائما ونكرر دون كلل أو ملل بالتساؤل حول: من يتعلمون، وماذا يتعلمون، وكيف يتعلمون، لأننا نصبو لتحقيق ديمقراطية التعليم كخطوة أولى فى طريق تمكين كل الشعب من امتلاك ناصية العلم والمعرفة وكل أدوات الاستزادة منها لكى يساعد كل ذلك على ارتقاء الوعى لديه، وتفجير طاقاته، وزرع الثقة فى دواخله بأنه قادر على الإبداع وتحسين حياته بالتحرر من الاستغلال والاضطهاد والقهر الناجم عن الهيمنة السياسية والاقتصادية والاجتماعية المفروضة عليه..) و هذا لا يعني شيئا آخر غير اعلي درجات الايثار و تعميم الخير علي كل فئات الشعب و لو كره الانانيون ذوي النفوس الضعيفة. ثم تزيد الدكتورة سعاد و تقول:
(إن ديمقراطية التعليم التى نصبو إليها ونناضل من أجلها تعنى إتاحة فرص الاستيعاب المجانى فى مدارس مكتملة التجهيزات والمعلمين لجميع الأطفال فى عمر السابعة أينما كانوا فى كل شبر من أرض الوطن دون تمييز بالجنس أو العرق أو الدين أو أى شئ آخر على الإطلاق. الديمقراطية التى نناضل من أجلها تتطلب ابتداع الوسائل لتوفير التعليم للرحل والقرى المتباعدة، وتمكين الفقراء من البقاء فى التعليم بعدم تكليف أهلهم بالإنفاق على احتياجاتهم المدرسية، وبالتغذية التكميلية المجانية فى المدارس.)
عاشت لهذه المعاني و كرست لها كل قدرانها و طاقاتها ، و من اجل تحقيقها بدأت رحلة النضال في ستينات القرن الماضي ، حيث تقدمت الصفوف وطالبت عساكر الشمولية الاولي باطلاق النار عليها!! و ظلت تعمل بنفس الحماس ، لم تثنيها سنوات السجن الطويلة ، و لم تثنيها شراسة قوي البغي التي سعت بكل ادواتها ان تكمم مثل هذه الافواه الناطقة بالحق في كل حين.

هذه الانسانة العظيمة التي كرست حياتها كلها من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية في ربوع السودان كله، هذه الانسانة التي قال عنها الشاعر محجوب شريف ، و هي علي قيد الحياة، انها زعيمته و قائدته و مثله الاعلي، انسانة جديرة بان تحكي سيرتها للاجيال و يخلد اسمها في البلاد، و اني اتوجه بالرجاء للقادرين علي ذلك ان يفعلوا.

رب انت اعلم منا بسعاد ، سرها و علنها ، و انا لندعوك ان تجز سعاد بما قدمت لشعب السودان ، و تشملها برحمتك و عفوك و رضاك ، و تجعل منزلتها في الجنة مع الصديقين و الشهداء، انك سميع مجيب.
و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علي اشرف الخلق و المرسلين.



تحالف السجمان مع خايب الرجا ... نخب إدمان الفشل ، أصحاب الياقات البيضاء وجماعة خديجه وصافه ..... الأُبيض ... ياسرقطيه

$
0
0

 .
ومسيرة النهضة الشامله تنتظم أرجاء الولايه وتستمر ، وعزيمة الرجال تقوى يوماً بعد أخر وهاماتهم تشرئب وتعلوا لتعانق جباههم المتوضأه بالطهر والشهامة والصدق والعفاف تعانق المجد وكردفان تُبنى . الولايه الوسط ، الأم الرؤوم والصدر الدافىء الطيب الحنون بدأ ثغرها يبسم ويبتسم من بعد طول قعاد ورقود ومرض وعلل وإهمال فقد تجمع حول شبحها الذى كان الى زوال خيرة أبناءها وأصلبهم عوداً وأكثرهم طاعةً وتفانياً وقرباً وحباً وإخلاصاً وفى جسد الغرا الذى كاد أن يؤدى به السقم والوهن وضربات الدهر ونهش الذئاب وهبر اللصوص وجوقة المرتزقه وشلة الحبرتجيه ونخب إدمان الفشل السحره والدجالين والحراميه والأفاكين هاتكى العروض الذين لا عرض لهم ولا أعراض ولاخلق لهم ولا أخلاق كانوا جميعاً والغين فى الإثم يمتصون دماءها ويعتلون ظهرها الذى إحدودب ويمصون ثدييها الخاويين وكانوا على أهبة الإستعداد لإعلان وفاتها وتقطيعها أرباً ليرثوها على طريقة دار أبوك أو دار عدوك كان خربت شيل منها عود . مكر اللصوص ولكن الله خير الماكرين ، والله الذى لم يخلق إبليس عبثاً فى هذه الحياة الدنيا يعلم ما لا تعلمون حفدة الشيطان ونسل إبليس العصاة العراة رعاة الشاه الذين هم من علامات يوم القيامه يتطاولون فى البنيان وكردفان تُنهب ، وتنهب بإنتظام ، مواردها مهدره ، طاقاتها مسلوبه ، حقوقها مهضومه ، إنسانها مظلوم وأمه مظلومه سادتها أذله وأراذلها سادة ولايه يحتلها الفسقه اللصوص . منذ مئات السنين وكردفان مطيه ، ومنذ مئات السنين وكردفان منسيه ، يُأخذ منها ولا تُمنح ، تُسلب ولا تُرد حقوقها ، تُنهب ولا بواكى عليها ، من جاء إليها نشالاً هارباً من عاره أحتوته ، سترته ، لم تهتك له سراً وكلهم كانوا رسل إبليس ، جميعهم من نسله ، طاب لهم المقام ووجدوا أنفسهم فى ولايه كانت هى المأوى وجنه من جنات النعيم فتكالبوا ، تكالبوا عليها تكالب الجياع على القصعه وتكالب الذئاب على الضحيه فمزقوها تمزيقا ولايه فرخت ومنذ زمن الإنجليز وحتى مطلع هذا العام الجديد الجارى 2014م ما جملته بالضبط خمسمائة ألف حرامى وبلطجى وحبرتجى وزانى وراشى ومرتشى . نصف مليون قواد وإبن كلب وماسح جوخ وطبال وحارق بخور يأكلون ويأكلون ويفسدون ويفسقون ومن عهرهم هذا نمت لهم أجيال من رذيله وأرتال من أبناء سفاح كتلك التى ترد يومياً الى المايقوما ، وكردفان أرادها هؤلاء مايقوما كبرى وماخور مفتوح على أرجاء الوطن العريض فتناسلوا على نسق إبليس وهم لا يلدون إلا فاجراً كفاراً . أولئك هم هم أباءهم فماذا تنتظرون من نسل الأبالسه هؤلاء ؟ إن جل ما يفعله نسل الشيطان هذا ونبته هو إعادة إختراع موبقات أباءهم وأمهاتهم وخالاتهم وعماتهم وأخواتهم وبنات أخواتهم وما ملكت شياطينهم . والأبيض عاصمة الأبالسه هؤلاء . الأبيض هى المقر الرسمى لكبيرهم الشيطان وأعوانه وأركانحربه من الأبالسه الفسقة الفجرة لذلك فحرب التحرير تبدأ من هنا . الحرب الشامله تلك التى سوف لا تبقى ولا تذر ، إنها الحرب قادمه يا أيها الأفاكين اللصوص والقوادين ! أوتتخذونها هزؤاً ؟ إن لكل بدايه نهايه وهاهى نهايتكم الداميه قد أتت ووالله وفى سبيل الذود عن حياض ترابنا وإسترداد كرامة أهلنا التى ديست تحت أخذيتكم القذره والشرف الذى مُرق والعروض التى أُنتهكت والموارد التى نٌهبت سوف تعيدونها قرش قرش جنيه جنيه مليار مليار ي عيال أم زغده ... وأرضينا سوف نستردها شبراً شبراً ومحرره بالكامل من ( أبوعروق لحلة مرزوق ) ومن (حِلة جاد الله لرام الله ) ومن ( حى السكه للجِكه ) ومن ( الخيراسان لأمدرمان ) ومن ( الغبيشه للطويشه ) ومن ( كابا للأندرابه ) ... ( ميتين قطعة أرض من كل مشروع ياراجل ما تختشى ؟ أتظن نفسك خالداً فيها الى يوم القيامه ؟ ولو كل حرامى بشيل 200 قطعه فى كل مشروع تعويضات زراعى ولا إعادة تحطيط سكنى بفضل شنو لأنجالكم جيل اللصوص القادمين ؟ والله لنستردها على أسنة الرماح وصليل السيوف وصهيل الخيل ومدافع الرباعى والدوشكا وملعون أبوكى بلد  وسوف نخرجكم منها أذلة صاغرين . هذا إذا كتب الله لكم النجاة . أنتم أيها السدنه اللصوص الفاسقون أخذتكم العزة بالإثم ويتم تجاهرون بالمعصيه وتفاخرون بما نهبتم من مواردنا وتنعتوننا فى مجالس نميمتكم وفسقكم وفجوركم بالسذج المغفلين والله لم نك يوماً سذجاً ولا ينبغى لنا أن نكون وما كان أباءنا وأجدادنا من الهُبل المغفلين بل نحن القوم الطيبين ، لا تشغلنا هذه الفانيه متاع الغرور وكنا نعلم علم اليقين ما كنتم تنهبون وتسرقون وتهبتون وكنا نستغفر الله لنا ولكم ونسأله جل وعلا لنا ولكم الهدي والصراط المستقيم ولكنكم تماديتم ، نصبتم أنفسكم الملوك ونحن الرعيه ! وصفتم أنفسكم بالساده ونحن السعيه ! بتم يا أيها الزناة العصاة اللصوص أكثريه وبتنا نحن الشرفاء أصحاب الجلد والراس والإستقامة والشرف أقليه ! هل يستوى ذلك ؟ هل ينصر الله الباطل على الحق ويزهق الحق ويقول إن الحق كان زهوقا ؟ ميزان العداله الإلهيه ولا العقد الإجتماعى يسمح بذلك فأنتم يا ايها اللصوص الى زوال ، هذا مؤكد . وهذا الخيلاء والغرور الذى ترفلون فيه من متع النهب والقواده وبيع وشراء الذمم والتقرب زلفى الى من تعتقدون إنهم سيكونون لكم عاصماً يوم تدور الدوائر أنتم فيه واهمون . وإن إعجبتكم كثرتكم وأموالكم التى نهبتمونها وأولادكم وبنتاكم فهؤلاء الفسقة الفجره الصغار الذين يتشربون منكم المهنه مهنة القواده واللصوصيه والهمبته واللف والدوران فلدينا لهم جيل جاهز فى سنهم وهو ينتظرون على أحر من الجمر ملامسة تلك الأكف الناعمه لحظتها ( السح الدح أمبو ما معنا ) إفهموا إنها شروط اللعبه .
و2014 يدخل يومه الثالث ، هذا العام سيشهد وسيكتب التاريخ الذى نحرص على تدوينه بأحرف من دماء لأجيالنا القادمه سيشهد منتصفه هذا أكبر متحف لمخلفات حرب التحرير والممتلكات المسترده وبعضها منهوب من زمن الخديوى إسماعيل هذا العام بإذن الله ستكون فيه ولاية شمال كردفان أول ولايه فى السودان يمكنك أن تشاهد فيها الذئب يلعب مع الحمل لأنها ستكون ولايه خاليه تماماً من الساده اللصوص . أما عن السؤال لماذا الأن وفى هذا الوقت بالذات بدأنا فى شحذ حرابنا وصقل سيوفنا وإمتشاق سلاحنا لإعلانها حرباً نخوضها بلا هواده فهذا يرتبط بالمخطط القذر الأثم المرسوم لهزيمة نهضة ولاية شمال كردفان الغرا .... ومنذ أن وضع مولانا هارون رجل الولايه القوى وإبنها البار أول لبنه فى صروح التنميه وخطى أول خطوة فى مسعاه الحميد وشمر عن ساعديه المباركين لينتشل الولايه من وهدتها وثباتها العميق ونومة أهل الكهف الذى أدخلها فى نفقه عيال أم زغده اللصوص والقوادين والحبرتجيه والمرتشين أصحاب الياقات البيض المرفهين ما إن فعل ذلك مولانا وهو المعلوم للقاصى والدانى بإنه إذا قال فعل وإذا وعد أوفى وإذا عزم توكل حتى إنبرى البعض من تلك الحفنه والحثاله المذكوره أوصافاً أعلاه فى تصويب رماحهم الصدئه وخناجرهم المسمومه وأظافرهم القذره وأنيابهم التى تسيل منها دماء الأبرياء والمساكين واليتامى والأرامل والعجزه والمعوزين ينهشون بها جسد الرجل الأصيل الشهم الأمين ... وهارون الذى يعمل الأن ولا يبالى وهو الذى بنى وشيد من القلاع والصروح وأسس من الخدمات ووفر من سبل كسب العيش بل والرفاهيه لأهل ولايه تحت دوى المدافع ووقع القصف ومطر الرصاص ينهمر فوق الرؤوس رجل كهذا لا يأبه ولا يلتفت ولا يعير أدنى إنتباه لأولئك السفهاء واللصوص والحراميه والقوادين الذين يعرفهم فرداً فرداً وهارون مليون رجل لوحده يا هذا وشرفاء هذه الولايه رجالها ونساءها بناتها وأبناءها أطفالها الزغب الصغار حيثما كانوا كلهم هارون فكيف يستقيم بربك يا أيها المتعوس أن تصف رجلاً كهذا وكلنا هو بالأقليه !!! تلك كانت رميه طائشه من كنانة السدنه والخونه الأرزقيه اللئام ، ذلك سهم أطاشه الله إنطلق من منصة العماله والحقد سهم مسموم ومغموس فى سم العنصريه والقبليه والجهويه الزعاف ، سهم من ذات الكنانه الخاسئه الخائبة المسعى وصنو لذاك الذى رمت به الولايه الرائعه المعطاءه المتماسكه المترابطه فشطرها لفسطاطين رماح كهذى يا أيها الخرنق تعد من الأسلحه المحرمه قطعياً فى أراضى ولاية شمال كردفان ، وكردفان كلها الأن ومن أقصاها لأدنها تهتف لهذا الرجل وتحبه وتنام مرتاحة البال والضمير وقريرة العين فهى أي الولايه وأهلها تحت كنف الله عز وجل وتحت رعاية وعناية وسهر إبنها البطل البار العائد إليها من الأحراش والأدغال وهو مرصع الرأس والجبين بأكاليل الفخر والعزة والإنجاز والتحدى والفوز والصمود ، هارون يا من هداك الله وهد قلمك حتى يصل سن الرشد ويستقيم رجل لم يخسر معركه قط طوال حياته . هارون كسب كل القلوب فى الديار التى هبط فيها قبل أن تتكسر تحت قوة شكيمته وشدة بأسه وشجاعته ونزاهته  كل البنادق والمدافع والمؤامرات وأسنة الرماح وكسب كل الحروب . أيده الله بنصره وحببه الى خلقه لأنه إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم وهو من أنصار الله وفى محراب خوف الله يتبتل وهارون لفضائله وزهده وتقواه وتواضعه وعمله الذى يراه الأن الله ورسوله والمؤمنون كسب محبة هذى القلوب .... لم يجلس فى بيت أبيه وأمه ويقول هذا لكم وهذا أهدى لى . وأقسم بالله العلى العظيم إن كمية الرسائل التى تصلنى فى بريدى الخاص وعبر الهاتف وفى المركبات العامه والملمات والمجالس ومن داخل السودان وخارجه والتى تبتهل جميعها لله سبحانه وتعالى بأن يمتع مولانا هارون بالصحه والعافيه ويسدد خطاه وتعلن لى عن محبتها له ووقفها بجانبه هذه الرسائل الغاليه والساميه ولأنها أمانه فى عنقى ويلزمنى أصحابها بإبلاغها المبين فقد كنت وما زلت أوالى توصيلها لصاحبها وأحرص على إبلاغه علناً وأمام شهود فالوصيه فى الذمه .... هذه الرسائل وبعضها صوتى مسجل والأخر مكتوب وجزء منها شفاهى وبعد أخذ الإذن من أصحابها سأقوم بنشرها علناً فلا يعرف قدر الرجال إلا الرجال . هارون لوحده يمثل أغلبيه يا صحفى النويدى الكاثوليكى لم أصفك بالمتصيحف إحتراماً لحق الزماله والصداقه التى تربط بيننا وأواصر الدم والأنتماء والهويه الوطنيه الكليه الجامعه . ولقد سبق وأن حذرتك مراراً وتكراراً من مغبة التردد على هذا النويدى الذى يأمه الأشرار خوفاً عليك من الإصابه بفيروس ( الأبلسه ) ولم تعر كلامى ونصيحتى أذناً صاغيه وها أنت الأن تقع فى المحظور ! وأي محظور هذا الذى وقعت فيه يا أيها الأرعن ؟ أحمد هارون أقليه يا حمار ؟!! إذا كان أحمد هارون نفسه أقليه فمن هم الأكثريه بنظرك فى هذه الولاية المنكوبه بنسل الأبالسه والداعرين ؟ هارون ياولدى فضحت أعماله وإنجازاته الكبيره القائمه الأن والتى تتبدى لكم شوف عين فضحت زيف الرجال وأبانت الوجه السافر للفشل والعجز وإنعدام المرؤه والحس الوطنى والسجم والرماد الذى كال حماد . وحماد هنا كنيه مستعاره على سياق الوصف وترمز للولايه يا أرعن . وإستهداف الولايه ونهضتها فى شخص رجلها القوى الذى يسعى جاهداً ومجاهداً فى سبيل إلحاقها بمستوى يليق بها وبأهلها مرصود ومتابع وفى الحقيقه مكشوف . ولأولئك الذين يدبرون الأمر بالليل ثم يغشون به الصحف الصفراء ومحطات التلفزه العوره والعوراء بغية إلهاء الرجل عن المضى قدماً فى الأرتقاء بالولايه وأهلها هذه التصرفات الصبيانيه المخجله والتى لا طائل على الإطلاق منها ولا عائد من وراءها غير الخزى والعار تعد بالنسبه لهارون إبن السودان البار وركيزة غبش الولايه بمثابة ( بندق فى بحر ) وهارون لا يبنى ولايشيد فى قصر ولا بنايه متعددة الطوابق لنفسه هذا الرجل يبنى فى صروح سوف تظل مفخره وموضع فخر وإعتزاز لمواطنى ولاية شمال كردفان الشرفاء وهذا جزء يسير من كتاب مولانا أحمد محمد هارون والى ولاية شمال كردفان وخيار الشعب أنتم يا أيها الأراذل ويا سادتى اللصوص وخفافيش الظلام هاتوا كتابكم ؟ .... يلا ورونا فالشعب يريد أن يعرف ! أدونا كتابكم من سنة 1937 م ومنذ أن شيد الإنجليز خزانات مياه المصادر الجنوبيه وشبكة مياه الأبيض ونحصرا ليكم فى الأبيض فقط ورونا من سنة 37 عملتوا شنو ؟ كم مليار راحت ترقيع فى خط ناقل مشيد من مادة (الإستبسوس ) المسرطنه ؟ كم طلمبه غاطسه وطلمبه عايمه وطرمبه حايمه فى السوق دايره المٌشترى ؟ والصجه ؟ والدواء الدوار 2مليار و400 مليون جنيه سودانى قديم راحت شمار فى مرقه ؟ وإدارة الصيدله ؟ والأوقاف ؟ ورسوم المحليه والعتب والعوائد وحق الفطور وحق الـ ولا بلاش من دى . الشباب أدونا تعليمات ملزمه بترك عادة النقط نقط السيئه دى ( الله يخت رقعك ي عمر أبوجيب )
وقروش اللجان ؟ وضريبة القطعان ؟ وديوان الزكاة الذى لا يزكى ولا بخلى زكاة الله تنزل .... ده ملاح شنو ده كمان ي مولان ؟ ديوان زكاة ؟ شلعوا يا مولانا زي شليعتك للكعبه المزوره التى شيدها لنا فى قلب مدينة الأبيض أحفاد مسيلمه الكضاب . ! هذا قليل من كثير وذاك الكثير وبإذن الله سبحانه وتعالى سوف نفصل فيه تفصيلاً فهذا العام الجديد وهذه السنه الجديده سنة 2014م تُعد بالنسبه لنا سنة ( الخياطه ) بإمتياز
هذا ..... ولا نامت أعين الجبناء
 ومويه طريق مستشفى مولانا خيارنا الشعب . والله أكبر .
yasserdayeen@yahoo.com


يا سودانية حتقتنعوا بتين ؟؟؟شوقي بدرى

$
0
0



 البشير راكبنا والميرغني ملجمنا والصادق بيشلتنا . ويأتي من يقول ان الاثنين مع المعارضة . وحتي بعد التوكة والفيونكة الركبوها للصادق والميرغني والتكريم . الناس ماعاوزة تقتنع انه ديل مع بعض بيفتكرونا حاجة هاملة . وهم في النهاية اسلاميون  . عفيت منهم لانه انحنا نستاهل اكتر من كدة .

