Quantcast
Channel: Sudanese Online:سودانيز اون لاين :
Viewing all 1667 articles
Browse latest View live

الله أكبر (2) رداً على هراء مرثية اللصوص الأبيض ... ياسر قطيه

$
0
0

 .
.... تحت وابل من المكالمات الهاتفيه التى إنهمرت على شخصى الضعيف من داخل وخارج السودان وتحت سيل جارف من الرسائل النصيه ورسائل البريد الإلكترونى التى غمر طوفانها حساباتى الخاصه على موقعى التواصل الإجتماعى الشهيرين فيس بوك وتويتر بالإضافه للمقابلات الشخصيه والزيارت الخاصه التى حظيت بها تشريفاً والتى إنصبت كلها وإنصهرت بحميميه بالغه وموده أكيده فى قالب التعاطف والمأزره والتأييد حامله فى نفس الوقت كل الإستياء والغضب والإمتعاض الشديد ومستنكره بشده متناهيه ذلك المنحى القذر الذى بلغته الأزمه الناشبه هذه الأيام بينى وبين محلية شيكان فى ولاية شمال كردفان ومستهجنه أشد ما يكون الإستهجان ذلك التصعيد العنصرى والجهوى والخط التحريضى البغيض والضرب على وتر العنصريه والقبليه لأثارة العواطف وشحن الغرائز والذى ظهر فى توقيت مدروس بعنايه ذلك ( البيان !!) الذى أصدره أحد أبناء ولاية جنوب كردفان من المقيمين فى خارج السودان ( فى القاهره ) حيث ينشط هناك ويقيم  والذى سطره يراعه المسموم مدعياً إنه ( مقال !) .... مقال صحفى !! البيان المشار إليه جاء مكتوباً بلغه بالغة البذاءه والإسفاف ، شديدة العنصريه ، مكرساً بكامل أسطره لداء الجهويه ومعلناً فى ذات الوقت عن داحس وغبراء جديده طفق ذلك الرجل يدق طبولها بعنف ويعزف لحنها الجنائزى المشؤوم على وتر العرق والقبيله والمنبت . قرأت المقال البيان العنصرى البليد بالطبع وحالما فرغت منه نسيته ولم يدر فى خلدى على الإطلاق الكتابه للرد على ترهاته تلك والموغله فى الإسفاف والخطأ من أول سطر لأخر سطر فى ذلك البيان العنصرى التحريضى المعيب . ولم أكلف نفسى حتى عناء التعليق أسفل البيان وذلك لأسباب عديده ... على رأسها يأتى اليقين الراسخ والذى غذته التجارب والخبرات إن الدخول مع شخص كهذا لا يعرفك ولا تعرفه ولم يلتقيك مره طوال حياته أو تلتقيه ويأخذ الأمور هكذا غيله يملأ كزنبلك الساعه ويُفرغ بالتحكم عن بعد ويخوض معتركاً لا ناقة له فيه ولا جمل وهو لا يدرى أسباب النزاع وخلفيات البلاغ ويحمل سفاحاً حتى تنفتخ بطنه وأوداجه فيولد كفاحاً جنيناً مشوهاً كبيانه التحريضى ذلك الذى ولده قيصرياً على صفحات هذا الموقع .... رجل كهذا يحتاج لطبيب نفسى يحلل مفردات بيانه وخبير فى فض النزاعات لتفكيك عباراته الناسفه وكتيبة مهندسين عسكريين لمسح أسطره الملغومه ويحتاج كذلك لدوره تدريبيه خاصه ليعرف كيف يكتب المقال الصحفى وماهية الفرق بين البيان الخاص بالجماعات والإثنيات العرقيه والأقليات والكتابه الصحفيه . فما ساقه ذلك الرجل من هلاويس لا يمت للعمل الصحفى بصله ، فالصحافه ببساطه ليست مهنه تحريضيه ولا كل من أمسك بالقلم صحفى وهى مهنه ساميه نبيله تؤشر لمكامن الخطأ ولا ترتكب الأخطاء وتحافظ على وحدة وتماسك النسيج الإجتماعى بين مكونات الوطن جميعها لا تعمل على تفريقها أيدى سبأ وبتلك الطريقه القذره فى التحريض والكاتب الصحفى الذى يحترم نفسه ويعرف أبجديات العمل الصحفى وأخلاقيات المهنه لا ( يركب من طرف ) الشخص الذى يفعل ذلك هو بوق ، وهو مغفل ، ومغفل نافع فى أحسن الأحوال ... لكنه ليس صحفى . ليس صحفى لأنه ما من صحفى واحد خرج من مطبخ صاحبة الجلاله ليعمل طاه فى بلاطها المقدس يتشعبط هكذا فى الأمور ويكتب على طريقة ( عايره وأدوها سوط ) .... وسبب أخر مهم أيضاً مفاده إن ذلك العنصرى الفج البغيض يعانى وبشده من عقدة نقص وشعور غامر بالدونيه ويتمتع كمريض نفسانى مكتمل المواصفات والأركان بما أسماه الفيلسوف العربى مالك بن نبى بالقابليه للإستعمار !! جذوة هذا الشعور المربك ما تزال متقده فى جوف هذا الرجل وهى التى تلفح دواخله بلهيب الحقد والغضب وتكوى جوانحه بنيران الكراهيه المطلقه تلك التى ظهرت وبجلاء شديد فى أسطر مقاله البيان الموجه لأبناء النوبه فى مدينة الإبيض محرضاً إياهم وبكل ما يعتمل فى نفسه المشروخه من دمامل عنصريه بغيضه فجه لا يمكن لبشر سليم الحس والوجدان إتيانها أو هضمها .  لهذا ومذكراً نفسى بقوله سبحانه وتعالى فى محكم تنزيله ... (( لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ ۗ )) ... فضلت عدم التعقيب فعلام نعقب والرجل أعمى البصيره ليس عليه حرجٌ وأعرج الخطى والدروب ليس عليه حرجٌ وكذلك مريض نفسانى ومريض بعقدة النقص وبداء العنصريه الوبيل الذى يسكن دواخله وليس عليه حرجٌ ! فهل يؤاخذ المرء الساده العنصريون والمصابين بعقدة الدونيه بما يقولون ؟ لهذا ( طنشت ) وعكفت على أداء أمور هامه أقعدنى عنها هذا الرجل العنصرى البغيض كل تلك الفتره من الزمن ، بيد أننى ما أن فعلت حتى وإنهمرت على الرسائل ترد تباعاً على الخاص وتومض بها شاشة الهاتف الجوال . إنصرفت لقراءتها بكلياتى لكونها وارده من أصدقاء مقربين ورجال ونساء محترمين هم جملة أصدقائى الأعزاء على موقعى التواصل الإجتماعى من شتى بقاع المعموره .. كل الرسائل غاضبه ، ومعظمها نائحه ، وأغلبها مغبونه وأكثرها تنادى بالرد الحاسم ورد الأعتبار ! ولله دركم أحبتى كيف لا أرد ولا أرد لأهلى وعشيرتى وأحبتى أصدقائى وصديقاتى أسرتى الكبيره الممتده عبر تقاطعات كل خطوط الطول والعرض فى كل أرجاء المعموره ؟ كيف لا أرد وأحبتى قرائى الأعزاء قد أصابهم قبلى خنجر أبولؤلؤه المجوسى هذا فى الصميم ؟ كيف لا أعقب وأحبابى يستغيثون ؟ هنا وعندما ومضت رسالة أخرى جاءت طازجه للتو ممهوره ومذيله بتوقيع أحد أعز الأصدقاء وأكثرهم محبة وإحتراماً لشخصى الضعيف صديقى وأخى وقارئ المواظب المثقف الأستاذ ( أنور عثمان ) ولله درك أخى أنور وعندما قال أنور إنه عائد الأن للتو لحضن الفيس من هجير الراكوبه ومجونها وعفنها وبذاءتها وفومها وعدسها وبصلها وأوحالها وهو يصم أذنيه من بذاءة ألفاظ  مرتاديها من الرمتاله والسكارى الحيارى المساطيل أنصاف النساء الذين يتشبهون بالرجال ويرتدون البرقع ومن تحت الخمار هذا بنعوتهم الوهميه تلك وهم يمارسون العهر العنصرى والفاشيه والأباحيه ويتعاطون المسكر ويسبون ويتناسلون ويتغوطون على جنباتها هنا ولمعرفتى الكامله بذلك النوع من السابله والرمتاله وبالمناسبه كل تلك الهيصه يقوم بها 12 نفر !! هم الطاقم وهم الذين يكتبون التعليقات وهم الذين يسبون ويشتمون وهم الحائزين على حوالى خمسون ألف نقاب وبرقع يمهرون بها بذاءاتهم ويجرون بها ( العداد !!) ولما إكتشف بعض كبار الفانين والكتاب الصحفيين المعروفين حقيقة تلك الغرزه المسماة مجازاً الراكوبه وإن عدد القراء فيها لا يتجاوز المئه فى أحسن الأحوال وإن الأرقام المدونه كقراء لأي موضوع رأي هى دائماً زايد ألفين !! وتمنح نسب القراءه نقصاً أو زياده بمزاج ( الأدمن ) إنسحب معظمهم منها ولما كشف الأستاذ ( شوقى إبراهيم ) القلم الجرئ والكاتب الراتب بموقع سودانيزأونلاين ... هذا الموقع الرائع نعنى إن كل بيانات الكتاب والقراء والمدونين تٌخزن وتُسلم لجهات معينه تتعقب المنشطاء والمدونين فررنا منها فرار السليم من الأجرب ومن أراد التأكد عليه بإرشيف الكاتب الصحفى الذى ذكرنا . لهذا ولوصول أخطر رساله خاصه وردت من صديق عزيز ولله درك يا صديقى الأستاذ ( محمد عبدالسلام ) ... هنا ولأجل كل القراء إمتطيت صهوة قلمى وكتبت الرد الأول . وأسميت السلسله بإسم التكبيره الأعظم ( الله أكبر ) .... الله أكبر على الخونه والمارقين ، الله أكبر على الحبرتجيه والقوادين ، الله أكبر على الزناة والزانين ، الله أكبر على من يأتون الفاحشه أحفاد قوم لوط فى مكاتب الدوله ودواوين الحكومه ، الله أكبر على العنصريين الجدد ، الله أكبر على الوشاة المرتشين ، الله أكبر على الأقلام الصدئه المسمومه التى تسيل حقداً وتبصق بغضاً وتضرب فى عمق الوطن إرضاءً للأجنبى والصهيونى والكنسى والإمبريالى وأعداء الله ورسوله والمؤمنين ، الله أكبر على عملاء ومصادر الجهات القمعيه الموغله فى البطش ببنى الوطن الغر الميامين ، الله أكبر على الوشاة المنافقين وعلى الجواسيس المزدوجين والمرتزقه الذين يبيعون دماء أهليهم وبنيهم ونساءهم وأطفالهم رخصيه نظير حفنة قذره من الأموال يتبجحون بحصولهم عليها علناً فى وسط الأبيض ثم يعودون للبكاء والنحيب والثكلى ومناداة ذات القبيله التى باعوها من قبل ودمروها تدميرا لنجدتهم ونصرتهم !! ماذا تعرف يا أيها الأخرق عن هؤلاء الذين جندت قلمك الردئ الصدئ لصالحهم ؟ وعن أي نوبه تتحدث يا من تقيم تحت ظلال الشرفات والشقق والفنادق الوثيره الفخمه فى الخارج وهؤلاء النوبه الذين لم يكلفك أحد منهم بالتحدث بإسمه أو أسماءهم ، عن أي نوبه ياتتحدث وأي نوبه تخاطب وتحشد وتشحن وضد من ولأجل ماذا ؟ هل تلك الفتنه الصغيره القذره التى أوقدت شرارتها عبر بيانك الهزيل البذئ ذلك الذى كتبت هل هى كل ما تملك لتقدمه خدمةً لقضايا مواطنينا ليس من النوبه فقط يا ايها العنصرى القبلى البغيض بل كل أبناء شعبنا بكل سحناتهم وأعراقهم فهم جميعهم مكتوين بنار الداخل والشعب برمته الأن يحتضر هل وصل بك السفه والغرور الأجوف للدرجه التى صور لك فيها عقلك المعتل السقيم إنك سيدنا موسى فى سفر الخروج فتخيلت إن النوبه هم شعب الله المختار وبنى إسرائيل ؟ من علمك فرز الكيمان هذا ؟ وأي ثقافه عفنه هذه التى تود أن تزرعها فى الأذهان ؟ دخل النوبه شنو فى مشكلتى مع محلية دعارستان ؟ ماذا تعرف عن محلية شيكان ؟ ماذا تعرف عنها وعن موظفيها والقائمين على أمر إدارتها وفراشيها وعمالها وخفراءها الأركانحرب ؟ ( بالله قلت لى شنو ؟؟ قام الصحفى  ... بسب احد ابناء النوبة بالابيض والذى يعمل بمحلية شيكان, حيث دخل احد المكاتب وكان الصحفى المقرب من هارون يجلس هناك. فطلب الصحفى من العامل من ابناء جبال النوبة ان يجلب له قارورة مياه معدنية , وعندما لم يرد العامل عليه قال له الصحفى "امشى يا نوباوى يا عب , ان اسى اقوم عليك ارجعك الكراكير)) !! يا سلااااااااااام ..... الله عليك يا مان يا خطير إنته كنته قااااعد تشاهد فى الموقف ده مش ؟ لا كنته قاعد ،، على بالحرام كنته قاعد يازول ،،،، كيف ما كنته قاعد وإنته مصور الكلام ده بالكربون ؟ وأنا كنته خالف رجلى ولا خاتى رجلينى الأتنين فوق طربيزة سيد المكتب ده ؟ نسيت الكدوس ، أنا كنته ماسك كدوس يا نواي كنته ماسك كدوس ولابس برنيطه كمان مش ؟ ههههههه على بالطلاق إنته أبلد مخلوق يقابلنى فى الدنيا دى .... يا بشر أنا لو مسطول مش ممكن أتصرف كده الله لا كسب أبوخاشك .... ياسرأبوالليل يقول للفراش جيب لى قارورة مويه ولما العامل المسكين النوباوى الغلبان سكت الصحفى المقرب من مولانا هارون قال ليهوا بدون أي فاصله فى الكلام أمشى يا نوباوى يا عب أنا أسى أقوم عليك أرجعك كراكيرك !! عليك دينك ده منطق ده ؟ أنا داير مويه ولا مريسه ؟ بعدين الشغله إنتو خليتوا لينا فيها كراكير ؟ تخش كركور تمرق فطيس بغاز الخردل كراكير شنو تانى مع عمالتكم دى ؟ يازول إنته فى مصر مرطب وشبعان خلينا فى حالنا ندبر حالنا البلد دى لا فضل فيها كركور ولا زرزور ولا فرفور ... لا رغيف لا غاز لا دقيق لا جاز ونحنا أخلاقنا فى مناخرينا ... وهذا الترف الذى تمارسونه فى الدجل والتحريض الغبى وكتاباتكم بتاعت قِلة الشغله العلمتكم المشاط دى فكونا منها ... ثم خلينى أنا زول قريعتى راحت المقرب من مولانا هارون ده ... مولانا هارون ذاتو ، مولانا شخصياً لا يمكن ولن يتجرأ على مخاطبة الزول ده بالطريقه دى !! فى زول بيقدر يقول لمدير تنفيذى ماسك الأراضى الزراعيه والتعويضات والأكشاك والأوامر المحليه للكشات ومصادرة عدة ستات الشاى وبالمناسبه 90% منهن من بناتنا من الدانج وجنوب كردفان وهن يعولن أسر شردتمونها بالحرب ويعملن فى هذا العمل الشريف ومحليتك دى يا أيها المغفل النافع قاعد تطاردن فى نص السوق والأزقه وتملأ بهن الدفار ونحن نحن وليس غيرنا أبداً من يشكل لهن حمايه كامله فهل تعتقد إن العبد الفقير لله تعالى كاتب هذه السطور وسيدنا مولانا نمتلك الجرأه الكافيه لمخاطبة كمندان قدر ده ؟ الدوله والولايه والمحليه بالذات تعول على مصادرها وكوادرها النشطه اليقظه المدربه جيداً ذات الحس الأمنى العالى فى إختراق التجمعات العرقيه المغلقه والتغلغل فى مفاصلها (فأفهم يا هذا الذى أعيانا إفهامك ) أفهم يا من أضلك الله إن هذا العمل ( الشريف ) لا ينتقص من أصل المرء شيئاً بل العكس ( ممكن تترقى لفوق ) ( أفهم برضو يا من أعياناإفهامك ) وكل ذلك لكى تحقق محلية شيكان خططها الطموحه فى أرساء دعائم الأمن والإستقرار والرفاهيه لشعبها ولشعبكم شعب النوبه العظيم ... لذلك لا يمكن أن تبعث هذه الدوله المجرمه سفيراً لها معين من المحليه وتحشره فى وسط النوبه عشان يقعد زي الأطرش فى الزفه وجماعتك شغالين إنجليزى ي مرسى ( أوما فهمت يا أيها الأخرق ) ؟ ولهذا السبب جاء الشهود الثلاثه نوبه والثلاثه يعملون فى جهاز نظامى وحتى الأن وبعد السماع للشاهد الأول يوم أمس الأول وليس قبله كانت الجلسه يا أيها الأخرق ( لميت الناس ساكت يوم الأحد الفات الله لا كسبك ) إفادات الشاهد الأول أثبتت أنو السنه دى النجاح 100% على بالطلاق عمك المسكين أدى دور يستحق عليه جائزة الأوسكار لهذا العام ! ردد الكوبليه المتفق عليه بالشوله وبنفس الغلطات الإملائيه !! لكن ولتعلم يقيناً يا أيها العنصرى الأخرق وسوف أعود إليك مجدداً وكثيراً لتفنيد بيانك سطر سطر لتعلم يا أيها البطل الطبل مدعى البطولات ومدمن مصارعة طواحين الهواء يا دونكيشوت ولاية جنوب كردفان إن أسوأ وأقذر مافى الأمر وأشده وقعاً وألماً كانت تلك اللحظات التى أٌجبر فيها ذلك الشرطى الطيب المسكين الأمى على أداء القسم كذباً !! والله ما قبلتها والله حزت فى نفسى وأدخلتنى فى كأبه مريره فذلك الرجل ولأميته لا يعرف عاقبة الحلف زوراً وربما هو يعرف ولكن ملعون أبو الرغيف وأكل العيش ذلك الذى يدفع بالخلص والأوفياء والسذج المساكين من أبناء هذا الوطن للوصول الى هذا الدرك الأسفل من الذل والهوان .... لقد أجبره الساده اللصوص والناس اللى فوق على الكذب ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم ، وبقدر ما ما كنت أحترم وأقدر بعض بنى البشر الأن تجدنى أمقتهم وبشكل لا يمكن تصوره لسبب إنهم قد أرغموا الرجل المسكين الستينى على الحلف زوراً وأقسم بالله الذى رفع السماء بلا عمد والأيام بيننا إن الذين أرغموا هذا الرجل البسيط وهومن أبناء من أبناء جبال النوبه يا دونكيشوت الجبال ) أقسم بالله ثلاثاً أن لا أدع فعلتهم الشنيعة هذه تمر بسلام . وبالنسبه ولو كنت أدرك مسبقاً إن ذلك الرجل المسكين البسيط سيحلف زوراً والله لكنت قد رفضت شهادته على القسم بل كنت سألطب من السيد قاضى المحكمه الموقره قبول شهادته كامله بدون حليفه ! ولسه باقى باقى إتنين شهود والأتنين من أولاد النوبه يا دونكيشوت الجبال والأثنين كذلك يعملون فى جهة نظاميه .... وإنى إختتم الأن واعداً بالإطلاله مجدداً فى نفس السياق أعلن على الملأ عفوى وإسقاط حقى الشخصى تقرباً لوجه الله تعالى ,أسال الله العلى العظيم أن يغفر للشاهد الفقير المسكين ويسقط منه حقى الخاص فى شهادته ضدى بالزور هذا ولا نامت أعين الجبناء
الله أكبر والعزة للإسلام ، الله أكبر والعزة للسودان ، الله أكبر والرفعة والعلو والشموخ لولاية شمال كردفان .
ومويه طريق مستشفى ..... مولانا / النهضه خيار الشعب .
yasserdayeen@yahoo.com



