
في فترة الحزبية كنت قد ارسلت عمودا لاحدي الصحف عن المخابرات المصرية واولاد حليم والضباط المصريين السودانيين الذين استوعبوا في فترة عبود في الجيش والثاني باسم انقلاب للبيع عن اعلان الترابي باسقاط حكومة القصر في اكثر من ندوة الشئ الذي اكدته المظاهرات الليلية والملصقات الحائطية والتدريبات العسكرية لقدماء العسكريين بدعوي الدفاع عن الشريعة خاصة وان الناس كانت مهيئة لتقبل اي انقلاب بسبب تناكف السيدين وفشل حكومة الطائفية كما في عشية كل انقلاب عسكري حدث في السودان في ضبط الاوضاع والقيام بامر الحكم الا انه لم يتم نشرهما. و احاول اليوم استكشاف موقف الشقيقة مصر واخت بلادنا من السودان الذي يؤنث في التصريحات المصرية وما يمكن ان تسفر عنه الايام الحبلي بكل المفاجآت اخذين في الاعتبار طبيعة نظام الحكم الاسلاموي في السودان والتغيير الذي حدث في مصر واعلان حزب الاخوان المسلميين كمنظمة ارهابية وحظر انشطته تحت اي مسمي او واجهة كانت وايضا التحالفات الاقليمية والصراعات في المنطقة والسياسة العالمية خاصة الموقف الامريكي.
اعتمادا علي المنهجية العلمية المتمثله في الاستنتاج والاستقراءالمعروفتين سنحاول استنطاق ما هو متاح علي الساحة من شواهد وقرائن ودلالات لرسم صورة ولو تقريبية لمستقبل السودان علي ضؤ المتغيرات الداخلية والتطورات في المنطقة والاقليم وعملية الشد والتوتر الحالي ما بين مصر والسودان .والحقيقة التي لا يتجادل حولها اثنان ليس فقط نفوذ وبصمات مصر علي مجمل تاريخ السودان وعلي ادق ادق تفاصيل مسيرته حتي يوم الناس هذا ولكن التاثيرات المصرية البائنة في تشكيل تضاريس وخارطة طريق ماضيه وحاضره وبالضرورة مستقبله.ومن المعلوم بالضرورة ان الاعتقاد بان السودان هوالحديقة الخلفية وجزءآ من ممتلكات الدولة المصرية ليس سائدا فقط لدي بعض النخب ,وانما يعبر عن قناعات العديد من مؤسسات الحكم الرسمية والشعبية .والطريقه التي تتعامل بها النخبة وبعض الاوساط المصرية مع السودان والسودانيين والنظرة الاستعلائية تؤكد ذلك. فبالاضافة الي ما يرد في الاعلام وفي الافلام عن السودان والسودانيين, يمكن ان نورد سخرية هيكل من ثورة السودانيين في اكتوبر 1964 وقوله الاخير بان السودان محض جغرافيا وتصريح السادات بان الاتحاد الثلاثي الذي شمل مصر وليبيا والسودان ولد باسنانه وانها بانت فبي السودان في 22 يوليو 1971, واذدراء مبارك لشعب السودان وصحافييه في مطار الخرطوم بعد الانتفاضة وايواءه للمخلوع نميري والطريقة التي عومل بها البشير في زيارته لاخيه مرسي حيث لم يكن في استقباله اي مبعوث من الرئاسة وتمت المحادثات الرسمية مع رئيس الوزراء في المطار والتي لم تشمل حلايب واخذ الي قصرمرسي لدقائق معدودة لزوم التهنئة ولم يعقب الزيارة اي بيان او مؤتمر صحفي بالرغم من كرم البشير المتمثل في الابقار والخراف ومنح الاراضي الشاسعة , ومن ناحية اخري تمنع مرسي عن زيارة السودان وهو الذي ذهب شرقا الي الصين وباكستان وايران وشمالا الي المانيا وروسيا وجنوبا الي اثيوبيا وجنوب افريقيا ولم يوافق علي الزيارة الا بعد الالحاح الشديد من قبل القيادة السودانية المحرجة ووفقا لشروط وبرنامج محدد وعندما اتي قضي جل وقته في الصلاة وقراءة القران في مسجد النور.