الميرغني الكبير مش قال


في كتاب الطريقة الختمية بعنوان الهبات المقتبسة للشريف محمد عثمان صفحة 76 نجد . انت تذكرة لعبادي . ومن اراد الوصول الي فليتخذك سبيلا . وان من احبك وتعلق بك ، فهو الذي خلدفي رحمتي ومن ابغضك وتباعد عنك فهو الظالم المعد له العذاب الاليم .


وفي مناقب صاحب الراتب صفحة 102 نجد . ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال . من صحبك ثلاثة ايام لا يموت الا وليا . وان من قبل جبهتك كأنما قبل جبهتي . ومن قبل جبهتي دخل الجنة . ومن رآني او رأ من رآني الي خمس لن تمسه النار ..

 ولا يزال البروفسرات والمتعلمون يركضون خلفه يلثمون يده . وفي كلام جده خروج من تعاليم الاسلام بطريقة واضحة . ويقف الناس في الطوابير للثم يد الاحفاد  ، وسيواصلون هذا الي الابد . ولهاذا صرنا شعبا ميؤوس منه . ومن يتبعون الصادق لن يكفروا به حتي اذا ذبح اطفالهم . فليكن الله في عوننا فنحن الآن شعب من النعاج

اقتباس من موضوع بعنوان الوهم ، من سنين عديدة

نحن نتوهم الأشياء فمثلا يقول الشاعر العربي
ضعاف الاسد اكثرها زئيرا و اصرمها اللواتي لا تزير

هذا ما يؤمن به الجميع و الشاعر ليس خبيرا في علم الزويولجي .فهنالك اسد واحد في منطقه تقاس بعشرات الكيلو مترات يستطيع ان يزأر و هو الأقوى اما البقيه فتلزم الصمت و الا قتلت.
و نقول كالنعامه تدخل راسها في الرمل و ليس هنالك نعام يدخل راسه في الرمل لأن جلد الراس و العيون حساسه جدا و راس النعامه ليس بالبريمه لكي تدخله في الرمل و السودان مغلوب على امره مسكين ما هو الا رقعه بائسه في الشطرنج السياسي العالمي نحرك كما يريد الاخرون . و كما قال  الزبير وزير المالية  ،ميزانية السودان اقل من ميزانيةفريق مانشستر يونايتد  , و العرب يظنون انهم اغنياء و كل الاموال المتداوله في العالم العربي سنويا جزء من القوه الشرائيه في نيويورك و ميزانية مجموعة الستي التجاريه تساوي ثلاث اضعاف دخل الدول العربيه سنويا و دخل شركة فيليب موريس للتبغ يفوق عائدات البترول في الدول العربيه و لقد قال الشاعر محمد سعيد العباسي قديما
لو عرف القوم في السودان اين هم من الشعوب
لقضوا نحبا وإشفاقا
ولأن محمد سعيد العباسي شاهد العالم الخارجي فلقد كانت لديه فكره اوضح عن الدنيا.
أخونا البساطي من أم درمان سوق الجلود و الذي هو شقيق محجوب الضب لاعب الكره الذي اشتهر في السبعينات و الأن بالأمارات حضر الى المانيا سنة 72 لأول مره و بعد ان شاهد مطار فرانكفورت و معرض الجلود العالمي حضر الى السويد. و قال بلهجته الام درمانيه المميزه وهذا بعد مذابح 71"النميري دا ما مجنون كاتل الناس في شنو دا حاكم ليهو خرابه"
حكومة الأنقاذ باعت الوهم للناس وقالوا انهم سيكونوا قوه عالميه وكانت مليشياتهم تغني"روسيا امريكا قد دنى عذابها"
و بعد ضرب مصنع الشفاء خرجت المظاهرات و كان هنالك خمسه اشخاص يعانون من سوء التغذيه يحملون يافطه ضخمه مكتوب عليها"أم ضريوه تحذر امريكا"و بعد سؤال مجموعه من الأشخاص( انا ابن ام درمان) عرفت ان ان ام ضريوه تقع خارج ام درمان
والأن بعد دفع ابنائنا الى محرقة الحرب و تحطيم الاقتصاد و هدم البنيه التحتيه في الجنوب او ما كان يشابه البنيه التحتيه انصاعت حكومة الأنقاذ لحكومة أمريكا والقليل الذي بقي من الحرب تقاسمه الكبار من الصوص و السياسين و لم يكن الأمر بالأحسن في ايام الديمقراطيه
ولسوء الحظ هذا الأتفاق هش و سينهار لأسباب كثيره. اولها ان هذا السلام مصطنع فأذا كان القتال قد اوصل الأخ قرنق للسلطه فسيظهر جون قرنق جديد و سيظهر بشير جديد فمدة الخمس عشر سنه الماضيه كانت حكومة الأنقاذ توزع صكوك الجنه و تقيم اعراس الشهيد و توزع الحور العين. و تطلق لقب الشهيد على كل من مات حتى من يقتل في حادث سير و تأكد ان 70 من اهل الشهيد سيدخلون الجنه معه مما دفع بالبعض لكتابة لسته باسماء المرشحين قبل الذهاب للجنوب.فمن الصعب ان نسدل الستار فجأه و نقول للذين ينتظرون دورهم في النعيم بأن المسرحيه قد انتهت وان الأقتتال كان خطأ. نحن السودانيون لا نزال في السنه اولى تحضيري في السياسه العالميه. وعندما اخترق بعض الوطنيبن مكتب حسن الترابي و مخاطرين بحياتهم عرفوا بمشروع الأنقلاب في الدوحه لأن السفاره السودانيه في الدوحه كانت الجهه التي وفرت الأتصال بين الأطراف المتأمره و نظمت كل شيء و بكل طيبة و سذاجة الفلاح المسكين اتصلت المعارضه السودانيه و الجزء الذي يعتبر(تفتيحه) بالأم اي سكس او المخابرات الخارجيه البريطانيه و الذين طمنوهم ان كل شيء على ما يرام. ونسوا ان المخابرات البريطانيه قد نظمت اغلب الأنقلابات في الشرق الأوسط منذ ايام الضابط شكسبير, لورانس,النبي , كرومر و سبقهم غردون. اذا لم نكن نحن السودانين بتلك السذاجه لما وجدت الان قاعده امريكيه ضخمه في قطر ولما وجدت قناة الجزيره. و من الممكن ان يكون الاحتلال العراقي بطريقه مختلفه. لقد كان المفتاح في يدنا و لكن اخذناه و اعطيناه للصوص و طلبنا منهم ان يحموا الخزينه. وهذا سبب تكريم قطر للترابي.
و في سنة 98 اراد الترابي ان يعيد نفس الموال في دوله اخرى و كشفت نفس المصادر التحركات و الكن المعارضه كانت قد وعت الدرس وغادر شخص موثوق به الى البلد المعني وكنت انا في وداعه واخرين ولكن بعد عدت ايام و في أحد الفنادق لم يستطع السودانين في البلد المعني من تنظيم اجتماع او خشوا على انفسهم و بعد الاتصال بي اتصلت بوزير ربطتني ب صداقه قديمه في البلد المعني و بلغت الرسالهاضافة جديدة الشخص هو الاستاذ محجوب عثمان طيب الله ثراه  .
القذافي كان ولا يزال على اقتناع بأن له الحق ان يسير مصير الشعب السوداني و عندما لم يسلم النميري راسه للقذافي بعد خطف الطائره و الدعم انقلب القذافي ضد النميري و بتصرف صبياني طالب بما اعطاه للسودان. و كلنا يذكر مال الكرامه .
و في بداية السعبينات قال الاخ علي ناصر رئيس اليمن الجنوبي في منزله في حي ديفيتسي بالقرب من شارع لينين في براغ وسط مجموعه من السودانين و العرب انهم بينما كان يقفون مع القذافي و ممثلي فلسطين في جامعة الدول العربيه في ا لقاهره شاهدوا النميري نازلا من السلالم متقدما نحوهم فستأذن القذافي قائلا انه لا يريد ان يقابل هذا العبد. فضحك الجميع الا السودانين و على راسهم الشيوعي العظيم حسن قسم السيد رحمة الله عليه قائلا "ان بيننا و بين النميري ماصنع الحداد الا اننا لا نقبل ان يوصف النميري او اي سوداني اخر انه عبد"فأكثر الأخ علي ناصر من الأعتذار قائلا من انه لا يقصد اساءة السودانين او اي شيء….. و لقد احسن الأخ حسن قسم السيد
و من يهن يسهل الهوان عليه و ما لجرح ميت ايلام
و كما نعرض نفسنا يشترينا الاخرون.
و نعود لما قالته حسب سيده عبدالكريم بدري في منزل العميد يوسف بدري و سط حشد من الناس للصادق
"…..يا انت تكون عارف انو ود عمك مبارك الفاضل بيسرق و دي مصيبه او تكون ما عارف ودي مصيبه اكبر"

بعد استلام حزب الأمه السلطه في الديمقراطيه الأخيره كانت الأراضي توزع لبشر لم يسكنوا ام درمانأ و يتواجدوا فيها و كانت القائمه بالأسماء تعلق في القبه. وظهر السماسره الذين يحملون كوتشينه من الأعفائات الجمريكيه و قيل انها لمحاربي حزب الأمه و لقد استفسرت في موضوع نشر قديما عما اذا كان محاربي حزب الامه اكثرمن جنود الرايخ.
كما قلت ان حكومة الصادق تعاملت مع السودان بنفس طريق الطاهر الكبجه الذي كان يبيع الشخت في سوق شجرة ادم بالقرب من ابو روف. قسموه كيمان او كما فعل ياسر عرفات و بطانته. و هذه الأراضي و الأعفائات لم يستفد منها المناضولون و المجاهدون بل ذهبت الى جيوب السماسره و الحيتان الكبيره.
و عندما ذهب أحمد ابراهيم قاسم المشهور بأحمد كوريا محتجا لمبارك المهدي و أحمد كوريا حفيد الأمير مخير و يعقوب جراب الراي اخ الخليفه عبدالله تعايشه عرض عليه مبارك رخصة مواسير لأسكاته و التي رفضها كالقليل من رجال حزب الأمه الأمناء.
يكفي ان مبارك عندما كان وزيرا للداخليه كان يحرسه مدنيون مسلحون يمكن ان يشاهدهم االمرأ من الصينيه الكبيره في الخرطوم.
رحم الله الأمير نقد الله الذي كان يفتح بابه بنفسه لكل طارق عندما كان وزيرا للداخليه.
عندما استلم مبارك وزارة التجاره ظهرت سيده عرفت بعلوية التجاره.كانت تحل و تربط و عندما يحتاج الوكيل او نائب الوكيل او الموظفين الى اي غرض كالذهاب الي المؤتمرات كانت تقول لهم"امشوا استعدوا و انا بضمن ليكم موافقة مجلس الوزراء"و رئيس الوزراء
وقتها يا اهلي كان الصادق .
و لقد قال الصادق على رؤس الأشهاد انه معجب بالجبهه لأنها حزب صغير استطاع ان ينظم نفسه و ان يكون له وضع اقتصادي مميز.
وربما لهذا حاول الصادق ان يكون لحزبه و رجاله وضع اقتصادي مميز كذلك. فعندما قدم عبدربه صاحب مصنع اطارات انترناشونال طلبا لوزارة التجارةفي بداية الديمقراطيه الأخيره لرفع  ثمن الأطارات 17% طلالبته الوزاره بفواتير مواد والتكلفه و اجور العمال و استهلاك الطاقه و الالات و المعدات و الترحيل……الخ. و هذه الطريقه كانت متبعه حتى في ايام النميري بالرغم انه اعطى لعبدربه احتكارا كاملا للسوق. و كانت الاطارات تصادر من السيارات المستورده فيما عدا الأسبير. وكانت هنالك يافطه ضخمه في الميناء تقول"لا تسأل عن الأطارات"وزير الصناعه استلم هذا الموضوع وسمح لعبدربهب ب 40% زياده أخذ عبدربه 20% بدل 17% و حزب الأمه 10 والسيد الوزير 10.
اسرة حجار من الأسر التي قدمت لسودان.وإرتبط اسمهم بسجاير حجار و قديما كانت لهم مزارع للتبغ و الشاي و البن في الجنوب الا ان اغلب التبغ يأتي من هراري-زمبابوي و في بعض الأحيان من يوغسلافيا لأنه ارخص. و لقد شاهدت طائرات قنجاري تنقل التيغ من زمبابوي في بداية الثمانينات الا أن السيد الوزير اقحم نفسه في تلك التجاره كذلك.
المولاس يطرح كالعاده في عطاء. و في الديمقراطيه الأخيره اعطي المولاس بدون عطاء لأبناء الشيخ مصطفى الأمين لأنهم مولوا الحمله الأنتخابيه لحزب الأمه و خاصة حملة الصادق الذي كان يخشى يضرب الدلجه مرة اخرى.
النتيجة ان ابناء الشيخ اخذوا عقد المولاس و قسمت الغنيمه 60% لأبناء الشيخ 20% لحزب الأمه و 20% لسيد الوزير.
لقد ذكر لي أحد الشيوخ في الأمارات ان مبارك قد اتصل به بخصوص بترول و زيوت ثم اختفى فجأه ليكتشف انه قد اشترى من شركه أخرى و هي شركة فال في الشارقه. و مدير تلك الشركه كان سودانيا. و مافي زول يقدر يقول البغله في الأبريق . فعمر نور الدايم كان يصرخ و الزبد يملأ شدقيه "البلد بلدنا ونحنا اسياده واللي حايتكلم حنضربه بالمليشيا"اي ان البقيه اولاد الغساله.
وينتقل الفاضل الى الوزاره الجديده و تصحبه علوية التجاره. و عندما بدأت الأصوات تعلوا و الوزير قد شبع و لقد اصبحت للحزب عضلات اقتصاديه اراد الحزب ان يحمي نفسه و صار مبارك وزيرا للداخليه. وهذه هي الفتره التي القي فيها الاخ افوركي المسكين في السن بعد ان سمع شتائم مؤذيه- بالمناسبه الأخ افوركي هو رئيس اريتريا الحالي.
و عندما بدا بعض البروفسورات (قليلي الأدب) الكتابه عن اشقائنا في الجنوب و الأطفال و النساء الذين بقرت بطونهم و الذين احرقوا احيائا في الضعين وذكر اسم المجرمين و اوصافهم و ربما مقاس أحذيتهم. وضع البروفسور عشاري في السجن واضطر البروفسور بلدو لترك السودان. وارسل الفاتح سليمان مدير الدائره لكي يطلب من عشاري التوبه مقابل اطلاق سراحه و ارجاع جوازه يمكن قيراط ونص في الجنه. و عندما استلمت الأنقاذ السلطه كان عشاري بايت في السجن(ال ديمئراطيه ال).
و عندما انتقل الوزير الى وزارة الداخليه طالب بنقل السيده علويه فرفضت رجالات وزارة الداخليه لأنها تابعه للقوات النظاميه. و ناصب الوزير الذين عارضوه العداء المكشوف و نفس هؤلاء كان ينتقدون الأخت كلتوم العبيد التي كانت سكرتيرة نميري. وفي اعتقادي ان السيدتان تستحقان الأحترام فلقد كانتا خيرا من الرجال الذين تعاونوا معه.
و بعض ممارسات الأن قد مارستها رجالات حزب الأمه في الديمقراطيه الأخيره و لكن بصوره ابشع و عندما حضر الصادق الى القاهره بعد هروبه المزعوم من الخرطوم كتبت موضوعا في نفس السبوع بعنون "ابشر يا كمون بالروى"و كنت اتسائل هل هرب الصادق ام فتح له لكي يفركش التجمع لأن الصادق لن يدخل ابدا تحت مظلة التجمع لأنه نرجسي.
و اشرت للتقارب بين لصادق و نظام الجبهه وقلت ان خروج الصادق لعنه بالنسبه للمعارضه.
و سمعت من العزيزه  الصحفية رجاء العباسي ان الصادق يقول"التجمع دا جنازه مستنيه الزول اليكفنها""السيد محمد عثمان المرغني زي الطفل اقل حاجه يحرد وانا اقعد ارضي فيهو""الشيوعيون ديل كما شنو؟ عاوزين يعملوا شغل و قروش ماعندهم"الحقيقه ان الشيوعيون ماعندهم فلوس لأنهم ما يعرفوا يلهفوا يسرقوا زي مبارك و الأخرين.
وقد قال الصادق في 85 مهددا"حل الحزب الشيوعي السوداني غلطه ممكن تتكرر"و لولا ان الشيوعين عقلاء لقالوا نا ضرب الجزيره ابا غلطه يمكن ان تكرر.



 

الأخت فاهيتا !!/محمد رفعت الدومي

$
0
0


ربما كانت رغبتي في حجز مقعد قبل فوات الأوان بين المواطنين الشرفاء الذين امتلأت بهم مصر مؤخراً هو أحد أسباب كتابة هذا المقال ، أو بدقة أكثر ، كتابة هذا البلاغ ، من الأسباب الحاثة أيضاً أن أري المواطن "أحمد فتحي سرور"، برغم شيخوخته وضمور مخارج الألفاظ في حنجرته ، قد خرج من عزلته مؤخراً ، وله الحمد ، ليحرض المصريين علي الجهاد في غزوة الصناديق القادمة ، كأن الرجل يعتذر عن كونه أنفق عقوداً من عمره في قلب المشهد السياسي ، بل أحد أهم كارتيلات السياسة المصرية ، ولم يهتدي إلي صياغة ٍ لهكذا دستور مؤهل لانتشال مصر من العالم الثالث ، والصعود بها مباشرة إلي الكواكب !!

"مفيد شهاب "أيضاً ، وله السابقات ، خرج من عزلته ، مزدحماً بأشياء الشيخوخة ، ليدق طبول الغارة ، ويشجع المواطنين الشرفاء علي جهاد منتصف يناير ،،

وبما أنني لست أقل وطنية ، ولا يعنيني في الوقت نفسه ، صوَّت المواطنون الشرفاء علي الدستور الجديد بـ "نعم"أو بـ "لا"، ربما لأن القضية التي أنا بصددها تتجاوز قضية الدستور ، وربما لأنني حصلت كالآخرين ، منذ أسبوعين ، علي النتيجة من كنترول جريدة "الجمهورية"التي أثق في تقديرها لاتجاه الريح ، ورائحة الزمن القديم ، كما أنها الجريدة التي تنتمي إلي عهد "جمال عبدالناصر"، حبيب الملايين ، والرمح الذي أرسلته السماء ليطعن الظاهرة الإمبريالية العالمية المتعفنة في الصميم ، وسيدنا وابن سيد العرب ، وشجرة الكريسماس ، وأنور وجدي ، والذي كان"مبارك "إحدي هداياه للمصريين ، ربما يغفر له كلُّ هذا كونه لم يترك الدنيا إلا بعد أن حسم من الوطن خمس مساحته تقريباً ،،

لذلك سأتجاوز الكتابة عن التحريض علي التصويت بـ "نعم"، وسأحكي في هذا البلاغ شكوكي حول الإرهابية ، تركية الجذور ، "الأبلة فاهيتا " !!
 
قد يوقظ بلاغي هذا في النفوس شدواً مريباً ، ما لم يكن مضاءاً بأسباب قوية ، لذلك سأبدأ من عند "محمد علي "، ذلك الألبانيِّ الذي كان لديه أثر لطموح جعله يقفز مباشرة ،  وعلي زنود المصريين أنفسهم ، خارج تاجر التبغ الذي كانه لامتلاك مصر خالصة له ، ولموقده الأسريِّ من بعده !!

لقد حكم الأتراك مصر غابة من الأعوام ورحلوا ، ولم يكن رحيلهم تعقيباً علي انفعال "23"يوليو "1952"الشهير كما علمنا مؤرخو البلاط ، بل لأن قوة اللحظة عقب الحرب الثانية كانت كافية لتعصف بالمقدمات ، وتدهم عن عمدٍ كلَّ قديم ، بالإضافة إلي هذا فإن "أمريكا "المنتصرة ، التي لا أرتاب في أنها تفعلها ، كانت في ذلك الوقت  ،  وبالتأكيد الزائد عن الحد ،عاقدة العزم علي تغيير لوحة الشرق التراثية إلي لوحة أكثر حداثة ، ظلت مع الصعود في درجات الزمن والحداثة تتبدل ألوانها ، وتفقد وضوحها ، ويتبعثر الظلام حول حوافها ، حتي وصلت في النهاية إلي ذروة السريالية !!