مَوْعِدُكُــــمْ يَـــــوْمُ الزِّينَــــةِ بقلم / ماهر إبراهيم جعوان

$
0
0


الأيام دول يوم لك ويوم عليك فمن كان ظالماً ويظن أن هذا يومه فلينتظر اليوم الذي عليه ومن كان مظلوماً فليرتقب يوم نصره
فالقوي لن يظل مدى الحياة قوياً والضعيف لن يظل مدى الحياة ضعيفاً
والحاكم لن يظل حاكماً مدى الحياة (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)
وعندما يحتدم الصراع ويفتري ويتجبر أهل الباطل وتقلب الموازين وتتشتت الأهواء وتشوه الحقائق ويكثر الكذب والتلفيق والتضليل ويراق الدم الحرام بغير ذنب ويُحرق الناس أحياءً وأمواتاً فنصل لمشهد المفاصلة والمفارقة طلباً للدعم والمدد من القوة الربانية التي لا تقهر
فلا أقل من الثبات والحشد في الميادين لنُري الله من أنفسنا خيراً
فعندما يثبت أهل الحق على مبادئهم وأخلاقهم وأهدافهم السامية ويخرجون بسلمية تامة يجأرون إلى الله تعالى يشكون له ظلم الظالمين ويعتصمون به ويلوذون بجنابه ويتوكلون عليه فهو القاهر فوق عبادة ،وعندما تنعدم الأسباب الأرضية في النصر والتمكين ويظن الجبابرة أنهم مانعتهم حصونهم من الله وأن رايتهم عالية لن تنكس وأن جنودهم أشداء ملئ السمع والبصر (إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين)
هنا فقط تتدخل يد الله تعمل في الخفاء تمهد لدينه وتغرس لدعوته وتنصر أولياءه وتهزم أعدائه بجنود الله التي لا تقهر (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)
فما أن وصل العناد إلى منتهاه من فرعون اللعين الذي يؤيد ويدعم ويساند ويفعل كل ما يغضب الله تعالى حتى حاول أن يصفي القضية وكل من يقف في وجهه فأراد نهاية سعيدة فجمع كيده وأتى صفاً واتفقوا على يوم الزينة
(قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى فَتَوَلَّىٰ فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَىٰ)
فالحشد مطلوب وموجود لكل الأطراف ليبطل الباطل ويحق الحق ولتمحى الغشاوة عن الوجوه المغيبة ولتظهر الحقائق على رؤوس الأشهاد
(ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين)
وهلك هو وجنوده في يوم زينته والذي ظن فيه الغلبة والنصر المبين
ويوم الأخدود قال الحق للباطل إنك لست بقاتلي حتى تجمع الناس في صعيد واحد وتعترف أنه لا يكون في كون الله إلا ما يريده الله فلما حدث المراد وتجمع العباد في يوم المفاصلة والمفارقة ورغم التهديد والوعيد بالويل والثبور وعظائم الأمور ورغم الجرح والألم والظلم والطغيان والقتل والإحراق والشهداء والمكلومين آمن الناس بالله رب العالمين وانتصر الحق
ومع قارون  خُسف به وبداره الأرض لما خرج على قومه في زينته
(فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ )
وما كان يوم السادس من أكتوبر1973م إلا يوماً من أيام الزينة نصر الله فيه عباده المؤمنين وما كان اكتوبر 1981م إلا احتفالاً في يوم الزينة
وكذلك 25 يناير 2011م احتفالاً في يوم الزينة ثم جمعنا ميدان التحرير في صحوة ضمير ولحظة وعي وبصيرة لمستقبل هذا الوطن الكريم
وكذلك السادس من أكتوبر2013م كان له ما بعده من تغير المعادلة الثورية داخلياً وخارجياً
وموعدنا 25يناير 2014م يوماً جديداً للزينة ليكون يوماً فارقاً في تاريخ مصر المعاصر ليتجمع الأخيار من كل حدب وصوب في مفاصلة لقوى الشر والافساد وما ذلك على الله بعزيز
فسبحان من أذلهم في يوم زينتهم من حيث أرادوا العزة وأفقرهم من حيث أرادوا الغنى وأخافهم من حيث أرادوا الأمان وعذبهم من حيث أرادوا الراحة وأهلكهم من حيث أرادوا النجاة وأماتهم من حيث أرادوا الحياة (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا    ... وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلـْـْقاتها فرجت... وكنت أظنها لا تفرج
اللهم إن العبد يمنع رحله فامنع رحالك...لا يغلبن صليبهم ورحالهم أبدا رحالك
فإن كنت تاركهم وقبلتك                 ... فأمر قد بدا لك
ولو أن العسر دخل في جحر لجاء اليسر حتى يدخل معه  وكم لله من لطف خفي
ننتظر فتوحات السماء وبركات الأرض وجنود الله التي لا يعلمها إلا هو
ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا
    Maher510983@yahoo.com

منبر أبناء الجزيرة خواء الفكر ومضيعة الزمن/فتح الرحمن عبد الباقي

$
0
0



ليس كل ما يعرف يقال ، وليس كل ما يتمناه المرء يدركه ، وليست الاعمال بالتمني ، كل حكمة منفردة لها مغزى ومعنى ومدلول ، ولكن اذا ما دمجنا هذه الحكم ، تصبح مثل دمج الألوان ، فتتغير الألوان ، ويصبح الأحمر مع الأخضر لونا آخر ، بعيد عن اللونين ، والاصفر مع الأزرق وهكذا ، فلو دمجنا الحكمة الثانية (وليس كل ما يتمناه المرء يدركه ، مع ليست الاعمال بالتمني لأتتنا حكمة مختلفة ودفعة معنوية للعمل ، والعمل بمعرفة وروية وقدرة على الابداع .
لو اتينا الى المقولة الأولى ليس كل ما يعرف يقال ، فحقيقة بدأت بكتابة الكثير من المقالات عن هذا المنبر ، منها ما نشرته ومنها ما احتفظ به لنفسي ، ومنها ما قمت بحذفه بالكامل من جهاز الكمبيوتر ، وهذه أول مرة أتردد فيها عن كتابة ما أؤمن به ، خصوصا وانني لا أتقاضى أجراً على كتابة هذا المقال ، ودافع ترددي حبي لوطني الكبير والصغير ، وتمنياتي لوطني الكبير والصغير ، بأن ينعم ما تنعم به بلدان أخرى ، هنا أركن الى المقولة الأولى ، ولكن عندما أمر بالمقولة أو الحكمة الثانية ، أقول إنها أقدار الله وأرزاقه ، ولكن أربطها بالأخيرة ، فان ليست الأعمال بالتمني ، فلا بد من العمل والعمل الدؤوب ، أما سر ترددي في كتاباتي عن هذا المنبر ، فهو نابع من حبي لهذا المكان ، وقد حاولت الكتابة المباشرة عبر المنبر ، الا أن لجنة تسييره ، لديها خطتها وأجندتها ، وليست لديها القدرة ، أو القابلية لسماع الآخر ، وتعمل بسياسة الاقصاء والتطنيش . وسر ترددي خوفي من أن تكون كلماتي هذه تؤخر مسيرة التقدم ، ولكنني للأسف لا أرى أي تقدم لهذا الجسم ، ولا تحركه الى الأمام ولو بمقدار أنملة ، وهذه وجهة نظري ، وللأسف لم يستطع من يقودون دفة المنبر ، عمل شيء يذكر ويقال ، رغم أنهم أو قل بعضهم ، عركته الحياة النقابية والعمل الطلابي في اتحادات الطلاب لدورات عديدة . فلا أدري لمَ اختفت المهنية سواء في إدارة الصفحة ، أو حتى إدارة العمل بشكله الطبيعي ، فتجد أمين عام المنبر يقوم ببث منشور ، من صلاحيات أمين الإعلام وهكذا لخبطة ، ففقدت البوصلة لاتجاهها ، وأصبحت تحركها الرياح المتحركة اليكترونيا .
قضت لجنة التسيير هذه قرابة الشهرين ، وسينتهي أمدها في 5/2/2014م ، وهي الان تركز كل جهودها في طواف على محليات الولاية ، ويقول الطائفون بانهم يريدون تعريف إنسان الجزيرة بمشاكل المشروع ، وهنا تأتي غرابة الفكرة ، وهنا يعتصر الانسان الألم ، مما يدور بهذه اللجنة ، وهنا يتعزز السؤال الموجود أصلاً ، وتقفز أسئلة جديدة أخرى عن أهداف هذا المنبر ، وعن سيكلوجية إدارة هذا المنبر .
ان انسان الجزيرة ليست محتاجا لمن يعرفه بمشاكله ، وان انسان الجزيرة يحتاج الى الخبز والدواء والغذاء والكساء ، ويحتاج من يواسي الأرامل والثكالى ، ويحتاج الى الخدمات وليست الهتافات ، ويحتاج الى العمل وليس الطواف ، ويحتاج أن يعرف كيف يأخذ حقوقه ، وذلك بالعمل وليس الطواف .
ان انشغال المنبر وتحركاته على أرض الواقع بهذا الطواف الذي يهدف كما يقول الطائفون ، بتعريف انسان الجزيرة بمشاكلهم ، كما طافت مجموعة السائحون سابقا بولايات السودان والتقت قيادات هذه المناطق ( وقد راينا نتائج مجموعة السائحون على الأرض ، بعد طوافها قبل حوالى العام تقريبا ) ، ويا للغرابة بعض الوجوه التي طافت في مجموعة السائحون ، هي بعض الوجوه التي طافت في منبر الجزيرة ، ونفس المناطق التي زارتها مجموعة السائحون هي بعض المناطق التي زارتها مجموعة منبر أبناء الجزيرة ، واصبح الطواف لا يعبر الا عن دوائر جغرافية ، فهل هذا تلميع لقيادات إنقاذية تلبس ثياب غير انقاذية ، وبشر يلبسون ثياب ملائكة للدفاع عن الحق المسلوب ، وتظهر بمظهر المطالب بحقوق الشعب ، وتظهر بمظهر الثوار الذين لا يهمهم الا مصلحة العامة قبل الخاصة ، ولا يعرفون للدنيا طريقا . أم أنها مصادفة ليس إلا ؟ وما جدوى هذا الطواف ، وأليس من الغريب أن نفس المجموعة الفاشلة الأولى ( مجموعة السائحون ) لم تقيم هذا الطواف لتذكر محاسنه ، ومكاسبه ، ومن ثم تعيد الكرة مرة ومرتين ، وربما تكرر هذا السيناريو عبر منبر آخر .
اما المنبر وعلى صفحته الاليكترونية فقد انشغل ، بقضية تسريبات الوالي الجديد كما انشغل في أوقات سابقة بمسائل انصرافية ، عنصرية تتحدث عن القبائل النيلية ،وسيطرتها على مفاصل الحكم في الإنقاذ ،  وما ذلك الا كتاب اسود جديد يضاف الى الكتب السوداء السودانية ، وما اكثرها ، كما انشغل بصراعات جهوية داخل الجزيرة الواسعة ، وانقضاء امد لجنة التسيير على الأبواب فلم تتضح الرؤيا بعد عن مصير وتكوين لجان المؤتمر وجمعيته العمومية . ان حكومة المؤتمر الوطني في اشد وامس الحاجة الى مشروع الجزيرة لتعيده سيرته الأولى ، وذلك ليس حبا في مشروع الجزيرة ولا إنسان الجزيرة ، وذلك لحاجة الحكومة الى أموال مشروع الجزيرة ، ولا يوجد لديها خيار آخر ،
أليس من الأولى لهذا المنبر أن تكون هذه الزيارات عبارة عن قوافل صحية لتخدم من يحتاج الى الصحة ، أو قوافل تنموية لبناء ما تهدم من المدارس ، ومحاولة إجلاس الطلاب ، أليس من الأولى أن تسير هذه القوافل لدعم الأسر الفقيرة والمعدمة ، بدلاً من تسييرها إما لتعريف إنسان الجزيرة بهذا المنبر ، أو تعريف المنبر بمشاكل أهل الجزيرة ، أسطر هذه السطور للتاريخ واجعلها على صفحات الصحف ليقرأها من يقرأها في تاريخه ، فاذا رأينا أحد الطائفين بمدن ومحليات الجزيرة ، يعتبر هذه الجولات والطواف دعاية مجانية لبرنامجه الانتخابي القادم ، فسنقول له يومها ، لم تكن السابقة لله بل كانت للسلطة وللجاه ، وبالتالي لن تكون اللاحقة سوى للسلطة والجاه ، وسنحرمه من أي صوت انتخابي . فاتقوا الله فينا ، ونسال الله الهداية للجميع .
فتح الرحمن عبد الباقي
مكة المكرمة
21/01/2014م
Fathiii555@gmail.com

في سيرة إعلام الشذوذ : السودان من حفر الكيزان إلى (حُفرة الدخان) ! عبد المنعم سليمان

$
0
0



abdoalsudan@gmail.com

شعرت بدوار في الرأس ، وضيق في التنفس وانقباض في صدري وكأن سماً زعافاً يسري في بدني ، وانا أشاهد صوراً أمس على (الفيسبوك) لشاب يافع وهو يجلس على (حفرة الدخان) (يتدخن!) – يا للهول ، وبجانبه كل ملحقات ومتطلبات تلك الجلسة النسائية السودانية المعروفة ! (الصورة المنشورة هي الأكثر إحتشاماً من بين كل الصور المنشورة له).

وكمن ضُرب بإزميل أمسكت رأسي بكلتي يديّ عقب مشاهدتي تلك الصور، اعترتني نوبة من الغثيان وأحسست كأن بعض غُدد جسمي تتفجر، قلت في سري لابد أنها الراجفة وعلىّ أن استعد للرادفة . وما كان ليّ من بُد إلاّ الاستعاذة وقرأت ما تيسر لي من القرآن الكريم واستغفرت ربي ، ثم لعنت إبليس ، ولعنت بعده من أتى بعصابة المشروع التجاري الإسلاموي الشرير (لم أقل الترابي بالاسم ، يا صديقي كمال عمر).

(ملحوظة واجبة : عزيزي القارئ  وحتى لا تتشابه عليك الحفر كما تشابهت علّي ، فان الجالس على الحفرة ليس هو (مفكرنا) الهندي عزالدين وإنما شبيهه ).

(1)

ورغم أن الحديث عن هؤلاء القوم أصبح لا يُثير عندي حتى الرغبة في الاستفراغ والبصق على وجوههم ، إلاّ أن رجم هذا (المثلي الصغير) صاحب (حفرة الدخان) وحده على ساحة قضاء الفيسبوك فيه حشف وسوء كيل لا مثيل لهما ، فليس من الحكمة والعدل محاكمة سلوك هذا المثلي بمعزل عن سلوك حكام البلاد وعلى رأسهم المشير البذيئ ، الذي تجتهد أقلام السلطة وأبواقها هذه الأيام لتحسين صورته واظهاره بمظهر القديس والمُخلِّص ، ونصيحتنا لهم : أن لا يجهدوا أنفسهم  ويحملوها ما لا طاقة لها به ، فهذا الرجل لا يمكن تلميعه ولو (حبسوه) في صندوق (اورنيش) لـ ( 24 ) سنة أُخرى!

إنّ هذه (الحفرة) التي حفرها (المثلي الصغير) إنما هي صغيرة جداً مقارنة بحُفر السلطة (الكبيرة و العميقة) الطافحة بالـ (الشذوذ) من أدنى قيعانها إلى أعلى فوهاتها ، حد أن كاتب هذا المقال أصبح يعتقد أن ناجياً من (فلول) قوم (لوط) هرب من لجة بحيرة (طبرية) سباحة ، ثم سار مُكباً على وجهه حتى طاب له المقام فاستقر في مقرن النيلين ليؤسس (بتعاليمه) التنظيم الاسلامي الشرير الحاكم في بلادنا  .

نقول لأؤلئك النُشطاء، مهلاً وحنانيكم ،  كفوا عن رجم ذلك (المثلي الصغير)، واقذفوا بحجارة من سجيل أسافيركم على هذا النظام الذي يعتبر أكبر مفرخ للشواذ على وجه هذه الأرض ، وتذكروا أن الشذوذ الجنسي والفكري سيبقى في بلادنا ما بقى هذا النظام ، وكما قال شاعر (غير مثلي ) قديماً عن أحوال حاكم آخر يشبه حاكمنا وراعي (مثليننا) :

وكنا نُرجّي أن نرى العدل ظاهراً .. فأعقبنا بعد الرجاء قنوط

متي تصلُح الدنيا ويصلُح أهلها .. وقاضي قُضاة المسلمين يلوط؟

 (2)

قبل فترة استوقفني برنامج بث على التلفزيون الرسمي للنظام ، وكان يستضيف أحد الجنرالات ، ورغم ما بدت عليه من جلافة وهمجية وقبح في المظهر ( له عينان  كبيتي نمل أبيض مطفأتين) - على وصف مظفر النواب - إلاّ أن أكتافه كانت تتزين بالنجوم والمقصات والصقور مع بعض النياشين والأنواط المبعثرة هنا وهناك على صدره ، نياشين وأنواط لم يحصل عليها مونتغمري بعد انتصاره في معركة العلمين ، قلت في نفسي وجدتها .. وجدتها ، فهذه ليلتي وسهرتي وحلم حياتي ، لا بُدّ أن هذا (الجنرال الخرافي) من أفذاذ العسكريين ولا بُدّ أنه استحق هذه النياشين اللامعة والرتب الرفيعة لبسالته وصموده وشجاعته في معركة ما ، لم يدم حسن ظني طويلاً فسرعان ما ظهر التعريف على الشاشة : (المدير العام لشرطة النظام العام) ، فتساءلت هل جلد الفتيات وتفتيش أطوال (الاسكيرتات) وما تحتها ، يؤهل من يقوم بهذه المهمة المخزية لنيل كل هذه النياشين؟

تصدقوا ؟ كان موضوع تلك السهرة : (الظواهر السالبة في المجتمع!) – ولو كنت مكان مقدم البرنامج لسألته عن نياشينه الكثيرة هل هي ظاهرة سالبة أم إيجابية ، لكن مقدم البرنامج سأل (جنرال الاسكيرتات) عن قصة أغنية ( راجل المرا حلو حلا) وعن فنان الأغنية (حمادة بت) نطقها المقدم دون اشمئزاز وتأفف وكأنه لقب عادي ومألوف ولا غبار عليه ، فجاءت إجابة (الجنرال الأسكيرتي) بعد ان أرغى وأزبد وطأطأ وتتأتأ : (أن الحمد لله والشكر لله ، قبضنا على الفنان وتم عمل تعهد له بعدم ترديده لهذه  الأغنية مرة أخرى ، والآن يجري البحث عن الشاعر وسنقبض عليه ، إن شاء الله ، إن شاء الله )، تساءلت مرة أخرى : هل قال هذا الجنرال المعتوه إنهم يبحثون عن الشاعر للقبض عليه ، أم هي خيانة حاسة السمع؟

المدهش أن جنرال الاسكيرتات الساذج لا يعرف أن شاعر هذه الأغنية هو رئيسه البذئ ، ووزير ماليته ووزيرتجارته ووزير داخليته ، ومدير أمنه ، ورئيس (برلمانه) المزور، ومن يروج لمشروعه الإسلامي البائس وووو . ولكنني وبعد أن أكملت مشاهدة الحلقة إقتنعت أن شاعر هذا الأغنية الركيكة لا يمكن أن يكون إلاّ مُدير ما يسمى بالنظام العام نفسه .

 (3)

 

 مسألة أخرى استوقفتني وأنا أراقب نقاش النشطاء لصور (المثلي الصغير) (صاحب الحفرة) ، فبعد لت وعجن ومماحكة خلص بعضهم إلى أن (جهاز الأمن) وراءه تسريب هذه الصور مع أن جميعهم مُتفقين على صحة الصور، وعزا هؤلاء  تلك النتيجة التي توصلوا إليها إلى أن جهاز الأمن يريد إلهائهم عن (النضال) عبر هذه الحيل والألاعيب والأحابيل.

الإخوة الناشطون : لا عليكم ،  ناضلوا ولا تكترثوا لحفر الدخان ولا لدخان البمبان ، ولكاني بكم تظنون أن جهاز الأمن الذي يقوده المنغولي اختياراً (محمد عطا ) – أكبر إنجاز للمهندس محمد عطا في هذه الدنيا أنه بنى (درابزين) حديقة منزل العراب الترابي ، ، بالطبع كان ذلك قبل أن ترمى الجماعة شيخها نفسه في حفرة أشد بأسا من حفرة الدخان - أقول للنشطاء : وكأنكم تظنون ان جهاز الأمن هذا محصن ولا يأتيه الشذوذ من بين يديه ولا من خلفه .

وهنا نروي قصة صادمة وسافلة ومقرفة ، ونعتذر للقاري الكريم أكرمه الله في الدارين، قبل الخوض فيها ، وهي قصة لو وضعناها في مقارنة منصفة مع حقيبة الهندي عزالدين الصحفية حين قبض عليه متلبساً وهو يحمل بداخلها  (بودرة وروج ومرطب) ، لرجحت كفة الهندي بوضاعته وتوج بلقب أبو زيد الهلالي ، نحكي القصة لأن صاحبها الذي يحمل رتبة (عميد) في جهاز الأمن لا يزال يخنق عنق الصحافة السودانية كمدير للرقابة الأمنية على الصحف، وحتى لا يعتقد أحداً منكم  أننا نبهت الرجل – لا سمح الله -  أفيدكم أن الحادثة موثقة ومتاحة ومشاعة لكل من رغب على شبكة الانترنت ، أنها قصة حقيقة من قصص ضحايا التعذيب الذي تعرض له المناضلون في ظل هذا النظام الشاذ ، وأنقلها لكم كما هي دون أي تدخل مني :

الزمان 24 اكتوبر 1994 ، المكان : معتقلات جهاز الأمن بمدينة عطبره.