قديما ارسل الخديوي الجيوش لفتح السودان واحتلاله لتوسيع رقعة الدولة الخديوية ومرة ثانية قامت الدولة المصرية وبمشاركة بريطانية باعادة احتلال البلاد . وقبيل الاستقلال اتي صلاح سالم الي السودان ومعه الاموال الطائلة لضمان فوز الوطني الاتحادي المنادي بوحدة وادي النيل والاتحاد مع مصر.وبعد الاستقلال وبهدف احتواء انقلاب عبود والتاثير عليه في وجهة تحقيق المصالح المصرية بعثت بمجموعة من ضباط الجيش المصري من ذوي الاصول السودانية والذين قام نظام عبود باستيعابهم في الجيش السوداني,ولعبوا ادوارا خطيرة في تاريخه اللاحق بل ومازالت آثارتلك الادوار شاخصة وسارية الي اليوم ,بدءا من التاثير علي قادة النظام لتمرير اتفاقية1959 لمياه النيل واغراق مدينة حلفا واثارها وتهجير سكان المنطقة لاجل قيام السد العالي وتدبير وتنفيذ انقلاب مايو وتغيير نظام الخكم في 1969.هذا وليس بالشئ الخافي دور مصر في ضم السودان للاتحاد الاثلاثي واعادة نميري الي الحكم بعد ثلاثة ايام من الانقلاب عليه في 19يوليو 1971 بعد نجاح ليبيا في انزال الطائرة البريطانية العابره واعتقال فاروق حمدالله وبابكرالنور وارسالهم الي نميري في طائرة عسكرية ليتم اعدامهم بعد ساعات من وصولهم .والضغط علي نميري لاعدام رئيس اتحاد العمال وقادة الحزب الشيوعي كما شاركت في افشال انقلاب 1976 بتوجيه اذاعة القاهرة واستخدامها كموجةاذاعية سودانية .واخيرا الخدمات الجليلة التي قدمها مبارك لنظام الانقاذ عن طريق اتصاله تلفونيا بالقزافي وقادة دول الخليج وبيعهم انقلاب 1989.وبعد المفاصلة حصل له علي تاييد العديد من الدول ,كما بذل كل مافي وسعه لمساعدة البشير للافلات من امر قبض الجنائية الدولية .وحتي محاولة الاغتيال لم تجعل مبارك يفجر في الخصومة وان يصل به العداء الي تصعيد المسالة الي المنابر الدولية بل اتخذ منها ذريعة ان لم تكن العملية في الاساس من تدبير مخابراته لاحتلال منطقة حلايب وشلاتين وابورماد لعلمه بضعف النظام ,خاصة وانه اتي الي اديس ابابا ومعه عربة مصفحة في الطائرة الرئاسية وتحرك بها من المطار .