رحل الأتراك ، وبالرغم من رحيلهم ، ولأنَّ شيئاً رقيقاً للغاية ، ودقيقاً للغاية ، يتركه الراحلون فينا دائماً عند الوداع ، فلقد احتفظت لهجاتنا  ببعض المفردات التركية كذكري لهذه المرحلة ، وبعض الأسماء التي صارت مثاراً للسخرية ، كما صارت تخسر لياقتها تدريجياً ، مع ذلك فهي تنبه علي الفور في البال ذكراهم ، مثل ، "ميرفت"، وما "ميرفت"إلا تحريف لاسم "مروة"العربي ، وهناك أيضاً "رأفت"، "عصمت"، ورباعية الفنان "عبد المنعم ابراهيم"الشهيرة في شخصية "لمعي"فيلم "آه من حواء"، حلمي فهمي نظمي رسمي ... ، "قصدي"، "الدمرداش" ..

وكما يليق بصديق وفيٍّ علي أن أتوقف هنا لأطلب الصفح من صديق يحمل أحد هذه الأسماء ، وكلنا في الهم شرق ، كما أطلب منه أن يتذكر أنَّ للإسرائيلين أحاسيس مثلنا وكرامة ، مع ذلك لم يمنعهم الذوق السليم من انتخاب السيد "نتنياهو"ليدير شئونهم مرتين ، بالرغم من أن معني اسمه في العبرية يوازي في العربية اسم "عطية " !!

ومن المفردات القليلة جداً التي ، لسبب غير مفهوم ، احتفظت بلياقتها حتي الآن ، حين أصبح غيرها من المفردات مهجوراً ، مثل : فلد ، خرسيس ، خنزؤور ، تشكرات ، أدب سيس ، يوك ،،

أقول ، من المفردات التي تحتفظ حتي الآن بلياقتها ، ولعلَّ المصريين قد ادخروها في الذاكرة الكلية لمثل هذه اللحظة الرخيصة ، مفردة "أبلة "وتعني في التركية "أخت " !!

ومن المفارقات الغريبة أن هذه المفردة كانت تحظي برواج كبير في شارع "محمد علي "تحديداً ، يتنادي بها راقصات القاع في احترام مبتذل !!

- من المفارقات الموحية أيضاً أن يكون العام التالي لحادث رابعة هو تحديداً "2014"ليمنح جماعة الإخوان الإرهابية فرصة ذهبية للترويج بطقس بسيط لـ "شعار رابعة"الذي أرسله أردوغان للخلود، لقد وضعوا فقط هذا الشعار "مكان الرقم "4"، في لفتة مبدعة تستحق التقدير ؟ -
 
أعود لأستأنف :

لقد أصبحت واضحة الآن  أكثر مما ينبغي ذريعتي للشك في "الأخت فاهيتا "وهو دليل لا يقبل القسمة علي اثنين ، ولا الجدل ، علي إخوانيتها وولائها التام للمرشد ، وضلوعها ، في مخطط "أردوغان "لتهديد الأمن القومي المصري ، وكونها ، وهذا هو الأهم ، وكما يبدو للعاقلين مثلي ، ومثل النظام ، أكبر من مجرد شخصية كرتونية !!

إذن ، لقد برهنت ، وبالمستندات ، علي أن "الأخت فاهيتا "ما هي إلا أحد أعضاء الجماعة الإرهابية التي فازت ، لا أدري كيف ، بخمس أو ست استحقاقات انتخابية متعاقبة ، أو خمس أو ست غزوات متعاقبة ، وفي انتخابات نزيهة أيضاً !!

لكن الغريب في الأمر أن يأخذ النظام علي محمل الجد روايةً عن مؤامرة من الماسونية العالمية تواترت عن طريق "أحمد سبايدر "، النسخة الأخيرة من ثوار الزمن الخنزؤور ، والذي لا يمنعني الحقد أن أعترف أنه ، بالإضافة إلي الثائرة "سما المصري"من أهم أيقونات اللحظة الراهنة ، كما لا يمنعني الخجل أن أعترف أنني شعرت عصر اليوم بثقل في لساني وتنميل ضئيل في أطرافي حين سمعته يقول مزهواً :

- دي أول ضربة مني للمخابرات الأمريكية ، ضربة من شاب عمره 23 سنة !!

ولعله نسي أنها ليست الضربة الأولي التي وجهها للمخابرات الأمريكية والماسونية العالمية ، فهو الذي اكتشف من قبل أن كلمة "سلمية"هي مؤامرة ماسونية حول بلاد الربيع العربي ، وحسب اكتشافه ، "س"سوريا ،"ل"ليبيا ، "م"مصر ، "ي"يمن ، "ة"تونس !!

هذا العبث يدفعني الآن ، وأكثر من أي وقت مضي ، إلي أن أتذكر "مينا دانيال"ورفاق دربه ، وكلما تذكرت ذلك المسيح أشعر أني تسللت إلي قافية من الشفق العميق باهظة الشجن ، وكلما قررت أن أكتب عنه ما هو أكبر من مقال عابر ، لسبب ما ، تموت الحروف علي أصابعي ، لكن ، سوف يجئ اليوم الذي أنشط فيه للكتابة عن هذا الثائر المطبوع ، الذي كان ، حسب كل الروايات عن موجات الثورة في ظل المجلس العسكري ، يقف بصدد الدبابات غير هيَّابٍ ولا متخاذل في محاولة للبحث عن منطق أنبل للحياة ، ولتعريف أجمل للوطن ، في الوقت الذي كان فيه "سبايدر"يأخذ زينته عند كل ديسكو ، ويواظب علي ترتيب زينته ، وعلي الذهاب في موعده للكوافير ، ودكتور السنان ، والخياطة !!

كيف انحدرنا إلي هذا القاع ، وكيف وصلت بنا وتيرة السقوط إلي هذا الحد المزري ؟!

من الجدير بالذكر أن "سبايدر"في مصر هو القاعدة ، كما أن "مينا"هو الاستثناء ، لكن هذا أبداً لا يعطي انطباعاً بالإيمان بالإطار كنهاية بائسة ، مع ذلك ، فهي فعلا نهاية ، لكنها نهاية مطاف وبداية انطلاقة ، والتغيير دائماً هبة الاستثناء لا القاعدة ، وأن الملايين من سكان القاعدة ، في حلبة التغيير "ملاليم" !!

أتذكر استغراقي في الضحك في إحدي ليالي عام الدكتور "محمد مرسي "عندما سمعت من صديق نبأ القبض علي حمامةٍ بتهمة التجسس ، ولم يكن سبب استغراقي في الضحك لسخافة الخبر  بقدر ما كان للطريق الذي طارد فيه عقلي نقطة انطلاق الحمامة المتهمة ، لقد فكرت بصمت ، أن هذه الحمامة لابد أن تكون الحمامة الضائعة في فيلم "وا إسلاماه "، التي أرسلها "بلطاي"إلي التتار تحمل خبر موت "شجر الدر"ولم تصل ، وتذكرت "أحمد مظهر "وهو يقول لرسل التتار فيما معناه :

"يبدو أن الرسالة الأخيرة ضلت الطريق"،،

ولأنني صدقت ظني ، تساءلت في صمت :

كيف لم تمت حتي الآن هذه الحمامة التي كانت تعيش في الستينات ؟!

كان "تويتر"في تلك الليلة شادراً للنكات الجديدة ، وكان بعض هذه النكات يطال الدكتور "محمد مرسي "شخصياً ، ذلك المسكين الذي واظب طيلة عام كامل علي عدم اعتبار كرامته جزءاً من شخصيته الاجتماعية ، ولأننا محدثو حرية ، كنا نظن هذا خلقاً لا يليق برئيس للجمهورية ، أنا شخصياً تصورت يوماً تحت ضغط هذا الإحساس أنه لو حدث يوماً ، وذهب بعض الأطفال العابثين ، وراحوا يقذفون نوافذ القصر الجمهوري بالطوب ، لن يفعل الدكتور "مرسي "أكثر من أن يطلب من حراس القصر أن يعرفوا عناوينهم ، ليرتدي بعدها حذائه ، ويذهب هو شخصياً ليشكوهم إلي أهلهم ، وينهي كلامه لابد بانفعال الطيبين :

- باحذركم لآخر مرة ، لموا عيالكم لأحسن الموضوع يوسع ،،

لقد نسيَ المصريون في لحظة طيش جماعية ، ومدفوعة ، أنهم منذ عامين لا أكثر ، كانوا يعتبرون أن إلهاً يسكن هذا القصر ، كما كان يعتبر اليابانيون قبلنا "الإمبراطور"إلهاً تجب عبادته ، حتي سمعوه عبر الراديو يعلن وهو يبكي استسلام اليابان ، علي أن "مبارك"كان أقلَّ شأناً من أن يعلن استسلامه بنفسه !!

كتبت من قبل عن إعلان بيبسي ، مؤكداً أنه إعلان مقصود ، وتحريض جهاري ، وعن عمد ، وهم لها ،  ومن المبالغة ، بل الإحالة فيها ، أن نسئ تقدير سعة موجتنا في محيط العالم ، ونعتقد أنهم يحسبون لنا حساباً ، أو أننا نخيفهم ، وأنهم يحتاجون لاستخدام الرموز في المؤامرة علينا !!


سوف أضئ كلامي هذا من الأمام ، ومن الخلف ، ومن التراث ،،

كان العرب قديماً يتباهون بالغارة الصباحية ، بوصفها الدليل علي القوة واستيعاب الثغرات ، وما من شاعر مدح ملكاً من ملوك ذلك الزمن إلا ووصف جيشه بالغارة صبحاً ، وتسللت هذه المقاربة إلي القرآن أيضاً ، وعدها تقليداً مقدساً يستحق القسم به :

والعاديات ضبحاً ، فالمغيرات صبحا ..

وإنهم وصلوا إلي هذه المرحلة لكن ، بلهجة هذا الزمان ، وأصبحوا لثقتهم في تفوقهم وإحساسهم الباهظ به ينذرون قبل الغارة مراراً وتكراراً !!

تلح علي ذهني الآن ، بمناسبة الشكوك في ضلوع "الأخت فاهيتا"في المؤامرة علي مصر ، نكتة رائجة :

رجل من المواطنين الشرفاء ، قال لصديقه :

- أنا شاكك إن مراتي بتخوني مع المعلم "مطاوع"الفرارجي

الصديق :

- ليه ؟ مسكت عليها حاجة ؟

المواطن الشريف :

- امبارح بالليل بصيت تحت السرير ، لقيت ريش

الصديق :

- يا راجل اتقي الله في الولية ، تتهمها بالخيانة عشان بصيت تحت السرير لقيت ريش ؟!!

المواطن الشريف في تأثر :

- أصل لما شلت الريش لقيت المعلم "مطاوع"مستخبي تحت السرير !!

ليت النظام يعلم قبل فوات الأوان أن مصر حبلي ، وأنها بالضرورة سوف تضع وليدها وإن احتشد الليل والملاليم ، وعليه أن يتركها تلد في هدوء ، وإلا ، سوف يسمع صرخات طلقها العالم  ، ويري العالم خلاصها !!


وليت النظام يدرك قبل فوات الأوان ، وقبل أن تضيع كل خطوط الرجعة ، وقبل كل شئ ، أن العهد البائد قد تخثر إلي الأبد ، وقام الماضي بهضم
عبثيته تماماً ، تماماً ..


محمد رفعت الدومي









كاركاتير اليوم الموافق 3 ينائر 2014 للفنان عمر دفع الله

مع آية الجهل الحشوي شوقي إبراهيم عثمان (5) بقلم: محمد وقيع الله

$
0
0



من يسبُّ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فليسبُّني كما يشاء!
بقلم: محمد وقيع الله


مدفوعا بنزعته الطائفية المتطرفة وجهله العجيب بكل شئ يتحدث عنه تجرأ الرويفضة الرويبضة شوقي إبراهيم عثمان فزعم أن أول من أنشأ تفسيرا موضوعيا للقرآن الكريم هو محمد باقر الصدر.
وذلك في عبارته التي قال فيها:"نشير إلى قضية التفسير التوحيدي، وبالأصح التفسير الموضوعي للقرآن الكريم، كما حبذه صاحب المنهج الشهيد محمد باقر الصدر. والشهيد هو من أسس منهج التفسير الموضوعي (التوحيدي) للقرآن الكريم عام 1979م، بسلسلة من المحاضرات جُمعت بعد استشهاده في كتاب تحت مسمى (المدرسة القرآنية) ".
وبالطبع فهذه معلومة مجافية للصواب.
فمن القديم جمع العلماء الآيات التي تخص موضوعا وواحدا وفسروها معا.
وهذا مما اهتم به علماء أصول الفقه القدامى فكتبوا في موضوع الأشباه والنظائر.
ومنهم الإمام زين الدين بن إبراهيم بن محمد الشهير بابن نجيم الحنفي.
والإمام جلال الدين السيوطي الشافعي.
وتجد في تراث الفقه أكثر من كتاب يحمل عنوان (الأشباه والنظائر).
اتجه فيها الفقهاء اتجاها سديدا لتفسير القرآن عن طريق السنة النبوية.
فالقرآن المجيد أشد حاجة إلى السنة في تفسيره من حاجة السنة إلى القرآن في شرحها.
وكلاهما وحي من الله تعالى إلا أن السنة أكثر تفصيلا والقرآن أكثر إجمالا.
وفي عصور متأخرة قام بعض العلماء بتفسير آيات الأحكام على حدة.
وتجد في تراث الفقه الحديث أكثر من كتاب بهذا العنوان.
منها كتاب (نيل المرام في أدلة الأحكام) للعلامة اليمني الإمام محمد بن علي الشوكاني.
و(نيل المرام من تفسير آيات الأحكام) للعلامة الهندي الإمام صديق حسن خان.
و(تفسير آيات الأحكام) للعلامة السوري الإمام محمد بن علي الصابوني.
وقد قام الفقهاء بهذا الجهود في تفسير القرآن تفسيرا موضوعيا من دون جلبة أو لفت أنظار أو ادعاء ريادة.
ولم يجابهوا علماء التفسير القدامى ولا سخفوهم ولا استهزأوا بجهودهم في تفسير آي القرآن الكريم حسب المنهج التجزيئي المعروف.
وذلك لأنهم كانوا علماء وفقهاء كبار بحق.
وكانوا يعترفون بأن المنهج الأصح لتفسير القرآن الحكيم هو المنهج التجزيئي الذي يفسر آي القرآن الكريم آية فآية حسب ترتيب المصحف العثماني.
فقد تفرقت معاني القرآن وتنجمت لحكمة سامية تكشف عن شمولية الدين الإسلامي واحتوائه على جميع قضايا الدنيا والآخرة.
فبتسلسلٍ وانسجامٍ فريدٍ تتنقَّل آي القرآن الكريم من حديث عن معجزة الخلق، إلى حديث عن الاقتصاد، إلى حديث عن صفات الله تعالى، إلى حديث عن الزواج أو الطلاق، إلى حديث في تاريخ الرسل، إلى حديث عن الآخرة.
وعلى هذا الترسل تتالى وتتناغم آي القرآن الحكيم.
ولذلك تجد القرآن الكريم كتابا فريد النسج لا يمل مطالعه وتاليه ومتدبره من إدمان النظر فيه.
وهذا ما لا يتاح لأي كتاب آخر إذ سرعان ما يدبُّ الملل من النظر إلى الكتب المرتبة  ترتيبا موضوعيا.
أي التي تحتوي على موضوع واحد أو موضوعات قليلة لا تتعداها إلى غيرها.
وقد زعم الرويفضة  شوقي أنه سيفيدنا بنموذج من كتاب الصدر عن التفسير الموضوعي فقال:
"ولتقريب أفكار الشهيد، نشرح أولا لفظة (الصالحات)، ونسأل القارئ الكريم ماذا تعني (الصالحات) أي ماذا يعني (العمل الصالح). إذ لا يذكر الله تعالى (المؤمنين) وإلا قرن إلى الإيمان العمل الصالح (الذين آمنوا وعملوا الصالحات). فهل الصالحات محصورة في الصدقة للفقراء، وكأن يتكفل أحدهم بتكلفة عملية جراحية لفقير، أو إعالة يتيم الخ؟ هذا هو غالب التصور الذي قبع في أّذهاننا جميع المسلمين لقرون!! وهو تصور محدود!! بل قاصر. ولكن الشهيد الصدر فسر (العمل الصالح) تفسيرا علميا، تفسيرا عقلانيا وتاريخانيا (تاريخانيا هذه أنت لم تفهم معناها بعد أن التقطتها أو تقممتها بالأحرى من أدبيات اليساريين الذين يتحدثون عما يسمونه بنظرية موت المؤلف وانفتاح كتابه للتأويل حسب العصر التاريخي الذي يقرأ فيه. وبمعنى آخر فليس هنالك معنى محدد للنص ويمكنك أن تقرأ أي نص وتفهمه كما تشاء لا كما شاء المؤلف!)، حين فسر القوانين المحركة للتاريخ تفسيرا قرآنيا لم يسبقه إليه أحد، إذ وسع من مفهوم (عمل الصالحات)، وقرن سنن الله كيف تعمل على الكل المؤمن والكافر، المسلم والمسيحي لا فرق، ولهذا تفوق الغربيون المسيحيون على المسلمين. لقد شمل تفسيره المنهجي التوحيدي فهم سنن الله وكيفية التعامل معها، والاستفادة منها لتطوير المسلمين والإنسانية سواء على كافة الأوجه. فالإنتاج الفكري والعملي البشري والتصاعدي من اختراعات (يا للركاكة التعبيرية!) هو في سياق واحد لسنن الله وذخيرة صالحة لمعرفة الله. ويدخل في ذلك فريدريك هيجل وكارل ماركس!!".
ولست على يقين من أن الصدر قد قال هذا القول أو قصد هذا المعنى الذي نسبه إليه تابعه الرويبضة شوقي.
وذلك لأني قرأت هذا الكتاب قبل ثلاثين عاما ولا أذكر أن قد ورد فيه هذا القول أو قُصد به إلى هذا المعنى.
وليس الكتاب معي في ظرفي الراهن ولا عندي رغبة في الرجوع إليه مجددا.
ولذا سأتعامل مع هذا الكلام المنسوب إلى الصدر ببعض حذر.
وأقول وبالله التوفيق إن هنالك فرق بين الأعمال الصالحات وسنن الله تعالى.
ودعنا نشرح المصطلح الثاني فهو يعني الأنساق التي تقع بها أقدار الله تعالى.
فمن هذه الأنساق التاريخية التي تحدث عنها القرآن الكريم أسباب كفر الملأ برسلهم، ومجموعة العوامل التي تؤدي سقوط الأمم.
فهل تعد هذه من الأعمال الصالحات؟!
كلا!
وقد كذب الرويبضة الرويفضة شوقي ذو التخليط الشنيع الذي ليس أشنع منه إلا جهله الفظيع.
وأما قوله الذي زعم أنه اشتقه من قول الصدر:"فالإنتاج الفكري والعملي البشري والتصاعدي من اختراعات هو في سياق واحد لسنن الله وذخيرة صالحة لمعرفة الله. ويدخل في ذلك فريدريك هيجل وكارل ماركس!!". فهذا يعني أن الإلحاد يعد من الأعمال الصالحات.
فالمعروف عن كل من هذين الفيلسوفين أنه كان ملحدا.
وأنه قد أسس فلسفته على الإلحاد.
وقد كان هيجل أشد بواحا وعتوا في إلحاده من ماركس.
لأنه تحدث عن إلحاده بصراحة شديدة في نصوص كثيرة من نصوصه التأسيسية بينما تعرض ماركس عرضا لمبدأ الإلحاد وإن كان قد استبطنه وأسس فلسفته عليه.
فكيف يستقيم على اي أساس فكري ودعك من أساس من التفسير الموضوعي للقرآن الكريم أن يحشر هذا الملحدان العتيدان اللذان قادا البشرية إلى ارتكاب أبشع المجازر بفكرهما الجدلي الذي مجد الصراع واعتبره أداة مثلى لتطور الجنس البشري؟!
وهذا الشخص الذي يعتبر أفكار هيجل الصراعية العنصرية وأفكار ماركس الصراعية الطبقية أعمالا صالحة يسيئ إلى الدكتور غازي صلاح الدين أبلغ إساءة عندما يتحدث عنه في هذا المضمار وفي هذا المسار.
فقد قال الرويبضة ذو الإرجاف:
"إذن الحزب الجديد الذي أسسه الدكتور غازي، وأخوته (يقصد إخوته!) الكرام، وطبقا للنظام الأساسي للحزب الجديد الذي قرأته بتمعن، بالمجموع هو عمل صالح يدخل في نطاق (عمل الصالحات)"
واستنتج الرويفضة:"أن سؤال وقيع الله للدكتور غازي: هل ينسق حزب غازي صلاح الدين مع الجبهة الثورية؟ فضلا عن التأليب الضمني، يشير إلى أن صاحب السؤال لديه هوى كأن (هل المقصود بأن؟!) يظل واقع السودان السياسي الاجتماعي الممزق كما هو، آيلا نحو المزيد من التمزق، وكأن قدر السودانيين أن يحكمهم (يقصد تحكمهم!) قلة منفردة، غير موهوبة ". وإذن فقد أصدر هذا الذي تدبر موضوعات القرآن الكريم، وتعرف على سنن الله تعالى في الأنفس والآفاق، واستوعب القوانين المحركة لسير التاريخ البشري، بعد أن اطلع على الأعمال التأسيسية لكل من هيجل وماركس، حكمه في حزب غازي صلاح الدين، وقال إنه من جملة الأعمال الصالحات.
وإنه حزب النهضة القريب من حزب الروافض المسمى حزب الله.
وهكذا أحاط الرويفضة شوفي حزب الدكتور غازي صلاح الدين بمزيد من الشبهات.