يقول الطالب آنذاك عاصم محمد شريف المعروف بـ ( عاصم كتة) ،  قال لى الضابط : عاوزين اعتراف قضائى (بس قدام كاميرا الفيديو)، ونحن بنطلعك زى الشعرة من العجين ؟ قلت ليه : اعترف بى شنو؟ قال لى : بي قصة التفجيرات دي، قلت ليه: لا .. أخير لي اقعد هنا مليون سنة، ولا اعترف بي حاجة أنا ما عملتها. قال لى: خلاص ..نحن حنستخدم اعترافات زميلك ضدك، قلت ليه: ولا بيهمني (بعدها أخرجونى من المكتب إلى الصالة المواجهة له، وطلبوا مني الانتظار.. وجاء قرشى هذا .. ونادى : يا تبيدي زولك ده داير تربية ..اتولاه..) جاءنى المدعو (تبيدى)  مشمرا ساعد جلبابه : خش المكتب ده .. وأشار الى باب مكتب .. دخلت المكتب .. قال لى : انت عامل فيها رأسك قوى؟ الليلة أنا بوريك.. أغلق باب المكتب (بالمفتاح) .. كانت الساعة حوالى الثانية عشر ونصف ظهرا.. بدأ حديثه معى مهددا :  (نحن عارفين اختك فى دنقلا ..بنجيبها ون...... قدامك هنا.. (وبالفعل كانت اختي الوحيدة والكبرى تدرس فى نفس الجامعة .. فى السنة الثالثة)... وبرضو عارفين (حبيبتك ) (.......) داير تشوفها قدامك هنا (........) ؟ ..ثم استطرد : خليك من ديل ..انت ذاتك كيف؟  ثم رفع جلبابه (وفك التكة) ..واخرج ذكره ..(نعم ..هو نفسه هذا التبيدي ..) وقال لى فك الحزام ..ونزل البنطلون)... فرفضت ... فما كان منه الا ان خرج وأتى بـ (رجل الكرسي ) وضربنى بها..فى الصدر مرة أخرى.. وهذه المرة استدار على عقبه.. وانزل هو سرواله ..وأمرني أن آتيه من دبر ..... فرفضت ... فثار ..ثورة عنيفة ..وانهال على بصورة (هيستيريه)...ضرباً.. حتى : انقذنى طرق على الباب ... سريعاً (ربط تكته)..وفتح الباب .. وكان ..قرشى مخاطبا) تبيدي : انت ما ما شى الصلاة ولاّ شنو؟ (الصلاة .. صلاة الجمعة). أجابه : ماشي .

وإن كنت لم تقرأ بعد عزيزي القارئ المحترم الدراسة الوافية والضافية والمستفيضة للكاتب والمفكر الليبي الكبير الصادق النيهوم : (من سرق الجامع وأين ذهب يوم الجمعة)، فإن قصة (ضباط الشذوذ) تكفيك مشقة البحث عنها ، فهل عرفت الآن من الذي سرق الجامع؟ ومن الذي أدخل الشذوذ إلى بلادنا ؟ وأين يذهبون بنجاستهم يوم الجمعة؟

انها حفرة أكبر وأعمق من حفرة ذلك الشاذ الصغير ، لم يسرق هؤلاء الجامع والسوق وأحلامنا وآمالنا فقط ، بل سرقوا وباعوا كل السودان ، ويريدون الآن إدخالنا معهم إلى (حفرة الدخان) .

 سلم الله السودان من حفر الكيزان ، ووقاه شر الوقوع في (حُفر الدخان).

صراع المصالح- رفقاء أمس أعداء اليوم2-4 مدينق ودا منيل – القاهرة

$
0
0

.

في ليلة يوم الأحد تحديدا في ساعة العاشرة ونصف,وأثناء نومي العميق في غرفتي  بالفندق رنت جوالي رفعت هاتفي تبين على الشاشة رقم الزميل باشمهندس شول تونق, رديت ألو باشمهندس فأجابني هل أنتم بخير يا مدينف نعم. لماذا؟ فأجابني بأن هنالك إطلاق نار كثيف في مدينة جوبا خاص من الناحية الجنوبية. حيث يوجد وحدات خاصة بالحرس الجمهوري, فأجيت لن نسمع إطلاق نار. كنت في غرفة وحدي وعائلتي في غرفة أخرى. توجهت فورا للغرفة المجاورة . نقرت باب الغرفة فتحت زوجتي الباب في ذهول ماذا جرى لك, ذهبت مسرعا وفتحت باب البلكونة المقابل للشارع الرئيسي. لم أصدق ما رايته من اطلاق نار كثيف وعشوائي, كان صرخة  زوجتي أقفل الباب أنه أطلاق نار, ماذا يجري هنا؟ يارب هل نحن في جوبا عاصمة جنوبنا الحبيب, قفلت باب البلكونة وجاوبت على مكالمة الرفيق شول تونق, نعم نحن بالخير يابشمهندس, لقد شهدنا ما يجري الأن من إطلاق نار كثيف. مع السلامة.أجابني خلي بالك من العيال. لاتخرج من الفندق أبدا مهما كان الظروف, أنها المكان الوحيد الأمن في أعتقادي. تصبحوا على الخير, لم ننام أبدا من شدة أطلاق النار والخوف من إحتمالات الأصابة بطلق طائشة أو قذيفة من الدبابة أو الهاون , وفي تمام الساعة الرابعة صباحا أتصلت بالباشمهندس شول مرة أخرى فأخبرني بأنه بخير في منزله وأسرته. لم أتصل بالرجل مرة أخرى ألا أن سمعت في وسائل إعلام بخبر اعتقاله وأتهامه بالمشاركة في أنقلاب المزعوم. إستيغظ الجميع وقمنا بخطة عمل عاجل ومتفق. أولا عدم فتح الباب لأي شخص غريب. النزول من فوق السرير والنوم على الارض. بغية تفادي أي أحتمالات الاصابة بطلقات نارية, هذا ما كنا نقوم بفعله عندما كنا أطفالا في ستينيات من القرن الماضي. أبان الحرب الأهلية الأولي في الجنوب والتي أنتهت بتوقيع أتفاقية أديس أبابا عام 1972 أبان حكم الرئيس الراحل جعفر محمد نميري. لن نذوق طعم النوم خلال الليل من شدة  كثافة النيران العشوائي وهدير الدبابات المتحركة من رئاسة الجيش في بيلفام لأتجاه  القيادة الجنوبية سابقا مقر الحرس الجمهوري. بعد ساعة تقرييا جاء ألا الفندق رجل أمن وطلب من إدارة الفندق إغلاق  مولد كهرباء الوحيد, علما بأن لا توجد كهرباء عام  في عاصمة جنوب السودان ألا في خطوط  معينة, تقوم بتذويد بعض مرافق الدولة كمستشفى جوبا ومقرات كبار رجال الدولة, طلب رجل الأمن من إدارة الفندق الوقف الفوري للمولد لأنها مصدر ضجيج, يسبب صعوبة بالغة  للقوى الأمنية المرابطة في المنطقة تحديد مصدر إطلاق نار, مما قد تعرض حياة أفراد القوى للخطر. شعرنا بأنزعاج شديد بعد وقف المولد, لأن الجو حار والبعوض تتجول في الغرفة كما يشاء, صبر الجميع معلليين بظروف الأمنية التي تمر بها مدينة جوبا.

أصبح الصبح ولازال الوضع  في غاية من الضبابية, شوارع مدينة جوبا خالية تماما من المارة ما عدا حركة رجال بلباس العسكري مدججين بالسلاح مثل أفلام الرامبو.  جوبا فجأة أصبح مدينة إشباح، قوات نظامية وسياراتها المدججة بالسلاح أطلاق نار عشوائي. عاد رجل الأمن مرة أخري ألى الفندق, وبتعليمات أخرى ليخبربنا بأن هناك محاولة إنقلابية يقوده دكتور رياك مشار نائب  رئيس الجمهورية المقال. طلبنا من رجل الأمن أذا كان في وسعيه سماحة لإدارة الفندق بتشغيل مولد كهرباء  حتى نتمكن من إستخدام هواتفنا النقال. رفض طلبنا بدواعي أمنية, غادر رجل الأمن الذي أصبح الحاكم الفعلي في المنطقة. حاولنا تشغيل الهاتف و لكن للأسف تم إغلاق شبكات إتصال في مدينة جوبا مما خلق غلق وبلبلة وسط المواطنيين.
فتحنا باب البلكونة ولحسن الحظ جاء رجل الامن مار في الشارع الرئيسي في إتجاه الفندق قلت للمدام ذاك هو رجل الامن, بدأت المدام صارخا أنه فيتر أبن خالتي قلت أنت متاكدة والله دي فيتر يارب, بدأت أصرخ فييتر فييتر نعم ماذا تريد, أجابت زوجتي أنا فلانة إبنة خالتك الفلانة, يالله ماذا تفعلين هنا متى جئتم من أستراليا, أمس السبت, خلاص أنا جاي عندكم في الغرفة بدأت أبنتي تتحدث لوالدتها صحيح أنه أبن خالتك رجل الأمن ( أنه بوص ) هل يمكنه أخذنا للمطار لكي نقادر فورا لاستراليا, بالصراح يا ماما لن أراء الدبابة ولا شخص حامل سلاح ويطلق النار عشوائيا, أن حياتنا في الخطر من فضلك أطلب من أبن خالتك أن يذهب بنا للمطار للمغادرة فورا, نقر رجل الأمن الباب سلامات يا نسيب دي بلدنا كده, تفضل يا أخ تحيا خاص مع زوجتي, بدأنا الحديث بالله يا فيتر ورينا بالضبط ماذا يحدث’ أجاب أنقلاب فاشل يخوضه المأجور رياك مشار و ذمرته. أبنتي تتدخل  يا خالي عند طلب بسيط هل من الممكن أن تذهب بنا للمطار لكي نغادر فورا, إبتسم فيتر أنه طلب مستحيل ياصغيرتي, نحن في شنو الأن. كان لحظة إحباط بالنسبة لأبنتي بل ليس صدمة بالنسبة علينا لأدراكنا بما يدور. جاءت سيدة من غرفة المجاورة وهي من قبيلة نوير مستفسرا, أنا سمعت أنتم قادمون من أستراليا مش كده؟ أجبت بنعم. من ياتو مدينة؟ نحن من سيدني في ولاية نيوساوث ويلز. ولكن من وين هنا في الجنوب؟ نحن من رومبيك مسقط رأسي وزوجتي, أبنتى ولكن يابابا أنا مولودة في بومباي في الهند وأمي مولودة في الخرطوم. أنت من مواد رومبيك مسقط رأسك, بس ناس حبوبة هناك. تدخلت السيدة. والله أنتم من رومبيك معنا واحدة من بناتكم ديل معنا في ميلبورن متزوجة من أبن عم زوجي وزير في ولاية جونقلى, قلت نعم أعرفها جيدا, وكمان زوجها  كانوا معنا في سيدني قبل أن ينتقلوا إلى ميلبورن, نعم والله أنت أخوي نعم أنا أخوك أبناء هذا الوطن, الولية دي كانت جاية لعرس أخوها هنا في جوبا بس محجوزين في دبي, لأن المطار مقفول في جوبا هنا, بس يا أخوي في أخبار غير سارة جاءني مكالمة من بعض الأهل هم نوير يقولون بأن سحق كل النوير في حي 107 قرب قيادة بيلفام. بدأت فى إرتباك ليه الحصل شنو ما ديل أهلك يا أخوي مدينق أهلك الدينكا يقتلون كل نويراوي, أخوك سلفاكير دي بالغ عديل جون قرنق ما عمل كده عام 1991 لما رياك مشار أنشق من الحركة. والله يا أخت دي لو حصل سيكون خطاء تاريخي يصعب تدارك عوقبه. قلت هل أتصلتم بالسفارة الأسترالية في نيروبي أو القاهرة  ولا خط الساخن بوزارة الخارجية في كينبرا, بالله من وين لقيت كل معلمومات ديل أنا ما عندي تلفونات ناس حكومة أستراليا ديل. خلاص أصبري أنا عندي بعض أرقام  , والله أنتم المتعلمين ديل بتخلوا حاجة يعنى كنت عارف أنه في مشكل قدام عشان كده عندك تلفون خواجات نا ديل, بس دي للطؤاري بس لحظة نأخذ أرقام  من المفكرة  في الغرفة, سجلت الأرقام وسلمتها للسيدة.
عدت إلى غرفتي و في حوالي الساعة الخامسة مساءا أتصل أبن خالي منقوك مستفسرا, اذا كان هناك غرف خالية في الفندق التي أقيم به ,ولعدد 4 أشخاص. لأن في الفندق التي يقطن به لا توجد غرف خالية أبدا, أخبرني بأن بعض زملاؤنا وأصدقاؤنا يسكنون في حي 107 قد لجاءوا ويبحثون عن مأوي مؤقتة حتى تنجلي  الأوضاع . قمت بأبلاغ صاحب الفندق الإرتري الجنسية ملتمسا منه على الأقل غرفة واحدة لهؤلاء الشباب حتى صبيحة اليوم التالي. وافق صاحب الفندق فأخبرت الشباب وكان ذلك حوالي الساعة الخامسة و نصف مساءا. علما بأن حذر التجوال كان قد أعلن من الساعة السادسة مساء ألى السادسة صباحا, لحسن حظ هؤلاء الشباب كان لديهم سيارة خاص بهم فقدموا للفندق فورا, كانوا مرهقين من تعب الليل والخوف جرى القتال التي دارت في الحي التي يقطنون به. فقام إدارة الفندق مشكورين بتوفير 3 غرف, قمنا بإدخال حقائب في الغرف وتوفير وجبة عشاء سريع بمساعدة زوجتي. تناولنا ذكريات الدراسة في الهند, وين البنت الصغيرة المولودة زمان في بومباي يا مدينق, يا مكير و دانيال هي أمامك ماشاءالله كبرت, الأيام ماشي بسرعة ياشباب 16 سنة.

قضينا ليلة إخرى عصيب دارت قتال عنيف في مناطق مجاورة للفندق, ولكن أقل ضراوة من الليل المنصرم. في يوم التالي سارت الوترة كما هي, الخوف من الغيب والضبابية من أجواء المعارك.
أتصلت بأبنى خالي بعد أن سمعت من وسائل أعلام المملوكة للدولة, ومنها تلفزيون جنوب السودان وراديو جوبا.  بخبر عن فتح مطار جوبا الدولي أمام ملاحة التى توقفت جرى المعارك , وخوف  المسؤؤلون الحكوميون  من تسلل بعض الساسة من قيادات الحركة المتهمين وعلى رأسهم السيد رياك مشار. قائد الأنقلاب المزعوم ضد حكومة  شرعي.
       
بدأت أجوء مدينة جوبا مليئة بأشاعات خاص بعد المؤتمر الصحفي الذي القاه سعادة الرئيس سلفا كير ميارديت. أتهم فيه نائبه السابق دكتور ريك مشار وبعض قيادات السياسية من الصف الأمامي في الحركة الشعبية بالضلوع في إنقلاب المزعوم. تارة أن ريك قد لجئ في حضين عشيقته هيلدا جونسون ممثلة المنظمة الدولية في دولة جنوب السودان .الوزيرة النرويجية السابقة التى بذلت جهدا خارقا في المفاوضات التى أفضت بتوقيع إتفاقية نيفاشا, هيلدا جونسون الصديقة الوفية لأهل الجنوب.
أتصلت بممثل الخطوط. فأخبرني أن أحضر صبيحة اليوم الغد, أي الأربعاء في تمام الساعة الثامنة صباحا للسفر إلى مدينة رومبيك مسقط رأسي. فتنفسنا صعداء بمجرد سماع  الخبر المفرح فأخبرت أسرتي بذلك. وقضينا يوما أفضل من الأيام الماضية.
في صباح ذهبنا ألى المطار بمساعدة الأخ دانيال الذي تبرع بسيارته لأخذنا للمطار علما بأن الأخ دانيال من ضمن الشباب اللذين حجزت لها الغرف في الفندق. وهو صديق وزميل دراسة منذ أكثر من 30 عام. وصلنا المطار في تمام الساعة التاسعة صباحا مرعبين بسبب التأخر. كان أبنتي تقول تأخرنا يا بابا, قلت لها لسنا في أستراليا ديل مش خواجات نحن في جنوب السودان و في أجواء الحرب تريثي شويه. وأخيرا وصلنا المطار. الذي كان يعج بألوف من المسافرين الأجانب المقادرين دولة جنوب السودان إلى دول الجوار, كل من يوغندا , كينيا, السودان ومصر. كذلك رحلات الداخلية لولايات الجنوبية. أصبحت  ضمن الأشخاص الهاربين من القتال والأوضاع الأمنية المتدهورة في جوبا.
رأيت وقابلت أعداد غفيرة من المسافرين منهم بعض أخوة الجنوبيون حاملى الجنسية ألاسترالية. وبصدف رأيت المرأة الجنوبية من قبيلة النوير ومعها ثمانية من أبناءها. قدموا التحايا ( أنكل, أنكل) نحن خلاص مسافرين إلى نيروبي بواسطة طائرة أمريكية تعال معنا نرجع الى أستراليا ما نحن مش أستراليين ولا أنت دينكاوي أصحاب البلد, بألم شديد نعم نحن أستراليين ودينكاوي لكن أخوكم جنوبي مثلكم كلنا أسياد هذه البلد. لن تدوم الحديث حتى تفرقنا ذهبوا ألى صالة خاص بلأجانب المسافرين في رحلات دولية.

قلت الحمدالله يارب أنشاءالله يصلوا بخير وأمان, قلت في نفسي يا للوطن الطارد, هل سيعود هؤلاء الأطفال إلى جنوب بعد أن شهدواء كل ما حدث. هؤلاء السياسيين الأوغاد لايهمهم مصير هؤلاء المساكين الغبش. خلافا كراسيهم. لم أراهم بعد. تم شحن الحقائب منتظرين متى ستقلع  بنا الطائرة المتوجهة لرومبيك. بدأت الرحلات العالمية, والكل فرحان, نيروبي .الجمهور ياه, كمبالا ياه. المائات مسرعين للطائرة. ولازال منتظرين رحلة رومبيك, ولسواء حظ وفي تمام الساعة الثانية ظهرا تلقينا أنباء غير سار بأن طائرة تابعة (لفلايت دبي) قد نزل في المطار وتفجر إطاره الأمامي مما تسبب في توقف كل الملاحة الجوية  في المطار , أصابتنا الإحباط, في المطار قابلت رجل شرطي من أبناء رومبيك تحدثنا وتعارفنا, قلت له مازحا يا أخي يمكن أن  نتبرع نحن الركاب بدفر الطائرة خارج المدرج  حتي نتمكن من السفر ضحك , دي ما حصل عندنا هنافي جوبا يمكن عندكم في أستراليا , الله في أستراليا  في اكثر من مدرج .كان معي 4 من ركاب طائرة( كارغو) المتجهة إلى الخرطوم. أنتظرنا بضع ساعات حتى تم إخلاء المدرج من الطائرة التى تسببت في حدوث البلبلة.  ولكن تأخر الرحلات الداخلية, لأن الأولوية كانت للرحلات الدولية. وفي تمام الساعة الخامسة أعلن عن الغاء كل رحلات الداخلية لليوم التالية. تلقينا دوى الخبر بزعل شديد, حتى بعض النسوة من المسافرات أجهشنا بكاءا.
 أتصلت بأبن خالي الذي يعمل مهندسا في شركة البترول, فجأ بسيارته وتحدثنا معه أن يرجعنا في نفس الفندق, ولكن الأخ كمال أصر على المبيت معه في منزله الكائن في حي قودلي. حتي يأخذا يوم التالي للمطار.ذهبنا وقضينا الليل وخوف شديد. علما بأن هذا الحي كان من ضمن مناطق حدثت به بعض تجاوزات وقتل مرعب. وفي الصباح وصلنا المطار. وأقلع بنا الطائرة من مطار جوبا ألى مدينة رومبيك رحلة مدتها 55 دقيقة. عندما جلسنا داخل الطائرة الروسية الصنع من حنتوف وصلنا مطار رومبيك في تمام الساعة الواحدة ظهرا. كان في إستقبالنا جمع غفير من الأهل في المطار, أخذنا سيارة خالي الذي يعمل موظفا في جامعة رومبيك. وصلنا البيت في حي أكوج . الحي التى قضيت فيه أيام طفولتي . كان في أستقبالنا والدتي التي بدأت تظهر عليها علامات الشيخوخة, أذ قد دخلت عقدها الثامن.
وعمي تينج منيل الشقيق الأصغر لوالدي وأخواتي وأخواني عمامي وأبناءهم. بعد أن نزلنا من سيارة على بوابة الحوش. جاء عمي لكى تمارس طقوسه الدينة. علما بأن زوجتي المولودة في الخرطوم لم تزور الجنوب من قبل في حياتها, وأبنتي أيضا. علما بأن عمي تينج منيل أصر على ممارسة طقوس الكجور وهو مشهور في المنطقة ببمارسة هذه الطقوس. قلت لعمي أنني لا أؤمن بتلك الطقوس لأنني رجل مسيحي أنجليكاني. أصر على ذلك, وبالفعل تم كل ذلك دون رضائي. خاص بعد أن تدخل والدتي بعض الأهل.