المصالح المصرية والمتمثلة اساسا في مياه النيل والسيطرة علي منابعه كانت هي الدافع الاساسي لحملات محمد علي باشا حتي وان اشاعت كتب التاريخ ان الفتح كان من اجل المال والرجال .والسؤال الاني بالضرورة هو كيف ستسوق الفكرة اساسا وتحت اي مسمي سيتم اعادة فتح السودان هذه المرة. وماهي دوافعه الرئيسية واهدافه.وكما استفاد الخديوي من قوة دولته وجيشه واجهزة مخابراته و تغلغل جواسيسه في السودان فان مصر الحالية هي قوة عظمي في المنطقة والاقوي عسكريا وامنيا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا مقارنة بالسودان .ومخابراتها هي الثالثة في العالم والاولي في السودان والذي هو في حساباتها مجرد ملف لدي المخابرات العسكرية وليس دولة وعلاقات دبلوماسية في وزارة الخارجية.وتاثيرمصر ونفوذها القوي بل واياديها اللاحقة في السودان قديما وحديثا في شكل مؤسسات اقتصادية واذرع سياسية ومنابراعلامية و ثقافية واجتماعية وجيوب في دواوين الحكومة وفئات اجتماعية وخلايا نظامية معلومة ولا تحتاج الي بحث علمي اودراسة ولا يغالط فيها اواينكرها الامن بعينه رمد او بعقله عته. ويجدربنا هنا ان لاننسي الفرص الذهبية التي اتاحها نظام مايو ونميري للمخابرات المصرية للتغلغل في مفاصل الحكم ومؤسساته الرئيسية ,وحتي انقلاب الجبهة نفسه في 1989 فمن الواضح انه قد تم بالتواطؤ والتحالف مع بعض العناصرالمحسوبة علي المصريين مثل الزبير محمد صالح ,بدليل استيعاب الشخصيات المايوية في النظام منذ الايام الاولي للانقلاب وكذلك الجهد الذي بذله مبارك والمصحوب بتغطية اعلامية مكثفة بقيادة نقيب الصحفيين مكرم عبيد لتسويق الانقلاب والترويج له داخليا وخارجيا .
من ناحية فإن اخوان مصر وهم قوة سياسية وتنظيمية واقتصادية وعسكرية لا يمكن الاستهانة بهم,لا ولن ينسوا او يغفروااسقاط مرسي وغبرحلمهم في حكم مصر الذي انتظروه طويلا صبروا عليه السنوات الطوال وهو الهدف الرئيسي للتنظيم منذ نشاته في الاربعينيات من القرن الماضي ولاقوا ما لاقوا وكابدوا ما كابدوا من اجل تحقيقه الكثير .وعليه فان رفض ومقاومتهم لما حدث ستستمر وتتواصل والي درجة الاستماتة والانتقام من كل ساهم وساعد في ابعادهم من سدة الحكم مستفيدين من كل الامكانيات والفرص المتاحة وتجنيد كل علاقاتهم الداخلية والخارجية خاصة مع اقرب الاقربين,
من الناحية الثانية فان الحكم في مصر حتي وان نجح في السيطرة علي الاوضاع داخل مصر الا انه علي علم بالمدافع المنصوبة علي بعد خطوات من الحدود وعلي يقين من الخناجر المدفونه علي مرمي حجر من القاهرة في انتظار الفرصة لدك العروش وجز الرؤوس,كما انه لن يغمض له جفن من الاخطارالتي يمكن ان تأتي من تركيا وقطر وايران والتنظيم العالمي للاخوان ومن غزة وليبيا وتونس وبشكل اخص واوضح اخوان السودان ,الذين اعلنوا موقفهم جهارا نهارا ورفضهم لما حدث في مصرحتي وان اعلنت حكومتهم من باب الدبلوماسيةان ما حدث هو شأن داخلي .فالسودان العمق الاستراتيجي ليس كما الاخرين خاصة وان الامر يرتبط بالامن القومي المصري واستراتيجيته .