الجنوب ، خطأ تاريخي ومعضلة الاخلاق بقلم د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم

$
0
0

د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
الجنوب ، خطأ تاريخي ومعضلة الاخلاق

       في يوليو من العام 2010م، اي قبل الاستفتاء علي انفصال الجنوب بحوالي نصف عام، انعقد اجتماع بين نائبي رئيس جمهورية السودان (الموحد انذاك) ونائب رئيس جنوب السودان (الذي كان يتمتع بسلطات اكبر مما هو عليه اليوم). كان ذلك الاجتماع يهدف الي الوصول لاتفاق ما حول تأمين حقول النفط الواقعة في منطقة (وصفتها في ذلك الوقت في مقال لي بتاريخ 12 يوليو 2012م بانها ملتهبة ، انظر سودانايل، منبر الرأي، هل ستغرق مواردنا في الدماء؟). المقصود بمواردنا من وجهة نظري هي الموارد الطبيعية والبشرية، الموجودة في شكل خام او المعالجة. تلك الموارد مملوكة لشعب السودان في الشمال والجنوب ، وجدت علي الطبيعة كهبة الاهية ( GOD- Given) او تم استخراجها بجهد بشري (كالبترول) او اعدادها (كالبنيات التحتية علي قلتها). من الطبيعي ان الحكومة لا تملك مال خاص بها تحصل عليه نتيجة للاستثمارات الشخصية للمنتمين اليها ، او ان السادة الحكام هم اسياد يتصدقون ويمنون علي شعوبهم باموالهم الخاصة، التي حصلوا عليها من عرق جبينهم او نتيجة لورثة او هبات آلت اليهم من ذويهم واولياء امورهم المتوفين او الاحياء. بهذا الشكل فان عدم المحافظة علي تلك الموارد واستخدامها بالشكل الامثل وصيانتها، يعني بشكل مباشر لا لبس فيه  ان الدولة المعنية او الدول المعنية بالقيام بتلك المهمة هي دولة (دول ) فاشلة.

    نبهنا في ذلك الوقت الي ان تلك الموارد سيعتمد عليها اقتصاد البلدين بشكل حاسم آنيا ومستقبلا. لا توجد ضرورة  للتذكير بدور النفط في اقتصاد الدولتين وما آل اليه الحال بعد فقدانه او تعثر انتاجه وتصديره. اهمية النفط من الاشياء القليلة في الاقتصاد التي استطاع حكام الدولتين السودانيتين ادراكها بشكل واضح، بحكم انه مورد سوقي مدر للسيولة يغذي الموازنة العامة للدولة ويعود بالخير، بالضرورة علي الجيوب والشركات الخاصة المملوكة للحكومتين بشكل ما ، او لاشخاص منتمين اليهما ومرتبطين ارتباطا عضويا بالجهاز الحكومي (ولا اقول الدولة هنا لان هذا شأن اخر اتمني ان نصل اليه في المدي المنظور). بالرغم مما لعبه البترول من دور اساسي في الوصول لاتفاقيات السلام الشامل وضمانه لاتفاق الاخوة الاعداء وعلي الاستمرار في تعاقدهم السلطوي خلال الفترة الانتقالية، الا انه في نفس الوقت تحول الي نقمة في العلاقة بين الدولتين بعد الافصال، كما شكل واحدا من اهم الاسباب التي ادت للخلاف الحاد بين مكونات الحكم في دولة جنوب السودان.

     نسبة لعدم وجود دولة او مؤسسات في الجنوب فمن الطبيعي ان تهيمن المؤسسة القبلية التقليدية، التي علي اساسها تم الاستقطاب من قبل مكونات الازمة (الكامنة)، الي ان وصل الامر الي حرب ضروس حصدت ارواح الاف من المواطنيين الابرياء، الذين كانوا يمنون انفسهم بقيام دولة خاصة بهم تحقق لهم العيش الكريم وتسير بهم نحو الحرية والرفاهية التي حرموا منها ، حسب ما تم زرعه في اذهانهم ووجدانهم بسبب الشمال.

 اشرنا في ذلك الوقت الي الآتي  (....ويساهم بذلك (النفط) بشكل حاسم في بناء الاحتياطي اللازم للقدرة المالية للدولة ولتوفير عوامل الاستقرار النقدي والمالي وضخ السيولة الضرورية للأداء الاقتصادي وتأمين سعر صرف الجنيه السوداني. لهذه الأسباب أثارت أخبار استقالة عدد من العاملين بحقول النفط في الجنوب الذعر حتي وسط الدوائر الحكومية التي لا تتوقف عن التهديد وادعاء القوة والاستعداد لكل ما يأتي مهما كانت خطورته. لكن، والحمد لله، أن هذا الأمر قد حدث في وقت مناسب ليدق ناقوس الخطر بشكل يهدد امتيازات حكام الدولتين السودانيتين وينبههم الي خطورة التصعيد، الذي قد يؤدي الي حرب طاحنة تجعل منهما دولتين فاشلتين بامتياز وتجعل من الحكام أشخاص عاديين ، لا يتعب احد بحصر ثرواتهم او تجميدها او الحاجة الي إصدار قرارات دولية بالعقوبات او الحصار الاقتصادي، "المقال السابق"..) انتهي .

    يبدو ان ذلك (الناقوس) لم يكن كافيا لادراك خطورة الموقف من جميع الاطراف ، سواء في الدولتين او علي المستوي الاقليمي او الدولي (دولا ومنظمات)، بذلك يصبح الحمد قائما للذي لا يحمد علي مكروه سواه. تم فصل الجنوب الي دولة مستقلة دون ان تتوفر ابسط المقومات لذلك. لم توظف الموارد في الفترة الانتقالية لبناء ما تم النص عليه في اتفاقيات السلام الشامل فيما يتعلق ببناء القدرات والمؤسسات الضرورية بالحد الادني لادارة شئون دولة، تقع في واحدة من اشد مناطق العالم اضطرابا وخارجة من حرب اهلية وصفت بالاطول، ليس فقط في افريقيا بل وربما علي مستوي العالم في القرن الماضي. كلما تم الاستناد اليه هو جملة من معطيات التاريخ بين الشمال والجنوب، توجه الحكم الحالي في السودان وادخاله لعنصر الدين وبعض الجوانب العرقية في الحرب الاهلية بين ابناء الوطن الذي كان واحدا، اضافة لتقارير تقول ان السودان اصلا دولة فاشلة فما هو الجديد في تقسيمه الي دولتين فاشلتين؟

    لكن غاب عن الحساب او اهمل بشكل متعمد ان   فشل الدولة في هذا الاطار خطر يهدد شعب الدولتين ويمتد اقليميا ودوليا، خاصة بعد احتواء ثورات الربيع العربي وتحويل دولها الي حاضنات للارهاب والفوضي ، وتحويل دولة كانت آمنة مثل سوريا الي مسرح للعبث الدولي وجعل شعبها يتسول القوت او يموت علي طرقات دول الجوار. بذلك فان اداء الانظمة الحاكمة اصبح من مهددات السلم الاقليمي بشكل مؤكد، وهنا تتحقق نبؤة رئيس الوزراء الاثيوبي الراحل ملس زناوي الذي شبه انفجار الوضع في الجنوب ب"يوم القيامة". من هنا فان دولة مثل جنوب السودان ستتحول الي عبء عالمي ثقيل يمثل معضلة مركبة سياسية – اقتصادية – أمنية، بل معضلة (اخلاقية) تجب مواجهتها، لكن السؤال يكمن في – باي امكانيات وباي ثمن؟ ومن الذي سيدفع التكلفة الانسانية والمادية الباهظة لخطأ تاريخي مركب؟-.

    اتضح ان جميع المبررات الاقتصادية (وجود النفط الذي سيشكل موردا مضمونا لدولة الجنوب ويساعد في استغلال الموارد الطبيعية الضخمة التي تتوفر لها)، او الاسباب الثقافية والاجتماعية، او الاعتبارات السياسية، خاصة الاختلاف الجوهري في الرؤية السياسية بين الشمال والجنوب خاصة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، اتضح ان جميع تلك المبررات كانت اوهام وقائمة علي رؤية اشخاص وجهات لا علاقة لهم بالشعب السوداني ومنفصلين تماما عن الواقع الذي تسير عليه الامور علي الارض. اولئك الاشخاص الذين تم جمعهم من جميع اطراف الارض ثم انضم اليهم بشكل اساسي كما هو معلوم كل من المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال والحركة الشعبية التي كان علي رأسها شخص استثنائي يتمتع بكارزمة ومواهب استثنائية كانت في حد ذاتها تشكل شيك ضمان معتمد لنهاية حميدة، بخلاف هذا العامل الذاتي، لم تتوفر لاولئك الاشخاص والجهات رؤية مكتملة للمصير التاريخي الذي ينتظر الجنوب بعد الانفصال. بعد ان تم توقيع الاتفاق وبعد الشعبية الجارفة التي اظهرها للعالم استقبال الزعيم الراحل جون قرنق من قبل الشعب السوداني، تمت ازاحته عن المشهد السياسي، الامر الذي شكل قاعدة اساسية لبناء الازمة وتطويرها وانتشارها الي ان وصلت الي حالة سرطانية، لا يمكن استئصالها فآل الحال الي ما هو عليه اليوم.

    اذن من يتحمل مسئولية ما جري؟ نقول الجميع وان بدرجات متفاوتة، تبدأ من نظامي الحكم في الشمال والجنوب، ثم المكونات السياسية والاجتماعية الاخري، اما بضعفها وهوانها وعجزها واما بفشل متأصل فيها ، لا شفاء منه داخل عناصر اساسية منها (توصف بالكبري) او ، وللمسئولية التاريخية حتي (شعبي) السودان، اما بالسلبية والاسترخاء او بسبب اندفاع وتفاؤل مفرط غير مبرر بان ما حدث هو الحل الامثل، وانتهز هذه الفرصة لاقول ان الصفوة السودانية الشمالية (العاطلة عن المبادرة وفاقدة القدرة علي اقتحام الاحداث والتأثير في  مسارها ايجابيا)،  تتحمل مسئولية تاريخية كبري في ذلك الخطأ التاريخي الجسيم. اما المسئولية الاعظم، التي تصل الي حد الجرم الصارخ ، فتقع علي ما يسمي بالمجتمع الدولي خاصة ما عرف (باصدقاء ايقاد) – بما يتوفر لديهم من امكانيات وقدرات تنظيمية -  الذين اوهموا الجميع بحرصهم علي مصلحة دولة الجنوب وبالتالي العمل علي رعايتها والاخذ بيدها، الي ان تصبح دولة تتجاوز مرحلة الاقلاع الامن في دروب التنمية والبناء، اي ال (Take – Off). بدلا عن ذلك اكتفت بالتفرج علي الازمة في الجنوب تتشكل وتتطور الي ان وصلت الي الانفجار وهي الان تبحث عن مسكنات تخفف الالم.

    هل ستستطيع جهة ما ان تنهي هذه الكارثة الانسانية التي تجري في الجنوب؟ ام ستتحول الي عار جديد علي الانسانية يضاف الي ما سبقه من مخازي في هذه القارة المنكوبة، التي يبدو ان انسانها يقيم باقل مما تستحقه القرود، خاصة من الدول التي تدعي حرصها علي الحرية وحقوق الانسان وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية، التي بالتأكيد لديها رؤية حول ما يجري في الجنوب ولكن الرجاء هو ان لا تكون رؤية شيطانية.

     ما يحدث في جنوب السودان معضلة اخلاقية اخري تواجه الانسانية وعلي حلها تعتمد العديد من الاسئلة المرتبطة بالحقوق والحريات وتطور النظم السياسية في عصر رأس المال المتعولم هذا. هل في هذا مبالغة؟ لا اري ذلك، الا اذا كان الدم الذي يراق في جنوب السودان رخيصا ولا يستحق الاهتمام ، لان من يتم سحقهم هناك لا يملكون ادوات للانتاج ولا قوة شرائية تملأ خزائن الشركات بالارباح


المضحك والمبكي في أزمـة الهَـويّـة الماثلة مصعب المشرّف

$
0
0

:

يثير بعضنا الشفقة (خاصة في المجال الإعلامي) حين يصفنا بأننا شعب أسمر .... ولا أدري إذا كنا نحن بألوان بشرتنا هذه ندخل ضمن تصنيف الشعوب السمراء . فما هو لون الشعب المصري مثلاً ؟ وما هو لون شعوب شبه الجزيرة العربية؟ هل هم بيض البشرة؟ .. بالطبع لا .
فإذا كان هؤلاء يصنفون عند البعض السوداني على أنهم من أصحاب البشرة البيضاء .. فما هو لون شعوب الغرب الأوروبي البيضاء كالإنجليز والألمان؟
أخشى أن تتفتق عقول البعض المتشبث واهماً بلون الدلع الأسمر ... فيصنف الخواجات على أنهم من أصحاب بشرة (ناصعة البياض) بلون ريش طيور الجنة البيضاء التي توجد (حصرياً) في أشجار الفردوس الأعلى.
ثم أنه إذا كان الشامي والمغربي ، والمصري ، والبدوي في شبه الجزيرة العربية بيض البشرة (كما يراهم بعضنا) . فلماذا إذن يرهق هؤلاء أنفسهم ويتعبونها في التغني والغزل في اللون الأسمر ؟
هل يتغنى هؤلاء العرب (البيض) من الخليج إلى المحيط في سمارنا نحن (السودانيين) أم ماذا؟
ثم أننا إذا كنا أصحاب بشرة سمراء كما يظن بعضنا .. فلماذا نحمل مسمى "سوداني"الذي يعني في اللغة العربية صاحب البشرة السوداء؟
ربما يتوجب والحالة النفسية كذلك لدى بعضنها من الإرهاق والتشويش وعمى الألوان ، ربما يتوجب أن نعمد إلى تغيير إسم "جمهورية السودان"ليصبح  "جمهورية السُمران" .. وهكذا يطلقون علينا بعد بضع سنوات مسمى "سمراني"عوضـاً عن "السوداني".
 والأمر في الجانب الأعمق لا يقف عند حد "الشفقة"وحدها ؛ بقدر ما يعتبر معرقلاً  نفسياً لقدراتنا ونجاحات خطط التنمية البشرية والإقتصادية ؛ وسبب رئيسي من أسباب فشلنا المزري حتى تاريخه في التوصل إلى قناعة موحدة بماهية هويتنا الحقيقية الواقعية التي ينبغي علينا البناء فوقها للنهوض من كبوتنا المزمنة وسط الشعوب العربية والأفريقية على حد سواء .. وحيث نلحظ أننا كلما تقدمنا متراً تراجعنا القهقرى أمتار في كافة مناحي الحياة من إقتصاد وأخلاق وقناعات وثقافة .. نلتقط من العرب أسوأ ما عندهم ومن الأفارقة أبشـع ما لديهم ... ثم نكتشف بعد فترة أن هذا العربي لا يصلح لنا ؛ وأن ذاك الأفريقي لا يضيف لنا شيئاً بقدر ما يسلبنا ويزيدنا تخلفاً وتراجعاً في كافة المجالات ، وفقداناً للأمن والإستقرار ، وتهتكاً في النسيج الإجتماعي.
يبدو أن موقعنا الجغرافي في وجه القارة الأفريقية المتجه صوب شبه الجزيرة العربية ، والذي يمنح ظهره ومؤخرته في الوقت نفسه لأفريقيا (أنظر الخريطة) ... يبدو أن هذا الموقع والتوجه المزمن قد كان له أثره البالغ في الإنفصام والتشويش على هويتنا على هذا النحو الذي لا نزال نعاني منه.
إتصلنا حضارياً ومنذ آلاف السنوات بمصر واليونان والرومان .. وكان لهذا الإتصال إيجابياته وسلبياته .. ولكن الإيجابيات حتى عهد قريب كانت تطغى على السلبيات .. والسبب أن إندياح رياح التطور والتغيير التي يفرضها هذا الإتصال لم يكن بالسرعة الصاروخية التي هي عليه الآن في علاقتنا بمصر والغرب الأوروبي ....
قديماً ولأسباب ترتبط بتكنولوجيا الإتصال كان التغيير يأخذ وقته وعلى نحو يجعل من المقيم يبتلع الوافد ويهضمه على مهل ليستفيد منه ويلفظ الفضلات التي لا تصلح له .... لكننا اليوم أصبحنا نتقبل الكثير من السلبيات ونبتلعها سريعاً بقشورها ونواتها ؛ ومن دون أن نفكر في ما إذا كانت كلها أو بعضها تصلح لنا أو لا تصلح .....
وعلى سبيل المثال فإنه وفي الوقت الذي حرّم فيه الفقيه الأزهري ما يسمى بالزواج العرفي في مصر ؛ أخذنا نحن بهذا الزواج من مصر وفعلنا به الأفاعيل . وخسرت آلاف الفتيات نصف حياتهن الإجتماعية بسببه . ولم يستفيد من ذلك سوى الذكور بما مارسوه من جنس مجاني ... ثم أطباء جراحة التجميل والنساء والولادة بما جنوه من أموال وثروات نظـير قيامهم بإجـراء عمليات الخياطة وزرع غشـاء البكارة.
حتى المأكولات المصرية والمشروبات والتبغ البلدي (المعسّـل) الذي يجري تدخينه بالجوزة والنارجيلة إستوردناها بالطائرة مباشرة . فكان أن إستفحلت لدينا أمراض أهلكت الحرث والنسل ؛ ليس أقلها الفشل الكلوي وتلف الحنجرة والرئة وتشوهات الأجنة.
وبعد عام 1975م إتصلنا (نحن الفقراء) ببعض الشعوب العربية الغنية . فكان أن إستوردنا منها قشور الصرف البذخي الذي قد يتلاءم مع ثرواتهم ورفاهيتهم ، لكنه لا يناسب مداخيلنا . لا بل وارتفع سقف الطموحات وتكاليف الحياة والزواج وأسعار الأراضي في بلادنا الشاسعة الأرجاء دون مبرر . ثم تركنا الزراعة وحفرنا الأرض بأيدينا وأقدامنا سعياً وراء أن نصبح دولة بترولية ثرية .  فكان ما كان من مغبات فساد وسرقات وإستنزاف للثروة وحروب يعرفها الجميع ...
والأطرف من كل هذا وذاك أننا أصبحنا مولعين بلوحات السيارات ذات الأرقام الصغيرة ، وأرقام الهواتف الحلوة .. وزواج المسيار ..  وفي محصلة أخرى بتنا نرى الإناث والذكور مشغولين بتبييض البشرة وتقشيرها ، وزراعة الشعـر وتمليسه .. كل هذا على الرغم من المفارقة المضحكة التي يتركها هذا الهوس في محاكاة  العرب وتقليدهم الأعمى  . وذلك لسبب بسيط هو أن ملامح وقسمات وجوهنا ورؤوسنا وتشريح أجسادنا لا تشبه العرب والشوام في شيء ... لا بل ومقدماتنا وخصورنا ومؤخراتنا وأفخاذنا وسيقاننا وأقدامنا وحتى خطانا ومشيتنا على الأرض .. وكل جزء فينا يصرخ فينا ويردد بقوة قائلاً للدنيا "أنا أفريقي أنا سوداني".
وخلال فترة "الحلم النفطي"الذي عبر فوق رؤوسنا وتبخّـر سريعاً ، وتركنا "لقريعتي راحت "مرة أخرى .... خلال ذاك الحلم  النفطي القصير برزت ظاهرة لهفة الفتيات للزواج من البنغال والصينيين على أمل تحسين النسل والإتيان بهجين أصفر مسبسب الشعر ؛ يضاف إلى مكونات الشعب السوداني من واقع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إبـن أخــت القــوم منهــم".
وها نحن اليوم وبعد ما تسامع الناس بمعضلة اللاجيء السوري بدأت الأعناق تشرئب . ومقولات "تحسين النسل"تطل برأسها إلى الساحة من جديد لتنادي وتطالب الحكومة السودانية أن تتحول إلى "خاطبة"و "دلاّليّة"عبر فتح الباب على مصراعيه لملايين اللاجئين السوريين وتوطينهم في الشمالية الخالية ، وبعض من أجزاء الجزيرة المروية ، ونهر عطبرة ... ومنحهم الجنسية السودانية أملاً في "تحسين النسل"من جهة .. وأملاً في الإستفادة من المُزارع  والراعي السوري المتطور للمساهمة في النهضة الزراعية وتنمية الثروة الحيوانية . وغير ذلك من منتجات حرفية ومهنية أخرى يشتهر بها المواطن السوري خاصة في مجال التجارة والنسيج. 
وربما يكون لهؤلاء بعض الحق في ما يذهبون إليه من مقاصد . وذلك عند المقارنة بين السوري من جهة وبين اللاجيء الأفريقي للسودان من جهة أخرى . وحيث تميل كفة الميزان بالفعل لمصلحة اللاجيء السوري لو تم فتح له على مصراعيه .. فاللاجيء الأفريقي الذي جاء للسودان (ولا يزال يأتي) من شرق وغرب وأدغال أفريقيا ؛ لم يضيف حضارة إيجابية متطورة لنا بقدر ما جلب لنا من مظاهر سلبية وممارسات تتمثل أهمها في تلويث البيئة والدعارة والخمور البلدية ، والسحر الأسود والشعوذة ، والأوبئة الحاصدة والأمراض المعدية ، وقطع الطرق والسلب والنهب المسلح .
أما اللاجيء السوري فهو على كل حال سيضيف جديداً ، فهو يأتي من مناطق أكثر تطوراً وتحضراً من شرق وغرب وأدغال أفريقيا ؛ وسيساهم في تحسين النسل لو تم التزاوج (في الإتجاهين) بينه وبين السوداني ، وسينتج لنا هجين جديد "يُعجب الزُرّاع" . وحتماً سيساهم في دفع عجلة الإنتاج والتطور والتنمية ؛ ويشبع غرور وتطلعات بعض القوميين العرب السودانيين ممن يلهثون خلف تمكــين ملموس للهوية العربية في السودان .... السودان الذي يعاني التأرجُـح  إن لم يكن الضياع ؛ ولا يبدو إلى هذه اللحظة منتمياً إلى هؤلاء ولا  محسوباً على أولئك.