مكثنا أجمل أيام. بل وصل والدي من القاهرة ألى جوبا ثم توجه فورا ألى رومبيك في يوم 24 من شهر ديسمبر. قضينا أجمل أيام الكريسماس, أتفقنا أن نقضي رأس السنة مع جميع أفراد العائلة. ولكن للأسف الشديد في يوم 29 ديسمبر نشب قتال عنيف بالأسلحة النارية بين عشيرتن(نيانق) وعشيرة (جوس) التي تنتمي أليه جدتي من طرف والدي. كان ذلك في منطقة أبير التي تبعد 8 أميال من مدينة رومبيك قتل في تلك المعركة أبن عمي يدعى دينق. بدأت الأجواء في غاية خطورة, أذ تم تداول بعض إشاعات وأقوال بأن حياتي في الخطر لأني من عشيرة نيانق. بدأت تدب حالة الخوف على أسرتي .

في كل ليلة أقوم  بتغيير موقع منامي, صار ذلك الطابع  اليومي. أسواء لحظات في حياتي عدم أستقرار الخوف من الموت دون ذنب, لأنني من أسرة منيل شندوت سلطان كوي أهل مدينة رومبيك سابقا. وأن بعض أخواني يشاركون في القتال الدائر دئما بين العشائر المتنازع.

ذهبنا ألى منطقة أكوت التي تبعد 33 ميل شرق مدينة رومبيك وهي معقل عشيرة السلطان ملوال أروب جد زوجتي. في أثناء وجودنا هناك بدأت حديث عن جنود من أبناء نوير اللذين أنشقوا من قوات الجيش الشعبي المرابط في رومبيك. كنا برفقة عمي زوجتي وهو رجل أمن, فطلب منا مقادرة المنطقة قبل غروب الشمس لأسباب أمنية. تأجلنا كل الطقوس وتركنا ذباح وليمة التي أقيمت على شرفنا . وصلنا رومبيك مساءا في تمام الساعة السادسة. قضينا ليلة الخميس ثم الجمعة. مدعوين من طرف عم زوجتي شاب ودود يعمل في وزارة البنية التحتية. أتفق الأهل بأن نغادرو رومبيك صبيحة السبت ذهبنا للمطار ومعي بعض الأهل من المودعيين. قابلة الكثيرين من الأهل وأعيان المنطقة, الكل في وداع شخص عزيز . كل من قابلته في المطار كان وصيته ليه أن قرار بمغادرة رومبيك كان قرار سليم نسبة لعدم الأستقرار.

أقلع بنا الطائرة من مدينة رومبيك تأخر الطائرة أكثر من ساعة و15 دقيقة. كان في أستقبالنا أبن عمي جيمس الذي أخذنا للفتدق, في غرفة محجوزة لأخته التي سافرت للخرطوم هربا من أوضاع السائدة في جوبا. في تلك الليلة حدث هجوم على مدينة جوبا, وبدأت أطلاق نار كثيف. كنت قد نمت نموما عميق, حدث حالة من الفوضى الفزع . جاءت زوجتي وأبنتي وأبن خالى اللذي يسكن في نفس الفندق, لإبلاغي عن حدوث إطلاق نار في جوبا ولكن من شدة التعب وإرهاق في رومبيك, لم أتمكن من الأجابة, كانت أسمع أصوتها بعيدة جدا, تارة وكأنها حلم. في صباح اليوم التالي كان حكايتي قصة الحديث في كل أرجاء الفندق. خاص العم أندريا مبور السياسي المخضرم اللذي يقيم في نفس الفندق, كان أجابتي لا يهمني ما جرى وما سيجرى, لأن اطلاق نار كان أمرعام يهم كل أهل الجنوب. ما كان يهمني, كان وضحعي الشاذ في رومبيك عندم كانت هدف لبعض الناغمين من عشيرتي. الكل يضحك. في صبيحة اليوم التالي. في صبيحة يوم الأثنين ذهبت لمطار جوبا. وعند مكتب الخطوط الجوية المصرية حصلنا للحجز بتاريخ 8 من يناير 2014 كان ذلك يوم ألاربعاء, وسط قلق شديد بين الأهل خاص والدي لعدم أستقرار الأوضاع في جوبا. وأخيرا ذهبنا للمطار وأقلع بنا الطائرة المصرية المتجهة للقاهرة. وأخيرا وصلنا مطار القاهرة في تمام الساعة الثامنة ونصف مساءا وكان في إستقبالنا أبن عمي سادات .أخذنا التاكسي للشقة وبدأنا أجازتنا في مصر بالرغم من بعض إشكاليات الخاص  بما تمر به دولة مصر من أنقسام سياسي وظروف تصويت على الدستور الجديد.

Manyiel2005@yahoo.com
Manyiel2001@hotmail.com

هل يصبح موسيفيني وعقار طيزين في لباس؟ مصعب المشرّف

$
0
0


التدخل اليوغندي العسكري في حرب دولة جنوب السودان الداخلية لا يبشر بخير أبداً في ظل قراءة مبدئية لتاريخ وقناعات  و "أحلام زلوط"يوري موسيفيني الذي يحلم بإنشاء ما يسميه "إمبراطورية التوتسي"الوراثية الكبرى في وسط أفريقيا ومنطقة البحيرات . على ظن واهم منه أن الولايات المتحدة وإسرائيل يمكن أن تسمحا بتحقيق أحلامه الحمقاء هـذه ....
لقد شهدنا دائماً وخلال تاريخ ألـ CIA الطويل ؛ أنها دائماً ما تذهب مع "الكذاب"حتى خشم الباب .. ثم ما تلبث أن تعلق له الحبل لتشنقه على حلق هذا الباب نفسه ... هكذا فعلت مع صدام حسين ثم القذافي ؛ وغيرهم من رؤساء وساسة تمددت أحلامهم إلى مساحة أطول من قامتهم وقدراتهم.
وبغض النظر عن واقع المعارضة الداخلية وجيش الرب وقدرات يوغندا المالية الشحيحة وإقتصاده المعتمد على زراعة البن وتصديره خاماً لبريطانيا دون قدرات صناعية تؤهلها لتحميصه وطحنه وتعبئته وتسويقه ... ثم وبالنظر إلى مساهمات التوتسي الحضارية المعدومة تقريباً ... فإنه بغض النظر عن هذا الواقع المزري الذي يحول بين يوري موسيفيني وبين تحقيق أحلامه الحمقاء هذه . فإن الذي يقلق جيرانه هنا أنه يحلم.
وحين يكون لدى رئيس دولة أفريقية ما حلم بالزعامة والإمبراطورية ؛ فمعنى ذلك أن جيرانه من الدول الأخرى سيعانون من الأصوات التي تصدر عنه جراء كوابيسه المزعجة.
فأمثال هذه الأحلام التي يشتهر بها بعض رؤساء القارة ، والتي عادة ما تكون دونكيشوتية ؛ لا تؤدي سوى إلى توظيف النعرات القبلية ، وإستقدام المرتزقة ، وإثارة المشاكل والتوترات في الدول المجاورة  . وإضاعة الزمن والمال والموارد  الإقتصادية لشعوبها . ويربك خطط أنظمتها الحاكمة في سعيها لتحقيق تنمية.
وعلى سبيل المثال فقد كانت لأحلام معمر القذافي وحماقاته بأن يكون زعيما للعالم العربي ثم ملكاً متوجاً لأفريقيا .... كانت فيها العظة والعبرة  لما يمكن أن تسببه مثل هذه الأحلام والحماقات من عواقب وخيمة ، وعوامل عدم إستقرار للغير قبل أن يمضي أصحابها إلى مزابل التاريخ .
وهاهم اليوم قبائل دولة جنوب السودان يعانون الأمرين من عواقب أحلام وطموحات موسيفيني التي ترجمها لديهم على هيئة مجازر وقتل جماعي وتعميق للنعرات ..
وكان الهوتو في رواندا بالأمس القريب قد عانوا الأمرين على يد مليشيات قبيلة التوتسي الرواندية الذين تلقوا تدريباتهم وتمويلهم في يوغندا موسيفيني . على ظنٍ ساذجٍ منه إن سيطرتهم على مقاليد الثروة والسلطة في رواندا سيكون تحقيقاً لبعض أحلامه المشار إليها في إنشاء إمبراطورية التوتسي الكبرى الذي سيتربع على عرشها ويرثها إبنه موهوزي من بعده .... ويا بـلاش.
لا نرغب أن نجاري موسيفيني في أحلامه بالسرد المطوّل وبما لاطائل من ورائه في حالته المرضية المئيوس منها هذه . فمثل هذه الأحلام والطموحات بإنشاء الممالك المترامية الأطراف ، والإمبراطوريات الكبرى على نسق الإسكندر الأكبر ، وجنكيزخان ، وسلسلة الرايخ الأول والثاني والثالث قد عفا عليها الزمن الآن . ولم تعد تصلح حتى للتأليف الأدبي الإنشائي ناهيك عن التطبيق ..
وحيث لا يعقل أن ترهن دول حلف الناتو الكبرى وإسرائيل مصالحها في أفريقيا عامة ، ومنابع وحوض النيل خاصة إلى رجل أوحد قوي أو إمبراطورية يتحقق لها أسباب القوة السـوبر ؛ وعلى نحو يجعلها قادرة مستقبلاً على فرض شروطها ومناطحة حلف الناتو إسرائيل وتهديد مصالحهم الإقتصادية في الإبقاء على القارة السوداء مصدراً للمواد الخام الرخيصة من معادن ومحاصيل لا بل وحتى معروضات حدائق الحيوان لديها ......
بالطبع ؛ وعلى موسيفيني وغيره أن يدرك أن مثل هكذا خطأ إستراتيجي وخيم لن تقع فيه إسرائيل أو الولايات المتحدة وبقية حلفائها الكبار (بريطانيا وفرنسا وإيطاليا ) في حلف الناتو بأية حال من الأحوال .... أو حتى إذا أقسم لهم موسيفيني بتربة والده أن يقلب لهم البحر طحينة. ويسقيهم من الفسيخ شربات.
هذه الدول الكبرى تتمتع بالمؤسساتية . وبالتالي فأنها لا تتعامل بقصر النظر الذي يتعامل به الساسة والأنظمة الحاكمة في دول القارة السوداء المتخلفة.
ثم أنه إذا كان موسيفيني (70 سنة) حليفاً لإسرائيل وألـ CIA اليوم ؛  فما الذي يضمن لإسرائيل والولايات المتحدة أن يستمر هذا التحالف غداً بعد ذهابه على يد عزرائيل أو الشعب؟
واقع الحال وطبيعة العلاقات الدولية يؤكد جميعها إذن أن سعي وآمال وخطط موسيفيني بإنشاء إمبراطورية التوتسي الكبرى لن تكون سوى أضغاث أحلام لا يتعدى مداها أكثر من إرتفاع سقف حجرة نومه.
ثم يبقى بعد ذلك الأثر الذي تتركه هذه الأحلام من سلبيات . وما تجره من كوارث وخراب وتخلف تنموي على شعبه أولاً بالضرورة .. وقلاقل لا معنى لها لجيرانه في رواندا وتنزانيا وكينيا وأثيوبيا ودولة جنوب السودان .... ثم توترات أمنية داخلية للسودان ....
ويبدو أن موسيفيني يتعامل مع أحلامه الإمبراطورية الكبرى هذه وهو يضع نصب عينيه واقع ومأزق حكومة حزب المؤتمر الوطني في الخرطوم ... لا بل وكأنّه يظن أن لا أحد يقف في طريقه الذهبي نحو العرش العاجي سوى الخرطوم ..... وبالتالي فهو يستسهل الأمر على إعتبار أن عزلة حكومة الخرطوم الرباعية في الداخل وأفريقيا وعربيا وعالمياً ..... على إعتبار أن هذه العزلة الإستثنائية تعبد الطريق أمامه سالكاً لإقناع إسرائيل والولايات المتحدة وحلف الناتو والصليبية العالمية والإتحاد الأفريقي للسماح له بإنشاء أمبراطوريته الكبرى.
وهنا يكمن الخطأ الإستراتيجي في خطط موسيفيني . فهو يغفل دور الكونغو وكينيا وأثيوبيا ودولة جنوب أفريقيا في إجهاض مساعيه حاضراً ومستقبلاً . وعلى إعتبار أنهم الأكثر تضرراً على المستوى الإقليمي في القارة .
ولكن ؛ وبعد كل هذا . فعلى حكومة المؤتمر الوطني في الخرطوم أن لا تذهب لتنام غريرة العين وتشخر متكئة على كتف وزير خارجيتها "علي كرتي"وتصدق تقاريره المفعمة بالتفاؤل ؛ وخُلاصة التمكين الأخضر للقصر الجمهوري في العالمين الأرضي والسماوي على إيقاع نسيم الليل الهادي وألحان زورق الأحلام ......
إن أقل ما يمكن توقعه اليوم وبعد دخول الجيش اليوغندي مفاصل الحرب الدائرة في دولة جنوب السودان . وبعد أن أصبح قاب قوسين أو أدنى من الحدود السودانية .... إن أقل ما يمكن توقعه من أخطار هو دعم الجيش اليوغندي المباشر الفاعل للجبهة الثورية على مختلف الأصعدة . وإجبار حكومة جوبا تحت قيادة سيلفاكير المسلوب الإرادة كي يقوم بتمويل الجبهة الثورية بالمال والعتاد واللوجستيات ... وربما لن يطول الأمد حتى يمتد الدعم ليصبح على هيئة المشاركة "طيزين في لباس"  مع قوات الجبهة الثوربة في زحف عسكري منظم للإستيلاء على الحكم في الخرطوم .
لقد تعلّل موسيفيني بغطاء حكومة سيلفاكير كي يضفي الشرعية على تدخله السافر في الحرب الأهلية بدولة جنوب السودان .. ومن ثم فلن يعدم الوسيلة نفسها للتدخل إلى جانب الجبهة الثورية لقلب نظام الحكم في الخرطوم ..... الخرطوم التي يبدو أنها لم تترك للجبهة الثورية خياراً آخر بعد تقدمها في أعماق أراضيها التقليدية في النيل الأزرق وجنوب كردفان ؛ ومحاصرتها لها داخل مناطقها الحيوية. تطبيقاً لخطة نافع علي نافع التي ترمي إلى حرمان قوات الجبهة الثورية من مصادر أرزاقها الأساسية بإجهاض موسمهم الزراعي وطرد ما بأيديهم من الثروة الحيوانية.
على أية حال ؛ فإنه وفي جميع الأحوال ؛ ينبغي على البعض في الخرطوم أن يكون على دراية بأن الجبهة الثورية لا يمكن إغراؤها بعظْمة الإنفصال ... فالإنفصال عن السودان ليس من أهدافها . وذلك لعدة أسباب جيوسياسية إستراتيجية وإجتماعية ، وتداخلات قبلية وسكانية تختلف في عمقها وتعقيداتها عن تلك التي كانت بين الشمال والجنوب السابق ..... وحيث لا يمكن أن تناضل الجبهة الثورية اليوم للإنفصال عن شريانها الإقتصادي وزخمها التاريخي والحضاري الذي شاركت به في بناء السودان منذ آلاف السنوات ؛ لترتمى غداً متمزقة غريبة مهمشة تاريخيا وحضارياً بين تشاد وأثيوبيا ودولة جنوب السودان. فتتحول إما لأقليات إثنية وإسلامية وسط  قوميات متماسكة النسيج ؛ ولتغرق في لجج محيط مسيحي مترامي السواحل تدعمه الصليبة العالمية وقوى الإستكبار.
إن على حكومة الخرطوم إذن أن تقتنع أولاً ؛ وفي صراعها مع الجبهة الثورية ؛ بأنها تتعامل مع تمرد جهوي عسكري سياسي غير إنفصالي. هذه الجبهة الثورية التي يبدو أن رقعتها تتسع يوماً بعد يوم في ظل تمترسها العنيد داخل مجالاتها الحيوية . وتستظل في أدبياتها بسحابة الفساد المالي والإداري السوداء التي تغطي كافة الولايات . ثم وما تمخضت عنه سياسات الصالح العام و التمكين والمشروع الحضاري الكاذب من جراح وحزازات وإنعدام الثقة بين الحاكم والمحكوم .... وحيث كانت ولا تزال الأقوال لا تصدقها ولا تشفعها الأفعال فحسب ؛ بل تتناقض معها على طول الخط ؛ خاصة عندما يتعلق الأمر بتقسيم قُـرّاصَـة الثروة.
 

ننظف البيت ثم ندعوا الضيوف/عمر الشريف

$
0
0


 




الانسان عندما يريد أن يقدم دعوة الى شخص عزيز أو مهم أو دعوة اخوية لله أو له حوجة عند الشخص ويريد قضاءها يدعوه و يرتب ويستعد لهذه الدعوة قبل أن يدعو ضيفه  . وينظف بيته ويختار أجود أصناف المأكولات ويبذل كل كرمه ليرضى ضيفه .  بالامس السيد  الرئيس خطب فى الاجتماع الاستثنائى للمجلس الاقتصادى والاجتماعى للجامعة العربية بالخرطوم وهو يقدم الدعوة للاخوة العرب للإستثمار فى السودان أفرادا و شركات و مؤسسات فردية و حكومية ، علما بأنه قد سبقت تلك عدة مؤتمرات ودعوات وأجتماعات فى الفترة الاخيرة فى هذا المجال . أغلب الذين إستجابوا لتلك الدعوات سابقا كان دافعهم الاول حب وإحترام هذا الشعب ثم أمانته وإخلاصه ثم خيراته وثرواته وأخيرا الدخل المادى أو العائد الاستثمارى . لكن تلك الدعوات لم تكتمل فرحتها واستمرارها لان البيت الذى تمت الدعوة فيه لم يكن نظيف ويليق بالمدعو ولا القائمين على تقديم الضيافة  مخلصين.


سيدى الرئيس أولا يجب أن ننظف مكان الدعوة وأن تكون دعوتنا خالصة لوجه الكريم ثم لوطننا المتعثر ولشعبنا الذى ضاع وسط تقدم وتطور الشعوب . الدعوة ليس صورة إعلامية ولا كلمات جاذبه ولامظاهر مرئية وإنما دعوة صادقه وهدف نبيل ونظرة مستقبلية ومصلحة مشتركة وقبلها الصدق والأمانه والأمان  والاستمرار والتنمية والاستقرار . كيف ونحن بيتنا تنبعث منه أبخرة الفساد وكيف وأبوابنا مؤصدة بالاجراءات وكيف إيادينا تصافح بالرشوات. أغلب من أستثمر ترك استثماره لتلك المضايقات أو أجله من أجل تخفيف القيود وتسهيل الإجراءات وأحيانا بتوجيهه الى مناطق معينه فى حاجة  فى نفس الداعى والراعى .


 كيف نرتب وننظف بيتنا للضيوف ؟؟  أولا يجب علينا إختيار المشاريع الاستثمارية التى تساعد فى الاقتصاد وعائدها المجزى والسريع وتوفر فرص عمل لشبابنا وتقدم خدمات يستقيد منها المواطن . ثم نجهز تلك المشاريع من ناحية الطرق والكهرباء والماء حتى وإن كانت على مستوى أقل ليكمل المستثمر ما تبقى منها ، ثم الاجراءات التى يجب أن تكون برسوم رمزية وتحت سقف واحد فى وقت وجيز وبعدها الاعفاء الجمركى الكامل للمعدات والأليات لهذا المشروع . وهى الاساسيات التى تعيد لنا الثقة بعد فقدها المستثمر وبعدها ندعوا من نريد ومن يستطيع وراغب وجادى . لكن نقدم الدعوة ونحن نفقد الأمان والثقة والمقومات وحتى أراضى المشاريع ثم نبحث عنها بعد وصول المستثمر لتظهر لنا العقبات ويهرب المستثمر . ليكون هناك آلية متابعة ورقابة على الجهات ذات العلاقة وعلى المستثمر لينجح هذا الاستثمار وينعكس على باقى الراغبين فى الاستثمار فى وطننا مستقبلا وفى حالة اعتذار المستثمر أن تكون هناك استمارة يوضح فيها سبب اعتذاره وكيف كانت الاجراءات والمقابلات ورأيك فى نجاح الاستثمار فى السودان وملاحظاتك ومرئياتك لنجاح الاستثمار حتى نستفيد من تلك البيانات ونضع النقاط على الحروف ونعاقب المتسببين فى فشل الاستثمار . وعلى شعبنا أن يحترم ويكرم ضيفه بعدم مضايقته او الاعتداء على أملاكه وإن وجدوا تظلم أو إعتداء من الاستثمار أن يكون بينهم وبين حكومتهم ولا يعتدوا على أملاك هذا الضيف تلك هى تعاليم ديننا وحضارة الاستثمار واحترام المستثمر .