من ناحية ثالثة فهنالك الصراع بين السعودية ودول الخليج وبين ايران حول النفوذ في المنطقة والريادة فيها والذي يأخذ شكل الصراع بين السنة والشيعة ودخول قطر علي الخط وانضمامها الي المعسكر الايراني وصل مرحلة من الحدة والاستقطاب واخذ ابعادا جديدة بعد انهيار دولة السنة وهيمنة الفئات الشيعية علي حكم العراق وسعي ايران لتجيير النهوض الشعبي في كل من البحريين واليمن لدعم استراتيجيتها لولاالتدخل المباشر للسعودية .هذا وسيزيد من حدة الصراع التسوية التي ستحدث في سوريا لتشمل بعض عناصر النظام ومكوناته الموالية لايران والمتحالفة مع حزب الله وما تبع ذلك من تراجع امريكي من ضرب سوريا وتفاهم مع ايران الشئ الذي ضيق وحد من حركة العناصرالمحسوبة علي السعودية في الميدان والمسرح السوري .اما بالنسبة للسودان فهو مصنف ومحسوب علي المعسكر الايراني والكثيرمن الشواهد تؤكد ذلك مثل مساعدة ايران للحكومة في تهريب المتهمين الرئيسيين في اغتيال مبارك الي افغانستان عبر اراضيها والتعاون العسكري والامني و تصنيع السلاح وتوصيل الاسلحة الي حماس وحزب الله والاستفادة من خبرة الحرس الثوري في التدريب والاستعانة ببعض عناصره في القتال في حرب الجنوب ودارفور. و من المعروف ان السودان تحت ولاية قطر بسبب اموالها ودورها في دارفور وانه لا يمكن ان يعصي لها امرا بدليل اعتراف البشير بتوصيل السلاح القطري الي ليبيا وبدور امنه وسلاح طيرانه في اسقاط القذافي وارسال السلاح الي سوريا.وبمبادرة من الصديق الحميم لكل من الحكومة والترابي ومباركة قطرية سعي ويسعي القرضاوي لتحقيق تفاهم بين الترابي والبشير بما في ذلك اعلامه بالتغييرات الاخيرة وقبل اعلانها .واخيرا فان ما حدث في اليمن والبحيرين وسلطنة عمان المحسوبة علي ايران لاسباب تاريخية كان بمثابة مناوشات وضرب تحت الحزام ,الا ان المعركة واستخدام المدفعية الثقيلة في الصراع بدأت بدخول ايران وحزب الله بعدهم وعتادهم الي سوريا وفي الجانب الاخرالترحيب واحتمال المشاركة في التغيير الذي حدث في مصربدليل تبنيه سياسيا ودعمه ماليا من قبل دول الخليج والسعودية ؟؟.
صحيح ان مصر مشغولة حاليا بترتيب بيتها الداخلي وتحقيق الاستقرار وترميم علاقاتها الدولية الا ان ارهاصات حملة الفتح يمكن رصدها من التسريبات الصحفية والاعلامية حول تدريب بعض الجماعات المصرية في السودان وتدفق السلاح والاموال منه وهروب بعض الاخوان اليه وحصولهم علي جوازات سودانية بمساعدة سوار الدهب ومنظمة الدعوة الاسلامية .ومن قبل كان اجتماع مرسي وهو الاخونجي حول سد النهضة عبارة عن رسالة واضحة لكل ذي بصر وبصيرة حيث وضعت كل الاوراق علي الطاولة وحدث العصف الذهني للعقل السياسي المصري.فبينما وصف احدهم موقف السودان بالمقرف قال اخر بان الافارقة بتتظبط ونصح اكثر من واحد بترك الملف للمخابرات واقترح تأجيج الخلافات الداخلية واستغلال الصراعات العرقية .هذا ولولا تحفظ البعض الاخر عندما علم بأن الاجتماع علي الهواء مباشرة لسمعنا الكثير والمثير . ولان صبر حكومة مصرقد بدأ ينفذ اعتقد ان الدولة المصرية لن تتاخر طويلا في معالجة ملف السودان والبت في امره .