واحرقتاه من وجع الوسام وجرحه !! على حمد ابراهيم

$
0
0


   ليتك   طلبت  منهم  ياحضرة  الامام ،  أولا  و قبل  كل شئ  أن  يعطوك  براءة  من  كل الاساءات  التى  اهالوها  على  كاهلك ، بدلا  من هذه  (القماشة) المعطونة  فى  إزميل  العار ! ليتك  طلبت  منهم  أن   ينزعوا   من  ذاكرة  الشعب .  و من  وجدانه  الاساءات  (ديك !)  التى  خرجوا  فيها  عن  حدود  الادب  العام  و  قالوا عنك  مالم  يقله  مالك  فى  الخمر ، و مالك  لم  يترك  شيئا  لم  يقله  فى الخمر. لو استطاعوا  نزع  الاساءات (ديك)  من  ذاكرة  الشعب  ومن  وجدانه ،  فعندها  يكون  التكريم  الحق . ولكن  كيف  تنزع  تلك  الاهانات  والاساءات من  ذاكرة  الشعب  و من  وجدانه  وقد  فاحت  وانطلقت  مع  الاثير الفواح ، الذى  انطلق  لا  يلوى  على  شئ. يومها  غضبنا ، نحن  عشيرة  المعمدانيين ، لأننا  قوم  نكبر عند  الخصومة ،  و لا نمارس  فيها  الفجور ،  ولا نرمى  الغير بما  نستعظمه  فى نفوسنا. و لكنك لم  تغضب  مثل  غضبنا  نحن  الاكثر  مسيحية  من  المسيح !  لم  تغضب  ، ربما  لأنك  لا تريد  أن  تخرب  مدينتك عملا  بنصيحة  جدك العملاق .  ولكن  زمن  جدك  ليس هو زمننا  هذا ،  والرجال  الذين  خاصموه  و خاصمهم هم  من  صنف  آخر  ، يرعى  الإلة  والذمة  فى  خصومه . و يعف  القول  فى  الفرح  والغضب . لم  تغضب ربما لأنك  لا تريد  أن تجر  الشوك  على  جلد  نفس  الشخص  الذى  جرجر كل  اشواك  السافنا  على  جلدك  وجلد  حزبك  حتى  سالت  دماؤك  ودماء  حزبك  الذى  تقطع  من  جراحاته   اربا  اربا : أمة  قومى !  أمة  قيادة  جماعية ! أمة  فدرالى ! أمة  اصلاح ، أمة  وطنى، أمة  تيارعام ، أمة اسلامى .  كل هذه  (الأميات )  والأميين  التى انتهى  اليها  حال  حزبك  الفارس على  يد صاحب  الوسام  العار، و أنت لم  تغضب!  ربما  لأنه  من  شيمك  الكريمة  أن  لا  تعض  اليد  الممدودة  اليك  بالخير ، كان  ذلك الخير قماشة تايوانية فى شكل  وسام . او  شيئا  آخر  يعلمه  قوم ،  ويعلمه  معهم  علام  الغيوب.
 تكريم  الشهداء  المظاليم،  والشهداء الأحياء  كان  أوجب . و كان  اسبق ، و كان  أليق  من  تكريم  العاجزين  عن  فعل  التمام  فى  زماننا هذا ، الذى  تنازلنا  فيه  عن  ارثنا  جدودنا  البطولى  الذى  تركوه  لنا ، أولئك  الاجداد  الذين  لا  ترمش عيونهم عند  الفجيعة ، ولا  تهتز  فرائصهم  عند  صيحة  البلاء  فى  يوم  النديهة . كنا  سنكون  اهلا  للتكريم  لو  كرمنا  شهداءنا  بأخذ  قاتليهم  الى المقاصل او سقطنا قتلى مثلهم  مجاهدة  فى  سبيلهم . على  ماذا  نكرم ؟  على  تدجين  انفسنا .على  تخذيل  انفسنا . على القبول  بالدنية  من  امرنا ؟
 و يا حضرة  حامل  الوسام  الثقيل  على  انفسنا :
  كان  فى  جرابنا  ما يكفى  من  الخيبات  التى  كنا  قد  الحقناها  بانفسنا  يوم  مارسنا  مهنة  التخذيل و  قتل  الهمم  بلا  أجر  معلوم  للكافة  . و لم  نكن  بحاجة  الى  المزيد  بعد  كل  تلك  الآثام  الموجبة  للكفارة  . محطات  حزينة  لم  نستطع  نسيانها  او  التعافى  من جراحاتها  ومن  آلامها :
-هرولنا  الى  بورتسودان  فى عام  1977 وتركنا  شركاء  الكفاح  فى  معسكراتهم ! وصالحنا  النميرى  وادينا  قسم  الولاء  للاتحاد  الاشتراكى.
- هرولنا  الى جنيف  سرا  واجتمعنا  بالترابى  عراب  الفجيعة  بدلا  من  مواجهته  بجرمه . و غرسنا  أول مسمار فى  نعش  المعارضة  التى  ما لبثنا  أن   تركناها  فى  الهضاب  الاريترية   وهرولنا  نحو  الخرطوم ، كما هرولنا  من  قبل  نحو  بورتسودان.
-هرولنا  الى جيبوتى  لكى  نصطاد  ارنبا . ولكننا  وجدنا  فيلا  ، فاصطادنا  الفيل . وكسّر عظامنا. وبالنتيجة  صرنا مضحكة  من  كثرة  الهذيان  فى مقبل  الايام  بعد  أن  فقدنا  البوصلة  والمجداف ، وتاه  بنا  قاربنا  فى بحر  لجى تنؤ  وتزأر فيه  العواصف  والأنواء.
-هرولنا  نحو التراضى  الوطنى ، ونحو نداء  الوطن ،  ونحو  الشافية ، فلا تراض جنينا ، و لا وطن  وجدنا  ولا شفاء ! وعندما  خرج  الشباب  ضد  جلاديهم  خذلناهم  وطردناهم  من  دارنا  بحجة  انها  دار دينية  لا تتعاطى  السياسة  ، ياعفة  الكذب  الرؤم !
صحيح  الأمانة  العامة  تصدر  بيانات  ملتهبة  ضد  الجلادين  ولكن  الامنجية  الذين تسوروا  محرابنا  فى غفلة  من  الزمن  يفلحون  دائما  فى  اطلاق  خراطيش  المياه  الباردة  عليها  فيذهب  عنها  الأوار  الحارق !
 وربما  اقاموا  فى  قادم  الايام  مهرجانا  للفرح  الكاذب  بالوسام  الفجيعة! 
ويا أيها  القابضون  على  الجمر فى  ربوع  الكيان  الفارس  رصوا  صفوفكم  تمهيدا  للمعركة  القادمة  تحريرا للكيان  واعادته  من  براثن  سكان  القصر  ومشايعيهم .
المعركة  ستكون  قاسية  و لكن  النصر سيكون  اكيد ، وإلا  سيصعد  كل  طائر  الى  و كناته !

عثمان ميرغنى ضيفا على حسين خوجلى لفضح الفساد/اكرم محمد زكى

$
0
0


هذه رسالة اوجهها لبرنامج مع حسين خوجلى وللصحفى عثمان ميرغنى

السيد حسين خوجلى
معد ومقدم برنامج مع حسين خوجلى
المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبعد

منذ بداية برنامجكم قدمتم له على انه الفسحة التى يطرح فيها السودانيون مشاكلهم وهمومهم والسهلة الساهلة فى تداول شكواهم وتظلماتهم واول برنامج تلفزيونى يقوم بنقد الحكومة مباشرة وايصال واسداء النصح والتنوير الى رئيس الجمهورية ونائبه الاول

بل تخطى البرنامج مجرد النصح وبدا يقوم بدور فاعل فى الاتصال بجهات تنفيذية
للقيام بدورها تجاه مشاكل قائمة مثل مشكلة بحيرة المياه الراكضة فى الحلفايا ومشكلة الفواكه المحروقة وتكوين المجموعات الشبابية فى الاحياء وشراء حضانات الاطفال وكلها بمبادرة من البرنامج

ولقد ركزتم فى كثير من الحلقات وشددتم على محاربة الفساد وكما تتابعون ويتابع العديد من ابناء الشعب السودانى ما يقوم به الصحفى عثمان ميرغنى من مجهود لكشف الفساد الذى لحق بشركة الخطوط الجوية السودانية سودانير فهلا تكرمتم باستضافة الصحفى عثمان ميرغنى عبر برنامجكم ليتمكن من التواصل مع اكبر قطاع من الشعب وليستفيد من تكنولوجيا البرامج المرئية
فى عرض مستنداته فى برنامج اتوقع له ان يكون تاريخيا وبداية حقيقية لكشف الفساد

فلتوحد الان ونلتف حول حب هذا الوطن

والله ولى التوفيق

اكرم محمد زكى
مواطن سودانى

احتقان التحول في جنوب السودان تأخر إصلاح قطاع الأمن مع تزايد الاستبداد د. أنيتا فيبر

$
0
0



المقال أدناه للباحثة الألمانية د. أنيتا فيبر وكُتب في يونيو 2013 بمناسبة عيد الميلاد الثاني لجنوب السودان .وما جاء في المقال من تحليل وتحذير  وتوقعات تحقق على أرض الواقع باِندلاع الحرب الضارية حالياً في جنوب السودان .وفي تعليق حديث لها  حول الأزمة الطاحنة حالياً  ،نشر بتاريخ 19.12.2013 جاء فيه ...  إن نتيجة التفكير العسكري هو اِخضاع التفكير السياسي تحت أوْلَوِية القوة ( العنف ) .والأن لا تقف في الصدارة المواقف السياسية المختلفة للمشاركين وانما تبعيتهم العرقية .أن التعقب المستهدف لقبيلة النوير يفتح الباب على مصراعيه لتعميق الخندقة العرقية .إن الجزء الأكبر من الأعضاء السابقين في الحكومة وتم اعتقالهم على ضوء الاضطرابات الأخيرة ليسوا بأية حال من قبيلة النوير. إن هذه الحالة تقود  في أحسن الأحوال الى تعثر وعرقلة الأزمة وفي أسوأ الأحوال الى تَجَزُؤ الجيش الى أجزاء عرقية ويتقاتلون بعضهم البعض في حرب أهلية ... مما يعني نهاية التحول الديمقراطي في جنوب السودان .

ترجمة : د. حامد فضل الله / برلين
      يحتفل جنوب السودان في التاسع من يوليو 2013 كأحدث دولة في العالم بعيد ميلاده الثاني. ظلت حكومة جنوب السودان منذ الاستقلال تتخذ بعض القرارات المذهلة. فقد أوقفت ولمدة عام إنتاج النفط – ويعتبر هذا الفعل خطوة متهورة بالنسبة لبلد، يعتمد ما يزيد عن 97 في المئة على عائدات النفط. وعلى الرغم من أن السودان وجنوب السودان كانا ولفترة وجيزة على حافة اندلاع الحرب بينهما، إلا أن الحكومتين قد تمكنتا من إدارة الأزمة وأحدثتا توازنا مدهشا. ولكن مع ذلك فقد فشلت القيادة في جنوب السودان حتى الآن في تأمين السلام الداخلي. فحركة التمرد السابقة في البلاد تجد صعوبة بالغة في القيام بدور حكومة مدنية. وبالتالي التعثر في إصلاح  قطاع الأمن، ومحاولات التسريح يصعب تنفيذها، كما أن الفصل بين مهام الشرطة والمهام العسكرية يكون أحيانا مفقوداً تماما. وفي عين الوقت تتزايد النزاعات ذات الطابع الإثني وبدلا من أن تتحرك الحكومة في جوبا في اتجاه المشاركة السياسية، ركزت على السلطة والسيطرة.
       وتتحرك جمهورية جنوب السودان بين الثقة بالنفس الفخورة بخروجها منتصرة من حرب التحرير وبين التحديات الهيكلية للدولة الجديدة. فقد كانت المنطلقات الأولية واعدة جدا. وماليا، وفقا للمعايير الإقليمية، فقد وجدت البلاد نفسها في حالة جيدة للغاية للأسباب التالية: عائدات النفط التي توفر 9 مليارات دولار منذ الاستقلال في عام 2011، والناتج المحلي الإجمالي الذي يقدر ب 15 مليار دولار، بالإضافة إلى نحو مليار دولار كتمويل من الجهات المانحة سنويا واحتمال المزيد من القروض من الصين. ولكن مع ذلك لم تنعكس هذه الثروة على البنية التحتية ولا في الاستثمارات المستقبلية مثل التعليم - على الرغم من أن نسبة الأمية تقدر بأكثر من 70 في المئة. والفساد مستشري في البلاد بصورة
هائلة؛ فهنالك أكثر من أربعة مليار دولار قد اختفت في جيوب المسئولين الحكوميين منذ عام 2011. وعلى الرغم من أن ميزانية الدفاع تمثل حوالي 40 في المئة من مجموع الميزانية، إلا أنه لم يتم دفع مرتبات الجنود في الأشهر القليلة الماضية. وسيقود هذا بالطبع إلى قضايا أمنية صارخة، لأن المعوزين من الجنود سيقومون بنهب السكان المدنيين، أو الانضمام إلى المليشيات  القادرة مالياً
      وبما أن الفضل في استقلال جنوب السودان يرجع إلى حركة التحرير الناجحة، فإن تاريخه -  مثل إثيوبيا وإريتريا أو أوغندا- مرتبط في الأساس بالنضال من أجل التحرير. وفي خلال النزاع الذي دام أكثر من 20 عاما كان المنشقون يعودون باستمرار إلى الجيش الشعبي لتحرير السودان؛ حيث لم يكن بوسع المرء تحمل وجود منافسين ومنشقين في الصراع مع الخرطوم. واليوم أيضا ما زال دمج الميليشيات المتنافسة في الجيش مستمرا، ولكن الآراء المنشقة لا يمكن التسامح معها، لا داخل ولا خارج الحزب الحاكم. وهكذا، وعلى الرغم من إشراك المنشقين المسلحين في الجيش والسلطة، لا يسمح مع ذلك بالنقاش حول الأهداف السياسية للبلد.
وأيضاً بعد مرور عامين من الاستقلال، فقد فشلت النخب السياسية في جوبا والخرطوم في فك الارتباط بينهما. فكل من الدولتين ترجع مشاكلها الأمنية الداخلية والصراعات الخاصة بها إلى التدخل المستمر من جانب الدولة الأخرى، كل ذلك، بدلا من معالجة مشاكلها الهيكلية التي تنشأ وتظهر على السطح كنتيجة لسياسة الإقصاء والمحسوبية الوراثية الجديدة.
الأمن
لقد تدهور الوضع الأمني في البلاد بسرعة مذهلة منذ انفصال جنوب السودان. فأكثر من 2200 شخص لقوا مصرعهم بسبب النزاعات المسلحة. وأكثر من 000 320 من سكان البلاد المقدرين بحوالي ثمانية ملايين نسمة، نزحوا من مستوطناتهم بسبب القتال والفيضانات والجفاف. وبالإضافة إلى الصراع بين الميليشيات والقوات الحكومية، فقد لوحظت بصورة خاصة زيادة ووحشية معاملة سارقي المواشي التقليدية. هنا يمتزج شكل من أشكال الصراعات ، والتي يتم تفريغها بعنف كامل، مع التعبئة العرقية والمصالح التجارية. ومنذ اتفاق السلام في عام 2005، فقد زاد مهر العروس الذي يدفع في شكل أبقار لأسرة الزوجة بشكل هائل. ولذلك، أصبح الزواج بدون سرقة بالنسبة للكثير من الشباب غير ممكنا؛ إنهم يقومون بالسطو - في كثير من الأحيان جنبا إلى جنب مع الآخرين الراغبين في الزواج - على قطعان كبيرة في المناطق المجاورة حتى يتسنى لهم الحصول على مهر العروس. وبالإضافة إلى ذلك، هنالك شبكات إجرامية أخرى تقوم بسرقة الأبقار وبيعها في المنطقة. وعلى نحو متزايد تحول لصوص الماشية أيضا إلى قوة قتال عرقية، لا تقوم فقط بسرقة قطعان من الجيران، ولكن أيضا بمهاجمة  السكان من المجموعات العرقية المجاورة وفي كثير من المناطق، ضعفت شوكة السلطات التقليدية المتمثلة في الرؤساء أو الشيوخ بسبب الحرب والتشريد أو تعرضت لفقدان الشرعية بسبب تورطهم السياسي. كذلك تأثرت الشبكات الاجتماعية من جراء الحرب، إذا لم تكن قد دمرت بالكامل. ومن جهة أخرى يصعب تطبيق مبدأ احتكار الدولة في بلد يتكون محيطه من كثافة سكانية منخفضة، وبنيته التحتية غير مستطلعة. ومن جانبها فقد ظلت الحكومة تتبع نهجين من أجل تحسين الوضع الأمني: احدهما هو شمل المعارضة المسلحة بالعفو العام ، والثاني يقوم عل إصلاح القطاع الأمني.