لنتعلم من تجربة الاستثمار فى مصر ولبنان وغيرها من الدول التى استفادت من الاستثمار فى اقتصادها وبنيتها التحتية وتوظيف شبابها وعائدها المادى وتحسين صورتها وسمعتها التى جذبت استثمارات أخرى ومازالت . اما تجاربنا التى فشلت ولم نستفيد من دروسها أن نعيد دراستها واسباب فشلها حتى لا تتكرر ولنا أمثله فى مصانع السكر التى تزيد عن اصابع اليد ومازلنا نستورد هذه السلعة ونعانى من شحهها والدليل أن  أكبر مصنع فى الشرق الاوسط تأسس عام 1975م وحتى اليوم لم نستطيع إمتلاك اسهمه كاملة رغم أن نصيبنا كبير يتمثل فى الارض والماء والعاملين وشارف على 40 عام ، ومثله مصانع النسيج والزراعة بأنواعها والسكك الحديدية حتى اسطولنا الجوى الذى كان درجة الامان فيه عالية ومواعيده دقيقة وشعاره الجميل المعبر يجذبك لتجوب به كل عواصم العالم اصبح اليوم يرثى له كأنه مصاب بعضال السرطان وينتظر آجله ليصبح حلما وذكرى .


نريد أن يكون بيتنا يملئه الاخلاصنا وصفاء نفوسنا وصدقنا وأمانتنا ومراعاة مصلحة وطننا وشعبنا ليتحقق النماء والرخاء فى ظروف صعبة نحن اليوم أحوج فيها للأبسط انواع الاستثمار ويهمنا نجاحه ليكون وسيلة أعلام لنا ويعيد ثقتنا التى فقدناها خارجيا .


 
 

كمال الجزولي كان نايم /شوقي بدري

$
0
0



كتبنا عن المحن السودانية وعن المحن المؤلمة ذهاب البروفسر وابن البلد الرجل العظيم فاروق كدودة رحمه الله عليه لزيارة الترابي وكان مصحوبا بكمال الجزولي . هذه الحادثة اصابت الكثيرين بدوار البحر . وانا منهم . وليس هنالك اي قوة بشرية يمكن ان تقنعني بسلامة تلك الخطوة .
بعد كل الجرم الذي ارتكبه الترابي بداية من اعدام الاستاذ محمود محمد طه طيب الله ثراه الي نكبة الانقاذ والتآمر علي الوطن وتسليمه الي تنظيم الاخوان المسلمين العامي ، كيف استطاع كمال الجلوس مع الترابي وقرطعة الشربات او شفط القهوة والشاي ؟؟؟
في بعض الاحيان اقول ان الكوز بيكون فيه بقايا من كوزنة حتي بعد ان يصير شيوعيا مثل كمال الجزولي . والدكتور خالد الكد نظم انقلابه لصالح الكيزان لانه وشقيقه طه كانوا كيزان . ونشرت الميثاق ان خالد شيوعي . وعندما اخذ طه الجريدة للكيزان وهم يعرفون ان خالد رحمة الله علي الجميع منهم . قالوا له العمل السياسي بيطلب كدة . لان خالد قريب عبد الخالق . هل صار العمل الشيوعي يتطلب التهنئو والمؤانسة واعطاء شهادة خلو طرف ثم الهجوم ؟؟
ولكن الغريب ان فاروق كدودة كان دائما ضد الكيزان وبصلابة . وهو الذي قال بروحه المرحة عند اعتقاله ,, انتو بس ورونا جيتوا تنقذوا منو من شنو ؟؟ وقال بعد فترة قال للكيزان انتو بس رجعونا محل ما لقيتونا . ولهذا المني ذهاب فاروق للترابي . وذا كان هذا قرار حزبي ، فهذه محنة . لأن الاحزاب الثورية لاتساوم جلاديها . ولا تقدم التهاني والتمنيات الطيبة . لماذا البصق علي الشهداء وضحايا بيوت الاشباح واغتصاب الرجال والنساء . واين هي محاسبة جرائم الحرب المقدسة وساحات الفداء و ملاييب الشهداء من اهل الجنوب . انا افتكر ان كمال كان نايم وصحي دلوكت وعرف انو الترابي كعب وسجمان ورمدان . بس ما قادر افهم كيف تمشي بيت زول وتاكل وتشرب وتجي تشتمو ؟؟
ولا افهم كيف ذهب المناضل نقد رحمة الله عليه ووضع يده في يد الترابي وفي بيت الترابي وامام عدسات التلفزيون ؟؟ وليحاول الجميع باقناعي انها الحرية لنا وللجميع . وسنقول لهم . هذا منطق عاجز وضعيف .
وما دام كمال قد صحصح كمان بالمرة يشرح لينا تصريح الحزب بانهم لن يرحبوا بالمعارضة اذااتت مساكة بالبندقية . هذا الوضع اسوأ من موقف الترابي. وفيه من الخنوع والانكسار والانبطاح مالم يكن ليقبله المناضل صلاح الذي كان يغني له الشيوعيون في اجتماعاتهم وقعداتهم مؤتمراتهم . وفضل الموت علي الانكسار ,, يا صلاح آه يا صلاح آه ياصلاح . حسبوه سيساوم ووجدوه حرا يناضل وهو في الرمق الاخير ,,. ان المناضل صلاح يتسائل ما الذي حدث لحزب قاسم امين الجزولي سعيد الوسيلة وسلام وابراهيم زكريا والشفيع وجوزيف قرنق .
التحية
ع . س . شوقي


تأمُلات ما أرخصهم!! كمال الهدي

$
0
0


kamalalhidai@hotmail.com
 
·       أليس مخجلاً أن يتلقى عدد من الصحفيين هدية نقدية من رجل أعمال وهكذا أمام الملأ؟!
·       هل يندرج مثل هذا السلوك المشين تحت بند ( أواصر الصداقة والعلاقات المتينة التي تربط بين الرياضيين )!!
·       وهل نتوقع من صحفيين بهذا الشكل أن يقدموا شيئاً لكرة القدم السودانية؟!
·       فقد طالعت بالأمس خبراً في موقع الكوتش - الذي أثق به كثيراً وتترسخ قناعتي بمهنية القائمين على أمره كل يوم- أن رجل أعمال سوداني مقيم بدولة قطر قدم عدداً من المظاريف لبعض الصحفيين المرافقين لناديي القمة خلال معسكريهما الحاليين بالدوحة.
·       وسيصدم القارئ الكريم حين يعلم أن هدية الخندقاوي- الذي ما أنفك البعض يصدعون رؤوسنا بأخباره بشكل يومي في الفترة الأخيرة - لكل صحفي لم تتعد الـ 500 ريال قطري أي حوالي 136 دولار أمريكي، أي ما  يعادل نحو 1088 جنيه سوداني !
·       ما أرخص بعض حملة الأقلام!
·       قبل أن أطالع هذا الخبر ترسخت لدي قناعة تامة بأن الخندقاوي يدفع للبعض وإلا لما صارت أخباره وجبة يومية مفروضة على قراء العديد من الصحف السودانية.
·       فقد خبرنا بعض من يسيئون لمهنة الصحافة جيداً وعرفنا كيف يتحرك الكثيرون منهم باتجاه هذا الطرف أو ضد ذاك.
·       ما أسعدني في الخبر هو أن ثلاثة من الصحفيين الشباب هم الزملاء ناصر بابكر وهشام من قناة الشروق وحسن من صحيفة الهدف أعادوا للخندقاوي هديته رافضين قبولها.
·       طبعاً لم يعيدوا له الهدية بسبب قلة ( الرشوة).
·       لكنهم فعلوا ذلك لأنهم يحترمون ذواتهم ومهنتهم ويرون أن الإعلامي الذي يقبل هكذا هدايا لابد أن يكسر قلمه يوماً ما.
·       وفي الجانب الآخر قبل آخرون الهدية ناسين المثل القائل ( إن سرقت فلتسرق جملاً).
·       الخندقاوي أراد أن يستثمر في اسمي الناديين الكبيرين كعادة رجال المال في السودان.
·       وقد وجد للأسف عدداً من ضعاف النفوس فقدموا له ما أراد وضمنوا له ورود اسمه في صحفهم بشكل يومي.
·       وليته دفع ثمناً يستحق.
·       لهذا السبب نقول كل يوم أن صحافتنا الرياضية تتسبب في العديد من المآسي التي نعيشها.
·       وليس منطقياً أن نشيد بالصحافة الرياضية ونشيد بدورها ونصفه بالإيجابي أو نتقاضى عن ( بلاويها ) لمجرد حق الزمالة ونحن نرى الدمار الذي تتسبب فيه على كافة الأصعدة.
·       ولو أن دمارها اقتصر على التدهور الذي نعانيه في كرة القدم فقط لكان الأمر أهون.
·       لكن صحافتنا الرياضية بانقسامها غير المهني بين معسكرين لا ثالث لهما أشعلت نيران العصبية وأثارت الفتن ونشرت الجهل بين الناس ودفعت الكثير من الشباب لملاسنات وعراك وعنف غير مبرر.
·       وصف ما يحدث بين جماهير الناديين الكبيرين بالمداعبات ليس دقيقاً.
·       فما شهدته ملاعبنا في الآونة الأخيرة من معارك بين جماهير الناديين وما نتابعه عبر المواقع الإلكترونية من شتائم وعنف لفظي لا يمكن أن نسميه مداعبات، بل هي حرب ومعارك بلا معترك تسببت فيها صحافة الجهل والتجهيل.
·       ولعل خبراً مثل رشوة الخندقاوي لبعض الصحفيين يبين للقارئ الكريم الصورة التي كثيراً ما عبرنا عنها، ويوضح بجلاء الغرض من  انقسام الصحف بين الناديين الكبيرين!
·       فهذا الانقسام هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق مثل هذه المكاسب الشخصية على حساب الجماهير المسكينة وأنديتها.
·       لا شك في أن لدينا أقلاماً رياضية تستحق الاحترام، لكن عددها محدود للأسف الشديد.
·       ولا يمكننا أن ندافع عن الخطأ ونلبسه ثوب الصواب إرضاء لهذا أو ذاك.
·       فصحافتنا.. بلدنا.. كورتنا وهلالنا جميعهم يحتاجون اليوم أكثر من أي وقت مضى للكلام الواضح الصريح.
·       لسنا في حاجة للمزيد من هواة اللون الرمادي ومن يسعون لإرضاء كافة الأذواق والأطراف.
·       لن تتطور الكرة أو يتقدم الهلال أو غيره من الأندية إلا في وجود أقلام قادرة أن تقول للمخطئ أنه مخطئ في وجهه ودون مواربة.
·       فما (سقط حجر) كرة القدم السودانية إلا بسبب من يحملون العصا من النصف.
·       الكتابة موقف.
·       والموقف يحتاج لشجاعة وصراحة ووضوح.
·       مضحك أن تتوقع من كاتب أن يعبر في زاويته عن مواقف آخرين.
·       وتسمية الأشياء بمسمياتها دون سفسطة أو غموض هو ما يبحث عنه القارئ الفطن.
·       اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، لكن علينا أن نشير لمن نختلف معهم في الرأي صراحة لا تلميحاً، حتى لا نضيع زمن القارئ فيما لا يجدي ولا يفيد إن كنا نرمى للإصلاح حقيقة.
·       انهزم المريخ من زينت الروسي في مباراة تجريبية ففرح بعض كتاب الأحمر لأن الهزيمة لم تكن ثقيلة.
·       ثم التقى الهلال بنفس الفريق الروسي وتعادل معه في مباراة شبيهة فسرح بعض كتاب الهلال بخيالهم وأطنبوا في مدح الأزرق معتبرين ما فعله استرداداً لكرامة كرة القدم السودانية.
·       والواقع أن كرامة كرة القدم السودانية ستظل مهدورة ما لم يتغير فهمنا السطحي للأمور.
·       الهلال والمريخ يعدان فريقيهما في الدوحة للموسم الجديد، ويفترض أن يكون فهمنا ككتاب رأي أرقي مما نتابعه ونطالعه حتى يستفيد الفريقان من معسكريهما.
·       ولن تتحقق الفائدة المرجوة طالما أن نتائج وأداء الفريقين حتى في التدريبات اليومية تستخدم كمادة خصبة للمناكفات اليومية.
·       وبعد ده كله لا نلوم الصحافة الرياضية.. كيف بالله عليكم! فعلى من يقع اللوم إذاً؟!
 

في ذكرى الأستاذ محمود.. الجمهوريون والمصريون !! (2-4)/ د. عمر القراي

$
0
0


omerelgarrai@gmail.com



د. عمر القراي

ولم يتقبل الرئيس جمال عبد الناصر- رحمه الله- نصيحة الأستاذ محمود، كما انه لم يرفضها، أو يفندها، بواسطة محمد حسنين هيكل أو غيره من كتابه، بل فضل عدم الرد عليها، وتظاهر بإهمالها ..

ولكنه في الحقيقة، تأثر بها، وقام بمنع الأستاذ محمود من دخول مصر !! ولم يكن الجمهوريين على علم بهذه الحقيقة، حتى نشر الخبر التالي (سافر السيد محمد طه الفكي الموظف بمشروع الجزيرة لقضاء اجازة قصيرة مقدارها أسبوعان. ولم يكد يصل الى العاصمة المصرية حتى ألقي القبض عليه واخذ الى وزارة الداخلية وحقق معه على أنه الاستاذ محمود محمد طه رئيس الحزب الجمهوري والكاتب الحر الكبير. وبعد مراجعة تاريخ السيد محمد طه الفكي وهويته وتدخل السفارة السودانية اطلق سراحه )(صحيفة انباء السودان 25/10/1958م-راجع محمود محمد طه والمثقفون لعبد الله البشير ص628).

والحقيقة أن عبد الناصر لم يغضب على الجمهوريين، بسبب خطابات الاستاذ فحسب. وإنما لأنهم كانوا الصوت الوحيد، في العالم العربي، الذي اعترض على تأميمه لقناة السويس، ووقف ضد حربه لاسرائيل !! ولعل الأستاذ محمود، هو الشخص الوحيد، الذي تنبأ بهزيمة 1967م قبل وقوعها.. وهو الذي قال ان العرب هزموا لأن داخليتهم فاسدة، وانهم لن ينتصروا على إسرائيل، وهم يسيرون على حداء قادة أمثال عبد الناصر و دعوة القومية العربية، أوالملك فيصل والفكر الإسلامي السلفي المتخلف. ولقد عارض الأستاذ زعامة جمال على العرب، وتدخله في شؤون الدول العربية، ورفض محاولته لاستمرار تبعية السودان للنفوذ المصري. كما ان الجمهوريين أول من نبه لاستغلال المصريين لجامعة الدول العربية، لبسط هيمنتهم عن طريقها .. ولقد دعا الأستاذ محمود في ذلك الوقت المبكر، للخروج من جامعة الدول العربية، والعمل كدولة افريقية وسط الدول الافريقية في سعي لتحقيق السلام العالمي .. فقد جاء عن ذلك (رأي الحزب الجمهوري، فيما يتعلق بعضوية السودان في الجامعة العربية، واضح، ومعروف، ويتلخص في أنها مؤسسة إقليمية ضيقة، لا تقوم على مذهبية فكرية، تجعلها أداة خلاقة، تخدم مصالح أعضائها، وتسير في الوقت ذاته، في اتجاه سليم، يخدم قضية الإنسانية في السلام العالمي. إنما هي عنصرية ضيقة، هذا وتسيطر عليها دولة واحدة، تسيرها وفق اهوائها، وتطوعها لخدمة اغراضها. ونحن كشعب افريقي فتي، له مكانته في القارة الأفريقية ، ممكن نخدم أنفسنا، ونخدم الشعوب المجاورة، بل ويمكن ان نقدم خدمات كبرى لقضايا الاحرار، وقضية السلام العالمي، بأوسع وأيسر مما يمكن أن نفعل ونحن داخل اطار جامعة الدول العربية)(صحيفة انباء السودان 18/10/1985م-راجع المصدر السابق ص 1146).

لقد كان هناك تدخل مصري في السودان من جهتين : تدخل سياسي، هدفه استمرار الاستعمار والتبعية بأي صورة من الصور .. وتدخل ديني، هدفه نشر الفكر الإسلامي السلفي المتخلف الذي يمثله الأزهر، وفي مرحلة لاحقة، أخذ يمثله والوهابية و الاخوان المسلمون. وكلا الأمرين ضار بالسودان، ولذلك قاومهما الأستاذ محمود والجمهوريون، على طول المدى. ولم يكن الأمر هو مجرد وجود علماء مصريين، يعملون في الجامعة الإسلامية، كما ذكر مصطفى البطل. وإنما كانت محاولة الجمهوريين، هي حماية الإسلام وحماية السودان، من الجهل الديني والسياسي، الذي تقوده الحكومات المصرية.

لعل المواجهة بدأت قبل نشأة الجامعة الإسلامية، حين كان العلماء المصريون يروجون لنشر الثقافة العربية والإسلامية في السودان. إذ نشر د. عبد المجيد عابدين كتاباً بعنوان "مستقبل الثقافة العربية في السودان"، ونشرت مجلة معهد أمدرمان العلمي- الذي تحول فيما بعد في عام 1965م الى الجامعة الإسلامية- مقالاً لشيخ العلماء ومدير المعهد محمد المبارك عبد الله بعنوان "الثقافة الإسلامية والاصلاح السياسي والاجتماعي في بلادنا"، كما نشرت مقالين للاستاذ مصطفى محمد سعد- وكان أستاذاً زائراً بجامعة القاهرة فرع الخرطوم- الاول بعنوان "فجر الثقافة العربية في السودان"والثاني بعنوان "مشرق الثقافة العربية في السودان وكان كل ذلك في عام 1958م (راجع المصدر السابق ص 590).

ولقد واجه الاستاذ محمود هذا الإتجاه في الصحف المحلية، وفي المحاضرات، التي كان يقيمها الاستاذة المصريون، فجاء ( كنت قد حضرت محاضرة في منتصف الخمسينات ألقيت على طلبة المعهد العلمي عن "مستقبل الثقافة العربية في السودان"وأعتقد ان أستاذاً مصرياً كان مبعوثاً من الأزهر للتدريس في المعهد العلمي قد كان يحاضر تلك الليلة، فقام في بالي توجيه هذا الكلام وأهديته لطلبة واساتذة المعهد العلمي يومئذ)(محمود محمد طه-رسائل ومقالات الكتاب الأول 1968م). وكان من ضمن الحديث، الذي يعترض على الاتجاه العام، الذي ابتدره المصريون وسار فيه الفقهاء السودانيون، قوله ( كل حديث منذ اليوم عن مستقبل أي قطر على هذا الكوكب يجب ألا ينحصر في الحدود الجغرافيه لذلك القطر، ذلك لأن الوضع قد تغير عن ذي قبل، واخذ عالمنا يستقبل عهداً جديداً، كل الجدة، من وحدة المصالح، ووحدة المصير، ووحدة الشعور ... والحق الذي لا مراء فيه، ان الحواجز التي كانت تفصل بين البشر، في الماضي، لم تعد قادرة على الحيلولة بينهم، منذ اليوم، بعد أن قهرت سبل المواصلات، وسبل الإتصال الحديث، الزمان، والمكان قهراً يكاد يكون تاماً .. بفضل الله، ثم بفضل هذه الكشوف، اصبحت البشرية تعيش في بيئة طبيعية جديدة .. بيئة صغيرة موحدة ... ولكي تواءم الإنسانية بين مذاهبها الاجتماعية وبيئتها الطبيعية هذه الموحدة ، أصبح لزاماً أن تبرز الى حيز الوجود، مذهبية اجتماعية عالمية موحدة، أيضاً ، عندها تلتقي الإنسانية جمعاء ، إلتقاء أصالة، بدوافع الجبلة المركوزة في كل نفس بشرية ، من حيث انها بشرية، بصرف النظر عن اختلاف اللون، واللسان، والموطن ... وبنفس القدر الذي اصبحنا نعيش في بيئة جديدة، فقد وجب علينا أن نفكر تفكيراً جديداً، تفكيراً يتسم بالاحاطة والشمول، وبالدقة .. ووجب علينا ايضاً أن نعيد النظر فيما تواضع عليه الناس في العهود السوابق، من مفاهيم ومدلولات ... ومع ان الإسلام نشر اللغة العربية إلا ان اللغة العربية لن تستطيع ان تنشر الإسلام ... ولست اذهب مذهب التقليل من شأن اللغة في مسائل الثقافة .. ولكني إنما احب أن أقرر أن اللغة العربية "تابعة"للإسلام وليست "متبوعة" .. ولقد سمعت في داركم يومها حديثاً يصرف الناس عن نشر الفكرة الإسلامية الى نشر "الفكرة العربية"بل لقد قال مبعوث الازهر الشريف حديثاً يجعل الإسلام وسيلة "القومية العربية"وذلك هوس زحم به المصريون المعاصرون رؤوس العرب، واوشكوا أن يوردوهم به موارد الهلاك)(محمود محمد طه: مستقبل الثقافة العربية في السودان والوسائل إليها-أنباء السودان أكتوبر 1958م-راجع محمود محمد طه والمثقفون لعبد الله البشير ص 591-592).