فبجانب موقف السودان ووقوفه مع اثيوبيا وتاييده قيام سد النهضة بل وسعيه لاستخدام الملف لمآرب سياسية بعد كل المواقف الذيلية السابقة والتي كانت ملكية اكثر من الملك,هناك ايضا ملف حلايب الذي يعتبر ملفا محسوما بالنسبة لمصر الا ان الحكومة السودانية ومن باب الضغط علي مصربدأت بالتلويح به بين الفينة والاخري .واخيرا هناك جنوب السودان القديم والدول المجاورة له وما يدور حاليا في المنطقة من صراع مصالح واصطراع اقليمي ودولي ولمصر هناك مصالح حيوية ومطامح غير مخفية والتي اضحت الان تراقب وتدارمن وراء جدارعازل هو السودان بعد ان انفصل واستقل الجنوب وان ادارتها ستصيراكثر صعوبة اذ غداالسودان دولة معادية لمصر او حتي غير متعاونه .وعليه فان ما يمكن ان يقال بخصوص توقيت وشكل وابعاد حملة الفتح ,هوان لكل اجهزة مخابرات اساليبها التي لايقوي علي مقاومتها ان لم يكن قد وقع في حبائلها العديد من اقوياء وامناء الانقاذ وفي كل المواقع وذلك لسهولة اصطيادهم بسبب حبهم المفرط للمال والبنون ونعيم الحياة الدنيا وشغفهم بالنساء والوله بتعدد الزوجات ,ولأن معظمهم قد اتي من الاوساط الفقيرة وتبوأ المناصب علي اساس الولاء والثقة العمياء فقد كانوا اكثرعرضة للممارسات غير السليمة والتجاوزات والقرارات الارتجالية والاخطاء الشئ الذي جعلهم اكثر قابلية للابتزاز لغياب اي رقابة علي افعالهم وسلوكهم بسبب الثقة الزائدة فيهم وفي انفسهم وغياب الديمقراطية والحريات وانعدام المحاسبة.وعموما فان اختراق البلاد هومن السهولة بمكان لان السودان المؤنث كما يقول المصريون علي حل شعرها بدليل احتلال مصر لحلايب وضم اثيوبيا للفشقة والصواريخ الاسرائيلية التي لا يعرف لماذا ومن اين اتت والبوارج الايرانية التي تدخل وتخرج من موانئنا بحرية تامة.
بالرغم من التناقض الظاهر وحالة العداء الباين بين امريكا وحكام السودان الا ان لها مارب مع الاسلام السياسي لتنفيذ المخطط الامريكي الصهيوني في المنطقة وبشكل اخص في افريقيا ولذلك غضت الطرف عن انقلاب يونيو 1989 المعروف للناس قبل الحكومة وسطو الجبهة الاسلامية علي الحكم في السودان لشئ في نفس يعقوب الامريكاني خاصة اذا ما اخذنا في الاعتبار اختراق كل من المخابرات الامريكية والاسرائيلية لاجهزة الحكم والدولة في عهد نميري بشكل كامل وتغلغل عناصرها في كل اجهزته الاساسية من استخبارات وامن وقوات مسلحة الشئ الذي يسره انتماء السودان لامريكا والجبهة المعادية لمحور اثيوبيا واليمن الجنوبي والصومال المنحاز للاتحاد السوفييتي وأكدته عملية القيام بترحيل الفلاشا بسرية ونجاح تامين.ويبدو ان استلام الاسلام السياس للحكم في السودان كان بمثابة البروفة لعمليةاستيعاب الاسلام السياسي عموما في العملية السياسية وتدجين الاسلام المتطرف وايضا لاختبارقدرته علي تنفيذ المشروع الامريكي الصهيوني برسملة الحياة الاقتصادية والاجتماعية وخلق الفئات الاجتماعية صاحبة المصلحة في النظام الراسمالي ,وايضا لاجراء الجراحات والتغييرات المطلوبة بما في ذلك تغيير مفهوم الوطنية والوطن وحتي جغرافيا وديموغرافيا البلاد ان دعت الضرورة لذلك.