الاشِمال والاندماج 
       تحت شعار "الخيمة الكبيرة"تم بالفعل استيعاب أكثر من أربعين ألف من المقاتلين غير النظاميين من مختلف  المجموعات المسلحة في الجيش الوطني بصورة شكلية، وفي غضون ذلك وعد النافذون، لاسيما قادة الحركات المسلحة بالحصول على الامتيازات المطلوبة وفرص التقدم الوظيفي. وفي المقابل لم تحظ عملية دمج المقاتلين العاديين بنجاح ملحوظ حتى الآن. هذا الأمر أدى إلى خلق فجوة بين القادة العسكريين وجنودهم، ربما تتطور إلى إشكالية معقدة يصعب حلها في المستقبل. لأن المقاتلين الساخطين سيقومون بلا شك بتكوين ميليشيات جديدة من أجل الحصول على مورد سياسي يقوي مواقفهم. وهكذا، وبعد الارتباط الناجح للمقاتلين من الممكن ظهور فصائل جديدة تطالب أيضا بالامتيازات وفرص التقدم التي طالب بها الآخرون. وكذلك فإن الصراعات التي تدور بين المجموعات الفرعية المختلفة التابعة لبعض الميليشيات قد ينظر إليها كلعبة البوكر التي تمثل ثمن انطلاق المفاوضات مع الحركة الشعبية.
إصلاح قطاع الأمن
منذ الفترة الانتقالية بعد اتفاقية السلام الشامل في عام 2005، تمت المطالبة بالتأهيل المهني لجيش جنوب السودان وتعزيزه تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة. وفي غضون ذلك وضعت خطة لتخفيض حجم القوات، وتحديد معاشات تقاعدية للمقاتلين السابقين، بالإضافة إلى تصور مفهوم جديد للشرطة وواجباتها. وحتى الآن إما أن يكون قد تم تنفيذ هذه التدابير ولكن ببطء شديد، أو أنها قد فشلت بالفعل. فالحكومة تفتقر إلى حد كبير للإرادة التي تجعلها تقدم أولوية السياسة على أولوية الجيش. ومن خلال التركيز على الدفاع عن الوطن ستظل هنالك مجالات، تلعب دورا أساسيا بالنسبة للأمن الشامل، معرضة للإهمال مثل إقامة البنية التحتية لسيادة القانون. أن الحركة البطيئة للتجريد من السلاح، احتقان الإصلاح في القطاع الأمني، بالإضافة إلى قصور سيادة القانون، كل ذلك يجعل قدرة احتكار سلطة الدولة وشرعية الحكومة محل تساؤل.
       أن العدد الهائل من القوات الذي يتراوح بين 000 120 إلى 000 180جندي، يشكل عقبة كؤود أمام الإصلاح السريع للجيش الشعبي لتحرير السودان. إن مهارات ومستوى تدريب المقاتلين  تمثل أيضا مشكلة جادة ، فجيش أفراده ليسوا متعلمين فحسب بل وأيضا ليس لديهم فهم أساسي عن حقوق الإنسان، والأخلاق العسكرية والقانون الدولي للحرب، وفي نفس الوقت يواجه إمكانية التسريح، يحتوى بلا شك على قوة هائلة لتوليد الصراع. لأن الحياة المدنية في الواقع تقدم احتمالا ضئيلا من فرص العمل. وهذا ينطبق أيضا على الزراعة التي لا تقدم أي وعود بالضمانات الكافية بسبب عدم وضوح قضايا الملكية ، وضعف البنية التحتية.
نهج التحول
       حاولت الحكومة في يناير 2013 وضع إشارة تحويل ، تم بموجبها تسريح نحو 100 من كبار الضباط العاملين من الخدمة العسكرية. ولقد أدى حتى هذا العدد القليل من التسريح أو بالأحرى إعادة التشكيل إلى حدوث اضطرابات في الجيش. نشأت من جرائها شكوك تقول بأن القيادة في جوبا أخذت بزمام المبادرة وأرادت بذلك إحباط أحد الانقلابات. ومن ثم تمت تعبئة الولاءات العرقية داخل الحكومة؛ وتعثر منذ ذلك الحين مشروع الإصلاح.
       إن تكوين شرطة جنوب السودان محفوف أيضاً بالصعوبات التي ترجع أساسا إلى الأفكار المختلفة عن دور الشرطة. فتوجد إشارات متضاربة مصدرها وزارة الداخلية. فمن جهة تم التوقيع على خطط لبناء شرطة احترافية ينبغي أن تنحصر واجباتها في حماية المواطنين والحفاظ على الأمن. ومن جهة أخرى هنالك ممارسة شائعة تدعو إلى استيعاب الجنود المسرحين في الشرطة. وهذا يظهر بوضوح على أن إصلاح قطاع الأمن لا يقوم على الفصل الصارم بين الواجبات العسكرية وتلك الشرطية، مما له أهمية ضرورية في بناء ثقة الجمهور تجاه الحكومة. وبالإضافة إلى ذلك، فقد تم تعيين ضابط برتبة مقدم من المسرحين هو، بيونغ دينغ كول كمفتش لرئاسة مكتب الشرطة. وهذا أيضا أمر يثير القلق حول فعالية إصلاح القطاع الأمني.
       إن عملية خلط مجالات واجبات الشرطة والجيش ستقوم بالإسهام في مواصلة عدم اطمئنان السكان المدنيين للناحية الأمنية في البلاد. فالحوادث المختلفة التي حدثت في الأشهر القليلة الماضية قد هزت بشدة ثقة السكان في قوات أمن الدولة. في ديسمبر عام 2012 قام أفراد من رجال الشرطة، وحرس السجون، وحماة الحياة البرية، وأمن البنوك في العاصمة الولائية (واو) بإطلاق النار على مظاهرة سلمية؛ مما أدى إلى وفاة  ثمانية مدنيين ومن ثم بدأ التحقيق في هذا الأمر، ولكن حتى الآن لم يتم اتهام أي عضو في قوات الأمن أو حتى محاكمته. إن تصور وجود قوة للشرطة تقوم بخدمة المواطنين وتعمل على حمايتهم، بعيدة كل البعد عن الواقع في جنوب السودان في الوقت الحاضر. والجيش لا يزال يتهم بارتكاب انتهاكات خطيرة في مجال حقوق الإنسان. ووفقا لذلك، يقوم الجيش الشعبي باستهداف مستمر ضد المدنيين، وخاصة في مجال مكافحة المليشيات المتمردة في ولاية جونقلي. وأيضا خلال حملة نزع الأسلحة تحت شعار "استعادة السلام"في مارس 2012، قد ارتكب الجيش هجمات واسعة النطاق على السكان المدنيين.
الاستمرارية السلطوية
         ولأن جنوب السودان قد تم تهميشه في الماضي اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا من قبل الخرطوم، فقد كان الأمل بعد الاستقلال متجها نحو قيام دولة جديدة شاملة وتشاركية. ولكن مع ذلك لم ير المرء حتى الآن إعراضا عن سياسة الإقصاء والإهمال. بل الأرجح، تتصرف قيادة جنوب السودان وكأنها نسخة طبق الأصل من النظام في الخرطوم. فهجمات جيش الحكومة على المدنيين، وتضييق الفضاء السياسي، والقمع المتزايد ضد الصحفيين، والتوسع لسلطة الرئيس، كل ذلك يعتبر من علامات التحذير الواضحة للعيان.
       وقبل الاستقلال بقليل قام الرئيس سلفاكير بتوسيع صلاحياته وتقليص سلطات نائب الرئيس والبرلمان كذلك. وبعد إعلان نائب الرئيس رياك مشار في أبريل 2013 عن نيته الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، قام الرئيس سلفاكير بتقليص المزيد من مسؤولياته. ومنذ الاستقلال ظلت هنالك لجنة دستورية تجتمع من وقت لآخر، ولكن لم يتم تجهيزها بالموارد اللازمة للمضي قدما في الإصلاحات الدستورية المطلوبة. وأما في داخل الحركة الشعبية - الحزب الحاكم الذي فاز في انتخابات عام 2010 بأغلبية كبيرة- تتشكل في داخلها جماعات  عرقية وليست في إطار مؤسسات سياسية. وعلى الرغم من الاتجاه الواضح نحو دولة ذات حزب واحد، ليس من المتوقع بأي حال من الأحوال أن تظهر الحركة الشعبية كلاعب قوي وحيد؛ بل من المرجح أن تلقي بنفسها في شرك الاقتتال العرقي.
        ونظرا لتراكم السلطات في أيدي الرئيس سلفاكير ميراديت وسياساته المتعلقة بالمراسيم الرئاسية، إلى جانب عجز البرلمان، ظهرت على المستوى السياسي الحاجة الملحة لفصل السلطات والمشاركة القوية. وبالفعل كانت هناك احتجاجات من جانب أحزاب المعارضة في انتخابات عام 2010، بل وأيضا من جانب أنصار الحركة الشعبية نفسها، الذين شعروا بالاستبعاد والاقصاء، وبالتالي لجأوا إلى حمل السلاح. ووفقا لرئيس الحركة الشعبية، فمن الممكن جدا أن تتكرر هذه الاضطرابات في الانتخابات القادمة في عام 2015.
إن الاعتياد على مسألة العنف المتواصل، والنقص الدائم والملحوظ في إمكانيات المشاركة الفعلية، وتشرذم البلاد المتزايد في إطار المجموعات العرقية المختلفة، كل ذلك يقوم بتهديد استقرار جنوب السودان لا محالة. وخاصة في المرحلة الدستورية للدولة الجديدة، فإن شرعية الحكومة تشكل أهمية خاصة من أجل نقل عمليات الإصلاح المفقودة والصعبة للسكان.
تأثير اللاعبين الخارجيين
          من المرغوب فيه أن يقوم اللاعبون الخارجون بمرافقة عملية بناء الدولة بصورة جدية ونقدية على المدى الطويل. ومن شأن هذا النهج أن يكون أكثر منطقية من السياسة الحالية للمجتمع الدولي، التي تتراوح بين النشوة والإعراض فيما يتعلق بجنوب السودان. فألمانيا وأوروبا من المفترض أن تعملا كشريكين موثوق بهما - خاصة في مقابل المنافسة مع الصين والهند وماليزيا، تلك الدول التي تقدم لحكومة جنوب السودان، كشريك في النفط، مستويات أعلى من الاستثمارات.
           وبالنسبة للحكومة الاتحادية الألمانية يمكن أن يعني هذا الأمر مشاركة أكبر في تعزيز سيادة القانون وربما في تدريب قوات الشرطة أيضا. وفيما يتعلق بإصلاح قطاع الأمن، فالمطلوب من الحكومة في جوبا الفصل الواضح بين مهام الشرطة والجيش. وخلاف ذلك، من المنتظر أن تصبح المساعدات من قبل الجهات الخارجية موجهة فقط لتمويل الجيش.

ماعندي شغلة غير السياسة!!/ حيدر احمد خيرالله

$
0
0

سلام يا .. وطن

حيدر احمد خيرالله
احد الظرفاء نقل لنا ملاحظة احد الكتاب بان ثورات الربيع العربي ذهبت بالرئيس مبارك فى مصر ، والمرحوم العقيد / القذافي فى ليبيا .. والرئيس زين العابدين بن علي فى تونس اما فى السودان فان النظام ظل قائماً ويترك الشعب البلاد فى اكبر هجرة جماعية يشهدها تاريخنا المعاصر ..

ولننظر للتغييرات التى قام بها النظام على الحرس القديم وتصريحات الدكتور نافع علي نافع المساعد السابق للرئيس الذى قال فيها  مبتسماً( أنا طلقت المواقع الرسمية فى الدولة ولم أطلق السياسة  وانا ماعندى شغلة غير السياسة (وزاد) المواقع التنفيذية فى الدولة الان تتولاها قيادات شبابية فاعلة ومبدعة مؤكدا انهم سيقفون من خلفهم ويتوجهون حيثما يتوجهون .. وقال ان قادة المعارضة السياسيين فى الخارج وقادة الحركات المسلحة بعد طرد حركاتهم خارج السودان وتحويلهم الى قوى سياسية سنفتح لهم باب الحوار حتى يتم التوصل الى وفاق وطني..) هل نفهم انها طلقة رجعية  ؟!ام بانتظار حكم من اهلها وحكم من اهله ريثما يتم التوفيق بينهما ؟ واذاكان الرجل ( ماعندو شغلة غير السياسة) فهل على شعب السودان ان يظل ( فئران تجارب ) لكل زول (ماعندو شغلة) ؟ والدكتور الفاضل ظل ربع قرن يمارس فينا هذه (الشغلة) فماذا كانت النتيجة ؟ دمار فى الاقتصاد ودولة على حافة الانهيار .. واسوأ تضخم يمر عبر تاريخنا ..فوضى الاسواق والاسعار ..حروب على كل الجبهات .. اربعة مليون دولار تكلفة الحرب كل صباح جديد .. وإقصائية حادة المنعرج دفعت د.نافع لأن يقول يوما ما ( بانهم سيسلمون السلطة لعزرائيل) والان على الاقل سلم الرئيس البشير سلطات د.نافع لبروف /غندور ..فهل كانت المشكلة فى عزرائيل الذى تأخر ام فى نشوة السلطة التى لاتراعي حتى جناب الملائكة وجاههم فى دولة تزعم انها اسلامية؟ والأسوأ ان من لاشغلة عندهم غير السياسة قد افقدونا ثلث الارض وثلث الشعب فى جنوبنا الغالي.. رحماك يارب إن والدي امدالله فى ايامه فى نفس عمر الدكتور نافع وبموجب قوانين الخدمة العامة فى السودان فهو فى المعاش منذ عدة سنوات فمالذى يجعله معاشياً ودكتور نافع لازال يطلق المواقع التنفيذية ويتزوج بكرا اسمها السياسة ويقف خلف الشباب الذين يديرون العمل التنفيذي ؟ ولماذا يقف خلفهم ؟ ولطالما انه وقبيله قد ادمنوا الفشل ربع قرن فماذا يريدون من القادمين الجدد؟ والحديث الذى يحتاج التوقف عنده هو قوله (ان قادة المعارضة السياسيين فى الخارج وقادة الحركات المسلحة بعد طرد حركاتهم خارج السودان وتحويلهم الى قوى سياسية سنفتح لهم باب الحوار حتى يتم التوصل الى وفاق وطني..) اليس عجيباً امرك يادكتور؟ طرد وتحويل؟ كيف ذلك ؟ صوفي وشيوعي كما ذكر مظفر النواب؟ اذا اصلا تم طردهم من هذه (الضيعة) فعلام الحوار؟ وعبارة سنفتح لهم .. الا تاتى من باب المرحوم القذافى لم يبق الا ان تقول لهم ( مين انتم؟؟) وما انت الا معاشي فى الجهاز التنفيذي وكما ذكرت ( ماعندك شغلة غير السياسة) امدالله عمرك ومارس سياستك لكن بعيدا عنا .. يرحمك الله .. فربع قرن كفاية .. وكفاية ..وكفاية ..وسلام ياااااوطن ..

فى إستعداء سافر كتبت الصحفية فاطمة  عقب حضورها احتفالات القصر    ( نجح المؤتمر الوطني فى ملفات كثيرة واستطاع ان يحقق نجاحات ملموسة من خلال الاحداث الواقعية والمعقدة ولكنه اهمل جانب الانترنت فعاث البعض فساداًواتخذوها وسيلة لذرع الفتنة وتصفية الحسابات والشائعات وسب الدولة ومؤسساتها ) عجبت لهذه الدموع على الدولة ومؤسساتها واين هو المؤتمر الوطنى وانت تكتبين ( فى كل بيت سودانى مدمن وسكير وصايع وزانى) اين هو من قذف هذاالشعب العظيم ؟؟ .. وسلام يامؤتمر ياوطني ..

الجريدة السبت 4/1/2014

 

الاستقلال بارادة المستعمر....ووهم الدولة الوطنية/سهيل احمد الارباب

$
0
0

الكلفة العالية وانعدام الجدوى الاقتصادية والخسائر البشرية ومحدوديتها ولحراك العالمى الثقافى والفلسفات الحديثة والثورة الاشتراكية والاتجاهات الثقافية الحديثة بالعالم المتقدم جعلت من استمرار تجربة الاستعمار بشكلها التقليدى القديم فى حالة موات حتمى حالها حال السلوكيات الاستعلائية الاجتماعية والثقافية والدينية مابين الامم بمنتصف القرن العشرين فبرزت التحدايات لابد من روافع جديدة واساليب تحفظ المصالح والتوازن مابين القوى التقليدية والقوى الحديثة واتجهاتها انسانية العناوين والمضامين وباعماق متفاوتة بجوهرها

وتكشفت وثائق الخابرات البريطانية وبعض مذكرات رواد مايسمى بالحركة الوطنية سر سهولة الوصول السريع لاستقلال السودان بحركة نضال لم تخرج من مذكرة لافندية لم تعرفهم سجون النضال ولم يخوضوا معارك سلاح كامثالهم من الدول اللاحقة لنا وحركة صفوة لاتمثل مئات حتى من المتعلمين بمقاييس ذلك الزمان تمت رعايتهم لاحقا بالطائفتان الرئيسيتان بذلك الزمان

ودور الطائفتان الرئيسيتان لم يكن يعنيها الستقلال عن الاجنبى بكثير او قليل مادامت هباته متدفقة عليها ويرعى استغلالها للبسطاء من ابناء شعبها فى اعمال السخرة والغيبوبة دون تدخل ينقذ الملايين من اجيال لاتباعها لادخالهم حركة التعليم ةاللحاق بسبل المعرفة انتشالا لمستقبلهم من الجهل والتخلف وقد ركبت موجهة كطلب الخريجين تداركا لاتجاهات المستقبل بذات السياسة التى تتبعها الان بمقاومة الديكتاتورية الانقاذية ليس اكثر

والجركتان الطائفتان بالسودان امام قضايا النمو الثقافى والتطور تثبت انها اكثر عداء"لشعبها من اجل استمرار مص حتى قطرة الدم الاخيرة منه مقارنة مع الاستعمار وماقام به من حراك تعليمى وتنموى واجتماعى وجدت كلها معارضة من الطئفية ووصلت مرحلة المذكرات المباشرة بقرار الغاء الرق والعبودية اتساقا"مع وعى عالمى بكارثية هذه التجارة وعارها بتاريخ البشرية فيابى السيدان ؟فاى سيدان نمجدهم بتواريخنا نحن الا ان نكون شعب بسيط وعبيط ومستغفل ومازال؟

وسيناريوهات الاستقلال او الوحدة كانت تدار بامتياز من الخارج وعبر المخابرات البريطانية والمصرية وشمل اغلب القوى المؤثرة وقياداتها عبر التقارير والاجتماعات اليومية وماقرار الستقلال من داخل البرلمان بفكر سودانى تكشف اخيرا فماهو الا اقتراح من قبل شاب يفع بالخامس والعشرون من عمره عمل سكرتيرا اداريا للحاكم العام من خريجى اكسفورد وحتى اختيار النائب دبكة ليتقدم بهذا الاقتراح تم من داخل ذلك الاجتماع.

وكل الانقلابات التى تمت بالسودان كانت المخابرات البريطانية او المصرية والاميريكية على علم بها والتى خرجت عن الطود اجهضت عبرها ومادور المخابرات المصرية والليبية ولبريطانية بخافية عن اجهاض يوليو1971.

وتاتى اتفاقيات السلام مع الجنوب مثالا اخر عن ارادة المجتمع الدولى ونعى ماذا نعنى بحمل هذا اللباس وياتى االنفصال برعايته وتاتى الحروب الان عبر وكلائه وتنهى عبر لكتب جغرافية سياسية جديدة الان ليس عبر الشعب ولا ادته ولكن عبر الاستعمار ايضا"ووكلائه وسنفرد مقالا عن موسفينى واعادة رسم جغرافيا وسط اريقيا والبحيرات يضى لنا شى من احداث انفصال الجنوب واحداثه الان باذن الله تعالى

يعنى جكومات وقرارات كبرى واتفاقيات داخلية وانقلابات  برعاية المستعمر وبامتحانات مكشوفة لياتى من يحدثنا عن التخابر مع الاجنبى الان ؟ ومن يتحدث عن الوطنية فاى تاريخ نحمل وباى مستقبل تحلم؟..

ربما كل شى لم يتم لاباردتنا او باردة شعبنا ولاقياداته ادوار مرسومة ولانملك حق الا السير عليها حافر بحافر..سر فشل مايسمى الدولة الوطنية وابطالها العملاء بامتياز للاجنبى

 

تجليات: ليلة عيد الاستقلال والخرطوم تغوص في أكوام القمامة!! بقلم د. محمد بدوي مصطفى

$
0
0

تجليات:

ليلة عيد الاستقلال والخرطوم تغوص في أكوام القمامة!!

بقلم د. محمد بدوي مصطفى

mohamed@badawi.de

 ما أجمل شارع النيل ليلا وما أبدعه في هذا اليوم الأغر حينا ترى الشوارع والكباري في حلية بديعة وتتبدى للناظر دور الحكومة والمؤسسات وهي قد ازدانت بأنوار باهرة صفراء وحمراء تسر الناظرين. ما أحلى أهل بلادي بأثوابهم بشتى تشكيلاتها البهيّة، فهؤلاء أتوا في هذه الليلة من كل فج عميق ليحتفلوا ويحتفوا بعيد هو – دون شك - أهم أعيادنا على الاطلاق لأنه رمز لنضال وصمود هذا البلد المعطاء إذ أفنى فيه الأجداد والآباء جل دأبهم وعملهم ليكللوه برفع العلم في الأول من يناير ١٩٥٦. سرت أنا وأسرتي بكل أفرادها وركبنا "الهايس"وغنينا مبتهجين بفرحة هذا العيد الذي هو أيضا ثمرة من ثمار والدنا د. بدوي مصطفى. إذ عمل هذا الرجل في السياسة مع حفنة من أصدقاءه كالأزهري، محمود ويحيى الفضلي والسيد على عبدالرحمن وأحمد السيد حمد. لقد جاد هؤلاء بالنفيس والغالي من أجل أن يروا هذا البلد مستقلا حرا من قبضة وتسلط المستعمر بعد أن نهش من لحمه ودمه وانفرد بنصيب الأسد في سرقة موارده وخيراته.