في عام 1960م قام معهد أمدرمان العلمي، بفصل ثلاثة من طلابه، ليس بسبب آدائهم الأكاديمي وإنما بتهمة أنهم جمهوريين !! وكان الحوار الذي عقده لهم اشياخ المعهد، محاكمة فكرية، شبيهة بتلك التي عقدها أشياخ المعهد من قبل، للشاعر التيجاني يوسف بشير، وكفروه فيها، وطردوه بسببها من المعهد العلمي .. فلم يستمعوا لهم، بل حرصوا على تسجيل آرائهم بأنهم مؤيدين للاستاذ محمود في افكاره، ورفضهم ادانته والتبرؤ منه، حين طلب منهم ذلك في إلحاح، واستفزاز، وتوتر، لم يمكنهم من شرح فهمهم لموضوع الصلاة، بل لم يقبل اعتذارهم عن الرد، أو طلبهم لشيخ العلماء أن يستفسر بنفسه من الاستاذ محمود، فقد قام شيخ العلماء بفصلهم من المعهد، وكتب المعهد بياناً في الصحف، يعرض فيه بالأستاذ محمود وأفكاره . ولقد رد الاستاذ محمود بمقال جاء فيه :

( 1- في نكبة المعهد المؤسفة، جرجر شيخ العلماء اسمي بين جدران فصول الدراسة، وشهر بي في الصحف، في بلاغاته، وبيانه الرسمي، واساء الى سمعتي عند الرأي العام جميعه، بصورة مؤلمة، وأنا أعرف ما لي من حق الرد عليه عند القضاء، ولكن لست بصدده الآن، وانما أنا بصدد ما لي عليه من حق أدبي، يجعل من واجب محرري الصحف، أن يعطوا هذا البيان نفس الاهتمام الذي أعطوه لبيان الشيخ. لقد كان الطلبة يسألون عن رأيهم فيّ، ويطالبون بإصدار حكم عليّ أنا بالذات، ويراد لهم أن يقولوا عني أمراً لا يرونه فيّ، فإذا قالوا ان محمود محمد طه غائب الآن، ولا موجب للتحدث عنه، ويمكنك أيها الشيخ الجليل ان تسأله في أي وقت شئت، وبأي وسيلة شئت، اصر الشيخ على الإجابة المحددة التي يريد .. فإذا ذهب الطلبة ليشرحوا رأيهم في طريقة الاستجواب، لم يمهلوا، وانما أعجلوا إعجالاً واستفزوا استفزازاً، واستخرجت منهم في حالة الاستفزاز، والإثارة، عبارات، بنى عليها الشيخ قراره المؤسف.

2-إن هؤلاء الطلبة الثلاثة، منهم اثنان يحملان الشهادة الأهلية، وينتميان الى قسم الشريعة في القسم العالي، وهو آخر مراحل المعهد العلمي. والشهادة الأهلية في ذاتها درجة علمية، لا تحمل الجمهرة الغالبة من خريجي المعهد العلمي أكثر منها، ومع ذلك يقول الشيخ عنهما، وعن زميلهما الذي هو ثالث فرقته "إن لهم خرافة سخيفة تتنافى مع ما علم من الدين بالضرورة". ويقول في بيانه عن محيسي، وهو حامل الشهادة الأهلية، وهي كما قلنا مرتبة علمية يعترف بها المعهد، ولا تحمل الجمهرة الغالبة من خريجيه اكثر منها، يقول عنه في بيانه "بل قال محيسي في بلاهة مضحكة أن محمود محمد طه لو صلى ما اتبعته"ويقول عنهم في بيانه أيضاً "من نوع هؤلاء المغفلين الضالين الذين يجرون وراء الاوهام والاباطيل المفضوحة".

3-والآن، فإن هناك أحد أمرين : إما أن الافكار التي يحملها الطلبة الثلاثة "من الأوهام والاباطيل المفضوحة"، فيكون طلبة المعهد العلمي حتى بعد ان ينالوا درجته العلمية الأهلية، غير قادرين على الاعتصام عن "الاوهام والاباطيل المفضوحة"، وإما ان تكون هذه الأفكار أفكاراً صحيحة، قوية، لها اصالة في الدين، فاتت على شيخ العلماء. وشيخ العلماء يعلم ان هذه الافكار قد قراها هؤلاء الطلاب، فيما يقرأون من مادة خارج المعهد، وهو يعلم مصدرها حق المعرفة، فما هو واجبه ؟ أليس من واجبه نحو طلابه، ونحو دينه، أن يناقش هذه الافكار، ويفضحها، ويظهر وهمها وباطلها، أو يعرف صحتها وسدادها، فيدخلها في المعهد عن بينة، أو يحاربها عن بينة، بدعوى ان للمعهد رسالة محددة، وأن حرية الفكر مكانها المعاهد المدنية لا الدينية ؟

4-والآن، الى الرأي العام جميعه، أسوق هذا الحديث التالي: لقد حملت أنا هذه الأفكار التي من أجلها رفت شيخ المعهد الطلاب الثلاثة، الى الدكتور كامل الباقر، مراقب مصلحة الشؤون الدينية، وأخذت من وقته نحو ساعتين، أناقشه فيها، بعد ان تركتها عنده في اليوم السابق ليقرأها قبل النقاش .. وانتهينا من النقاش، وقد اقتنع الدكتور الباقر بأننا لو اجتمعنا انا وشيخ العلماء في مجلس، لعرف عن هذه الافكار الكثير من ما ينكره الآن، فقد كنت اخبرت الدكتور الباقر، ان شيخ العلماء لم يعط نفسه فرصة، ليفهم ما يقوله الطلبة الثلاثة، وطلبت منه ان يعمل على ان نجتمع بالشيخ لهذا الغرض. فأخبرني انه سيعقد هذا الاجتماع، إما في المعهد العلمي، وإما في مكاتب مصلحة الشؤون. وشعرت انه يميل لأن يكون الاجتماع بالمعهد اعتباراً لمكانة الشيخ فقبلت.

5-كان هذا الحديث بيني وبين الدكتور الباقر صباح يوم الثلاثاء الماضي، وفي حوالي الساعة الواحدة والنصف، من نفس اليوم، اتصل الدكتور مشكوراً، وقال إن فضيلة الشيخ قد قبل ان يكون الاجتماع غداً الأربعاء، الساعة الرابعة بعد الظهر بمنزله، فحاولت ان احتج على المكان، ولكن الدكتور لم ير في ذلك بأساً، وطلب مني الموافقة، فوافقت، وخرجت من مكتبي على ذلك. ولكن الشيخ عاد واتصل بالدكتور بعد نصف ساعة، ليقول "أعفوني من هذا الاجتماع"، ولم يتمكن الدكتور الباقر من الاتصال بي إلا صبيحة الأربعاء، ليبلغني آخر التطورات.

6- والآن، فإني أرى أنه من حقي، وقد خاض الشيخ فيما خاض فيه من أمري، ومن حق الطلبة المفصولين، والباقين، ومن حق الرأي العام السوداني، ومن حق الإسلام على شيخ العلماء، أن يناقشني في هذه الأفكار، نقاشاً علنياً، في مناظرة، يحضرها كل من يحب، حتى ينجلي الحق لذي عينين. وإني أعتقد أن من واجب الصحافة، ان تعلن طلبي هذا، وأن تسانده، وأن تسعى لتحقيقه. وعلى الله قصد السبيل)(محمود محمد طه: بيان نكبة المعهد العلمي-السودان الجديد 31/1/1960م-أرشيف الجمهوريين). ولقد تهرب شيخ العلماء الذي استأسد على الطلاب من المناظرة، كما تهرب من اللقاء .. واستمرت تلك العادة في عقبه، فقد درج الفقهاء، وائمة المساجد، على الهجوم على الفكرة الجمهورية، وتشويهها، ثم التهرب من مواجهة الاستاذ أو الجمهوريين في حوار عام يحضره الناس. ولقد كان المعهد العلمي، رمز التخلف، وعدو الاستنارة، ومعقل العلماء معبر المصريين الى السودان. ولقد وورثت الجامعة الإسلامية، في بداية عهدها، كل قصور المعهد العلمي .. وكان العلماء المصريين، يستغلون منابرها، وتسهيلاتها، ليهاجموا الفكرة الجمهورية، فتمت لهم المواجهة من الأستاذ ومن الجمهوريين، وهي مواجهة لا تنطلق من حقد وكراهية، كما أشاع البطل، وإنما من معرفة بموطن الداء، وطريقة استئصاله، ولهذا جاء (إن الحزب الجمهوري سيكشف لهذا الشعب الحقائق وسيقف بالمرصاد وبصلابة ضد تغلغل النفوذ المصري الذي تتطوع لخدمته الجامعة الإسلامية ومصلحة الشؤون الدينية من الوعاظ الذين تستجلبهم من مصر. أساتذة مصريون في الجامعة الإسلامية يتدخلون في شؤون بلادنا ويعتدون على الحقوق الدستورية لمواطنين سودانيين. أساتذة مصريون أجانب دخلاء على بلادنا يجندون أنفسهم ويتطوعون للتدخل السياسي في السودان وبلا حياء وعلى صفحات "الرأي العام"متعرضين للحزب الجمهوري بأسوأ ما يمكن ان يقال. منهم الدكتور كمال وصفي .. وشخص آخر يدعى محمد محمود شاهين يزيفون ويكذبون ودكتور آخر من الجامعة الإسلامية علي عبد الواحد وافي يقول في محاضرة عامة أنه قد تأكد لديهم أن الحزب الجمهوري يتلقى معونات من خارج السودان لهدم وتشويه الإسلام .. أي درك من عدم الأخلاق والامانة تردى فيه هذا الرجل. أما كان عليه ان يتعلم الامانة قبل ان يعلم أبناء شعبنا المسكين الدين في الجامعة الإسلامية ؟ إن جامعة هذا مستواها لا تشرف هذا الشعب .. )(الحزب الجمهوري : منشور أوقفوا المخطط المصري لغزو السودان 18/3/1969م-راجع محمود محمد طه والمثقفون: لعبد الله البشير ص 625).

د. عمر القراي

مصر التي في خاطرك د. أحمد الخميسي

$
0
0


معظم من قال "نعم"للدستور لم يقرأه ومن باب أولى لم يقارن بينه وبين الدستور السابق. لكن"نعم"بتلك النسبة المرتفعة كانت لما هو أبعد من وثيقة دستورية. "نعم"كانت للحلم بنظام حكم يوفر العدل والكرامة للجميع. ولم تكن الزغاريد التي أطلقتها النساء في اللجان الانتخابية سوى ترنيمة أمنيات بالتحرر من القهر الاقتصادي والاجتماعي الطويل. تمايلت وزغردت ورقصت وشدت عنقها لأعلى كل الآمال في الخبز والمساواة والتعليم والعلاج والسكن. آمال قائمة مثل صخرة صلبة في شعب لا يعرف اليأس. الآن وقد تم إقرار الدستور عليك أن تضخ الحياة إلي نصوصه وأن تطالب بنصيبك من ثروة بلادك التي راكمها كدح  الملايين وأنت واحد منهم. وعندما تسأل"أين حقي؟"سيقودونك عبر متاهات حتى تلتبس عليك الأمور. سيقولون لك إن الثقافة هي ثروتنا القومية الأولى. قل لهم شكرا. هي ثروة حقا لكنها معنوية وأنا أريد نصيبي من ثروة مصر المادية. احتفظوا لأنفسكم بالمنفلوطي وأمير الشعراء وقائمة الأفلام الطويلة وكل الأغاني والتمثيليات وأعطوني نصيبي من الدخل القومي، حينها سيكون لدي ما أشترى به الجرائد والكتب لأتعرف إلي ثقافتي. وقل لهم إن ثروة الأمم تقاس بإجمالي الناتج القومي، بحجم انتاجها الزراعي والصناعي، بعدد المصانع،وحجم الميزانية، ومستوى التعليم والعلاج ونسبة البطالة وعدد العلماء والمعامل والمدارس والجامعات والقدرة على استخدام الذرة. أضف إلي ذلك أن الوطن هو الذي يخلق الثقافة، وأن وطنا مقسما بالجوع والثراء غير وطن توحده المساواة فتطلق قدراته الإبداعية. قل لهم إنك لاتريد ثقافة تكون هي كل ثروتنا القومية، لكنك تريد ثروة مادية توزع بالعدل فتصبح أساسا لتطوير الثقافة . عندما تتمسك بأن تحصل على حقك سيعيدون على سمعك "مصر التي في خاطري وفي فمي"لكي تذوب حقوقك في نشيد وطني عام. إذا فعلوا، قل لهم إن مصر التي في خاطرك غير التي في خاطرهم. عندهم لابد أن تبقى مصر بلد الثمانين بالمئة من السكان الذين تحت خطر الفقر بدخل دولارين في اليوم، وأن يظلوا هم ثلاثين ألف مليونير ينعمون بحياة بذخ خرافي. في خاطرك أنت أن الشعب هو صانع الثروة وأن لك بالحتم نصيبا منها. في خاطرهم مصر هي"عيشوا كراما تحت ظل العلم"، وفي خاطرك أنت"عيشوا كراما تحت سقف السكن". سيكرون على أذنيك لحن "مانقولش إيه إدتنا مصر؟". قل لهم طبيعي ألا تسألوا ماذا أعطتكم مصر بعد أن أصبح عشرون بالمئة منكم يتحكمون في ثمانين بالمئة من ثروة مصر، وواحد بالمئة من بينكم يتحكم في خمسين بالمئة من ثروات طبقتكم. أما الغالبية العظمى التي لم تحصل على أي شيء فإن من حقها أن تسأل بعد إقرار الدستور"ماذا أعطتنا مصر؟"، وأن تتساءل "وماذا ستعطينا ؟"، لأن الملايين لم يحصلوا على شيء بعد رغم أنهم هم من يفتحون صدورهم للنيران، ومن يديرون المكن في المصانع، ويعرقون في الحقول، ويشكلون عماد الجيش في الحروب. آن الأوان لكي يكون الدستور خطوة على طريق لوقف النهب التاريخي. ولكي تزول إلي الأبد صورة الأمة التي رسمها ذات يوم إسماعيل المفتش حين قال لنوبار باشا "إن مصر مثل زكيبة الدقيق تسحب منها الدقيق ولكن إذا ضربتها بالعصا يمكنك الحصول باستمرار على مزيد من الدقيق"!

 

***

أحمد الخميسي . كاتب مصري 

 

هل صحيح أن عصابة المؤتمر الوطني تطارد منسوبها السابق؟؟!!!؟ متابعــــة : صلاح سليمـان جاموس

$
0
0

 

salahjamousunv@hotmail.com
 
لأنه وفي الآخرً لا يصح إلا الصحيح فقد أخبرني السيد أبو سيل من خلال مراسلات عبر البريد الإلكتروني بأنه قد خرج علي عصابة المؤتمر الوطني التي كان يشغل منصباً رفيعاً بحزبها. حقيقة لم أعرف المذكور من قبل ولكن وبعد مراسلته لي بحثت عن سيرته بطرقي الخاصة فعرفت عنه ما جعلني أهتم لهذا الأمر وذكر لي بأنه (صندوق أسود) لأسرار عصابة البشير . ولأن الأمر يحتمل الصدق ولعدم معرفتي المسبقة به فإنني أطرح ما أسرّ به إلي من سيرته ومطاردات عصابة البشير له حتي خارج البلاد وطلباته المتمثله في ملاقاة قادة المعارضة ، أضع ما ذكره لي كوني من المهتمين بقضايا الناشطين تاركاً للمعارضين والزملاء تقييم ومدي الإستفادة من وضع المذكور.. فماذا كتب :
 
انا النذير ابراهيم محمد ابوسيل من السودان ولاية غرب كردفان مدينة ابوزبد قرية ام رسوم ، نشأت في القرية وتربيت وترعرعت فيها ودرست الابتدائي بام رسوم الابتدائية واكملت الابتدائية بابوزبد الشرقية ومن ثم ابوزبد الاميرية ومن ثم اسماعيل الولي الثانوية وابوحمد الثانوية والخرطوم بحري الثانوية وام درمان الاسلامية كلية الشريعة والقانون وجامعة القاهرة فرع الخرطوم كلية التاريخ انتساب واكاديمية علوم الطيران دبلوم علوم طيران  . ماجستر في الشريعة والقانون من ام درمان الاسلامية . مارست العمل الوظيفي وانا طالب اول وظيفة تنسيق الخدمة الوطنية غرب بحر الغزال  السودان وتدرجت فيها الى منسق شؤن الولاية  وزارة الدفاع مكتب شؤون الجنوب والتنسيق العام منسق فني لشؤون المجاهدين مسؤل قوافل المجاهدين ولاية شمال كردفان . تنسيق الدفاع الشعبي .المكتب الفني السري لوزارة الرعاية الاجتماعية . ادارة الشؤون الشبابية بالمؤتمر الوطني منسق المنظمات الانسانية بولاية الخرطوم مساعد دائرة الامن والشؤون السياسية ولاية غرب بحر الغزال القائد العام لقوات وعد الوطن السودانية ومسؤل قوافل المجاهدين بالمكتب الفني مدير لعدد من شركات تجارية ، مرافق لعدد من البعثات التفاوضية بين الحكومة والحركة الشعبية ، منسق سري في حكومة الظل بين الامانة العامة ورئاسة الجمهورية والمجلس التشريعي ومساعد دائرة الامن والشؤون السياسية . وبعد اتفاقية نيفاشة وقع الخلاف بيني و(ضارعلي ضار) فتقاعدت من المؤتمر الوطني واسست منظمة سودان ناو للتنمية المباشرة . تم تكليفي بمساعدة المرحوم مجذوب الخليفة للحوار في ابوجا وسرت الليبية وبعد اغتياله لاسباب متعلقة بخلفات بينه وضار علي ضار .اعتزلت انا وتقاعدت وقدمت عبر المنظمة مبادرة المؤتمر العربي لدعم الاوضاع الانسانية في دارفور 2007م وبعد نجاح المؤتمر تم تكليفي من جامعة الدول العربية بقيادة منظمات ووجهاء ومثقفي دارفور كنائب سري لشبكة منظمات دارفور ومكلف من الشبكة بالمسؤلية عن 41 منظمة وهذا خارج عن برنامج المؤتمر الوطني. وبعد وصولي القاهرة مترئِسا لوفد دورة نشر ثقافة السلام وانا عريس في يومي الاول من الزواج ((تركت زوجتي في الفندق ورافقت المدير التنفيذي للمنظمة المصرية للاغاثة واعادة التاهيل سعادة اللواء همام لاشين تلقيت اتصال هاتفي مفاده بانه قد تم اخطاف زوجتي من قبل جماعات تابعة لمكتب (ضارعلي ضار)  وبحمد الله تم استردادها في فترة لم تتجاوز الساعة بمقدرة جهود حبانا الله بها ولتركهم لها في غرفة زات بابين اغلقوا عليها الباب الامامي ونسوا الباب الخلفي مفتوحا ونسوا هاتفها معها .)) وبعد ختام الدورة شاركت في مؤتمر المنظمات العربية بمسقط سلطنة عمان واثناء المؤتمر وبالاتفاق مع مناضلين اشاوس خططنا للاطاحة بالنظام الطاغي ولكن فشل الانقلاب ولقد اصبت بوعكة صحية تم بموجبها تحويلي للعلاج بالاردن وعند دخولي الاردن تم توقيفي بمذكرة توقيف حمراء صادرة من النظام وطلب إرجاعي للسودان وبعد اتصلات مع جامعة الدول العربية وبعض الاخوة زعماء الدول تم اطلاق سراحي وتم مثولي امام القضاء الاردني الذي طالب النظام بإثبات ادانتي وعندما فشل النظام من ذلك تم اصدار قرار بعدم تسليمي للحكومة السودان لعدم توفر الادلة مسعينين بـ (اتفاقية الرياض 1992) وعندما عجز النظام عن استردادي زود قواته المخابراتية المكونة من اربع عناصر لثمانية عشر من مخابرات ومخابرات سرية وبعث النظام مصطفى عثمان اسماعيل لمفاوضتي واقناعي ومكثت معه في اجتماع دام ستة ساعات وعندما فشل غادر عمان . وبعدها بعث النظام على البشير (شقيق الرئيس) ونسابته ومجموعة من الذين رأوا بانهم يمكن أن يُاثروا علي واستقبلتهم في المطار وحضروا معي لمكتبي ومن ثم تناولوا طعام الغداء عندي في المنزل ولم يصلوا معي لاتفاق ولاصراري على مبدئي،  بعدها حضر لهم عبدالرحيم محمد حسين قادما من روسيا بطائرة خاصة ورجعوا معه لارض وطني الابي التي تتبراء من امثالهم . ومن ثم بعث عمر البشير مستشاره حينها احمد بلال عثمان وعندما فشل ذهب إلي السفارة واجتمع مع السفير عثمان نافع وسكرتيره الاول فخططوا وتآمروا علي وبالفعل بعد ذهابه تمت سرقة مكتبي ومنزلي بالقاردنز مستهدفين مستندات تدين النظام وزعزعة مكانتي الاقتصادية وعندما كشفتهم الاجهزه الامنية الاردنية وببصمات وادله تم ضبطها في منزل احد منتسبهم  وبلا ادنى حياه خاطبوا القضاء الاردني بان السارق طالب وتابع للسفارة ومريض وبعدها بداءت التقارير المزيفة والمكايد والتربص والله مادخلت مسجد الا وكان هنالك متربص منهم خلفي والى ان اقنعوا الحكومة الاردنية وتم توقيفي لمدة 18 شهراً توقيف اداري بدون قضية تاركا زوجتي وطفلتين مهددات من السفارة بجميع انواع التهديد وماتعنية الكلمة من معنى وبعد مضى الفترة المذكورة سابقا وتدخل من الامم المتحدة وتوصل الحكومة الاردنية لقناعة بان هذه مكيده خلفها النظام الحاكم فى الخرطوم تم اطلاق سراحي بشرط مغادرة الاراضي الاردنية بعد شهر (تصويب اوضاع) هذا جزء من السيرة الزاتية علما باني لا اكافح من اجل نفسي لاكني والله اعلم عندما علمت بان هاؤلاء الخونه لايستحقون ان يحكموا ابنائهم لانهم سودانيون اختلفت معهم وسوف اظل على مبدئي لحين سقوطهم.
فالنقف جنبا لجنب للاطاحه بهم وناسس دولة المؤسسات يقودها الحكماء والخبراء والمختصين ويعود للسودان مجده ومكانته الدولية التي اجهضها هاؤلاء العملاء المندسين . واعزروني ان اطلت وادخلت بعض المواضيع مع السيرة الذاتية  التى من واجبكم معرفتها. إنتهت رواية الاستاذ أبوسيل ولكن هل إنتهي الخبر وهل ما ذكره صحيحاً ؟؟ هذا ما تجيب عليه النخب المعارِضة لعصابة البشير.