من ناحية فان تلك المآرب والرضاء الامريكي المستتر هوبالتحديد ما منح النظام في السودان بعض الحماية من التدخل الخارجي والمناعة الذاتية للصمود .ومن الناحية الاخري فإن نجاح اسلاموي السودان وبتفوق في الاختبار وتحقيق المخطط هو بالضبط ما حفز امريكا لوضع كل بيضها في سلة اخوان مصر وجعلتهم يتراجعون عن كل تعهداتهم السابقة بعدم المنافسة في انتخابات رئيس الجمهورية والترشح في عدد معين من الدوائر للمؤسسات النيابية .لكن وبالرغم من اخفاق الاسلامويين في تسنم الحكم في ليبيا واليمن وسوريا الا ان وصول الاسلامويين الي سدة الحكم في كل من تونس ومصر دق ناقوس الخطروكان بمثابة انذار لكل دول الخليج والمملكة السعودية فاصابها الذعر من المخطط الامريكي , بعد ان اتضح لها مدي تواطؤ امريكا مع كبارالجنرالات في تمهيد الطريق لاستلام الاخوان للسلطة في مصر,خاصة وان كل محاولات شيوخها وملوكها لاقناع امريكا لكي تهب لمساعدة مبارك وانقاذ حكمه قد باءت بالفشل .وما يهم في هذا الصدد هوان السودان وبعد ان ادي دوره كحقل للتجربة وقام بانجازمهمة اقامة نظام رأسمالي تابع كامل الدسم وخلق الطبقة الرأسمالية الجديدة بتطبيق وصفات صندوق النقد الدولي واقامة نظام السوق ونجح في فصل جنوب الوطن وجعل منه عازلا ما بين شمال افريقيا المسلم والمستعرب وجنوبها المسيحي والمتأورب لم يعد ذا قيمة ونفع بالنسة للمشروع فرمت به كأي فأر للتجارب استنفذ اغراضه الشئ الذي سيجعله مكشوفا لمواجهة المصيرالقاتم ونوائب الدهر .
الحكم في السودان من جانبه وتحسبا للرياح التي ستهب عاجلا ام اجلا من الشمال وكرد فعل للمتغييرات في مصر وفي المنطقة واستعدادا للهجمات والضربات المحتملة من قبل اللاعبين الاساسيين في دول الجوار والاقليم وبرغم ضعفه سيقوم ببعض الاستعدادات والتحركات لابطال مفعولها والتخفيف من اثارها عندما تحدث وامتصاص ما يمكن ان ينجم عنها الشئ الذي سيقابل بالمقاومة الشرسة من قبل تلك الاطراف ويثير حفيظتها .فهل يا تري ان ما حدث في السودان من تغييرات سياسية بالاعتماد علي عناصر الصف الثاني والامنجية من الاسلاميين واحلالهم محل الرموز الاسلامية المعروفة والدفع بالعناصر العسكرية الي الواجهة هو فرفرة مذبوح ام تغيير للجلد او بللا للرأس استعدادا للحلاقة.واين موقع الاشادة المتكررة للبشير بقطر بمناسبة او غير مناسبة وتصريح سفيره لديها عن دور قطرفي التغييرات الاخيرة من الاعراب السياسي.وهل ياتري ستكتفي مصر بتلك التبديلات ام ان ردها سيكون بتحية اجمل ومماثلة لتحية نظام مبارك للتغييرات التي حدثت كنتيجة للمفاصلة واقصاء الترابي.هذا ولان بخرات وتعاويذ الصادقين عبدالرحمن وجعفر في عرصات القصر قد فشلت في تحقيق السلام والتعاون مع دولة جنوب السودان ووقف الحرب في النيل الابيض وحل مشاكل شمال كردفان فان درأ الكارثة ربما يحتاج الي فاتحة قوية من الشيوخ الكبار وامكن معاها شوية مبادرة.(عندما احتد النقاش بين الوزراء في حكومة مايو جوزيف قرنق الشيوعي ومحمود حسيب القومي عربي وهو من جبال النوبة حول الاتحاد الثلاثي بين مصر وليبيا والسودان قال قرنق لمحمود :انت مالك ومال القومية العربية,ما انت عب زيي)