جلسنا بحدائق شارع النيل وكنا قد أحضرنا – ككل الأسر الجالسة هنا وهناك – من الأكل والشرب ما يحلّى هذه الليلة ويجعلها رحلة من أجمل الرحلات التي طالما تتوقنا أن ترى النور. أجتمع البشر من حولنا يلعبون الكشتينة ويغنون ويرقصون ويشربون الشاي والقهوة من أيدي أولئك النسوة ويطلقون الألعاب النارية في سماء النيل المتوهج حيث انعكست تلك الألوان على صفحته فازدانت وتحلت محتفية هي أيضا بنيل الاستقلال. لكنني يا أخوتي وبكل صراحة وشفافية ومع جمال هذا اليوم وبداعة الجلسة على ضفاف النيل صُدمت بهمجيتنا ورعاعتنا وقلة أدبنا نحن السودانيون. كيف؟ لا أدري كم من البشر قد تجمع على نجائل هذه الحدائق البديعة لكن تخيلوا أن كل الأسر والشبان والشابات القاعدين على ضفاف النهر الخالد كانوا يحملون الكثير الكثير معهم كالعادة في أكياس البلاستيك الشيطانية. أكلوا وشربوا وتسلوا وفي النهاية تركوا المكان الذي وهب لهم هذه اللحظات الجميلة يغوص في القمامة فغاص وجه السودان في يوم استقلاله في الزبل وصار سلة مهملات من طراز الإكس إكس إل. يا إلاهي، ما أقبحنا وما أبشعنا نحن السودانيون. غدت تلك الحدائق الغناء كوشة بحق وحقيقة. منظر تتقزز من العين ويخجل منه كل ذي ذوق وأدب رفيع. تخيلوا أنه في خلال سويعات ليلة هذا اليوم الأغر قلبنا حلية البلد ووجها الباسم الوحيد الذي يستقبل الغريب والقريب فرجة ومضحكة ومسخرة. أسمحوا لي أن أناشد من هذا المنبر السيد الرئيس عمر البشير ومعتمد الخرطوم أن يقننوا قوانين رادعة لهذا الجهل واللامبالاة بغرامات باهظة لكي نتعلم تحمل المسؤولية تجاه الوطن وتجاه انفسنا أولا. تعلمنا نحن السودانيون ألا نعمل إلا بالعقاب فمتى نتعلم أن نتقن الأعمال دون أن نعاقب؟

 

 

 

 

 

 


محمد حسين بهنس .. الرحيل المر د. كمال طيب الأسماء

$
0
0

محمد حسين بهنس .. يكتب بالريشة ويرسم بالقلم
د. كمال طيب الأسماء
لن أستغرق في تقديم الراحل الفنان الشاب محمد حسين بهنس فقد سبقني عدد من رفقاء الكتابة بعد سماع خبر رحيله في مصر وكأنه أراد أن يخلق لحمة من وحدة المشاعر المصيرية بين ما تحمل روحه وما تحمله أرواح المصريين في ميدان التحرير. فهاهو يرحل متدثرا بـ...  بلا شيء في ميدان التحرير منطلق شرارة الثورة. له الرحمة والمغفرة بقدرما قدم من إبداع، وبقدرما كان خلوقا مهذبا.
 على الرغم مما اعترى تجربة محمد حسين بهنس من "جهجهة"، وهي ذات الجهجهة، التي وصف بها الأديبُ الراحلُ الشاعرُ محمد عبدالحي، المبدعَ السودانيَ حين قال (إن المبدع السوداني دائما مجهجه وأموره ملكلكة). فعلى الرغم من ما اعترى التجربة من معاناة شخصية تمثلت في مسيرة شاب يحاول إبراز موهبته الفنية في ظروف قاسية يمر بها وطنه وتمر بها منطقته نجد بهنس يخرج إلينا بإبداع صامت وموحٍ في آن، من رحم هذه المعاناة وبأسلوب بسيط صورته لنا ريشة ناطقة ومفردات مرئية موحية بأنين إنسان يستنطق أدواته لتحكي واقعه المرير بل تحكي واقع الأمة كلها وما آلت إليه الأحوال.
فعندما قال
بهديك الغربة
هتاف الموتى وصمت التربة
فقد كان يرى هتافه إزاء صمت التربة .. صمت تربة الوطن الذي احتار حتى صمت .. وصمتَ ترابُه وصمد وهو يردد "إن يكن صمتي رهيبا إن في الصمت كلاما"
فالموتى لا هتاف لهم. وهو يشبه عجز الإنسان عن الكلام وعجز التربة عن الإنجاب، باستحالة هتاف الموتى.  
وعندما قال
بهديك إحباطي
حديث عابر
في مركبة عامة بصوت واطي
كان يصور التعبير الصامت للنفس وهي تـُسِرُّ إلى الآخر بالإحباط الذي أصابها مما وصلت إليه الحياة نتيجة الفشل السياسي ولكنها لا تجرؤ على أن ترفع عقيرتها ببنت شفة وذلك خوف جبروت الحاكم وبطشه.
أما قوله :
بهديك طلـــه
لبيوت الخيش
وخيم تفتيش
واسواق أرخص مافيها حليفة الله
فهنا يختلط الحابل بالنابل .. إنسان يعيش الكفاف. محروم حتى من جدران تقيه لفحة البرد. ولا بإمكانه أن يتقي شر "تفتيش"جلاوذة الحكم. أما الأسواق فهي مسرح لانعدام الضمير والذمة حيث أصبح الناس يقسمون بالله لترويج تجارتهم. وقد لا تكون الأسواق التي يتحدث عنها هي الأسواق التجارية فالمتاجرة بالقضايا وبيع الذمم أصبحت للأسف مرتعا آخر للقسم الكاذب لا يحتلف عن حلف السوق.
ومن يقرأ كتابات محمد بهنس، والتي باتت حبيسة دفتره المهتريء حتى فارق الحياة، يلمس حقيقة ما أصاب إنساننا السوداني، والمبدعين بصفة خاصة من إهمال وزارات الثقافة والفنون للفنانين. ويكفي هؤلاء خزيا وعيبا وعارا أن يموت فنان سوداني تشكيلي مثل بهنس وقد ظنته مصر شحاتا على أرصفتها.
ختاما
 رحل محمد بهنس وفي نفسه الكثير من معارض الصور ونظم القصائد والتصوير الفوتوغرافي والتي كان يحدثك عنها وكأنها سدرة منتهاه. وهذا يعكس لنا سكنى الفن في روح هذا الإنسان.
كمال طيب الأسماء
Abudulama@gmail.com

 



 

إستدعاء سفير جمهورية جنوب السودان بالولايات المتحدة الامريكية و اخطاره باغلاق سفارة USA بجوبا

$
0
0


                                                                                                                                                                                                               خبر هام وعاجل
بقلم : دانيال أبوشرى دانيال
تمت اليوم الجمعة  الموافق الثاني من يناير الجاري  إستدعاء سفير جمهورية جنوب السودان بالولايات المتحدة الامريكية بواشنطون دي سي من قبل  وزارة  الخارجية الامريكية وقد تم  إخطاره بقرار السلطات الأمريكية  بإغلاق سفارتها وجميع أعمالها بمدينة جوبا ،  عاصمة دولة  جنوب السودان،  إثر تفاقم  وتردئ الأحوال الأمنية  في الجنوب وخاصة بولاية أعالى النيل الكبرى. وذلك بعد إندلاع  الحرب التي بدأت بإصدار أمر من رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير للقوات الحرس الجمهوري التابعة له ، بقتل مواطني عذل من قبيلة النوير بالمدينة ، مما أدت إلى إستياء وغضب
شعبي  عام في أوساط شباب قبيلة النوير.
وفي سياق آخر ؛ قد وصلتنا نبأ موثوق بسقوط منطقة ماقري التي تقع على بعد عشرين ميلآ من جوبا، على أيدي القوات المناهضة للنظام

التشريعات السودانية و ظاهرة أغتصاب الاطفال بقلم : مصعب مصطفي الجزولي -المحامي

$
0
0


melgzoli@yahoo.com
فقد انتشرت جريمة الاغتصاب كظاهرة في مجتمعنا السوداني بأريافه وحضره.. المجتمع السوداني قائم على العادات والتقاليد ولكن في السنوات الاخيرة مرّ المجتمع السوداني بهزات أثرت كثيراً على الشخصية السودانية    خاصة في المدن، مما سبب إنفصاماً في شخصية الأفراد، حيث لعبت الظروف الاقتصادية السيئة والوضع السياسي السوداني دوراً كبيراً في ظهور التحرش الجنسي، الجانب الأكبر والاخطر في ازدياد عملية الاغتصاب هو المستقبل المظلم للشباب حيث انقسموا بين دور العبادة والمخدرات، والاعتداء على المجتمع بجانب السرقة   وغيرها من الجرائم، وان صعوبة الزواج لدى الشباب قادتهم الى ممارسة الجنس خارج إطاره مما أدى الى ازدياد الظاهرة في المجتمع والملاحظ انتشار هذه الجريمة ضد الأطفال في مجتمعنا السوداني ، وهي تمثل أسوأ صور البشاعة والوحشية، فالطفل يختلف عن الشخص الراشد ، لأن الشخص الراشد منحه القانون حق الدفاع  الشرعي عن نفسه إذ ما اعتدى عليه . أما الطفل فلا حول له ولا قوة ، مما دفع كثير من القانونيين وغيرهم للمناداة بتعديل عقوبتها لتتناسب مع الجرم المرتكب باعتبار أن القانون هو المسئول عن تنظيم المجتمع ، و بالفعل صدر قانون الطفل لسنة 2010، ورفع عقوبة الاغتصاب لتصل إلى الإعدام لتكون رادعاً  بالرغم من سلبياتها هنا بحيث أن الجاني لن يتواني من أن يمحى أثر جريمته بقتل الضحية طالما العقوبة هي الاعدام                
فنكون عرضنا الضحية للاعتداء الجنسي والقتل ،فالقانون الدولي الإنساني يرى أن الاغتصاب يمثل جريمة عنف من طبيعة جنسية ترتكب ضد الشخص.. المحكمة الجنائية الدولية لرواندا ترى أن العنف الجنسي الذي يتضمن الاغتصاب هو أي فعل من طبيعة جنسية يرتكب ضد شخص في ظروف قهرية، بينما يعرف المشرع الفرعوني جريمة اغتصاب الإناث على أنها أية مُواقعة للأنثى جنسياً رغماً عن إرادتها.. وقد كانت عقوبة هذه الجريمة هي خِصاء الجاني، وترجع شدة العقوبة إلى أن الجاني قد اقترف أبشع الجرائم، هي انتهاك حُرمة الزنا وخلط الأنساب أما بالنسبة لاغتصاب الأطفال المشرع السوداني في كافة مراحل التطور التشريعي لم يعنِ بحقوق الاطفال أول قانون عني به الطفل كان  قانون رعاية  الاطفال لعام 1971 م الذي كان بغرض تنظيم جمعيات رعاية الاطفال مقتصرا على هذا الجانب فيما عدا ذلك لم يصدر أي قانون تخصصي بالأطفال الامؤخرا وهو قانون الطفل لعام 2004م الذي وقع عليه بتاريخ 22 يونيو 2004م ومن قبله قانون رعاية الأحداث لسنة 1983م والذي لم يذكر هو الآخر تعريف محدد للطفل اذ جاء تعريفه كالآتي كل ذكر او أنثى دون سن الـ 18 من العمر مالم يبلغ سن الرشد، أن صدور هذا القانون جاء متماشيا مع الدور المتنامي من قبل المنظمات الدولية فيما يتعلق بحقوق الاطفال لاسيما الإعلان العالمي لبقاء الطفل ونمائه ورفاهيته لسنة 1990م والذي صادقت عليها حكومة السودان فى يوليو 2008 م. كما ان قانون العقوبات لسنة 1974 م يمثل حقبة تشريعية متأثرة بالقوانين الانجلوساكسونية والقانون الجنائي لسنة 1991م الذي يستمد نصوصه من أحكام الشريعة الاسلامية لذا هنالك تباين واضح بشأن هذين القانونين فيما يتعلق بتلك الجزئية اذ ان قانون 1974م تناول الاعتداءات التى يتعرض لها الانسان بصورة عامة والأطفال على وجه الخصوص تحت بند الاغتصاب والجرائم الجنسية الأخرى فى المواد من( 316 -319) و فى هذا القانون فرق المشرع فى عمر المجني عليه فى توقيع العقوبة اذ نص على انه لايعتد بعنصر الرضا اذا كان المجني عليه امرأة دون سن الـ18 كما أكد على ان الرضا الصادر من الطفل وفقا للشرح القانوني للطفل لايعتد به وفقا لهذا البند يمكن ان ندرج الاعتداءات الجنسية التى يتعرض لها الاطفال والتى مال المشرع فيها الى تشديد العقوبة اذ جعل عقوبة الاغتصاب السجن لمدة 14 سنة أما قانون 1991م فقد تناول تلك الجرائم فى الباب الـ15 من المادة( 145 -151) بالغاء نظرة فاحصة على هذا القانون نلاحظ ان المشرع لم يبين عمر المجني عليه اذ جل ما جاء بالمواد المذكورة تعابير رجل وامرأة وفى بعض المواد لفظ شخص وتلك مفردات وفقا للتعاريف الواردة بالقانون لاتشير الى عمر المجني عليه باكثر تفصيل وحتي المادة 149 المتعلقة بالاغتصاب والتى هي من أكثر المواد التى تعني بما يتعرض له الاطفال جاء مفرد شخص للمجني عليه وان كانت الفقرة الثانية من المادة تشير الى عدم الاعتداد برضاء المجني عليه اذا كان الجاني شخصا ذو قوامة او سلطة على المجني عليه و لفظ القوامة لديه مدلولاته القانونية تكون ابعد ماتكون عن الاطفال،كما ان المشرع جنح الى التساهل فى قانون 1971 م اذ جعل عقوبة الزنا 10 سنوات والقانون الجنائى لسنة 91 وتحديدا الباب الـ 15 من القانون والذى يعالج القضايا الجنسية « العرض والآداب العامة والسمعة » هنالك قصور تشريعى فى هذا الباب لان المادة 148 لواط لا تشمل القصر سواء كان فاعلا او مفعولا به كان على المشرع ان يشير الى هذه الجريمة ويشدد العقوبة عليها كما فعل فى جريمة الاغواء والاستدراج كذلك المادة 149 اغتصاب حصرت الفعل المعاقب عليه فقط فى الزنا واللواط فالقانون الجنائي عامل الاغتصاب كمعاملته للزنا فالزنا جريمة حدية تشترط أربعة شهود عدول لإثباتها بعكس الاغتصاب فهو جريمة تعزيرية لا تحتاج غير شاهدين لإثباتها . لاشك أن كلمة زنا أو لواطا الواردة في نص المادة 149 من القانون الجنائي لسنة 1991 خلقت نوعا من الالتباس في كثير من الأحكام التي أصدرتها المحاكم السودانية في هذا الصدد فقد جاءت سابقة حكومة السودان ضد السر محمد السنوسي في مجلة 1987م بمبدأ { أن نصاب شهادة الشهود لإثبات جريمة الزنا في المادة (316) عقوبات لا يقل عن أربعة شهود عيان عدول من الرجال بالرغم من محاكم الاستئناف استطاعت تجاوز هذا المبدأ وكما اقترح بعض أهل القانون تعريف لجريمتي الزنا و الاغتصاب لإزالة اللبس ، فتقرأ مادة الاغتصاب في القانون الجنائي الحالي (يعد مرتكبا جريمة الاغتصاب كل من يواقع شخصاً زنا أو لواط دون رضاه) . واقترحوا بأن تحذف عبارة زنا أو لواط لتصبح (يعد مرتكباً جريمة الاغتصاب كل من يواقع شخصاً في دبره أو قبله دون رضاه) . وهذا التعريف المقترح ينهي الخلط بين الزاني و المغتصب وتتم تحديد المسئولية بوضوح فهنالك الكثير من الحالات في المحاكم عند فشل المرأة الضحية في إثباتها للاغتصاب وظهور الحمل عليها تتم إدانتها بالزنا مما يضاعف ألمها بالفعل و القانون معا ، فمثل هذه الجرائم يحتاج للتحرك الفوري حتى لا تضيع معالم الجريمة ولكن نسبة لوجود كثير من الإجراءات المعقدة التي تؤدي إلى تأخير في العدالة وعدم حصول الضحية على حقها القانوني بالذات بعد ظهور أزمة دارفور. وكذلك يظهر ذلك عندما يكون الجاني متمتعا بحصانة ولعدم الفهم للحصانة توقف الإجراءات إلى أن تتم مخاطبة الجهة التي يتبع لها الشخص المتمتع بالحصانة وبعد فترة تمنح الجهة الإذن للمقاضاة. فالمعلوم أن حصانة الشخص عند تأدية واجبه الرسمي فقط وارتكاب الاغتصاب ليس جزء من العمل الرسمي لأي شخص كان، بالرغم من ذلك لا ننكر الجهود التي بذلت لإزالة اللبس بإصدار وزير العدل العديد من المنشورات الجنائية التي تقضي بعدم إدانة الضحية بالزنا عند فشلها في إثبات الاغتصاب وتتم معالجتها دون إلزامها بتحريك إجراءات جنائية وبسرية كاملة مع تشجيع الضحايا بتحريك إجراءات قانونية حتى ينال المجرم عقابه واعتبار التقرير الصادر من الطبيب بينة مقبولة في الإثبات ولا تلزم بإحضار تقرير طبي آخر عند تأخيرها من المقاضاة لكن المنشورالجنائي لا يرقى لمستوى الإلزام الوارد بنصوص القانون،  وفي كثير من الأحيان نرمي بأسباب قصورنا وتهاوننا بأن حضارة  الغرب وانفتاحه هما من جرا لنا الكوارث . فإذا كانت أمريكا نفسها أم الفساد عند البعض قد أخذت وقفة في جرائم وعقوبات الاعتداء الجنسي على  الأطفال ولنا في ((ولاية لويزيانا)) عبرة في ذلك، حيث أن العقوبات قد شددت منذ سنوات بحق مغتصبي الأطفال في الولايات المتحدة والتي غالبا ما تصل إلى السجن 25 عاما وذهبت حوالي ست ولايات إلى حد السماح بالحكم عليهم بالإعدام  وكانت ولاية لويزيانا أول ولاية تعتمد هذا الإجراء عام1995 التي حكمت علي باتريك كينيدي (43 عاما) بالإعدام بتهمة اغتصاب ابنة صديقته حين كانت الطفلة تبلغ من العمرثمانية أعوام  وإلى جانب لويزيانا، فإن إصدار عقوبة إعدام على مغتصبي الأطفال عموما في حالات تكرار الأفعال امرا سارياً في أوكلاهوما وكارولينا الجنوبية وجورجيا ومونتانا).                                                             
فالعرف السائد في العلاقات الاجتماعية في المجتمع السوداني واحد من مداخل ارتكاب جرائم الاغتصاب والاسر السودانية بطبعها تتعامل على السجية وعدم التوجس او الريبة بالآخر ونجد أن عنصر الثقة الموجود في طبيعة الانسان السوداني فتح الباب واسعا امام ضعاف النفوس والمنحرفين نفسيا في استغلالها لارتكاب الجرائم اغلب جرائم الاغتصاب التي سجلتها المحاضر .. والمسكوت عنها تقع من الأقارب... والجيران والأصدقاء نتيجة الثقة التي يوليها لهم ذوو الاطفال  وأخيرا ولمحاربة الظاهرة لابد من تفعيل القوانين وتعديلها وتنقيحها بما يحقق زجر الجاني وموامة التطور إضافة  لزيادة وعي الأسر بمخاطر الجريمة لان أثرها النفسي يكون بمثابة وصمة تلحق بأسرة الجاني والمجني عليهم مدى الحياة كما يجب رفض السلوك من خلال تفعيل برامج التوعية داخل المدارس وفي المساجد    وللاسروعلاج مثل هذه الجرائم يقع عبئه على عاتق الجميع قبل السلطة التشريعية والقضائية متمثلاً في (المجتمع المدني – الدولة – الإعلام)  وتتساوى الأدوار لكل شريحة في المجتمع التي يجب عليها القيام بواجبها.                     