القطار .. الجديد....!! د.محيى الدين تيتاوي

$
0
0




لدي الكثير مما يمكن أن يرتبط بتحريك القطار ومعالجه عقبانه وتجديد عرباته بكل درجاته..لأن القطار الذي دخل بلادنا في بدايات القرن العشرين كان بمثابه شريان للحياة يربط انحاء السودان شرقه وغربه.. شماله وجنوبه برباط محكم.. وكما ذكرت بالأمس فإن ذكريات كثيرة تدافعت في ذاكرتي وبرزت صورة القطار المجري الذي كان يعمل بالديزل كان يشكل ثورة عندما جاء بديلاً للقطار الذي كان يعمل بالنار ويستخدم الفحم الحجري الذي تشتعل فيه النيران فيتحرك القطار بحركة وصوت وصورة لا يمكن أن تزول من ذاكرة الذين استخدموه في حلهم وترحالهم وشريط الدخان الذي كان يعلو القطار طيلة مشواره وقد انحصرت مشاويرنا في أواخر خمسينيات القرن الماضي وأوائل ستيناته في ذلك القطار قليل الحيلة عندما تزداد عليه الحمولة فيئن مثلما نوبة محمد المهدي المجذوب وآهات النعام آدم وأغنيات الفنانيين الذين تأوهوا وسقطوا الدمعات والقطار والبابور( الجلاء وكركان) يرحلان بالأحبة إلى انحاء مختلفة من العالم آنذاك.
واذكر بهذه المناسبة النقل النهري وما كان يقدمه من خدمات لبلادنا فهو ليس ناقلاً قليل الكلفة وأنما كانت الباخرة وهي ترسو في المحطات المختلفة وهي تحمل في جوفها المسافرين من الرجال والنساء والشباب تشكل مجتمعات جديدة قد تكون مؤقته لأيام ثلاثة هي المدة التي تستغرقها رحلة الباخرة من دنقلا إلى ميناء كريمة والعكس ومعارف بين ا لمسافرين وتنشأ علاقات وتنتشر معارف وتتبادل معلومات كل عن منطقته وأصوله وهدفه الذي يقصده..فكان المسافر إلى انحاء السودان المختلفة (الخرطوم، بورتسودان، السعودية، مصر).. دول اوروبا جميعهم تحتويهم( صنادل) الباخرة وقد قيل حديث كثير عن الباخرة وهي تأتي بالبشريات من خطابات وبضائع وأحبه وقد تتمثل في المغادرة المنتجات والخطابات والأحبة.. وغذا عدنا إلى أغنيات النعام آدم وصديق أحمد  واسحق كرم الله وغيرهم لبرزت لنا الصورة تماماً...وإذا كنا قد عايشنا وتعايشنا مع قطار النجار الذي لا نشاهد مثيله إلا في الأفلام الامريكية القديمة ومررنا بالنماذج الأخرى إلى أن بلغنا القطار الصيني السريع، فإن اصلاح القضبان وابدالها بأخرى كبيرة وتغيير الفكات الخشبية بأخرى خرصانية.. فإن هناك أمور أخرى تحتاج إلى تحديث لتواكب التجديد إلا وهو المحطات القديمة لا بد أن تتغير في معانيها بأخرى حديثة تلبي احتياجات القطار السريع.. وعمل حواجز في مناطق تواجد الحيوانات والمراعي وتدعيه المواطنين بعدم الاقتراب أو السرحان بالقرب من خطوط السكة حديد.. والقطار اليوم لا يستغرق توقفه في المحطة عن الدقائق الثلاثة وفق ما شاهدنا في اوروبا وغيرها.. ولا داعي لحمل الشنط والصفائح والأحمال الثقيلة في القطار السريع وهو مثل البصات السياحية ما خف وزنه وصغر حجمه.. حتى على مستوى الانسان.. لابد أن تتحرك بسرعة ونحن ندخل القطار او ننزل منه.

(بدون علامات تعجب) ضياء الدين بلال

$
0
0


diaabilalr@gmail.com
الغرائب لا تنتهي والعجائب ليس لها حدود ونفدت كل أرصدة الدهشة ولم تعد
علامات التعجب قادرة على القيام بواجبها في إبداء الحيرة وإبراز التعجب
لذا نمتنع عن استخدامها في هذا المقال.

عزيزي القارئ:
الرجاء تلبية دعوتي لك بتأمل مجموعة من الأخبار والمشاهدات والتعليقات
التي تناقلتها صحف الخرطوم على سياق المعتاد والطبيعي رغم أن مثيلاتها في
وقت ما   كن يحركن الساكن ويسكن المتحرك ويشيب لهن رأس الفطيم.
الأمر يبدو أقرب للكوميديا السوداء أو مسرح العبث..لا داعي للإكثار من
التعليقات فالندع ما تبقى من الوقت للتأمل واستخلاص العبر ومعرفة القانون
الذي يجعل ما كان مستحيلاً ممكنناً، وكل شيء يقود إلى نقيضه.
*حشيش بعربة دستوري بولاية نهر النيل..وفي ذات الولاية تتهم وزيرة الصحة
بتوزيع لبن غير صالح للأطفال.
* ليس بعيداً عن الذاكرة ما ورد في نفس الولاية عن اتهام اللواء المسؤول
من المرور بارتكاب تجاوزت خطيرة في منح الرخص.
*وقبل أكثر من عامين في أيام تغيير العملة كان سائق عربة الوزير السيادي
يقوم بتهريب أموال طائلة من الجنوب إلى الخرطوم.
* وابن مسؤول كبير ذو صفة قانونية تمت إدانته قضائياً بتهمة الإتجار
بالمخدرات عبر الحدود  منتحلاً صفة ضابط نظامي ومستغلاً عربة والده
السيادية في رحلاته الآثمة.

* رجل يحتال على المواطنين ويتحصل منهم على  20 مليوناً (مليار بالقديم)،
والأمن الاقتصادي بعد مطاردة وملاحقة يلقي عليه القبض، وما بين إجراء
وآخر وطلب وتعليق  بالوزارة المعنية، يتمكن المحتال من الخروج ظافراً إلى
ماليزيا عبر قاعة كبار الزوار.
* محلية الخرطوم تصادر أطعمة الباعة الجائلين الملوثة وتذهب بها إلى دور
العجزة والمسنين لا إلى مكبات النفايات.
* وزارة المالية  "الولية"على مال الشعب وديوان الضرائب القيم على حقوق
المواطنين يجلسهما تقرير المراجع العام  في قفص  الاتهام  لاحداثهما
تجاوزات مالية وإدارية خطيرة.
* وزارة النفط تؤكد توفر الوقود في الطلمبات وصور الصفوف الممتدة في أغلب
مدن السودان تنفي ذلك وتؤكد النقيض.
* التصريحات تصر على توفرالقمح في المطاحن ولكن الخبز شبه معدوم في
المخابز وإذا وجد يبدو عليه الهزال  وضآلة الشأن.
* الأستاذ المحترم/ المحبوب عبد السلام الموجود هذه الأيام بالخرطوم يؤكد
صحة ما نسب إليه في الزميلة (الرأي العام) ويعترض على وضعه ضمن مانشتات
الصحيفة.
* حكومة دولة الجنوب تشيد بالدور اليوغندي في حربها ضد المتمردين وبور
وملكال تسقطان اليوم وتستعادان غداَ.
*قيادات المعارضة تطالب الحكومة بالديمقراطية واحترام الآخر وضبط الخطاب
في ذات الوقت الذي تمارس فيه القيادات حرية التعبير بالأحذية على صفحات
الصحف.
* نواب من المؤتمر الوطني في البرلمان يتمردون على قيادتهم ويهددون
بالعصيان والاستقالة.
و الشاعر دعبل الخزاعي صديق البحتري يحجز لنا مقعداَ بجواره لنردد معه:
قَد عَجِبَت سَلمى وَذاكَ عَجيبُ     رَأَت بِيَ شَيباً عَجَّلَتهُ خُطوبُ
وَما شَيَّبَتني كِبرَةٌ غَيرَ أَنَّني     بِدَهرٍ بِهِ رَأسُ الفَطيمِ يَشيبُ.


//

على المحك صلاح يوسف /يا الطيب زورنا مرة

$
0
0


salahyousif65@yahoo.com

مضى وقت أحسب أنه كافياً، منذ أن أدى وزراء الحكومة الشبابية – إن صح التعبير - التي كونت مؤخراً، لكي يدفع كل وزير ببرنامج عمله ورؤاه التجديدية التي جعلته يتسنم مقعد وزارته، دون أن نسمع لكثير من الوزراء أصواتاً أو نرى أفعالاً أو نلمس خارطة طريق تبشر بما هو مأمول اللهم إلا من بعض الوزراء الذين حتى لو أرادوا الركون والتقوقع لأجبرتهم سخونة القضايا الملحة على البوح والفضفضة. وجرت العادة أن يقوم كل وزير معين بزيارة مرافق وزارته ومكوناتها للتفقد والاستماع حتى لمن يقفون بعيداً عنها في الرصيف خاصة إذا كانوا من الفئات القادرة على العطاء ولكنها معطلة بفعل فاعل أو مهمشة بكيد عازل، لمعرفة ما يدور بداخلها من عمل وما يعيق انطلاقتها نحو الأفق، ومن ثم يعود بحصيلة معايشة تعينه على إظهار أفكاره وابتداع الحلول وكيفية تنفيذها على أرض الواقع. ولو كنت وزيراً للثقافة – وهذا مجرد حلم - التي تعوّل على نشاطها الحكومة وتعتبرها عربوناً لتغلغلها وسط الفئات الإنسانية الفاعلة، لما توانيت في السير منذ الوهلة الأولى في الطريق الذي بدأ تعبيده الوزير السابق الأستاذ السموأل خلف الله تحت شعار (الثقافة تقود الحياة) أن لم يكن لديّ ما أضيفه أو أتميّز به من أفكار وأدوات دافعة للبعث الثقافي الذي بشر به السيد رئيس الجمهورية قبل تكوين الحكومة الجديدة حين ألمح بعودة وزارة الثقافة – كوزارة كاملة الدسم - من حضن الإعلام لتكون المعبر الفعلي لتفاعل ثقافي نافذ.
ولعل لسان حال المسرحيين وعناصر الفنون الأدائية وغيرهم من الذين يرفدون الفعل الثقافي بمختلف فروعه يقول: (يا الطيب زورنا مرة) باعتباره ممسكاً بزمام الأمر في هذه الجزئيات. فهذا النداء لا يقال إلا لمن يكون في مقدوره إحداث الحراك الملموس أو لمن يمتلك مفاتيح الأبواب الثقافية المغلقة. فعندما كان الأستاذ الطيب بدوي وزيراً للشباب والرياضة بولاية الخرطوم ملأ الساحة الرياضية بطلته اليومية على الصحف وجرأة معالجاته لقضايا الوسط الرياضي وكان آخرها قضية مجلس إدارة نادي الهلال التي عالجها بتكوين لجنة تسيير للخروج من نفق الصراعات التي بدأت تنشأ عن شرعية ما تبقى من مجلس الإدارة السابق بعد أن تقلصت عضويته بالاستقالات وعلت في فضائه مؤشرات الجدل عن قانونية ذلك من عدمه. ولعل الذي ينجح في حسم صراع في الوسط الرياضي الذي يتمتع بقاعدة جماهيرية تضاهي قواعد الأحزاب السياسية، بقادر على الإتيان بأكثر من حل لما آلت إليه الحركة الثقافية عامة والمسرحية بصفة خاصة.
في العام الماضي تصدت ولاية الخرطوم لمهمة إنعاش الحركة المسرحية فأعلنت عن موسم مسرحي يعنى بالأعمال الجماهيرية الجديدة لاستقطاب الجمهور، ولكن مشروعها باء بالفشل لعدم توفقها في انتقاء الأعمال، ولاكتفائها بمشاهدة وإجازة العمل وتقديم دعم محدود تاركة تكملة المشوار لجهود منتجي الأعمال المسرحية. ولما كان العمل المسرحي يتطلب عوناً متكاملاً وتقديماً يجعله يقف على رجليه وأن ذلك قد لا يتوفر لدى غالبية المسرحيين، فإن إعلانهم يجيء حيياً ليتم العرض وينتهي دون أن يسمع به حتى بعض المهتمين بالمسرح. فإذا أخذنا مسرحية (النظام يريد) التي انتجت بكاملها خارج أبوية الموسم بواسطة منتجين قادرين على التضحية حتى حققت نجاحاً منقطع النظير، فإن أول ما يلفت النظر ذلك الحضور الجماهيري الذي فاق التصورات مما يدل على أن جمهور المسرح بخير، فقط يود العمل الجيد والإعلان المكثف ورفع الوصاية الأبوية.
من ناحية أخرى لقد كان ضم الثقافة للإعلام سابقاً في وزارة واحدة ما جعل نشاط الثقافة يتراخى حتى عن إقامة مهرجان أيام الخرطوم المسرحية الدوري والذي يمثل تظاهرة سنوية لها سحرها وأثرها عند الجمهور. وبدلاً من مجيء موسم الولاية كمعضد، أفقر الساحة من حماستها وأدخلها في خلافات. ولذلك نرى في عودة الوزارة أملاً في تحريك الساكن. فهل من خطوة تبشر بذلك؟


كثير البعبعة قليل المنفعة/عباس خضر

$
0
0



وجرى بين الورى هذا الفهم  وهو فهم معروف  منذ الدهور الغابرة وجاء كنتاج
طبيعي لقوة الملاحظات وتسجيل ناتج مركبات محصول إستمرارية كثرة البعبعة
في الفترة الزمنية المحددة وفي كل الفترات العٌمرية وتكون المحصلة دائماً
وابداً صفرية.

الفترات العٌمرية الكونية من  عٌمر الأرض وتوالي مرور السنين على الحدث
خبر الناس بل والحيوانات النتائج فالدجاج والكلاب تعرف وتتوقع حدوث
البراكين والزلازل فكثرة الأصوات  وبعبعة الأرض في العمق  تنم عن مجيء
الكوارث وكلما تعاظم الحديث قل مردوده وعظمت مصائبه لذا يقال لو الحديث
من فضة فالسكوت من ذهب.

         فظهرت بدلاً من اللعلعة والبعبعة والزيطة والزمبريطة دراسات
الجدوى الإقتصادية   الكاملة التي تغني عن الحشو الكلامي الكثير وفرقعات
بعبعة
ساسة الإنقاذ والأخوان  المثير.  والإستعانة أيضاً بالمؤسسية وعدم
التجنيب وضبط النقدية والخدمة مكاتبات ولوائح مستندية وليس فرقعات
كلامية.

إذاً فكثير البعبعة قليل المنفعة مثل قديم جداً ومعروف للكافة وفي جميع
نطاق العالم وأركانه جباله ووديانه ، مرتفعاته ومنخفضاته حتى ليقال أنه
لإختصاره ودقة   محتوى معناه وفحواه و لكثرة التكرارلقد فهمت الحيوانات
معناه الحرفي والمعنوي والبلاغي وخاصة في أستراليا وفي مرتفعات وأودية
السعودية واليمن وهضاب شمال إفريقيا وأمريكا الشمالية والجنوبية وآسيا
الصغرى وفي مرتفعات وزرنج وبالتالي لكل الناس
أي لجميع البشر والغريبة إلا الكيزان وباقي فصائل الأخوان وماشابههم من
الحركات المتأسلمة من مدعي النونية والذاتية والأنا الشوفونية النرجسية
الفاقعة المظهرية  المزخرفة الإسلامية المبركشة الإعلامية الفارغة
المحتوى والتي تسمى بالمأسونية العالمية، لذلك فإن صوتها مدويا دائماً
عالياً مزعجاً يصم الآذان كالطبل الأجوف بمعمعة المعية دون روية وبعبعة
بعيرالبرية وخراف ونعاج وماعز غنم السعية وهدير مياه سيول متعكرة صيفية
وزنة بعوض في المغربية ونقيق ضفادع ليلية فهم لاينجحون إلابخلق الزوابع
وتعكيرالمياه.
فدائماً وكما هو معلوم إن كثرة البعبعة بالكلام وسلاطة وطول اللسان
مصحوبة بقلة الإحسان وتأتي متبوعة بالكيرليستي وعدم الحرص والإهتمام
والنتيجة ليست فقط تردي المرفقة وقلة منفعة بل عديم فائدة ومنفعة.

      ومادخل الإخوان في شيء إلاشانوه وماخرجوا منه وإلا إزدان ففي
فلسطين هم أساس تقسيم فلسطين بالخطب الرنانة إلي قسمين غزة الجريحة
والضفة الكحيانة وحاصروا سكان غزة والإنفراد بهم بعيداً عن نضال منظمة
التحرير الفلسطيني فلايجيد خالد مشعل (كان يسكن مع بشارالرهيب في
دمشق)وهنية وجماعتهم الأخونجية غير الخطب فهم من يحرص على الإنفصال كعادة
الإخوان وكيزان السودان وليس إسرائيل.
يبعبع الكيزان كيف شاءوا
للفلل والقصورهبوا شادوا
رتعوا في جاههم كيفما أرادوا
وجدوا المسرح خالياً فتمادوا
فلقوا روؤس الخلق ثم حادوا
عن الطريق القويم إرتدوا عادوا
بهدلوا جموع الناس  بل  أبادوا

والبعبعة حسب التعريف العام:ـ هي كثرة الصياح في موضوع مفيد وحتى بديع
وبالخطب والكواريك يضيع، يضيع وسط البعبعة والسحابة الكلامية .والبعبعة :
تقاس بالقوة الصوتية لذبذبات البعبعة على الجذر التربيعي لمساحة طبلة
الأذن البشرية بوحدة الديسبل.