خواطر الجمعة ..... غير هذي الدماءِ نبذلها.... كالفدائي حين يُمتـَحنُ كتب صلاح الباشا من السعودية

$
0
0




شهدت بلادنا خلال الاسبوع المنصرم زخما اعلاميا كبيرا بذكري الاستقلال التي تحمل الرقم  ( 58  ) من الحكم البريطاني والذي غادر بلادنا طواعية وليس حربا ، ولم تسيل فيه دماء مطلقا ، أي كان استقلالا انسيابيا كمياه الري بمشروع الجزيرة التي تنطلق عبر الترعة الرئيسية من خزان سنار الي داخل المشروع لتتفرع منها الترع والقنوات حتي جداول ( أب ستة ) الصغيرة التي تسقي الحقول وتجري داخل سرابات القطن طويل التالي الفاخر الذي غادرنا وربما الي غير رجعة مثلما غادر الاستعمار بلادنا في اول يناير 1956م . والفرق بين المغادرتين هو ان الاستعمار غارد بلادنا بفضل نضال قيادات العمل السياسي حينذاك ، اما مغادرة القطن لبلادنا كان بفضل غابء قيادات العمل السياسي حينئذن ، فالفرق بين كلمتي ( حينذاك وحينئذن ) كفرق الليل والنهار ، فأولئك قد زادوا نهارنا سطوعا ، وهؤلاء قد زادوا ليلنا سواداً . فهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؟؟؟؟

فالكل يعلم بأن السودان قد نال إستقلاله من الإستعمار الإنجليزي في تنفيذا لقرار البرلمان السوداني الصادر بإجماع نوابه في جلسة 19/12/1955م التاريخية ، حين سار النواب من مبني البرلمان القديم بشارع الجمهورية الواقع مقابل القنصلية المصرية -  مقر المجلس التشريعي لولاية الخرطوم حاليا -  ساروا في موكب مهيب يتقدمه الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري وزير الداخلية وقتذاك وبجانبه الأستاذ محمد احمد محجوب المحامي وزعيم المعارضة في برلمان 1954م ، حيث لم تصبح الحكومة السودانية مستقلة بعد ، حتي وصلوا إلي قصر الحاكم العام والذي يسمي الآن بالقصر الجمهوري ، لتقديم مذكرة للحاكم العام الإنجليزي يخطرونه بقرار مجلس النواب بإعلان إستقلال السودان من داخل البرلمان ، فماكان من الحاكم العام إلا أن يستلم المذكرة ويرفعها إلي حكومة جلالة الملكة اليزابيث في بريطانيا ، فقرر بريطانيا الموافقة علي منح شعب السودان إستقلاله ، وقد تحدد تاريخ الفاتح من يناير 1956م هو اليوم الرسمي لإعلان الإستقلال وإنزال علمي دولتي الحكم الثنائي ورفع علم السودان السابق بألوانه الثلاثة علي سارية القصر الجمهوري ، وقد ظل التلفزيون يبرز ذلك الحدث في كل عام تخليدا لتلك الذكري .
   ولكل ذلك ، فإننا نخصص هذه الصفحة لعرض ملامح طفيفة علي أناشيد الحركة الوطنية التي كتبها شعراء السودان في زمان الإستعمار الإنجليزي ، وأيضا بعدما نالت البلاد إستقلالها مستصحبين معنا حلو الذكريات العطرة ، ومبتدرين الذكري في زمان سابق مع صاحب نشيد الإستقلال الأستاذ الدكتور محمد وردي – عليه الرحمة - والذي كان ان سرد لنا بعض ذكرياته حول نشيده الخالد حين سألناه أن يتحدث عن قصة النشيد المعروف والذي يتم بثه دوما في الذكري السنوية لإستقلال البلاد ، فذكر بأنه كان يلتقي كثيرا ومنذ سنواته الأولي في طريق الفن بالأدباء والشعراء من طلاب جامعة الخرطوم في ذلك الزمان إلي ان أعطاه ذلك النشيد أحد أولئك الشعراء من طلاب الجامعة وهو عبدالواحد عبدالله ، من أبناء القضارف وقد كان طالبا بكلية الآدب ، وكان ذلك في العام 1961م ، إبان فترة الحكم العسكري الأول بقيادة الفريق إبراهيم عبود التي إمتدت من 17/11/1958م وحتي قيام إنتفاضة أكتوبر الشعبية في 21/10/1964م حيث تنازل عن الحكم بخطاب معروف ومتوازن ووطني جداً في أمسية الأربعاء 28/10/1964م .
   وحين سألنا الأستاذ وردي عن الطلاب الشعراء بالجامعة وقتذاك من هم ؟ أفاد بأنهم الذين شكلوا فيما بعد بسنوات قليلة مجموعة الغابة والصحراء كنموذج لإنصهار الثقافة السودانية التي تجمع مابين العروبة والأفريقانية ، وأضاف وردي : أذكر منهم محمد المكي إبراهيم الذي أعطاني بعد إنتفاضة أكتوبر نشيد ( اكتوبر الأخضر – ومن غيرنا يعطي لهذا الشعب) وكذلك أذكر الشاعر الراحل والطالب وقتذاك ( علي عبد القيوم ) الذي تغنيت له بنشيد ( نحن رفاق الشهداء واغنية بسيماتك تخلي الدنيا شمسية ) .
  وعن الشاعر صاحب نشيد الإستقلال والمشهور بمقدمته ( اليوم نرفع راية إستقلالنا ) وهو عبدالواحد عبدالله  فإنه قد سبق له أن عمل بوزارة الإعلام ، وقد تم إختياره كمدير عام للإذاعة السودانية في فترة السبعينات في زمان حكم الرئيس الراحل جعفر نميري ، وبعد أن نال الأستاذ عبدالواحد درجة الدكتوراة ، إلتحق بهيئة اليونسكو UNESCO  التابعة للأمم المتحدة في مقرها الدائم بباريس ، وإصطلاح يونسكو هو إختصار لإسم المنظمة الطويل وهو ( منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ) .   وبعدها إنتقل الدكتور الأديب عبدالواحد عبدالله  من اليونسكو بباريس للعمل خبيرا باحدي دول الخليج حتي اللحظة .
  يقول الأستاذ وردي بأن عمر هذا النشيد حتي العام الجديد هذا 2011م  والذيث حاورناه فيه ، قد اكمل خمسين عاما بالتمام والكمال ، حيث ظهر إلي الوجود عبر الإذاعة السودانية  في 1/1/1961 أي قبل ظهور التلفزيون الذي بدأ بثه بالعاصمة فقط في العام 1963م حين كان الراحل اللواء محمد طلعت فريد وزيرا للإستعلامات والعمل قبل أن تسمي لاحقا بوزارة الإعلام ، ثم تم إنشاء التلفزيون في الجزيرة ووصلها الإرسال في العام 1972م في عهد وزير الإعلام الراحل العميد (م) الأديب عمر الحاج موسي
   غير أن الأستاذ وردي ذكر بأن النشيد لم يسبق إيقافه من البث عبر الأجهزة في كل العهود ، إلا في عهد الرئيس الراحل جعفر نميري في الأعوام 1971/1973 م حين كان وردي في المعتقل السياسي بسجن كوبر إثر فشل حركة الرائد الراحل هاشم العطا العسكرية ، ثم إطلق سراح النشيد وبقية أعمال الأستاذ وردي مع نهاية العام 1973م إثر إجتماع سري بين الرئيس نميري ومحمد وردي بمبني وزارة الإعلام ذات مساء وبترتيب مسبق من الراحل الأستاذ احمد عبدالحليم الذي كان يعتلي مقعد وزارة الإعلام في ذلك الزمان .
     فالتاريخ السياسي السوداني ومنذ العشرينات من القرن العشرين ظل يكتنز بالعديد من الاعمال الشعرية التي تمجد نضال الشعب ضد المستعمر وتعلي من قيمة الروح الوطنية ، وقد ظلت الأحداث السياسية منذ بزوغ فجر الحركة الوطنية قبل وبعد الفتح الإنجليزي للسودان في العام 1898م تلهم أهل الفن شعراء ومطربين منذ قديم الزمان ليوظفوا مواهبهم الفنية لخدمة قضايا هذا الشعب والوطن ، وفي مقدمة أولئك يأتي الفنان الوطني الكبير حسن خليفة العطبراوي وقد وضع تلك القضايا الوطنية نصب عينيه وهو يري منذ ريعان شبابه وبحسه الوطني العالي كيف كان عمال السكة الحديد في عطبرة يسيرون التظاهرات في ميدان المولد هناك ضد المستعمر الذي أرهق مناضلي المدينة وأهلها كثيراً ، فكانت تلك التظاهرات هي التي ألهمته عند توظيفه لموهبته الغنائية والموسيقية توظيفاً متقدماً ليخرج للجماهير تلك الأناشيد الخالدة التي سكنت الوجدان تماماً من خلال أكبر مجال وهي الليالي السياسية والإجتماعية بعطبرة والدامر .
      وحين تأسس مؤتمر الخريجين ، ظلت عطبرة تحتفي بذلك الحدث الوطني ضد المستعمر ، والتظاهرات تلهم الجماهير الثبات والنضال ، فأخرج حسن خليفة من خلال تلك الأجواء الوطنية الباهرة تلك الأنشودة الرائعة والصامدة حتي اللحظة ، والتي ستحافظ علي ذات ألقها وقوة طرحها بما ظلت تكتنزه مفرداتها من إفتخار بالحس الوطني عالي المقام ، فجاءت إلي الوجود في العام 1943 والحركة الوطنية تتوثب إلي إثبات ذاتها في خارطة السياسة السودانية ، جاءت أنشودة ( أنا سوداني أنا ) والتي كتبها الشاعر الأستاذ محمد عثمان عبدالرحيم وهو علي قيد الحياة الآن بمدينة رفاعة في شيخوخته الهادئة بين ابنائه واحفاده وحفيداته ، حيث أطلت القصيدة وهي تمتليء بمفردات كبيرة المعني ، قوية الطرح ، تلهم الروح الوطنية لكل من يستمع لها بلحن حسن خليفة وبصوته الواضح المعالم والمتمدد عشقاً لتراب هذا الوطن وقد كان التركيز في مخارج الصوت واضحا
كل اجزائه لنا وطنٌ..
إذ نباهي به ونفتتنُ
نتغني بحسنه ابداً..
دونه لايروقنا حسنُ
لو هجرناه فالقلوب به ..
 ولها في ربوعه سكن ُ
نتملي جماله لنري..
هل لترفيهِ عيشه ثمنُ
غير هذي الدماءِ نبذلها..
 كالفدائي حين يُمتـَحنُ
بسخاءٍ بجرأةٍ بقويً..
لا يني جهدها ولا تهـِنُ
تستهينُ الخطوبُ عن جلدٍ..
تلك تنهالُ وهي تتزنُ
أنا سوداني أنا ، أنا سوداني أنا
  نعم ... أتي ذلك النشيد يهز أركان الوطن كله بما طرحه من مضامين تخاطب الروح الوطنية في ذلك الزمان الذي شهد بدايات حركة الخريجين ، ماقاد إلي إنتباه السلطات البريطانية لمتابعة مايفعله إنشاد ذلك الشاب – حسن خليفة - المتفجر وطنية وقوة بأس وعدم تردد في زمن كانت الكلمة الرمزية الواحدة يعمل لها الإستعمار ألف حساب منذ عهد صاحب شعر الرمزية الأول فنان الشعب ( خليل فرح ) والذي سوف نتناول توثيق سيرته قريباً ، فمابالك بنشيد كامل تصحبه الموسيقي والإيقاع والطبل وترديد الجماهير له في كل محفل وجلسة ونادي ..  فكان لابد من أن يدخل بسببه العطبرواي سجن المديرية في الدامر ... وبعد رحيل العطبراوي  ظلت الفنانة أسرار محمد بابكر تؤدي ذات النشيد عبر الإحتفاليات القومية وبطريقة رائعة جداً .
      كان للسودان دورٌ مشرفُ في مناصرة شعوب العالم المستضعفة وقد ظل يجاهر بذلك دون تحفظ أو وجل . فلذلك ليس من المستغرب أن تقف كل شعوب قارة أفريقيا والأمة العربية والدول اللاتينية معجبة بدور السودان في المنطقة في ذلك الزمان الوضيء من تاريخه مع السودان .
    لذلك لا غرابة في أن تندهش شعوب العالم العربي والأفريقي والأسيوي وأمريكا اللاتينية وهي تري بلادنا تفتقد ذلك الالق الكبير الذي عرفت به وسط شعوب المنطقة العربية والافريقية وحتي العالمية .
   والآن لابد من تبيان دور الفن السوداني الأصيل في خدمة قضايا شعوب العالم المستضعفة لنري كم كان أهل السودان ومبدعوه ينشدون ويتغنون لتلك القضايا منذ عقود طويلة .. مايؤكد علي حيوية الشعب السوداني وتميز مبدعيه منذ قديم الزمان .
   فكيف لنا ألا ننسي رائعة الأستاذ الشاعر والدكتور  د. تاج السر الحسن الذي رحل مؤخرا عن الدنيا والتي كتبها في زمان باكر وقد كان شاباً في مرحلة الطلب الجامعي ويعيش إنتشاءات وآمال ومفاصل نضالات حركات التحرر الوطني من ربقة الإستعمار إبان سنوات الخمسينات الذي إشتاق ذات الإستعمار الآن للعودة لها في قالب جديد ، مستفيدا من التنوع الذي تزخر به بلادنا منذ آلاف السنين .
  وقد تغني بتلك الأنشودة الخالدة  الأستاذ عبدالكريم الكابلي في زمان باكر أيضاً من مسيرته الفنية الطويلة بالمسرح القومي بام درمان ولأول مرة أمام الرئيس عبدالناصر في عام 1960م حين زار السودان في زمان حكم الرئيس الراحل الفريق إبراهيم عبود .. فجاءت هذه المقاطع المتميزة : ( عندما أعزف ُ ياقلبي.. الأناشيد القديمة ..ويطل الفجر في قلبي.. علي أجنح غيمة)
يا صحابي  فأنا .. مازرتُ يوما أندونيسيا
أرض سوكارنو ..  ولا شاهدتُ روسيا
غير أني والسنا .. في أرض أفريقيا الجديدة
والدُجي يشربُ .. من ضوء النجيمات البعيدة
قد رأيتُ التاسَ في قلب الملايو..
مثلما شاهدتُ جومو ..
ولقد شاهدتُ جومو ..
 مثلما إمتد كضوءِ الفجر يوم ُ
   والآن يعيد التاريخ نفسه وبذات الملامح .. ليتمدد عطاء الفن لخدمة قضايا السودان وهو يخوض أشرس المعارك للحفاظ علي وجوده  .. لذلك كان الفن .. وكان الإبداع .. وكان المبدعون الذين يلهمون شعبنا الصمود والتحدي والتصدي معاً .. فجاءت هذه الوقـفة من شباب بلادي  للحفاظ علي السيادة الوطنية وشرف أهل السودان والتي أثبتت علي حيوية الشعب السوداني .. وبمناسبة حيوية شعبنا هذه والتي ظل يتمتع ويتميز بها .. تستحضرني هنا مقولة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حين زار الخرطوم عقب نكسة حزيران/يونيو 1967م لحضور مؤتمر القمة الذي خرج بلاءاته الثلاثة المعروفة  ( لا صلح ولا تفاوض ولا إعتراف بإسرائيل إلا بعد خروجها من الأرض المحتلة ) .. فقال ناصر للصحافة العربية والعالمية : بأن  حيوية الشعب السوداني قد أدهشته وشدت من أزره تماماً برغم أن الصحف العالمية كانت تقول أن الخرطوم قد خرجت لإستـقبال القائد المنهزم .. فكتب له وقتذاك أبوآمنه حامد وتغني ايضاً كابلي:

وإلتقت نهضتنا بالعرب ِ .. يوم صافحنا جمال العرب ِ .. أنت ياناصر في أرضي هنا .. لست بالضيف ولا المغترب .
    ألم يكتب الصحافي والشاعر الراحل مرسي صالح سراج في زمان بعيد مضي ليتغني بها وردي ذات يوم ( نحن في الشدة ِ بأسُ ُ يتجلي .. وعلي الود نضُّم الشملَ أهلاً .. ليس في شرعتنا عبدُ ُ ومولي ).
  إذن .. فلنردد مع الفيتوري ووردي تارة أخري غنائنا القديم العريق الخالد ونحن نشهد الآن صمود الخرطوم كعادتها عند الشدائد : ( أبداً ما هـُنت يا سوداننـَا يوماً علينا .. بالذي أصبح شمساً في يدينا ..وغناءً عاطراً تعدو به الريح ... فتختال الهوينا يابلادي.. من كل قلب يابلادي).
ولودالقرشي والشفيع .... إسهامهما الواضح في الغناء ضد المستعمر
فمن منا لايذكر ذلك النشيد الذي لازالت أصداؤها تتردد حتي بعد إنتقال صاحبيه إلي الرفيق الأعلي ، وقد كتبه الشاعر والملحن في ذات الوقت ( محمد عوض الكريم القرشي ) الذي كتب أكثر من 90% من غناء عثمان الشفيع ، وقد أدي الشفيع ذلك النشيد إبان سطوة الإستعمار الإنجليزي في الحفلات العامة وفي المدارس إلي أن تم إعتقاله في نهاية أربعينات القرن الماضي وتم إنذراه رسميا بتعهد منه بعد ترديده، تماما مثلما كان قلم المخابرات البريطانية في السودان يتتبع أي أعمال غنائية تتحدث عن الوطن والوطنية وتشحذ الهمم علي مقاومة الإستعمار .
  فقد كان نشيد ( وطن الجدود .. نفديك بالأرواح نجود .. وطني ) يعمل فعل السحر في أوساط شعب السودان ومثقفيه وطلابه وعماله ومزارعيه ، لذلك ظلت تجمعات الطلاب في الثانويات وفي الجامعة تنشده بلا تحفظ داخل أسوار معاهدها في مهرجاناتها العامة السنوية .
  كما أردفه ودالقرشي والشفيع بعمل وطني آخر هو ( جنود الوطن ) ، غير أن قوة نشيدهما الأول ( وطن الجدود ) كان الأكثر إنتشاراً حتي اللحظة .
وخليل فرح قد سبق الجميع ... والبلابل يعدن مجد نشيد الشرف الباذخ
    والعديد من المتابعين يتذكرون تلك الأغنية الوطنية المعروفة التي قام الموسيقار بشير عباس بإعادة توزيعها موسيقيا في العام 1972م ، حيث ظلت مجموعة البلابل تؤديها منذ ذلك الزمان ، وهي أنشودة ( الشرف الباذخ) ، غير أن البعض يعتقد بأن الأغنية هي من التراث الذي لا يعرفون له شاعر محدد أوشاعرة معينة ، غير أننا نؤكد هنا بأن نشيد الشرف الباذخ قد كتبه وتغني به الشاعر والمغني الوطني الراحل خليل فرح إبان سطوة الإستعمار وإشتداد حركة المقاومة  الوطنية منذ العام 1921م حتي رحيل خليل فرح في العام 1932م وقد مات وهو في الثامنة والثلاثين من عمره .
   كان ذلك النشيد وبلغته البسيطة يعبر عن آمال وطموحات الشعب السوداني في الإستقلال ، لكن إرادة الله شاءت أن يرحل الفنان الوطني الخليل قبل أن يري بلاده التي أحبها قد نالت الإستقلال بعد 24 عاما من رحيله . ولنا أن نعيد بعض مقاطع ذلك النشيد الذي يشتمل علي شحنات عالية من الحس الوطني الدفاق :
نحن ونحن الشرف الباذخ
دابي الكر شباب النيل
**
من تبينا .. قمنا ربينا
ما إتفاسلنا قط بقليل
ده ود عمي ... وده ضرب دمي
إنت شنك .. طفيلي دخيل
**
قوم وقوم كفاك يانايم
قوم وشوف حداك ياهايم
مجدك طلَّ .. وشرفك ولـّي
وإنت تزيد ... زيادة النيل
  **
إذن .... كان الخليل وبحسه الوطني المتقدم ، يري ملامح الصمود سوف تشتعل ، حيث شهد عهده قيام جمعية اللواء الابيض في العام 1924م ، برغم أن الخليل كان من مؤسسي جمعية الإتحاد السوداني في الأعوام 1920/1921م كإنعكاس وتأثر بثورة عام 1919م بالشقيقة مصر ضد الوجود البريطاني في مصر وبقيادة زعيمها الوطني سعد زغلول زعيم الوفد في ذلك الزمان.
   ومنذ لك الحين .. بدأ المبدعون الوطنيون من أهل السودان يحثون علي رفع وتيرة الإحساس الوطني لدي الجماهير بإنشادهم الوطني عالي المقام . ورويدا رويدا ، تكونت الجمعيات ومؤتمرات الخريجين وتشكلت التكوينات الأولي للأحزاب السودانية ، فالنقابات المهنية ، حتي تحقق إستقلال السودان في 1/1/1956م فأتي الإستقلال سالما ً تماماً( كالصحن الصيني.. من غير شق أو طق ) كما قالها الزعيم الأزهري في خطاب الإستقلال .
  وكل عام وأهل السودان في كل الدنيا بألف خير وعافية وأمان ،،،،،،،

 

 

سوادنيون في مصر يبحثون عن وطن جديد ويحاربون العنصرية بالفنون

$
0
0


.
القاهرة-ينظم ناشطون سودانيون يوم الإثنين الموافق السادس من يناير الجاري احتفالاً بعيد الإستقلال تحت عنوان ( بحث عن وطن) وخصصوا للأحتفالية التي تقام بمسرح وسط البلد بالقاهرة السادسة مساءً موضوع مناهضة كافة أشكال التمييز العنصري من أجل وطن يسع الجميع، وتتضمن الإحتفالية التي تنظمها منظمة التضامن السوداني لمناهضة التمييز العنصري ( تسامي) ومركز نبتة للثقافة عرضاً مسرحياً باسم ( الصفارة، وكلمات بالمناسبة الكبيرة، وأغنيات من دارفور والشرق وجبال النوبة والشمال، تعكس التنوع الثقافي والعرقي في السودان تقدمها فرقة البالمبو وآسيا مدني وأباذر علي الأمين.
وكانت الفعاليات قد بدأت في الأول من يناير الجاري بمعرض تشكيلي شارك فيه عدد من الفنانين السودانيين في مصر، بمركز نبتة بالقاهرة، فيما ينظم الناشطون ندوةً في الأسبوع القادم عن صفحات منسية في استقلال السودان. وتجي الإحتفالية في وقت يشهد فيه السودان صراعات دموية مسلحة في الشمال وفي الجنوب، تحركها عوامل التهميش والعرقية، وهو ما تسبب في انقسام السودان قبل عامين وينذر بانقسامات جديدة شمالاً وجنوباً.

Viewing all 1667 articles
Browse latest View live