   ولقد سمع العالم أجمع حتى صنت أذنيه من قوة أمواج الذبذبات الصوتية
للبعبعة الإنقاذية على مدى الربع قرن الذي أوشك على  الإنصرام ولم تنتهي
البعبعة وسط قصفهم وقتلهم.

       وبعبعة مرسي والمرشد والعريان والشاطروالبلتاجي فضحتهم طولة
اللسان وأدت لتفجير الأوضاع في سيناء والتفجيرات داخل مصروتنشيط خلاياهم
النائمة وجماعاتهم الجهادية والتكفيرية لترهيب وإخضاع المجتمع المصري فقد
وقف البلتاجي متشنطاً في غمرة البعبعة وقال إن الموت في سيناء لن يتوقف
إلا برجوع مرسي!!.ولم يتوقف الموت حتى اليوم.


ولقد حدث في السودان ما يفوق الوصف والخيال من البعبعة الكلامية والخطب
الجعجعية حول حرب الجنوب وإتفاق الشمال والجنوب وتقرير المصير والوحدة
الجاذبة وزادت وتيرة البعبعة منذ الإستقلال حتى إتفاق نيفاشا وبعده حتى
الإستفتاء وكانت المحصلة  الأرضية صفريةـ على الأرض والبشر ـ.

إنفصال الجنوب ودمار اموال البترول وضياعها وهي كانت محصلة لنتائج إتفاق
القاهرة وأبوجا وجيبوتي وجدة وأسمرا والدوحة والتي نبحت مبعبعة فيها
الحناجر حتى بح صوت الشعب وهوساكت.

من قديم الزمان وفي حالك القدم

جرى بين الورى بعض الفهم

إن كثرة البعبعة
         لامنافع فيها ولاعشم

وهي تمحي مشاريع
   من الوجود الحربجرة القلم

فكلما قل الصراخ
      زادت في الورى الهمم

والعكس صحيح
                إذا جاز لنا النضم

فزيادة البعبعة دوماً
            كما رأينا تقلل النعم

فتنحط مشاريع منتجة
     كانت ملء السمع في القمم

وتهرب من البلاد إستثمارات
      دولارات عرب ومن عجم

والإثباتات القديمة هذه أعقبتها التأكيدات المتتالية على مدى قدم صحة
نتائج المثل الشهير
(كثير البعبعة قليل المنفعة)

ففي القرون القريبة وفي زمن إزدهار إنتاج وصناعة الصوف والبطاطين توصل
الأستراليون إلى أن الخرفان كثيرة البعبعة باع..باع..قليلة المنفعة
وإنتاجها قليل جداً من الصوف فقالوا كثير البعبعة قليل الإنتاج:ـ
‘Much cry little wool’
ولكثرة بعبعة الإنقاذيون قل إنتاجهم بل إنعدم كل مردودهم ففشلوا في كل
شيء ورقد في سريرالموت الحٌكم.

تحليل ممتاز لحيدر علي ابراهيم

$
0
0



استهل الكاتب الفرنسي(رينيه ديمون)كتابه(بداية خاطئة في أفريقيا)والذي صدرت نسخته الانجليزية عام1966م، بنفي اللعنة عن أفريقيا.ولكن طوال الكتاب كان يريد أن يؤكد أن لعنة افريقيا هي في نخبتها والتي تقوم بدور الاستعمار الذي أجلته بطرق ومضامين مختلفة .فقد تذكرت الكتاب،عندما كان التلفزيون يعرض اعضاء وفديّ (سلفا كير)و(مشار)في فندق المفاوضات الفخم ب(أديس أبابا)؛وهم يتبسمون أمام الكاميرات، ببدلاتهم الكاملة والكرافتات الحمراء،ثم يتحول المشهد إلي مواطنيهم في معسكرات الأمم المتحدة وتحت الأشجار،والأطفال يصرخون من الألم والجوع.وتحمل هذه المقارنة،دلالات ورمزية عميقة تفصح عن حقيقة الواقع وعلاقة النخبة الجنوبية بشعبها.لذلك لابد من العودة لجذر الأزمة الجنوبية،إذ لم يعد من الممكن التمسك بالإختزالية التي اختصرت الصراع في أبعاد إثنية بين العرب-المسلمين مقابل أفارقة غير مسلمين،وتهمل ما هو طبقي-سياسي.ففي هذه الحرب،نحن أمام جنوبيين يقتلون جنوبيين آخرين،وقد يكونون من نفس القبيلة،بشراسة ووحشية تفوق كثيرا ما فعله بهم "العرب"في الماضي.فهذا أيضا ليس صراعا قبليا صرفا،فالدينكا مثلا موجودون في الجانبين.ويظل السؤال عن سبب الصراع،وماهي القضية المحورية التي أوصلت الطرفين حد استعمال كل أنواع الأسلحة الفتاكة؟وماهو الخلاف الأيديولوجي العميق الذي أجبر(كير)و(مشار)علي اللجوء للسلاح لحسمه؟

ظلت النخبة الجنوبية مثل رصيفتها الشمالية،فهي قد تعلمت منها بل تعتبرها مثلها الأعلي؛في حالة اغتراب عن شعبها وعجزت عن إحداث تغيير حقيقي عميق ومستدام في حياته منذ الاستقلال.إذ لم يحاول السودانيون-شماليون وجنوبيون-منذ عام1956 أي بعد خروج البريطانيين،إنجاز مهام ما بعد الاستقلال.وهذا يعني بناء دولة وطنية حديثة تحقق الوحدة الوطنية، والتنمية المستقلة والعادلة.فالسودانيون بعد58 عاما من الاستقلال يتحدثون عن قبائل الدينكا والنوير والشلك أو المسيرية والسلامات والرزيقات.وهذا يعني العجز الكامل عن تحويل أفراد القبائل إلي مواطنين سودانيين،يعرّف الواحد نفسه:أنا سوداني.بل تدهورت الهوية الوطنية مع الاستعادة المقصودة للقبلية باعتبارها البديل الفعّال للأحزاب والولاءات الحديثة.فمن الملاحظ أن عملية الإندماج القومي لم تكن من أولويات النخب السياسية السودانية بشقيها.فقد انشغل الجميع بمفهوم تجريدي غامض يٌسمي "الهوية"وتشاجروا حول هل نحن عرب أم أفارقة أم خلاسيون؟وأهملوا قضية كيف نكون سودانيين أولا؟ وتبدو مفارقة كبرى،مسألة تعايش النخب رغم تعليمها مع مؤسسة القبيلة.ولكن الواقع هو أنه مع التخلف والركود الاجتماعي،بقيت القبيلة هي الموقع الآمن الوحيد-اجتماعيا-الذي يلجأ إليه الفرد السوداني .كما أنها مصدر النفوذ السياسي بسبب النظام الانتخابي القائم علي الدوائر الجغرافية/القبلية،وحتي في حالة العمل المسلح.

كان الفشل التاريخي الثاني، وهو من شروط الإندماج القومي: العجز التنموي.فقد بقي الجنوب قريبا من المستوي الذي وجده عليه الإنجليز قبل أكثر من قرن.ولنترك فترات الحكم الجماعي للسودان،ونركز علي فترات حكم الجنوبيين بأنفسهم للجنوب أي بعد اتفاقية أديس أبابا عام1972 حتي علم1983،ثم الفترة الانتقالية من2005 حتي2011م ،ثم فترة الإنفصال الراهنة.أين هي المشروعات التنموية التي أُنجزت لضمان استقرار القبائل وتغيير نمط حياتها؟تحتاج هذه القبائل للطرق المعبدة،والمدارس،وتوفير المياه النقية،والسكني اللائقة.هل فكرت النخبة الجنوبية التي ناضلت من أجل هذا الانفصال في مشروعات لاستقرار الرحل، وفي تحويل الثروة الحيوانية إلي مصانع إنتاج لحوم وألبان من خلال تغيير العادات والتقاليد؟هل فكرت النخبة في إحياء مشروعات مثل نسيج(أنزارا) الذي أنشأه الإنجليز عام1945م،والإستفادة من الغابات وأخشابها التي تضاهي أخشاب(فلندة)

ومن المانجو والموز والأناناس والتبغ؟ ولكن شاهدنا أنواع المدرعات والعربات المصفحة التي تجوب الشوارع الترابية في مدن (بور) و(جوبا).ويظهر أن العقل الجنوبي بقي مقاتلا فقط وضعف فيه حس التنمية والبناء منذ زمن طويل.فقد لاحظ كاتب جنوبي:-"يبدو أن الحركة الثورية الجنوبية كانت ناجحة في تعبئة المواطنين في الوقوف خلفها،ولكن لماذا فشلت في إرساء قواعد إدارية مدنية قوية تساعد في تنمية المناطق التي كانت تحت سيطرتها؟"(جون قاي،العزلة..الوحدة والانفصال،2009:208).

هذا صراع عبثي وإنتهازي،وقوده-للأسف-المواطن الجنوبي.فالخلاف حول الامتيازات، وشرعنة الفساد،واكتساب الجاه والمكانة،وهو داخلي أي ضمن نفس الحزب:الحركة الشعبية.فهي تتحكم ولا تحكم الدولة الفاشلة الثانية في الجنوب،بلا فكر ولا مشروع ولا أيديولوجيا بل-مثل جارتها الشمالية-بالقمع الأمني والترغيب المفسد.فقد سقط"المشروع الحضاري الإسلاموي"في الشمال،ومشروع"السودان الجديد"في الجنوب.وبقي في الدولتين مشروع القمع والفساد العاريين بقيادة الحزب الواحد.ففي الجنوب كانت الكارثة السياسية مضاعفة،فقد فشلت(الحركة الشعبية)في التحول إلي حزب ديمقراطي مدني جماهيري.ولذلك كان من الطبيعي أن تفشل في الواجب الثاني أي إقامة نظام حكم تعددي في وطن يسع الجميع.ومن العادي في هذا الوضع الفاشل أن نسمع عن صراع الدينكا والنوير،رغم أنه ليس الحقيقة.ومن ناحية أخري،هناك أموال طائلة مجهولة المكان:خلال الفترة من عام2005م حتي ابريل2009 كان تحت تصرف(الحركة الشعبية)7,3مليار دولار من موارد البترول،ولا توجد أي إشارة في أي عمل صرفت؟

أضاعت (الحركة الشعبية)فرصة تاريخية في أن تتحول الي حزب ديمقراطي جماهيري علي مستوي السودان كله وليس الجنوب فقط.وفي هذه الحالة كان يمكن للوحدة أن تكون جاذبة.فقد شهدت فترة توقيع إتفاقية السلام عام2005م مدّا جماهيريا كاسحا يتجه نحو الحركة الشعبية في الشمال،وقد تجلي في استقبال شعبي نادر حظي به(قرنق)ووفده.وكانت هناك أعداد كبيرة أرادت تحويل هذا الشعور العفوي إلي ممارسة وعمل من خلال الإنضمام للحركة.ولكنهم فوجئوا بصدٍ قوي أغلق عليهم الأبواب،وعمل علي إبعادهم عن هذا التفكير.ومن الغريب أن هذا الموقف تبنته قيادات شمالية في الحركة وليس الجنوبيون.ولكن من يفهم طريقة تفكير النخبة الشمالية لن يستغرب،فقد خافت هذه القيادات من تراجع دورها ومكانتها عندما يكثر الشماليون داخل الحركة.فقد فكرت بقانون السوق:العرض والطلب،وقررت التمسك بنُدرة الشماليين علي مستوي القيادة حفاظا علي "الثمن"العالي والغالي.وخضعت الحركة الشعبية خلال الفترة الإنتقالية لممارسات متخلفة اضرت بكل شيء حتي نتيجة الاستفتاء.ومازلت اتساءل:هل كان الانفصال حتميا؟أم الخيار الوحيد الممكن؟فقد تخلت الحركة تماما في دعم التحول الديمقراطي الذي كان ركنا أساسيا في الاتفاقية،ولم تدافع عنه.ووصل الأمر لدرجة انسحاب مرشحها من انتخابات الرئاسة لأسباب لم توضح لنا حتي الآن.

أوصلت النخبة الجنوبية ممثلة في (الحركة الشعبية)مواطنيها إلي حافة الجحيم بلا أي أهداف نبيلة وعظمي،مجرد أحلام العصافير وشبق السلطة.فهي قد تراجعت عن مشروع (السودان الجديد)وحتي (الجنوب الجديد)فهي لم تقدم لشعبها أي إنجاز يشعره بالكرامة الإنسانية والتغيير.لذلك لابد من ممارسة كل الضغوط لوقف هذه الحرب العشوائية والتي ستكون نتيجتها الهزيمة للطرفين، لأن ضحيتها هو الشعب الجنوبي.وبعد ذلك علي الحركة أن تبدأ في الاستجابة للتحدي الكبير:الديمقراطية.وهذا يعني أن تتحول إلي حزب ديمقراطي أصيل،وأن تقبل بأن يكون الجنوب دولة ديمقراطية ومجتمعا تعدديا حديثا يسعي لتجاوز الانتماءات القبلية والعشائرية.فمن العار علي النخبة الجنوبية أن يبقي وطنهم في مطلع القرن الحادي والعشرين علي هذه الحال مجرد قبائل وأدغال ومستنقعات.

عن صحيفة"الحياة"اللندنية.
ssc_sudan@yahoo.co

وصل حد السيجارة نفس /على ادم دفع الله

$
0
0


 
هذا المقطع من اغنية استمعت له في احدى القنوات السودانية ووصول حد السيجارة نفس تعني مرحلة الاطفاء ولا شيء بعده يعني لا يمكن تخميسها والتخميس عادة سودانية بحتة لا توجد عند أي مجتمعات اخرى  وهي مشاركة السيجارة لأكثر من شخص ، نرجع الى الوصول الى حد السيجارة نفس هي مرحلة اللاعودة وينطبق  على حالنا في السودان بحذافيره في كافة اوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية اوصلنا هذا النظام الى هذا الحد الذي بعده  غير احتمالين اما نرمي هذه السيجارة وندوس عليها بالحزمة في قارعة الطريق او ان ندوس عليها في الطفاية ،نعيش الان مرحلة النهايات من كيف تهيئ لأبنائك المأكل والمشرب والدواء و غيره وصلنا مرحلة من الصعوبة بمكان ان نفكر كيف نوفر هذه المتطلبات مهما كنا خلاقين و   بحكم الفاقة والعوز والفقر وقلة الحيلة ظهرت  مصطلحات لماحة تعبر عن دلالات كبيرة وعميقة وأكثرها رواجا مصطلح قدر ظروفك وتجده في الرصيد وأدوات التجميل والأكل والشرب والسكن والملبس  وعيرها الشعب السوداني من كثرة ما عاناه من عوز في عهد الانقاذ لا يمكن ان يمر او مر به طوال عهوده السابقة من هذه الحالة  التي حرمت الناس من ابسط احتياجاتهم في الحياة الكريمة اجبرتهم لهجر القرى والبوادي من مجتمع متكافل مراتبط منتج الى مجتمع يعيش في عشوائيات المدن الكبيرة والصغيرة مجتمع منحل مستهلك يعتمد على وظائف هامشية لا تمت الى الانسانية ولا العيش الكريم فنجد العقد الاسري القوي بداء في الانحلال واصبحت الاسرة لا كبير لها من الصبح الكل يبحث عن اكل عيشه ويجتمعون في نهاية اليوم جثث هامدة لا تقوى على شيء ،نقدر ظروفنا في الاكل والشرب والعلاج والتعليم والافراح والاتراح والجنس ،  اصبح الانسان السوداني كالح يعطيك احساس بان من فارقته لبضعة شهور تجده قد تغير في سلوكه وشكله ، شباب محبطين تجدهم متابطين جرادل ليبع الماء او كماسرة او عتالة برغم نيلهم قسط من التعليم او البحث عن الذهب تلكم الكذبة الكبرى التي قضت على عدد كبير من شباب هذا الوطن الذي كنا ندخره لايام اتية اصبحوا يتعلقون على اي امل او اشاعة كما الغريق الذي يتعلق على قشة لإنقاذه من الغرق اصبحوا شبابا بلا طموح هائمين على الارض بين مطرقة الامال وسندان تحقيقها وكل ما يسجنوه في عهد الظلم الذي يسمى كذبا الانقاذ غير السراب شعب بلا طموح وقادة تكلسوا في الكراسي والسلطة وشبعوا حد التخمة وبطروا وأصبحوا لا يروا لا يسمعوا لانهم في عالم والشعب في عالم تقدير الظروف وينبريء الينا رئيس النظام  الذي في الحقيقة هو الراعي الرسمي لمؤسسات الفساد  ويقول من يثبت فسادهم سوف نحاكمهم  في الميادين العامة وهل تحجب اشعة الشمس في بلد مداري وما نعايشه من فساد وسؤ حكم  لو سؤل راعي الضأن في الفيافي لعرف من هم الفاسدين في ارض الوطن المنهوب الذي اصبح مواطنه يتسول برغم العفة جردتم هذا الشعب من اعظم خصاله المتوارثة من تداخل واخاء ومحبة وابتلى في عهدكم بألنعرات القبلية والشقاق والنفاق
  انتم نبت شيطاني انتم عاهة حلت الوطن واصبحتم حملا ثقيلا على صدرونا كما قال محمود درويش:
ايها المارون فوق الكلمات العابرة ... احملوا اسمائكم وانصرفوا
واسحبوا ساعاتكم من وقتنا وانصرفوا
وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة وخذوا ما شئتم من صور كي تعرفوا .... انكم لا تعرفوا،،،

ختاما لابد من الاحساس الذاتي لكل سوداني والجلوس مع النفس و القناعة التامة بدواعي التغيير لا بدواعي تقدير الظروف يكفي تقدير للظروف في كل مناحي حياتنا من حقنا ان نحلم ومن حقنا ان نحقق هذا الحلم وكل مقومات الدولة الراعية والكفيلة بتحقيق حلمنا موجود يجب ان نمسح من ذاكرتنا مصطلحات الاستكانة والاستسلام والقبول بالوضع المهين من تقدير الظروف فمهما قدرنا ظروفنا لنعيش سوف تأتي لحظة لا نقدر على اي تقدير ونكون شعبا فاقد اهم شيء قبل الحرية الكرامة.
 وصلنا مرحلة حد السيجارة نفس ولا خيار امامنا غير رميها والدوس عليها هبوا الى ما تبقى لكم من وطن ومن كرامة ومن شجاعة الجوع يحاصرنا الفاقة تحاصرنا الذل والهوان والهجرة النزوح وتشظي الوطن يحاصرنا لا خيار امامنا الا الثورة فهلا استجبتم ،،
 
مودتي // على ادم دفع الله
alipsl@hotmail.com

السلطات تصادر عدد اليوم الاربعاء 22/1/2014من جريدة الجريدة

$
0
0


الخرطوم / حيدر احمد خيرالله
قامت سلطات الامن اليوم بمصادرة جريدة الجريدة بعد طباعتها ، دون إبداء
الاسباب كما هى العادة فى المصادرات للصحيفة والهدف منها تجفيف كافة
مواردها ( وتأديبها ) حتى يتم تدجينها ، وقد استجابت الجريدة لدعاوي
مكافحة الفساد ونشرت الجزء الاول من ملف شركة الاقطان والذى إتهم فيه
المراجع العام وزير المالية الحالي السيد / بدرالدين محمود بالتزوير ،
فكانت ردة الفعل الاولى المصادرة بديلا عن تشجيع نهج محاربة الفساد ، من
جهته أعرب الاستاذ / عوض محمد عوض رئيس مجلس الادارة عن إستيائه من
المصادرة وقال ان الصحيفة نهجها المهنية والموضوعية والانحياز للاغلبية
الصامتة وستواصل هذه المسيرة بكل العزم والتصميم والصمامة .. (وزاد) بأن
الخيارات امامه مفتوحة لكل السبل القانونية..

في ذكرى رحيل المناضل القومي بدرالدين مدثر

$
0
0


 
في الذكرى الثامنة لرحيل المناضل القومي بدر الدين مدثر،  يقيم حزب البعث العربي الاشتراكي مهرجانا خطابيا تحية لذكراه الخالدة، يتحدث فيه ممثلين للقوى السياسية واصدقاء ورفاق الراحل الكبير عن ماّثره. ويشتمل على قراءات شعرية و فلم وثائقي وعدد خاص من صحيفة "الهدف"وكل ما هو فريد عن الراحل المقيم.
الزمان: السبت 25 يناير 2014م الساعة 7 مساء.
المكان: دار حزب البعث العربي الاشتركي في مدينة امدرمان شرق استاد المريخ.
 الدعوة عامة

Viewing all 1667 articles
Browse latest View live


Latest Images